الدرر الصحاح في تحقيق النجاح
محمد الخضيري الجميلي
اعداد :
أ.محمد خضيري علي الجميلي
بسم الله الرحمن الرحيم
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ
الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي
شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {55}
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ {56}سورة النور
الاهداء
الى كل من وضع المعالي نصب عينيه وعمل جاهدا يروم الوصول اليها
الى كل من اراد بلوغ النجاح ملتزما بالالحاح
الى كل من قرا كتابي هذا
جهدي اليكم اقدمه هدية
ومعه سلام وتحية
الدرر الصحاح في تحقيق النجاح
المراجع
راجع الملحق (أ)
المقدمة
1.بداية احمد الله ربي المتوحد بكامل الصفات والأفعال ,والمنزه عن الأنداد والأمثال ,احمده سبحانه وتعالى على جزيل النعم والأفضال ,واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال, واشهد ان محمدا عبده ورسوله ما تغيرت الأزمان والأحوال ,واساله تعالى ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال ,ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن السيئات في الاعمال ,وان يقينا واياكم عذاب النيران والاهوال , وان يدخلنا نعيم جناته محققين بذلك الآمال ,
أما بعد :
2. قال تعالى (وقل رب زدني علما ) طه 114 .وقال تعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ) الزمر 9. وقال رسول الله صل الله عليه وسلم (ان الله وملائكته واهل السموات والارض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير) .
3. اعلم انك قد بدات خطوة رائعة نحو النجاح لانك أنت شخص متميز تبحث عن النجاح وأحداث تغيير فعال في حياتك وتسألني كيف عرفت ذلك ؟؟ أقول لك، إن الإنسان المتميز بحق عادة ما يبحث عن أساليب تساعده على تغيير نفسه وحياته نحو الأفضل وهذا هو الذي قادك إلى قراءة هذا الكتاب لانك من المتميزين وحيث يقول "انتوني روبينز" في كتابة الرائع "أيقظ العملاق داخلك" : "وهو خطوة نحو النجاح حيث ان الإحصائيات مدون فيها ان أقل من 10% ممن يشترون كتاباً ما هم فقط الذين يتعدون في قراءتهم الفصل الأول" والحقيقة أن هؤلاء الذين لا يعرفون كيف يستفيدون من الكتب التي يشترونها يهدرون ثروات جبارة يمكنها أن تغير حياتهم ولا شك أنك أخي القارئ أختي القارئة ليست ممن يميلون لخداع أنفسهم باهمال ما يقرأون ، وأنا على ثقة من أنك ستحاول الإفادة مما ستقرأ في هذا الكتاب والتي تتناول موضوع النجاح في الحياة والتي نقتبس بعضها من كتاب "أيقظ العملاق داخلك Awaken the Giant Within". وبعض المراجع الأخرى .
.3قد يسال احدهم كيف استفيد مما تكتب ؟ أقول لك حاول أن تقرأ هذا الموضوع أكثر من مرة ثم لتكن معك مذكرة خاصة تنقل فيها كل جملة تشعر أنها تؤثر فيك أو كل فكرة تجد أنه بالإمكان تطبيقها ، ثم اشرع في التطبيق في الحال . كل يوم طبق فكرة أو أكثر وستذهل من النتيجة الرائعة التي ستصل إليها بمشيئة الله تعالى بعد ستة أشهر من الآن ، وأحب أن أكرر أن الذي لا يطبق لا يحصل على نتيجة . يقول تعالى في كتابة الكريم : (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }الرعد11) .. إذن فزمام أمرك في يدك وكلما تقدمت البحوث في مجال النفس الإنسانية كلما وجدناها تقترب من النصائح والحكم التي وردت في القرآن الكريم خاصة وفي الكتب السماوية عامة وهذا ليس بالأمر المستغرب لأن الذي خلق الإنسان والذي أنزل الكتب السماوية هو إله واحد وكلما تطور الإنسان في عمله كلما اكتشف أكثر من حكمة الحياة وعظمة الخالق جل وعلى . ولكي يكون التغيير الذي ستحدثه في حياتك ذا قيمة حقيقة فلا بد أن يكون تغييرا دائماً ومستمراً ، وكلنا قد مر علينا التغيير في لحظة من لحظات حياتنا وربما شعرنا أحيانا بالإحباط وخيبة الأمل فكثير من الناس يحدثون بعض التغييرات في حياتهم وهم يشعرون بالخوف لماذا؟ لأنهم وبعقولهم الباطنة يعتقدون أن هذا التغيير لم يكون إلا مؤقتاً وسنضرب على ذلك مثلاً : تجد أن أحد الأشخاص الذين تعرفهم يعاني من وزن زائد وكلما نوى أن يطبق نظاماً غذائياً معيناً لخفض وزنه الزائد تجده يؤجل موعد بدء هذا النظام أو أن يستمر فيه لفترة ثم يوقفه والسر في ذلك يكمن في أن هذا الشخص يدرك بعقله الباطن أن أي ألم سيتحمله من أجل إنقاص وزنه أو أحداث أي تغيير في حياته سيعود عليه في النهاية بمردود قصير الأمد ، وبتعبير آخر أنه يعلم داخل عقله اللاوعي أنه سيعود مرة أخرى إلى حالة زيادة الوزن التي كان عليها .ويتحدث "روبينز" عن الكيفية التي بها غير حياته قائلاً : "((لقد اتبعت في معظم سنوات حياتي ما أعتبره المبادئ المنظمة للتغيير الدائم")) .وكما جاء في كتاب أ.مصطفى صادق الرافعي ((قضت الحياة ان يكون النصر لمن يحتمل الضربات لا لمن يضربها ))
4. سنحاول أن نتعلم بإذن الله تعالى هذه الحكم التي يمكنها أن تغير حياتنا إلى الأفضل وبشكل دائم . ولكن وفي هذه اللحظة بالتحديد سنحاول أن نتعرف على واحد ة من أهم الحكم للتغيير يمكننا أن نستخدمها في الحال لكي نغير بها حياتنا . ورغم بساطة هذه الاقوال إلا أنها قوية وفعالة للغاية عندما تطبق بعناية ومهارة . وهذه تفيد على المستوى الفردي والجماعي بل والعالمي .
فإذا أردت في يوم من الأيام أن تحدث تغييرا حقيقيا في حياتك فأول شئ عليك أن تفعله هو أن ترفع من مستوياتك أو تزيد من مقاييسك (To Raise your Standards) وسنوضح ذلك بعدة أمثلة ، على المستوى الصحي يجب معالجة جميع الامراض في الجسم ولا تكتفي بأن عندك مرض واحد بل ليكن المستوى الصحي الذي تحلم به هو أن تعالج هذا المرض وتكتسب لياقة بدنية وتزيد من طاقتك ، وعلى المستوى الروحي لا تكتفي بأنك تؤدي الفروض المكتوبة في العبادة بل ابحث عن السنن والنوافل وتعمق في دينك أكثر وتقرب يوماً بعد يوم الى الله تعالى ولا تقل ( أنا بخير وهذا يكفيني ) فأنت لن تقف مكانك بل تأكد أنك إذا لم تتقدم فسوف تتأخر ، وعلى المستوى الأسري لا تقل لنفسك ( حالتي معقولة ) بل حاول أن تبحث عن سعادة أكثر احلم بمراكز أعظم لأولادك وخطط لذلك من الآن . أقوى مجال في حياتك هو المجال الروحي وهذا وفقا لأحدث البحوث النفسية لذا فإنك إذا أحدثت تغييراً في باقي مجالات حياتك ) اجتماعي - صحي - نفسي - مهني - عقلي ) سيكون يسيراً للغاية وهذا ما يفسر لنا سر تحول العرب بعد دخولهم الإسلام ، فبعد أن كانوا أناسا خاملي الذكر أصبحوا بالإسلام قوة جبارة تحكم العالم بالعدل والسلام وخرج منهم علماء في شتى مجالات الحياة أناروا العالم بنور العلم الذي بهداه تقدم الغرب وصنعوا حضارتهم الحالية التي ننبهر من روعتها رغم أنها وليدة حضارتنا الإسلامية والتي نجهل قوتها الكامنة . أن أول شئ ينبغي عليك أن تغيره في نفسك هو الطلبات التي تطلبها من نفسك اكتب كل الأشياء التي لا تقبلها في حياتك سواء بسواء من نفسك أو من الآخرين ثم اسأل نفسك ( هل ما أعاني منه سببه فيّ انا أم في غيري ) إذا كنت ممن يقولون دائماً لأنفسهم ( أنا ملاك أنا ليست بي عيوب ) فرجاء لا تكمل معنا قراءة هذا الكتاب فهو ليس لك ، أما إذا كنت ممن يعتقدون أنك بشر وكما أن لك مميزات فلك عيوب وأنت على استعداد أن تمحو هذه العيوب وتقوي هذه الميزات فتستفيد بمشيئة الله تعالى مما نكتب أقصى فائدة وستحقق نجاحات رائعة فقط اعرف نفسك بصدق ووضوح وإذا ما تأكدت أن الخطأ بالفعل من الطرف الآخر ففكر في طريقة لطيفة لتغيير هذا الموقف الذي لا تحتمله ، كن أمينا مع نفسك فلحظات الأمانة والصدق مع النفس لا تُعدل بملء الأرض ذهبا ثم اسأل نفسك ما هي الأمور التي لن أستطيع أن أتحملها – أجب على الورق . ثم أكتب كل الأشياء التي تتمنى من أعماق قلبك أن تحققها ثم فكر في هؤلاء العظماء والنتائج الرائعة التي وصلوا إليها في حياتهم بعد أن أخذوا عهداً على أنفسهم أن لا يقبلوا بأقل من المستوى الذي حلموا به . تأمل حياة العظماء وعلى رأسهم رسل الله صلوات الله عليهم وسلامه . أدرس سيرة الصحابة رضوان الله عليهم والصحابيات رضوان الله عليهن ، تفكر في سيرة العلماء من القادة والمصلحين من أهل الشرق والغرب ابن سينا وابن حيان والفارابي وخالد بن الوليد وإسحاق نيوتن وإنيشتاين وحسن البنا وإبراهام لينكولن وهيلين كيلر وماري كوري والمهاتما غاندي وسويكيرو هونا وغيرهم من الناجحين الذين قرروا وبكل قوة أن يخطوا خطوة إيجابية رائعة في حياتهم وهي أن يرفعوا من مقاييسهم فالقوة التي توفرت لديهم متوفرة لك أيضا ستكون أيضا بين يديك فقط إذا كانت لديك الشجاعة لكي تحصل عليها ، أن تغيير المنظمات والشركات والدول أو العالم كله يبدأ بخطوة واحدة بسيطة وهي ( أن تغير نفسك ) .
