حل الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان الأربعاء بالعراق في زيارة، هي الأولى له منذ انتخابه رئيسا للبلاد، والتي من المقرر أن تدوم ثلاثة أيام حسب الرئاسة الإيرانية. وقال مكتب رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في بيان أن الأخير سيعقد مع بيزشكيان "مباحثات موسعة (...) ستركز على تطورات الأوضاع في المنطقة والأحداث في غزة، فضلا عن البحث في تعزيز ملفات التعاون الاقتصادي والأمني والتجاري، والشراكة في عدد من قطاعات التنمية".
يقوم الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان الأربعاء بزيارة إلى العراق هي الأولى له إلى الخارج منذ انتخابه في تموز/ يوليو. وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن هذا الأخير "استقبل رئيسالجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد مسعود بيزشكيان"، مرفقا بيانه بصور يتصافح فيها الرجلان على مدرج المطار ثم يسيران على سجادة حمراء بحضور مسؤولين وعسكريين.
وبث التلفزيون الرسمي العراقي لقطات للرجلين خلال مراسم الاستقبال التي تخللها عزف للنشيدين الوطنيين.
بعد ذلك، توجه بيزشكيان إلى موقع اغتيال القائد السابق لفيلق القدس اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بضربة أمريكية على بغداد في العام 2020. ووضع إكليلا من الزهر، حسبما أظهرت اللقطات.
وحط بيزشكيان في بغداد بعد ساعات قليلة من سماع دوي انفجار داخل مطار بغداد الدولي في قاعدة يشغلها مستشارون للتحالف الدولي، حسبما أفادت القوات الأمنية العراقية، فيما تحدث مسؤول أمني عن سقوط "صاروخين".
وقالت القوات الأمنية في بيان إنه "لم يتسن لها معرفة حقيقة ونوع الانفجار"، مؤكدة مع ذلك أن "حركة الطيران المدني طبيعية لجميع الرحلات".
وأشار مكتب السوداني في بيان إلى أنه سيعقد مع بيزشكيان "مباحثات موسعة (...) ستركز على تطورات الأوضاع في المنطقة والأحداث في غزة، فضلا عن البحث في تعزيز ملفات التعاون الاقتصادي والأمني والتجاري، والشراكة في عدد من قطاعات التنمية".
وقال بيزشكيان قبل مغادرته طهران إن "هذه الرحلة ستكون جيدة وفعالة من أجل خلق وتعميق العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية والأمنية مع الدول الإسلامية بدءا بالعراق، حتى نتمكن من حل الكثير من المشاكل التي قد تكون قائمة".
ويهيمن حلفاء طهران العراقيون على البرلمان، وكان لهم دور أساسي في اختيار رئيس الحكومة الحالي. ويزور سنويا ملايين الحجاج الإيرانيين مدينتَي النجف وكربلاء العراقيتين المقدستين.
وبعد حرب امتدت بين العامين 1980 و1988، تعززت العلاقات بين العراق وإيران خلال العقدين الماضيين بعد الغزو الأمريكي في العام 2003 الذي أطاح بنظام صدام حسين.
ويتوقع المحلل السياسي العراقي علي البيدر أن تكون الزيارة "مهمة جدا" لكلا البلدين كـ"مؤشر على أن التقارب بنفس المستوى وأن الطرفين يتبادلان نفس المزاج في تحسين العلاقات وإن لن تتغير في ظل وجود رئيس (إيراني) إصلاحي".
وكان بيزشكيان تعهد إعطاء "الأولوية" لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة في إطار سعيه إلى تخفيف عزلة إيران الدولية وتخفيف تأثير العقوبات الغربية على اقتصاد الجمهورية الإسلامية.
وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن حجم التجارة غير النفطية بين إيران والعراق بلغ حوالي خمسة مليارات دولار بين آذار/مارس 2024 وتموز/يوليو 2024.
وتصدر إيران كذلك ملايين الأمتار المكعبة من الغاز يوميا إلى العراق لتشغيل محطات الطاقة. وهناك متأخرات في الدفع على العراق مقابل هذه الواردات التي تغطي 30% من احتياجاته من الكهرباء، تقدّر بمليارات الدولارات.
وفي أيلول/سبتمبر 2023، أطلق البلدان "مشروع ربط البصرة-الشلامجة" للسكك الحديد وهو خط سيربط المدينة الساحلية الكبيرة في أقصى جنوب العراق بمعبر الشلامجة الحدودي على مسافة أكثر من 32 كيلومترا.
