مثل ذكره الله تعالى في حق من يتبع إنفاقه بالمن والأذى

ابو مهند الزهراني

صقور الدفاع
إنضم
8 يونيو 2015
المشاركات
20,151
التفاعل
69,339 1,017 0
الدولة
Saudi Arabia
2-266.png



هذا المثل مضروب لمن عمل عملا لوجه الله تعالى من صدقة أو غيرها ثم عمل أعمالا تفسده

فمثله كمثل صاحب هذا البستان الذي فيه من كل الثمرات، وخص منها النخل والعنب لفضلهما وكثرة منافعهما، لكونهما غذاء وقوتا وفاكهة وحلوى
وتلك الجنة فيها الأنهار الجارية التي تسقيها من غير مؤنة، وكان صاحبها قد اغتبط بها وسرته

ثم إنه أصابه الكبر فضعف عن العمل وزاد حرصه، وكان له ذرية ضعفاء ما فيهم معاونة له، بل هم كل عليه، ونفقته ونفقتهم من تلك الجنة

فبينما هو كذلك إذ أصاب تلك الجنة إعصار وهو الريح القوية التي تستدير ثم ترتفع في الجو، وفي ذلك الإعصار نار فاحترقت تلك الجنة

فلا تسأل عما لقي ذلك الذي أصابه الكبر من الهم والغم والحزن، فلو قدر أن الحزن يقتل صاحبه لقتله الحزن
كذلك من عمل عملا لوجه الله فإن أعماله بمنزلة البذر للزروع والثمار، ولا يزال كذلك حتى يحصل له من عمله جنة موصوفة بغاية الحسن والبهاء

وتلك المفسدات التي تفسد الأعمال بمنزلة الإعصار الذي فيه نار
والعبد أحوج ما يكون لعمله إذا مات وكان بحالة لا يقدر معها على العمل، فيجد عمله الذي يؤمل نفعه هباء منثورا
ووجد الله عنده فوفاه حسابه. والله سريع الحساب

فلو علم الإنسان وتصور هذه الحال وكان له أدنى مسكة من عقل لم يقدم على ما فيه مضرته ونهاية حسرته
ولكن ضعف الإيمان والعقل وقلة البصيرة يصير صاحبه إلى هذه الحالة التي لو صدرت من مجنون لا يعقل
لكان ذلك عظيما وخطره جسيما
فلهذا أمر تعالى بالتفكر وحثَّ عليه فقال:
{ كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون}




 
دعت الآيات القرآنية وحثت على الإنفاق في سبيل الله
وحذرت من محبطات الأعمال
وهي المن والأذى والرياء

ولقد ضرب الله أربع أمثلة بليغة

المثل الأول:
(مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ
فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)

ضرب الله مثلا للذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل الحبة التي أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة
وذلك تعبيرا على إكثار الله لأعمالهم وتنميتها يوم القيامة.

المثل الثاني:
(فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ عَلَيْهِ تُرَابٌ فَأَصَابَهُ وَابِلٌ فَتَرَكَهُ صَلْدًا لَا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ)

ضرب مثلا آخر عن الذي ينفق ماله في سبيل الله ثم يفسد عمله بالمن والأذن فهو كالمرائي بعمله
أي لا تبطلوا ثواب صدقاتكم بالمن والأذى كإبطال المنافق الذي ينفق ماله رئاء الناس
ولا يريد بإنفاقه رضا الله ولا ثواب الآخرةفمثله كمثل الصخرة الناعمة التي عليها تراب فأصابها المطر الشديد
فأذهب ما كان عليها من تراب
كذلك المن والأذى والرياء يهلكوا العمل الصلاح يوم القيامة.

المثل الثالث:
(وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ
فَإِنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)

(والمعنى هو مثل نفقة هؤلاء في زكاتها عند الله { كَمَثَلِ جَنَّةٍ } بستان {بِرَبْوَةٍ } مكان مرتفع
وخصها لأن الشجر فيها أزكى وأحسن ثمراً { أَصَابَهَا وَابِلٌ } أي مطر شديد « فَئَاتَتْ أُكُلُهَا » أي أثمرت مثلي ما كانت تثمر قبل
بسبب الوابل { فَإِن لَّمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ } فمطر صغير القطر يكفيها لكرم منبتها
أو مثل حالهم عند الله بالجنة على الربوة ونفقتهم الكثيرة والقليلة بالوابل والطل
وكما أن كل واحد من المطرين يضعف أكل الجنة فكذلك نفقتهم كثيرة كانت أو قليلة بعد أن يطلب بها رضا الله تعالى
زاكية عند الله زائدة في زلفاهم وحسن حالهم عنده
{والله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ }
يرى أعمالكم على إكثار وإقلال ويعلم نياتكم فيهما من رياء وإخلاص)

المثل الرابع:

(أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ
وَأَصَابَهُ الْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَاءُ فَأَصَابَهَا إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَاحْتَرَقَتْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ)
 

واحدة من اعظم مكارم الاخلاق الحسنة والصدقة والمساعدة بدون منّ وعلو

وواحدة من اسوئها ايضا انكار المعروف

والامران منتشران للاسف لااعلم هل هو بعد عن الدين ام الدنيا في آخر الزمن

شكرا لتذكيرنا وجزاك الله خيرا
 

واحدة من اعظم مكارم الاخلاق الحسنة والصدقة والمساعدة بدون منّ وعلو

وواحدة من اسوئها ايضا انكار المعروف

والامران منتشران للاسف لااعلم هل هو بعد عن الدين ام الدنيا في آخر الزمن

شكرا لتذكيرنا وجزاك الله خيرا
1724467162883.png
 
عودة
أعلى