5. وتطبيقا لقول النبي محمد عليه الصلاة والسلام ،( الحكمة ضالة المؤمن )، وعملاً بهذا الحديث الشريف ؛ فرأينا أن نجمع في هذا الكتاب في الأقوال والامثال التي من شأنها أن تنمي الحكمة بين قرائنا الاعزاء وترفع الهمم وتعلي النفوس وتصنع النجاح ، والتي تغير بالانسان الى الافضل إذا ما سعى لتغيير نفسه ، وقد قال الله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، الرعد 11. ولكي نرتقي بالمجتمعات الى ما نطمح اليه من التطور والتقدم , إذا ما كان الهدف هو النجاح والرقي بالمجتمع ؛ إذ إن الحكم والامثال هي نتاج خبرات الشعوب ونتاج تجارب عظماء التاريخ ، ورواد الحضارات ، ولو نظرنا إلى ما بين دفتي هذا الكتاب من أقوال لوجدنا أن بعضها كانت الشرارة لتغير حياة بعض العلماء ، أو كانت البذرة لإبداعٍ نما يوماً بيومٍ حتى صارإنجازاً أو اختراعاً أو منهجاً أو نظرية ، أو تفوقاً ونبوغاً ، أو صلاحاً ورشاداً ، فكم من العباقرة أو العلماء كان السبب في تغييرهم حكمة أو قول مأثور ، أو بيت شعر يحمل معناً . وكم من مخترعٍ حمله على التجريب والاختراع كلمة ، أو حكمة . وليس المعنى أن هذه الكلمة أو تلك أو هذا القول والمثل أو ذاك ,وقد لا يحدث التغيير للوهلة الأولى ، فلربما يجني المرء ثمار هذه الكلمات بعد أعوام ، غير أن المنطلق من تلك الحكمة أو هذا القول أو المثل . ثمة أمور تتحكم في مسارنا وتوجهه ، إما إلى نجاحٍ وتفوقٍ ، أو إلى مقابلِ هذا وهو الفشلُ والانحسارُ ، أن القدرة على استكشاف حقيقة الآخرين والتوافق مع الظروف المحيطة بنا وبالعالم من حولنا هي قدرة فطرية ، إلا أنها تختلف في طبيعتها من شخص إلى أخر ، وتلك هي الطبيعة البشرية ، فترى أن البعض يرغب في قراءة الآخرين من خلال النظر في أعينهم وجها لوجه ، في حين يفضل البعض الآخر ذلك بطريقة مختلفة . ونحن نقرأ الناس كل يوم دون أن تشعر بذلك حيث تقيم ما إذا كان شخص ما طيباً أم خبيثاً ، صادقا أم كاذبا ، فأنت في الأساس تعرف الغث من السمين، ومن ثم تأتي قراءة أي شخص طبيعيه ، ولكن تكمن المشكلة في أن معظمنا لا يعرف كيف يترجم الدوافع وراء المشاعر ، ونستخدم ما يرد إلينا من معلومات لنمكن أنفسنا من السيطرة على موقف معين ، لذا يجب إن نفهم بأن ما تخبرنا به مداركنا وحواسنا هو ما يتوجب علينا إتباعه ولكن كيف نستطيع أن نستوعب ما تقوله حواسنا وكيف نترجمها ؟ وحتى تستطيع قراءة الوجوه يجب عليك إن تتعرف على الحالات التعبيرية لوجوه الاشخاص الاخرين ، والهدف من ذلك هو أن تكون على وعي تام وبمنتهى الدقة بما تعبر به وجوه الأشخاص عندما يتحدثون إليك ، فالنظر إلى الفروق الدقيقة لتعبيرات الوجه وللسلوكيات بوجه عام يمنحك ملامح مختلفة تماما عن الوجه ، وهي تلك الملامح التي لم تكن تدركها أو تعرفها من قبل ، وسوف يساعدك ذلك في أن تصبح قوى الملاحظة . ومن المهم أن تعرف أن هنالك من لا يستطيع أن يؤدي وظائفه بسبب بعض المشاكل النفسية كانفصام الشخصية ، أو ان يكون الشخص مصابا بأزمة مرضية كالجلطة الدماغية .الخ.. لأن هؤلاء الذين يعانون من اضطرابات في الشخصية يجدون صعوبة في تفاعلهم مع الآخرين وقد ينعكس ذلك فيما يقولون وكيفية قولهم والنظرات الجادة والغاضبة او القلقة التي تظهر على وجوههم واعلم ان قيمة اي شي هي تاتي من مدى الحاجة اليه فتراب شبر من ساحل البحر هو في نظر الغريق اثمن من كل ذهب الارض ولكل انسان عقل تحكمه الغريزة وحقيقة الدين ان يكون للغريزة عقل يحكمها ..
6. الإرادة القوية
قال سبحانه وتعــــــــــالى (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ){الطلاق 3. يجب ان نتقي الله اولا ثم تكون ارادتنا قوية . فالإرادة سر النجاح ، ولربما تساءل أحد : هل يكفي الرأي السديد بدون الإرادة القوية ـ فأجبه بأنه لا رأي لمن لا إرادة له ، وإذا ما حددت وجهتك في أمرٍ ما فإن إرادتك وإصرارك هما أولُ زادكَ ، فقد قيل : الإرادة نصف الطريق ، وإن صادف وتعثرت نتيجة أمرٍ ما أو عائق طبيعي أو مفتعل من غيرك فإن هذا مما يزيدك إصراراً ورغبةً في الصمود والوقوف ؛ فليس العيب أن تقع ؛ إنما أن تبقى مكانك ، فامضي في طريقك ، اسع ولا ترجع بخفي حنين ، واجعل للإعتداد بنفسك في نفسك موضعاَ وان ليس في الشرف اعظم من اداء الواجب بشرف ، واعتمد في شؤونك على نفسك ، لا على غيرك ؛ فقد قيل قديماً : من يمتطي جمل جاره لا يصل إلى داره ، وقيل أيضاً : من اتكل على زاد غيره طال جوعه ، فالزم نفسك وساعد غيرك
وكُنْ على الدَّهر مِعواناً لذي أمَلٍ يَرجو نَداكَ فإنَّ الحُرَّ مِعْوانُ
وإن احتجت من غيرك شيئاً فاطلبه ، ولا يكن ديدنك طلب الناس ،
ان كنت لا تستطيع عمل شيءٍ إلا بمساعدة غيرك ودعمه ، واعمل على أن تكون أنت الذي يتحدث عنه بيت الشعر التالي :
وإنّما رجلُ الدُّنيا وواحِدُها من لا يعوِّلُ في الدُّنيا على رَجُلِ
7.الاكتشاف الذاتي
قال تعالى (قل ان تخفوا ما في صدوركم او تبدوه يعلمه الله )ال عمران 29. وفي الحديث الشريف للرسول محمد صل الله عليه وسلم (انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرىء ما نوى )و ان الاكتشاف الذاتي مهم جدا في نجاحك فهومجال العلاقات الاجتماعية فعندما تعرف ذاتك تستطيع تحديد علاقتك بمن حولك وعلاقتك بخالقك وهي علاقة العبد مع ربه وعلاقة الإنسان بواقعه ومجتمعه ويبنى اكتشاف الذات على مايلي :
أولا: العلاقات الاجتماعية: فإن التخلص من العقد المتأصلة في نفوسنا سيفتح أمامنا المجالات المتنوعة لعلاقات أرحب مع الآخرين فعندما تضع في ذهنك هذه المقولة(عند تعاملك مع الناس ، تعامل معهم منطلقا من لحظتك التي تعيشها الآن ! ولا تجلب الماضي البائس)، هذه المقولة لو طبقت من بعض بني البشر لكان الحال مختلفا . وعندما نتعامل مع الآخرين بإطار أننا عندما نخدمهم (لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) لأن الأجر من عند الله فإن الفارق يظهر كالشمس في وسط النهار، ولكن! مع تطبيق التوازن نجد أننا عندما نتعامل بهذا التجريد سينشأ تعامل جاف في بعض جوانبه باعتبار أننا لا ننتظر الجزاء منهم بل من الخالق جل وعلى .