لكن في عملية توازن دقيق، تحافظ الحكومة العراقية أيضا على علاقات استراتيجية مع واشنطن خصوصا من الناحية العسكرية.
وفي السياق الدولي دائما، تعهد بزشكيان خلال حملته الانتخابية السعي لإحياء الاتفاق الدولي لعام 2015 الذي أتاح رفع عقوبات اقتصادية عن طهران لقاء تقييد أنشطتها النووية. وانسحبت الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق في 2018 معيدة فرض عقوبات قاسية خصوصا على صادرات النفط.
وعين بيزشكيان مهندس اتفاق العام 2015 الدبلوماسي محمد جواد ظريف نائبا له للشؤون الاستراتيجية في إطار سعيه إلى انفتاح إيران على الساحة الدولية.
ودانت الحكومات الفرنسية والألمانية والبريطانية الثلاثاء "قيام إيران بعملية تصدير وحيازة روسيا لصواريخ بالستية إيرانية"، معلنة أنها ستفرض عقوبات جديدة على طهران. من جهتها، هددت إيران الأربعاء بـ"اتخاذ تدابير" بشأن العقوبات الأوروبية "العدائية".
وفي آذار/مارس 2023، وقّع العراق وإيران اتفاقا أمنيا بعد أشهر قليلة على تنفيذ طهران ضربات ضد مجموعات كردية معارِضة في شمال العراق. ومنذ ذلك الحين، اتفق البلدان على نزع سلاح المجموعات المتمردة الكردية الإيرانية وإبعادها عن الحدود المشتركة.
وتتهم طهران هذه المجموعات بالحصول على أسلحة من جهة العراق، وبتأجيج المظاهرات التي اندلعت في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في أيلول/سبتمبر 2022، بعد أيام على توقيفها من جانب شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز
يقوم الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان الأربعاء بزيارة إلى العراق هي الأولى له إلى الخارج منذ انتخابه في تموز/ يوليو. وجاء في بيان لمكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني أن هذا الأخير "استقبل رئيسالجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد مسعود بيزشكيان"، مرفقا بيانه بصور يتصافح فيها الرجلان على مدرج المطار ثم يسيران على سجادة حمراء بحضور مسؤولين وعسكريين.
وبث التلفزيون الرسمي العراقي لقطات للرجلين خلال مراسم الاستقبال التي تخللها عزف للنشيدين الوطنيين.
بعد ذلك، توجه بيزشكيان إلى موقع اغتيال القائد السابق لفيلق القدس اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس بضربة أمريكية على بغداد في العام 2020. ووضع إكليلا من الزهر، حسبما أظهرت اللقطات.
وحط بيزشكيان في بغداد بعد ساعات قليلة من سماع دوي انفجار داخل مطار بغداد الدولي في قاعدة يشغلها مستشارون للتحالف الدولي، حسبما أفادت القوات الأمنية العراقية، فيما تحدث مسؤول أمني عن سقوط "صاروخين".
وقالت القوات الأمنية في بيان إنه "لم يتسن لها معرفة حقيقة ونوع الانفجار"، مؤكدة مع ذلك أن "حركة الطيران المدني طبيعية لجميع الرحلات".
ما هي الملفات التي سيبحثها الطرفان؟
وذكر موقع الرئاسة الإيرانية الإلكتروني الثلاثاء أن زيارة بيزشكيان ستستمر ثلاثة أيام، مشيرا إلى أن الرئيس الإيراني سيعقد، بالإضافة إلى الاجتماعات الرسمية، لقاءات مع إيرانيين في العراق ومع رجال أعمال. وسيزور مدن النجف وكربلاء والبصرة وكذلك إقليم كردستان العراق الذي تربطه بطهران علاقات متوترة.وأشار مكتب السوداني في بيان إلى أنه سيعقد مع بيزشكيان "مباحثات موسعة (...) ستركز على تطورات الأوضاع في المنطقة والأحداث في غزة، فضلا عن البحث في تعزيز ملفات التعاون الاقتصادي والأمني والتجاري، والشراكة في عدد من قطاعات التنمية".
وقال بيزشكيان قبل مغادرته طهران إن "هذه الرحلة ستكون جيدة وفعالة من أجل خلق وتعميق العلاقات الاقتصادية والثقافية والسياسية والأمنية مع الدول الإسلامية بدءا بالعراق، حتى نتمكن من حل الكثير من المشاكل التي قد تكون قائمة".
