عبر الأفلام، تم رسم صورة أبي لهب في أذهاننا على أنه رجل أشعت أغبر، يأكل بشراهة و يشرب الخمر بنهم، و يتكلم بفظاظة و مجالسه كلها فجور و مجون وسط قهقهات و رقصات الجواري …
و الحقيقة أنه كان رجلا ذكيا مسؤولا و من عليّة قومه، أو كما يقال بلغة عصرنا، كان من نخبة المجتمع، و كان راقيا و محترماً.
لو كان بيننا لكان رجلا وسيما بربطة عنق و ببذلة أنيقة و لكان يملك سيارة فارهة و يسكن بڤيلا جد راقية، و لكان مؤثرا في المجتمع، تستقبله منابر الإعلام و يشارك في الندوات و المؤتمرات. و كان حتما سيكون بيننا مناصرون له من المجتمع المدني و من الصحافة و من رجال الفكر والسياسة، يعتبرون وأده للبنات حرية شخصية و استعباده للبشر ضرورة اقتصادية و مجتمعية. و يصنفون أفكاره الشيطانية كمشاريع جيدة لحل مشاكل المجتمع.
لو كان أبو لهب بيننا، لوجدت آلاف صفحات الفايسبوك تدعمه من قبيل "صفحة محبي أبي لهب" أو "كلنا أبو لهب". و لربما تمكن من التأثير لإصدار قانون يعتبر قولك "تبّت يدا أبي لهب و تبّ" جريمة قذف و سب في حقه، تستوجب المحاكمة و السجن.
لو كان أبو لهب بيننا…. لماذا لو كان.. فربما هو كائن بيننا في صور متعددة.
منقول