ثانيا: علاقة العبد مع الرحمن الرحيم، بسبب الاكتشاف الذاتي سوف تقوى علاقتك مع الله، وعندما تطبق نظرية التوازن في نفسك فانك ستتعرف على الجوانب المادية في حياتك ونظيرتها الروحية ، وهنا سوف تبحث عن مدى الاتزان الحاصل في نفسك ، فلا يخفى عليك أخي القارئ كم سلبتنا روحانيتنا وشفافيتنا مع ربنا وأسرنا ومجتمعنا هذه المادية التي نعيشها، ولذلك كان التوازن لكي يعيد الأمور إلى نصابها ويحفظ حالة من الاتزان، لذلك كان حريا بكل واحد منا أن يزود كينونته النفسية بجهاز إنذار يعلمه بأي خلل في ذاك التوازن الذي نرتضيه لأنفسنا قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }البقرة143) فعندماأحقق الاكتشاف الذاتي سأصل إلى الأجزاء الناقصة في علاقتي مع ربي وأبدأ بعملية البناء لكي أنهض ببناء أقوى، بمعنى أنني مثلا قد أجد عندي نقصا في حفظ القرآن الكريم مما يعني بسبب معرفتي بنفسي وعلاقتي الصادقة معها سيكون لزام علي أن أحسن هذا الجانب، وأيضا عندما أشعر بنقص في عدد مرات الاستغفار اليومية سيكون لزاما علي أن أزيدها لأنني أعلم الدعاء بيدي أصبح الدواء ، وكذلك ينطبق الأمر على قيام الليل وقراءة القرآن….هذا من الناحية التعبدية ،، أما من ناحية أخرى،فإنك مثلا بعد أن اكتشفت نفسك وجدت أنك تميل يإتجاه العلم في المجال الهندسي مثلا، فلذلك سوف ينصب اهتمامك على الإبداع في هذا المجال لأنك صاحب رسالة وفي نيتك أنك تعبد رب الأرباب بسعيك إلى خدمة الإسلام في مجالك هذا ، وهكذا في العديد في الأمور الحياتية. ثالثا . يروي لنا الد كتور ابراهيم الفقي في كتابه الرائع قوة التحكم في الذات عن قصة الفيل الابيض الذي كان عمره شهران وقع الفيل الأبيض الصغير في فخ الصيادين في أفريقيا وبيع في الأسواق لرجل ثري يملك حديقة حيوانات متكاملة، وبدأ المالك على الفور في إرسال الفيل إلى بيته الجديد في حديقة الحيوان، وأطلق عليه اسم نيلسون. وعندما وصل المالك مع نيلسون إلى المكان الجديد، قام عمال هذا الرجل الثري بربط أحد أرجل نيلسون بسلسلة حديدية قوية، وفي نهاية هذه السلسلة وضعوا كرة كبيرة مصنوعة من الحديد الصلب، ووضعوا نيلسون في مكان بعيد في الحديقة. شعر نيلسون بالغضب الشديد من جراء هذه المعاملة القاسية، وعزم على تحرير نفسه من هذا الأسر، ولكنه كلما حاول أن يتحرك ويشد السلسلة الحديدية كانت الأوجاع تزداد عليه، فما كان منه بعد عدة محاولات إلا أن يستسلم للتعب وينام، وفي اليوم التالي يستيقظ ويفعل الشيء نفسه لمحاولة تخليص نفسه، ولكن بلا جدوى حتى يتعب ويتألم وينام… ومع كثرة محاولاته وكثرة آلامه وفشله قرر نيلسون أن يتقبل الواقع، ولم يحاول تخليص نفسه مرة أخرى، وبذلك استطاع المالك الثري أن يبرمج الفيل نيلسون تماماً. وفي إحدى الليالي بينما كان نيلسون نائم ذهب المالك مع عماله وقاموا بتغيير الكرة الحديدية الكبيرة بكرة صغيرة مصنوعة من الخشب مما كان من الممكن أن تكون فرصة لنيلسون لتخليص نفسه، ولكن الذي حدث كان هو العكس تماماً. فقد تبرمج الفيل على أن محاولاته ستبوء بالفشل وتسبب له الآلام والجراح، وكان مالك حديقة الحيوانات يعلم تماماً أن الفيل نيلسون قوي للغاية، ولكنه كان قد تبرمج تماماً بعدم قدرته وعدم استخدام قوته الذاتية. وفي يوم زار الحديقة فتى صغير مع والدته وسأل المالك “هل يمكنك يا سيدي أن تشرح لي كيف أن هذا الفيل القوي لا يحاول تخليص نفسه من الكرة الخشبية؟” فرد الرجل: “بالطبع أنت تعلم يا بني أن الفيل نيلسون قوي جداً ويستطيع تخليص نفسه في أي وقت، وأنا أيضاً أعرف هذا، ولكن والمهم هو أن الفيل لا يعلم ذلك ولا يعرف مدى قدرته الذاتية”.
فما هي رسالة هذه القصة: معظم الناس تتبرمج منذ الصغر على التصرف بطريقة معينة، ويتكلمون بطريقة معينة، ويعتقدون باعتقادات معينة، ويشعرون بأحاسيس سلبية من أسباب معينة، ويشعرون بالتعاسة لأسباب معينة، واستمروا في حياتهم بنفس التصرفات تماماً مثل الفيل نيلسون… وأصبحوا سجناء في برمجتهم السلبية واعتقاداتهم السلبية التي تحد من حصولهم على ما يستحقون في الحياة. فنجد نسب الطلاق تزداد في الارتفاع والشركات تغلق أبوابها، والأصدقاء يتخاصمون وترتفع نسبة الأشخاص الذين يعانون من الأمراض النفسية والقرحة والصداع المزمن والأزمات القلبية…كل هذا سببه واحد وهو البرمجة السلبية، ولكن هذا الوضع من الممكن تغييره وتحويله إلى مصلحتنا… فأنت وأنا وكل إنسان على هذه الأرض نستطيع تغيير هذه البرمجة واستبدالها بأخرى تساعدنا على العيش بسعادة وتؤهلنا إلى تحقيق أهدافنا. وما نسعى إليه في هذا الكتاب هو إرشادك إلى الطريقة التي تستطيع أن تتحكم في شعورك وأحاسيسك في الحال، وكيف تستطيع تغيير البرمجة السلبية إلى أخرى إيجابية، القضاء على السلوكيات السلبية التي تمنعك من تحقيق أهدافك، والتخلص من الخوف المرضي وتحويله إلى قوة ذاتية. كما يعلمك هذا الكتاب كيف تكتشف وتغير مصادر برمجتك الذاتية، وكيف تولد اعتقاداتك الإيجابية، وكيف تجعل من عواطفك عناصر تفوقك، وأيضاً كيف تجعل من سلوكياتك سلماً للرتقاء الى مجدك .
8.الثقة بالنفس
إن الثقة بالنفس هي طريق النجاح في الحياة ، وإن الوقوع تحت وطأة الشعور بالسلبية والتردد وعدم الاطمئنان للإمكانات هو بداية الفشل وكثير من الطاقات أهدرت وضاعت بسبب عدم إدراك أصحابها لما يتمتعون به من إمكانات أنعم الله بها عليهم لو استغلوها لا ستطاعوا بها أن يفعلوا الكثير .