زيارة "مهمة جدا"
تتمتع إيران التي تعد أحد الشركاء التجاريين الرئيسيين للعراق بنفوذ سياسي كبير في العراق خصوصا على الأحزاب الشيعية الرئيسية وفصائل الحشد الشعبي التي باتت منضوية في القوات الرسمية العراق.ويهيمن حلفاء طهران العراقيون على البرلمان، وكان لهم دور أساسي في اختيار رئيس الحكومة الحالي. ويزور سنويا ملايين الحجاج الإيرانيين مدينتَي النجف وكربلاء العراقيتين المقدستين.
وبعد حرب امتدت بين العامين 1980 و1988، تعززت العلاقات بين العراق وإيران خلال العقدين الماضيين بعد الغزو الأمريكي في العام 2003 الذي أطاح بنظام صدام حسين.
ويتوقع المحلل السياسي العراقي علي البيدر أن تكون الزيارة "مهمة جدا" لكلا البلدين كـ"مؤشر على أن التقارب بنفس المستوى وأن الطرفين يتبادلان نفس المزاج في تحسين العلاقات وإن لن تتغير في ظل وجود رئيس (إيراني) إصلاحي".
وكان بيزشكيان تعهد إعطاء "الأولوية" لتعزيز العلاقات مع الدول المجاورة في إطار سعيه إلى تخفيف عزلة إيران الدولية وتخفيف تأثير العقوبات الغربية على اقتصاد الجمهورية الإسلامية.
"إيران بحاجة للسوق العراقية"
يذكّر البيدر بأن "إيران بحاجة الى السوق العراقية لتصدير بضائعها وأيضا بحاجة إلى استيراد العراق من الجانب الإيراني حتى في مجال الطاقة".وذكرت وسائل إعلام إيرانية أن حجم التجارة غير النفطية بين إيران والعراق بلغ حوالي خمسة مليارات دولار بين آذار/مارس 2024 وتموز/يوليو 2024.
وتصدر إيران كذلك ملايين الأمتار المكعبة من الغاز يوميا إلى العراق لتشغيل محطات الطاقة. وهناك متأخرات في الدفع على العراق مقابل هذه الواردات التي تغطي 30% من احتياجاته من الكهرباء، تقدّر بمليارات الدولارات.
وفي أيلول/سبتمبر 2023، أطلق البلدان "مشروع ربط البصرة-الشلامجة" للسكك الحديد وهو خط سيربط المدينة الساحلية الكبيرة في أقصى جنوب العراق بمعبر الشلامجة الحدودي على مسافة أكثر من 32 كيلومترا.
العراق والعلاقات مع إيران من جهة وواشنطن من جهة أخرى
وتأتي زيارة بيزشكيان وسط اضطرابات في الشرق الأوسط أثارتها الحرب التي اندلعت في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، والتي دفعت المجموعات المسلحة المدعومة من إيران في جميع أنحاء المنطقة لدعم الفلسطينيين.لكن في عملية توازن دقيق، تحافظ الحكومة العراقية أيضا على علاقات استراتيجية مع واشنطن خصوصا من الناحية العسكرية.
وفي السياق الدولي دائما، تعهد بزشكيان خلال حملته الانتخابية السعي لإحياء الاتفاق الدولي لعام 2015 الذي أتاح رفع عقوبات اقتصادية عن طهران لقاء تقييد أنشطتها النووية. وانسحبت الولايات المتحدة أحاديا من الاتفاق في 2018 معيدة فرض عقوبات قاسية خصوصا على صادرات النفط.
وعين بيزشكيان مهندس اتفاق العام 2015 الدبلوماسي محمد جواد ظريف نائبا له للشؤون الاستراتيجية في إطار سعيه إلى انفتاح إيران على الساحة الدولية.
ودانت الحكومات الفرنسية والألمانية والبريطانية الثلاثاء "قيام إيران بعملية تصدير وحيازة روسيا لصواريخ بالستية إيرانية"، معلنة أنها ستفرض عقوبات جديدة على طهران. من جهتها، هددت إيران الأربعاء بـ"اتخاذ تدابير" بشأن العقوبات الأوروبية "العدائية".
وفي آذار/مارس 2023، وقّع العراق وإيران اتفاقا أمنيا بعد أشهر قليلة على تنفيذ طهران ضربات ضد مجموعات كردية معارِضة في شمال العراق. ومنذ ذلك الحين، اتفق البلدان على نزع سلاح المجموعات المتمردة الكردية الإيرانية وإبعادها عن الحدود المشتركة.
وتتهم طهران هذه المجموعات بالحصول على أسلحة من جهة العراق، وبتأجيج المظاهرات التي اندلعت في أعقاب وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني في أيلول/سبتمبر 2022، بعد أيام على توقيفها من جانب شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.
فرانس24/ أ ف ب/ رويترز