وإليك بعض الخطوات التي يمكن بها التخلص من كثير من الأفكار والمشاعر السلبية في حياتك ، سواء كانت في الفكر أو السلوك أو الأخلاق أو العادات أو الكلمات أو غيرها ، لترفعها من على كاهلك وتحرر نفسك من وطأتها وتنطلق بالنفس نحو الحياة بثقة أكبر وآمال مشرقة أوسع :
حدد بتجرد وبلا مبالغة أهم الأفكار والصفات السلبية في حياتك .أ.
أفرد كل فكرة أو صفة على حدة .
ب . فكر فيها تفكيراً منطقياً تحليلياً يؤدي إلى معرفتها وذلك بمعرفة أسبابها وحقيقتها وهل هي واقع حقيقي فعلاً أو وهم وخيال إن كانت من الأوهام فحرر نفسك منها وإن كانت واقعاً حقيقياً فتخلص من أسبابها وقلصها إلى أدنى قدر ممكن ، واعلم أن الصفة كما كانت أكثر رسوخاً في حياتك كلما كان استبعادها يحتاج جهد أكبر وزمن أطول. .
.
ج .اربط ذهنك وفكر بشكل مركز وليكن في لحظات صفاء وبعد عن الشواغل والقلق بموقف إيجابي مهم في حياتك مستعيداً كل تفاصيله من صوت وصورة ومشاعر وأجواء محيطة ، فإذا بلغت الذروة من النشاط الذهني والارتياح النفسي والانشراح القلبي وغبت عن واقعك أو كدت فحرك شيئاً من جوارحك أو يوم زواجك أو ليلة قمتها لله أو سماعك خيراً ساراً للمسلمين أو أول يوم رأيت فيه أحد الحرمين أو نحو ذلك .
د. كرر ذلك مرات ومرات حتى يرتبط هذا الموقف الإيجابي بكل مشاعره وتداعياته النفسية والشعورية بهذه الحركة آلياً فبمجرد صدور هذه الحركة منك تنتقل آلياً إلى تلك الحالة النفسية الإيجابية العالية ، وإن لم تتذكر المواقف المادي الذي كان سبباً لها .
إذا وردت عليك أي من تلك المشاعر أو الأفكار السلبية في أي موقف فما عليك إلا أن تغمض عينيك قليلاً وتخرج من تلك الأفكار ثم تتخيل أمامك لوحـــــــة كتب عليها بخط بارز ولون صارخ كلمة ( قف ) )
تأمل هذه الكلمة بعض الوقت وكرر النظر فيها مرة بعد أخرى حتى كأنك لم تعد ترى غيرها .ه.
تجاوزها بنظرك متخيلاً وراءها حدائق غناء وأنهاراً جارية وطيوراً مغردة ونسيماً من الهواء عليلاً وتمتع به قليلاً كل ذلك وأنت مغمض لعينيك .
ثم انتقل إلى المثير الإيجابي وحرك الجارحة التي أصبحت مفتاحاً له واستغرق فيه قليلاً حتى تتبدل حالتك النفسية وتختفي مشاعرك
عد للتفكير فيما كنت فيه من شأن ومن عمل .و.
إذا عادت الأفكار السلبية للإلحاح مرة أخرى فتوقف عن العمل تماماً في هذه اللحظات ، وعش فقط في ذكريات الحالة الإيجابية .
ز. لا تنس ان اللجوء إلى الله ابتداء ونهاية ، لأنه هو الذي أضحك وأبكى ، فبالتوبة والاستغفار ودوام ذكر الله تحيا القلوب
9.الابتسامة والوجه المشرق
كن دائما مبتسما وتلوح الاشراقة على وجهك فان الابتسامة سر النجاح لانها تربطك مع الاخرين بروابط وثيقة وعديدة وبالبسمة تستطيع أن تتعدى حدود القلب ، ولربما حققت بالبسمة ما عجزتَ عن تحقيقه بغيرها ابتسم فإن اليوم خير من الأمس والغد خير من اليوم ، والله جميل يحب الجمال ، ولا يعني هذا أن لا نفي من لم يحظ من الجمال بقدرٍ يؤهله لأن يكون جميلا، فما عليك إلا أن تقدم البسمة ؛واعلم ان ابتسامتك لقبيح أدل لمروءتك من إعجابك بجميل ، وليكن إعجابك بعام الأمور وسطا ، وليدم قلبكَ ملازماً للصواب ، وإن جانبه قليلاً فلا يكن منه على بعدٍ وتجانبٍ بيِّنينِ ؛ فأجهل الناس من قل صوابه وكثر إعجابه. ولا تغضب لان الغضب رغوة تثيرها نار الجهل
ولا تسلم نفسك بيد الناس لتاخذ قراراتك منهم فمن جعل نفسه عظمة اكلته الكلاب .ولا تعتذر الى لئيم حاقد .فان اذل الناس معتذر الى لئيم .
10.الاخفاق اساس النجاح
إياك أن تثنيك الشدائد أو أن يوهنك الإخفاق ، وليكن إخفاقك الخطوة الأولى لنجاحك ، فلا خجل من أن تخفق في شيء ؛ذلك أن الإخفاق أساس النجاح واعلم اخي القاري أفضل حداد يطرق أحيانا إصبعه.
والشدائد تخلق الرجال ، وليكن اعتيادك الشدائد ديدنك ، فقد قيل :
إِذا اِعتادَ الفَتى خَوضَ المَنايا
فَأَهوَنُ ما يَمُرُّ بِهِ الوُحولُ
11. الوسطية
ان خير الامور اوسطها واطلب الوسط في أمرك كله ، وإذا طلبت من غيرك أمراً فليكن أمرك وسطاً ؛ واذا اردت ان تطاع فامر بالمستطاع ، ومعاملة باقي الناس بالحسنة لا تقل أهمية عن غيرهم من أصدقاء وأهل وغير ذلك ، ولها حدود كثيرة منها ،
أ.لا تتطاول على من فوقك فيستخف بك من دونك ،
ب.لا تفرح بسقوط غيرك فلا تدري ما تضمر لك الأيام ، ولتجعل نهجك خير الأمور ، فقد قيل : خير الأمور الوسط . وقيل : تكمن الفضيلة في الوسط ،
ج. ولتكن مرآة أخيك . فقد دخل بعض الاولياء على إبراهيم بن صالح فقال له: عظني: . فقال له الولي: بلغني رحمك الله أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم الموتى، فانظر ماذا تعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عملك. فبكى إبراهيم حتى سالت دموعه.
12.التعاون
قال تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159) ؛وقد أمرنا ربنا عز وجل بالتعاون في جميع امورنا وجعل عمل الجماعة مباركا فيه وفضل الله صلاة الجماعة على كثير من العباداة قال تعالى : وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة2
لان الإنسان لا يستطيع تحقيق النجاح منفرداً في كثير من الامور لذلك يحتاج إلى بناء علاقة مع مجموعةٍ من الناس تقاسمه نفس الأهداف التي يتم تحقيقها من خلال التعاون مع الآخرين ، ولذلك تلعب الشخصية دوراً كبيراً في تحقيق هذه الاهداف ، حيث يعتبر اللطف مع الآخرين واللباقة والبشاشة ضروري لكي يحقق الإنسان ما يريد ، ويمكن للإنسان غير البشوش من خلال تعويد نفسه على الابتسامة والعبارات اللطيفة أن يوجد تحولاً في شخصيته ويصبح شخصاً بشوشاً مع مرور الأيام،والحماس طاقةٌ يحتاجها الإنسان ليندفع في العمل دون توانى أو تخاذل ، فالنجاح أولاً وأخيراً يقوم على توفيق الله للعبد وإعانته له ،وذلك يتم من خلال اتصال العبد بربه واتكاله عليه.
وقد قيل :
إذا العِبْءُ الثقيلُ توزَّعَتْهُ ــــــــ رقابُ القومِ خفَّ على الرِّقاب
13.المكارم
قال تعالى (واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤلا) الاسراء34. فالوفاء بالعهد مهم جدا لكي لا يكون المرء من المنافقين . واعلم أن من شيم الكرام الاعتراف بالإكرام وعلى الإنسان ألا يجحد معروفاً قدم له ، وأن يجعل لموضع الإحسان في قلبه إكباراً لفاعله ، ولتكن نفسه أرض خصبة ينبت فيها الفضل ويثمر ، قال الشاعر
إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا ،
وعلى المرء أيضاً أن لا يسلم عقله لأفضل ظن ، ويترك ما يوقظ حدسه وتخمينه وفطنته ، عليه أن يشك ، الشك داء .. لكنه قد يعلم حكمة ، وتصبر فإن الصبر والمثابرة يولدان العجائب ، واعلم أن الصبر صبران .. صبر على ما تكره ، وصبر على ما تحب ،وقيل :
لا تَجزَعَنَّ إِذا نابَتكَ نائِبَةٌ واصبر ففي الصّبر عند الضّيقِ متَّسعُ ;
محمد الخضيري الجميلي
اعداد :
أ.محمد خضيري علي الجميلي
بسم الله الرحمن الرحيم
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ
الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ
وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي
شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ {55}
وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ
تُرْحَمُونَ {56}سورة النور
الاهداء
الى كل من وضع المعالي نصب عينيه وعمل جاهدا يروم الوصول اليها
الى كل من اراد بلوغ النجاح ملتزما بالالحاح
الى كل من قرا كتابي هذا
جهدي اليكم اقدمه هدية
ومعه سلام وتحية
الدرر الصحاح في تحقيق النجاح
المراجع
راجع الملحق (أ)
المقدمة
1.بداية احمد الله ربي المتوحد بكامل الصفات والأفعال ,والمنزه عن الأنداد والأمثال ,احمده سبحانه وتعالى على جزيل النعم والأفضال ,واشهد ان لا اله الا الله وحده لا شريك له الكبير المتعال, واشهد ان محمدا عبده ورسوله ما تغيرت الأزمان والأحوال ,واساله تعالى ان يتقبل منا ومنكم صالح الاعمال ,ونعوذ بالله من شرور انفسنا ومن السيئات في الاعمال ,وان يقينا واياكم عذاب النيران والاهوال , وان يدخلنا نعيم جناته محققين بذلك الآمال ,
أما بعد :
2. قال تعالى (وقل رب زدني علما ) طه 114 .وقال تعالى (قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لايعلمون ) الزمر 9. وقال رسول الله صل الله عليه وسلم (ان الله وملائكته واهل السموات والارض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير) .
3. اعلم انك قد بدات خطوة رائعة نحو النجاح لانك أنت شخص متميز تبحث عن النجاح وأحداث تغيير فعال في حياتك وتسألني كيف عرفت ذلك ؟؟ أقول لك، إن الإنسان المتميز بحق عادة ما يبحث عن أساليب تساعده على تغيير نفسه وحياته نحو الأفضل وهذا هو الذي قادك إلى قراءة هذا الكتاب لانك من المتميزين وحيث يقول "انتوني روبينز" في كتابة الرائع "أيقظ العملاق داخلك" : "وهو خطوة نحو النجاح حيث ان الإحصائيات مدون فيها ان أقل من 10% ممن يشترون كتاباً ما هم فقط الذين يتعدون في قراءتهم الفصل الأول" والحقيقة أن هؤلاء الذين لا يعرفون كيف يستفيدون من الكتب التي يشترونها يهدرون ثروات جبارة يمكنها أن تغير حياتهم ولا شك أنك أخي القارئ أختي القارئة ليست ممن يميلون لخداع أنفسهم باهمال ما يقرأون ، وأنا على ثقة من أنك ستحاول الإفادة مما ستقرأ في هذا الكتاب والتي تتناول موضوع النجاح في الحياة والتي نقتبس بعضها من كتاب "أيقظ العملاق داخلك Awaken the Giant Within". وبعض المراجع الأخرى .
.3قد يسال احدهم كيف استفيد مما تكتب ؟ أقول لك حاول أن تقرأ هذا الموضوع أكثر من مرة ثم لتكن معك مذكرة خاصة تنقل فيها كل جملة تشعر أنها تؤثر فيك أو كل فكرة تجد أنه بالإمكان تطبيقها ، ثم اشرع في التطبيق في الحال . كل يوم طبق فكرة أو أكثر وستذهل من النتيجة الرائعة التي ستصل إليها بمشيئة الله تعالى بعد ستة أشهر من الآن ، وأحب أن أكرر أن الذي لا يطبق لا يحصل على نتيجة . يقول تعالى في كتابة الكريم : (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ }الرعد11) .. إذن فزمام أمرك في يدك وكلما تقدمت البحوث في مجال النفس الإنسانية كلما وجدناها تقترب من النصائح والحكم التي وردت في القرآن الكريم خاصة وفي الكتب السماوية عامة وهذا ليس بالأمر المستغرب لأن الذي خلق الإنسان والذي أنزل الكتب السماوية هو إله واحد وكلما تطور الإنسان في عمله كلما اكتشف أكثر من حكمة الحياة وعظمة الخالق جل وعلى . ولكي يكون التغيير الذي ستحدثه في حياتك ذا قيمة حقيقة فلا بد أن يكون تغييرا دائماً ومستمراً ، وكلنا قد مر علينا التغيير في لحظة من لحظات حياتنا وربما شعرنا أحيانا بالإحباط وخيبة الأمل فكثير من الناس يحدثون بعض التغييرات في حياتهم وهم يشعرون بالخوف لماذا؟ لأنهم وبعقولهم الباطنة يعتقدون أن هذا التغيير لم يكون إلا مؤقتاً وسنضرب على ذلك مثلاً : تجد أن أحد الأشخاص الذين تعرفهم يعاني من وزن زائد وكلما نوى أن يطبق نظاماً غذائياً معيناً لخفض وزنه الزائد تجده يؤجل موعد بدء هذا النظام أو أن يستمر فيه لفترة ثم يوقفه والسر في ذلك يكمن في أن هذا الشخص يدرك بعقله الباطن أن أي ألم سيتحمله من أجل إنقاص وزنه أو أحداث أي تغيير في حياته سيعود عليه في النهاية بمردود قصير الأمد ، وبتعبير آخر أنه يعلم داخل عقله اللاوعي أنه سيعود مرة أخرى إلى حالة زيادة الوزن التي كان عليها .ويتحدث "روبينز" عن الكيفية التي بها غير حياته قائلاً : "((لقد اتبعت في معظم سنوات حياتي ما أعتبره المبادئ المنظمة للتغيير الدائم")) .وكما جاء في كتاب أ.مصطفى صادق الرافعي ((قضت الحياة ان يكون النصر لمن يحتمل الضربات لا لمن يضربها ))
4. سنحاول أن نتعلم بإذن الله تعالى هذه الحكم التي يمكنها أن تغير حياتنا إلى الأفضل وبشكل دائم . ولكن وفي هذه اللحظة بالتحديد سنحاول أن نتعرف على واحد ة من أهم الحكم للتغيير يمكننا أن نستخدمها في الحال لكي نغير بها حياتنا . ورغم بساطة هذه الاقوال إلا أنها قوية وفعالة للغاية عندما تطبق بعناية ومهارة . وهذه تفيد على المستوى الفردي والجماعي بل والعالمي .
فإذا أردت في يوم من الأيام أن تحدث تغييرا حقيقيا في حياتك فأول شئ عليك أن تفعله هو أن ترفع من مستوياتك أو تزيد من مقاييسك (To Raise your Standards) وسنوضح ذلك بعدة أمثلة ، على المستوى الصحي يجب معالجة جميع الامراض في الجسم ولا تكتفي بأن عندك مرض واحد بل ليكن المستوى الصحي الذي تحلم به هو أن تعالج هذا المرض وتكتسب لياقة بدنية وتزيد من طاقتك ، وعلى المستوى الروحي لا تكتفي بأنك تؤدي الفروض المكتوبة في العبادة بل ابحث عن السنن والنوافل وتعمق في دينك أكثر وتقرب يوماً بعد يوم الى الله تعالى ولا تقل ( أنا بخير وهذا يكفيني ) فأنت لن تقف مكانك بل تأكد أنك إذا لم تتقدم فسوف تتأخر ، وعلى المستوى الأسري لا تقل لنفسك ( حالتي معقولة ) بل حاول أن تبحث عن سعادة أكثر احلم بمراكز أعظم لأولادك وخطط لذلك من الآن . أقوى مجال في حياتك هو المجال الروحي وهذا وفقا لأحدث البحوث النفسية لذا فإنك إذا أحدثت تغييراً في باقي مجالات حياتك ) اجتماعي - صحي - نفسي - مهني - عقلي ) سيكون يسيراً للغاية وهذا ما يفسر لنا سر تحول العرب بعد دخولهم الإسلام ، فبعد أن كانوا أناسا خاملي الذكر أصبحوا بالإسلام قوة جبارة تحكم العالم بالعدل والسلام وخرج منهم علماء في شتى مجالات الحياة أناروا العالم بنور العلم الذي بهداه تقدم الغرب وصنعوا حضارتهم الحالية التي ننبهر من روعتها رغم أنها وليدة حضارتنا الإسلامية والتي نجهل قوتها الكامنة . أن أول شئ ينبغي عليك أن تغيره في نفسك هو الطلبات التي تطلبها من نفسك اكتب كل الأشياء التي لا تقبلها في حياتك سواء بسواء من نفسك أو من الآخرين ثم اسأل نفسك ( هل ما أعاني منه سببه فيّ انا أم في غيري ) إذا كنت ممن يقولون دائماً لأنفسهم ( أنا ملاك أنا ليست بي عيوب ) فرجاء لا تكمل معنا قراءة هذا الكتاب فهو ليس لك ، أما إذا كنت ممن يعتقدون أنك بشر وكما أن لك مميزات فلك عيوب وأنت على استعداد أن تمحو هذه العيوب وتقوي هذه الميزات فتستفيد بمشيئة الله تعالى مما نكتب أقصى فائدة وستحقق نجاحات رائعة فقط اعرف نفسك بصدق ووضوح وإذا ما تأكدت أن الخطأ بالفعل من الطرف الآخر ففكر في طريقة لطيفة لتغيير هذا الموقف الذي لا تحتمله ، كن أمينا مع نفسك فلحظات الأمانة والصدق مع النفس لا تُعدل بملء الأرض ذهبا ثم اسأل نفسك ما هي الأمور التي لن أستطيع أن أتحملها – أجب على الورق . ثم أكتب كل الأشياء التي تتمنى من أعماق قلبك أن تحققها ثم فكر في هؤلاء العظماء والنتائج الرائعة التي وصلوا إليها في حياتهم بعد أن أخذوا عهداً على أنفسهم أن لا يقبلوا بأقل من المستوى الذي حلموا به . تأمل حياة العظماء وعلى رأسهم رسل الله صلوات الله عليهم وسلامه . أدرس سيرة الصحابة رضوان الله عليهم والصحابيات رضوان الله عليهن ، تفكر في سيرة العلماء من القادة والمصلحين من أهل الشرق والغرب ابن سينا وابن حيان والفارابي وخالد بن الوليد وإسحاق نيوتن وإنيشتاين وحسن البنا وإبراهام لينكولن وهيلين كيلر وماري كوري والمهاتما غاندي وسويكيرو هونا وغيرهم من الناجحين الذين قرروا وبكل قوة أن يخطوا خطوة إيجابية رائعة في حياتهم وهي أن يرفعوا من مقاييسهم فالقوة التي توفرت لديهم متوفرة لك أيضا ستكون أيضا بين يديك فقط إذا كانت لديك الشجاعة لكي تحصل عليها ، أن تغيير المنظمات والشركات والدول أو العالم كله يبدأ بخطوة واحدة بسيطة وهي ( أن تغير نفسك ) .
5. وتطبيقا لقول النبي محمد عليه الصلاة والسلام ،( الحكمة ضالة المؤمن )، وعملاً بهذا الحديث الشريف ؛ فرأينا أن نجمع في هذا الكتاب في الأقوال والامثال التي من شأنها أن تنمي الحكمة بين قرائنا الاعزاء وترفع الهمم وتعلي النفوس وتصنع النجاح ، والتي تغير بالانسان الى الافضل إذا ما سعى لتغيير نفسه ، وقد قال الله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ، الرعد 11. ولكي نرتقي بالمجتمعات الى ما نطمح اليه من التطور والتقدم , إذا ما كان الهدف هو النجاح والرقي بالمجتمع ؛ إذ إن الحكم والامثال هي نتاج خبرات الشعوب ونتاج تجارب عظماء التاريخ ، ورواد الحضارات ، ولو نظرنا إلى ما بين دفتي هذا الكتاب من أقوال لوجدنا أن بعضها كانت الشرارة لتغير حياة بعض العلماء ، أو كانت البذرة لإبداعٍ نما يوماً بيومٍ حتى صارإنجازاً أو اختراعاً أو منهجاً أو نظرية ، أو تفوقاً ونبوغاً ، أو صلاحاً ورشاداً ، فكم من العباقرة أو العلماء كان السبب في تغييرهم حكمة أو قول مأثور ، أو بيت شعر يحمل معناً . وكم من مخترعٍ حمله على التجريب والاختراع كلمة ، أو حكمة . وليس المعنى أن هذه الكلمة أو تلك أو هذا القول والمثل أو ذاك ,وقد لا يحدث التغيير للوهلة الأولى ، فلربما يجني المرء ثمار هذه الكلمات بعد أعوام ، غير أن المنطلق من تلك الحكمة أو هذا القول أو المثل . ثمة أمور تتحكم في مسارنا وتوجهه ، إما إلى نجاحٍ وتفوقٍ ، أو إلى مقابلِ هذا وهو الفشلُ والانحسارُ ، أن القدرة على استكشاف حقيقة الآخرين والتوافق مع الظروف المحيطة بنا وبالعالم من حولنا هي قدرة فطرية ، إلا أنها تختلف في طبيعتها من شخص إلى أخر ، وتلك هي الطبيعة البشرية ، فترى أن البعض يرغب في قراءة الآخرين من خلال النظر في أعينهم وجها لوجه ، في حين يفضل البعض الآخر ذلك بطريقة مختلفة . ونحن نقرأ الناس كل يوم دون أن تشعر بذلك حيث تقيم ما إذا كان شخص ما طيباً أم خبيثاً ، صادقا أم كاذبا ، فأنت في الأساس تعرف الغث من السمين، ومن ثم تأتي قراءة أي شخص طبيعيه ، ولكن تكمن المشكلة في أن معظمنا لا يعرف كيف يترجم الدوافع وراء المشاعر ، ونستخدم ما يرد إلينا من معلومات لنمكن أنفسنا من السيطرة على موقف معين ، لذا يجب إن نفهم بأن ما تخبرنا به مداركنا وحواسنا هو ما يتوجب علينا إتباعه ولكن كيف نستطيع أن نستوعب ما تقوله حواسنا وكيف نترجمها ؟ وحتى تستطيع قراءة الوجوه يجب عليك إن تتعرف على الحالات التعبيرية لوجوه الاشخاص الاخرين ، والهدف من ذلك هو أن تكون على وعي تام وبمنتهى الدقة بما تعبر به وجوه الأشخاص عندما يتحدثون إليك ، فالنظر إلى الفروق الدقيقة لتعبيرات الوجه وللسلوكيات بوجه عام يمنحك ملامح مختلفة تماما عن الوجه ، وهي تلك الملامح التي لم تكن تدركها أو تعرفها من قبل ، وسوف يساعدك ذلك في أن تصبح قوى الملاحظة . ومن المهم أن تعرف أن هنالك من لا يستطيع أن يؤدي وظائفه بسبب بعض المشاكل النفسية كانفصام الشخصية ، أو ان يكون الشخص مصابا بأزمة مرضية كالجلطة الدماغية .الخ.. لأن هؤلاء الذين يعانون من اضطرابات في الشخصية يجدون صعوبة في تفاعلهم مع الآخرين وقد ينعكس ذلك فيما يقولون وكيفية قولهم والنظرات الجادة والغاضبة او القلقة التي تظهر على وجوههم واعلم ان قيمة اي شي هي تاتي من مدى الحاجة اليه فتراب شبر من ساحل البحر هو في نظر الغريق اثمن من كل ذهب الارض ولكل انسان عقل تحكمه الغريزة وحقيقة الدين ان يكون للغريزة عقل يحكمها ..
6. الإرادة القوية
قال سبحانه وتعــــــــــالى (وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا ){الطلاق 3. يجب ان نتقي الله اولا ثم تكون ارادتنا قوية . فالإرادة سر النجاح ، ولربما تساءل أحد : هل يكفي الرأي السديد بدون الإرادة القوية ـ فأجبه بأنه لا رأي لمن لا إرادة له ، وإذا ما حددت وجهتك في أمرٍ ما فإن إرادتك وإصرارك هما أولُ زادكَ ، فقد قيل : الإرادة نصف الطريق ، وإن صادف وتعثرت نتيجة أمرٍ ما أو عائق طبيعي أو مفتعل من غيرك فإن هذا مما يزيدك إصراراً ورغبةً في الصمود والوقوف ؛ فليس العيب أن تقع ؛ إنما أن تبقى مكانك ، فامضي في طريقك ، اسع ولا ترجع بخفي حنين ، واجعل للإعتداد بنفسك في نفسك موضعاَ وان ليس في الشرف اعظم من اداء الواجب بشرف ، واعتمد في شؤونك على نفسك ، لا على غيرك ؛ فقد قيل قديماً : من يمتطي جمل جاره لا يصل إلى داره ، وقيل أيضاً : من اتكل على زاد غيره طال جوعه ، فالزم نفسك وساعد غيرك
وكُنْ على الدَّهر مِعواناً لذي أمَلٍ يَرجو نَداكَ فإنَّ الحُرَّ مِعْوانُ
وإن احتجت من غيرك شيئاً فاطلبه ، ولا يكن ديدنك طلب الناس ،
ان كنت لا تستطيع عمل شيءٍ إلا بمساعدة غيرك ودعمه ، واعمل على أن تكون أنت الذي يتحدث عنه بيت الشعر التالي :
وإنّما رجلُ الدُّنيا وواحِدُها من لا يعوِّلُ في الدُّنيا على رَجُلِ
7.الاكتشاف الذاتي
قال تعالى (قل ان تخفوا ما في صدوركم او تبدوه يعلمه الله )ال عمران 29. وفي الحديث الشريف للرسول محمد صل الله عليه وسلم (انما الاعمال بالنيات وانما لكل امرىء ما نوى )و ان الاكتشاف الذاتي مهم جدا في نجاحك فهومجال العلاقات الاجتماعية فعندما تعرف ذاتك تستطيع تحديد علاقتك بمن حولك وعلاقتك بخالقك وهي علاقة العبد مع ربه وعلاقة الإنسان بواقعه ومجتمعه ويبنى اكتشاف الذات على مايلي :
أولا: العلاقات الاجتماعية: فإن التخلص من العقد المتأصلة في نفوسنا سيفتح أمامنا المجالات المتنوعة لعلاقات أرحب مع الآخرين فعندما تضع في ذهنك هذه المقولة(عند تعاملك مع الناس ، تعامل معهم منطلقا من لحظتك التي تعيشها الآن ! ولا تجلب الماضي البائس)، هذه المقولة لو طبقت من بعض بني البشر لكان الحال مختلفا . وعندما نتعامل مع الآخرين بإطار أننا عندما نخدمهم (لا نريد منكم جزاء ولا شكورا) لأن الأجر من عند الله فإن الفارق يظهر كالشمس في وسط النهار، ولكن! مع تطبيق التوازن نجد أننا عندما نتعامل بهذا التجريد سينشأ تعامل جاف في بعض جوانبه باعتبار أننا لا ننتظر الجزاء منهم بل من الخالق جل وعلى .
ثانيا: علاقة العبد مع الرحمن الرحيم، بسبب الاكتشاف الذاتي سوف تقوى علاقتك مع الله، وعندما تطبق نظرية التوازن في نفسك فانك ستتعرف على الجوانب المادية في حياتك ونظيرتها الروحية ، وهنا سوف تبحث عن مدى الاتزان الحاصل في نفسك ، فلا يخفى عليك أخي القارئ كم سلبتنا روحانيتنا وشفافيتنا مع ربنا وأسرنا ومجتمعنا هذه المادية التي نعيشها، ولذلك كان التوازن لكي يعيد الأمور إلى نصابها ويحفظ حالة من الاتزان، لذلك كان حريا بكل واحد منا أن يزود كينونته النفسية بجهاز إنذار يعلمه بأي خلل في ذاك التوازن الذي نرتضيه لأنفسنا قال تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللّهُ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ }البقرة143) فعندماأحقق الاكتشاف الذاتي سأصل إلى الأجزاء الناقصة في علاقتي مع ربي وأبدأ بعملية البناء لكي أنهض ببناء أقوى، بمعنى أنني مثلا قد أجد عندي نقصا في حفظ القرآن الكريم مما يعني بسبب معرفتي بنفسي وعلاقتي الصادقة معها سيكون لزام علي أن أحسن هذا الجانب، وأيضا عندما أشعر بنقص في عدد مرات الاستغفار اليومية سيكون لزاما علي أن أزيدها لأنني أعلم الدعاء بيدي أصبح الدواء ، وكذلك ينطبق الأمر على قيام الليل وقراءة القرآن….هذا من الناحية التعبدية ،، أما من ناحية أخرى،فإنك مثلا بعد أن اكتشفت نفسك وجدت أنك تميل يإتجاه العلم في المجال الهندسي مثلا، فلذلك سوف ينصب اهتمامك على الإبداع في هذا المجال لأنك صاحب رسالة وفي نيتك أنك تعبد رب الأرباب بسعيك إلى خدمة الإسلام في مجالك هذا ، وهكذا في العديد في الأمور الحياتية. ثالثا . يروي لنا الد كتور ابراهيم الفقي في كتابه الرائع قوة التحكم في الذات عن قصة الفيل الابيض الذي كان عمره شهران وقع الفيل الأبيض الصغير في فخ الصيادين في أفريقيا وبيع في الأسواق لرجل ثري يملك حديقة حيوانات متكاملة، وبدأ المالك على الفور في إرسال الفيل إلى بيته الجديد في حديقة الحيوان، وأطلق عليه اسم نيلسون. وعندما وصل المالك مع نيلسون إلى المكان الجديد، قام عمال هذا الرجل الثري بربط أحد أرجل نيلسون بسلسلة حديدية قوية، وفي نهاية هذه السلسلة وضعوا كرة كبيرة مصنوعة من الحديد الصلب، ووضعوا نيلسون في مكان بعيد في الحديقة. شعر نيلسون بالغضب الشديد من جراء هذه المعاملة القاسية، وعزم على تحرير نفسه من هذا الأسر، ولكنه كلما حاول أن يتحرك ويشد السلسلة الحديدية كانت الأوجاع تزداد عليه، فما كان منه بعد عدة محاولات إلا أن يستسلم للتعب وينام، وفي اليوم التالي يستيقظ ويفعل الشيء نفسه لمحاولة تخليص نفسه، ولكن بلا جدوى حتى يتعب ويتألم وينام… ومع كثرة محاولاته وكثرة آلامه وفشله قرر نيلسون أن يتقبل الواقع، ولم يحاول تخليص نفسه مرة أخرى، وبذلك استطاع المالك الثري أن يبرمج الفيل نيلسون تماماً. وفي إحدى الليالي بينما كان نيلسون نائم ذهب المالك مع عماله وقاموا بتغيير الكرة الحديدية الكبيرة بكرة صغيرة مصنوعة من الخشب مما كان من الممكن أن تكون فرصة لنيلسون لتخليص نفسه، ولكن الذي حدث كان هو العكس تماماً. فقد تبرمج الفيل على أن محاولاته ستبوء بالفشل وتسبب له الآلام والجراح، وكان مالك حديقة الحيوانات يعلم تماماً أن الفيل نيلسون قوي للغاية، ولكنه كان قد تبرمج تماماً بعدم قدرته وعدم استخدام قوته الذاتية. وفي يوم زار الحديقة فتى صغير مع والدته وسأل المالك “هل يمكنك يا سيدي أن تشرح لي كيف أن هذا الفيل القوي لا يحاول تخليص نفسه من الكرة الخشبية؟” فرد الرجل: “بالطبع أنت تعلم يا بني أن الفيل نيلسون قوي جداً ويستطيع تخليص نفسه في أي وقت، وأنا أيضاً أعرف هذا، ولكن والمهم هو أن الفيل لا يعلم ذلك ولا يعرف مدى قدرته الذاتية”.
فما هي رسالة هذه القصة: معظم الناس تتبرمج منذ الصغر على التصرف بطريقة معينة، ويتكلمون بطريقة معينة، ويعتقدون باعتقادات معينة، ويشعرون بأحاسيس سلبية من أسباب معينة، ويشعرون بالتعاسة لأسباب معينة، واستمروا في حياتهم بنفس التصرفات تماماً مثل الفيل نيلسون… وأصبحوا سجناء في برمجتهم السلبية واعتقاداتهم السلبية التي تحد من حصولهم على ما يستحقون في الحياة. فنجد نسب الطلاق تزداد في الارتفاع والشركات تغلق أبوابها، والأصدقاء يتخاصمون وترتفع نسبة الأشخاص الذين يعانون من الأمراض النفسية والقرحة والصداع المزمن والأزمات القلبية…كل هذا سببه واحد وهو البرمجة السلبية، ولكن هذا الوضع من الممكن تغييره وتحويله إلى مصلحتنا… فأنت وأنا وكل إنسان على هذه الأرض نستطيع تغيير هذه البرمجة واستبدالها بأخرى تساعدنا على العيش بسعادة وتؤهلنا إلى تحقيق أهدافنا. وما نسعى إليه في هذا الكتاب هو إرشادك إلى الطريقة التي تستطيع أن تتحكم في شعورك وأحاسيسك في الحال، وكيف تستطيع تغيير البرمجة السلبية إلى أخرى إيجابية، القضاء على السلوكيات السلبية التي تمنعك من تحقيق أهدافك، والتخلص من الخوف المرضي وتحويله إلى قوة ذاتية. كما يعلمك هذا الكتاب كيف تكتشف وتغير مصادر برمجتك الذاتية، وكيف تولد اعتقاداتك الإيجابية، وكيف تجعل من عواطفك عناصر تفوقك، وأيضاً كيف تجعل من سلوكياتك سلماً للرتقاء الى مجدك .
8.الثقة بالنفس
إن الثقة بالنفس هي طريق النجاح في الحياة ، وإن الوقوع تحت وطأة الشعور بالسلبية والتردد وعدم الاطمئنان للإمكانات هو بداية الفشل وكثير من الطاقات أهدرت وضاعت بسبب عدم إدراك أصحابها لما يتمتعون به من إمكانات أنعم الله بها عليهم لو استغلوها لا ستطاعوا بها أن يفعلوا الكثير .
وإليك بعض الخطوات التي يمكن بها التخلص من كثير من الأفكار والمشاعر السلبية في حياتك ، سواء كانت في الفكر أو السلوك أو الأخلاق أو العادات أو الكلمات أو غيرها ، لترفعها من على كاهلك وتحرر نفسك من وطأتها وتنطلق بالنفس نحو الحياة بثقة أكبر وآمال مشرقة أوسع :
حدد بتجرد وبلا مبالغة أهم الأفكار والصفات السلبية في حياتك .أ.
أفرد كل فكرة أو صفة على حدة .
ب . فكر فيها تفكيراً منطقياً تحليلياً يؤدي إلى معرفتها وذلك بمعرفة أسبابها وحقيقتها وهل هي واقع حقيقي فعلاً أو وهم وخيال إن كانت من الأوهام فحرر نفسك منها وإن كانت واقعاً حقيقياً فتخلص من أسبابها وقلصها إلى أدنى قدر ممكن ، واعلم أن الصفة كما كانت أكثر رسوخاً في حياتك كلما كان استبعادها يحتاج جهد أكبر وزمن أطول. .
.
ج .اربط ذهنك وفكر بشكل مركز وليكن في لحظات صفاء وبعد عن الشواغل والقلق بموقف إيجابي مهم في حياتك مستعيداً كل تفاصيله من صوت وصورة ومشاعر وأجواء محيطة ، فإذا بلغت الذروة من النشاط الذهني والارتياح النفسي والانشراح القلبي وغبت عن واقعك أو كدت فحرك شيئاً من جوارحك أو يوم زواجك أو ليلة قمتها لله أو سماعك خيراً ساراً للمسلمين أو أول يوم رأيت فيه أحد الحرمين أو نحو ذلك .
د. كرر ذلك مرات ومرات حتى يرتبط هذا الموقف الإيجابي بكل مشاعره وتداعياته النفسية والشعورية بهذه الحركة آلياً فبمجرد صدور هذه الحركة منك تنتقل آلياً إلى تلك الحالة النفسية الإيجابية العالية ، وإن لم تتذكر المواقف المادي الذي كان سبباً لها .
إذا وردت عليك أي من تلك المشاعر أو الأفكار السلبية في أي موقف فما عليك إلا أن تغمض عينيك قليلاً وتخرج من تلك الأفكار ثم تتخيل أمامك لوحـــــــة كتب عليها بخط بارز ولون صارخ كلمة ( قف ) )
تأمل هذه الكلمة بعض الوقت وكرر النظر فيها مرة بعد أخرى حتى كأنك لم تعد ترى غيرها .ه.
تجاوزها بنظرك متخيلاً وراءها حدائق غناء وأنهاراً جارية وطيوراً مغردة ونسيماً من الهواء عليلاً وتمتع به قليلاً كل ذلك وأنت مغمض لعينيك .
ثم انتقل إلى المثير الإيجابي وحرك الجارحة التي أصبحت مفتاحاً له واستغرق فيه قليلاً حتى تتبدل حالتك النفسية وتختفي مشاعرك
عد للتفكير فيما كنت فيه من شأن ومن عمل .و.
إذا عادت الأفكار السلبية للإلحاح مرة أخرى فتوقف عن العمل تماماً في هذه اللحظات ، وعش فقط في ذكريات الحالة الإيجابية .
ز. لا تنس ان اللجوء إلى الله ابتداء ونهاية ، لأنه هو الذي أضحك وأبكى ، فبالتوبة والاستغفار ودوام ذكر الله تحيا القلوب
9.الابتسامة والوجه المشرق
كن دائما مبتسما وتلوح الاشراقة على وجهك فان الابتسامة سر النجاح لانها تربطك مع الاخرين بروابط وثيقة وعديدة وبالبسمة تستطيع أن تتعدى حدود القلب ، ولربما حققت بالبسمة ما عجزتَ عن تحقيقه بغيرها ابتسم فإن اليوم خير من الأمس والغد خير من اليوم ، والله جميل يحب الجمال ، ولا يعني هذا أن لا نفي من لم يحظ من الجمال بقدرٍ يؤهله لأن يكون جميلا، فما عليك إلا أن تقدم البسمة ؛واعلم ان ابتسامتك لقبيح أدل لمروءتك من إعجابك بجميل ، وليكن إعجابك بعام الأمور وسطا ، وليدم قلبكَ ملازماً للصواب ، وإن جانبه قليلاً فلا يكن منه على بعدٍ وتجانبٍ بيِّنينِ ؛ فأجهل الناس من قل صوابه وكثر إعجابه. ولا تغضب لان الغضب رغوة تثيرها نار الجهل
ولا تسلم نفسك بيد الناس لتاخذ قراراتك منهم فمن جعل نفسه عظمة اكلته الكلاب .ولا تعتذر الى لئيم حاقد .فان اذل الناس معتذر الى لئيم .
10.الاخفاق اساس النجاح
إياك أن تثنيك الشدائد أو أن يوهنك الإخفاق ، وليكن إخفاقك الخطوة الأولى لنجاحك ، فلا خجل من أن تخفق في شيء ؛ذلك أن الإخفاق أساس النجاح واعلم اخي القاري أفضل حداد يطرق أحيانا إصبعه.
والشدائد تخلق الرجال ، وليكن اعتيادك الشدائد ديدنك ، فقد قيل :
إِذا اِعتادَ الفَتى خَوضَ المَنايا
فَأَهوَنُ ما يَمُرُّ بِهِ الوُحولُ
11. الوسطية
ان خير الامور اوسطها واطلب الوسط في أمرك كله ، وإذا طلبت من غيرك أمراً فليكن أمرك وسطاً ؛ واذا اردت ان تطاع فامر بالمستطاع ، ومعاملة باقي الناس بالحسنة لا تقل أهمية عن غيرهم من أصدقاء وأهل وغير ذلك ، ولها حدود كثيرة منها ،
أ.لا تتطاول على من فوقك فيستخف بك من دونك ،
ب.لا تفرح بسقوط غيرك فلا تدري ما تضمر لك الأيام ، ولتجعل نهجك خير الأمور ، فقد قيل : خير الأمور الوسط . وقيل : تكمن الفضيلة في الوسط ،
ج. ولتكن مرآة أخيك . فقد دخل بعض الاولياء على إبراهيم بن صالح فقال له: عظني: . فقال له الولي: بلغني رحمك الله أن أعمال الأحياء تعرض على أقاربهم الموتى، فانظر ماذا تعرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم من عملك. فبكى إبراهيم حتى سالت دموعه.
12.التعاون
قال تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ }آل عمران159) ؛وقد أمرنا ربنا عز وجل بالتعاون في جميع امورنا وجعل عمل الجماعة مباركا فيه وفضل الله صلاة الجماعة على كثير من العباداة قال تعالى : وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ }المائدة2
لان الإنسان لا يستطيع تحقيق النجاح منفرداً في كثير من الامور لذلك يحتاج إلى بناء علاقة مع مجموعةٍ من الناس تقاسمه نفس الأهداف التي يتم تحقيقها من خلال التعاون مع الآخرين ، ولذلك تلعب الشخصية دوراً كبيراً في تحقيق هذه الاهداف ، حيث يعتبر اللطف مع الآخرين واللباقة والبشاشة ضروري لكي يحقق الإنسان ما يريد ، ويمكن للإنسان غير البشوش من خلال تعويد نفسه على الابتسامة والعبارات اللطيفة أن يوجد تحولاً في شخصيته ويصبح شخصاً بشوشاً مع مرور الأيام،والحماس طاقةٌ يحتاجها الإنسان ليندفع في العمل دون توانى أو تخاذل ، فالنجاح أولاً وأخيراً يقوم على توفيق الله للعبد وإعانته له ،وذلك يتم من خلال اتصال العبد بربه واتكاله عليه.
وقد قيل :
إذا العِبْءُ الثقيلُ توزَّعَتْهُ ــــــــ رقابُ القومِ خفَّ على الرِّقاب
13.المكارم
قال تعالى (واوفوا بالعهد ان العهد كان مسؤلا) الاسراء34. فالوفاء بالعهد مهم جدا لكي لا يكون المرء من المنافقين . واعلم أن من شيم الكرام الاعتراف بالإكرام وعلى الإنسان ألا يجحد معروفاً قدم له ، وأن يجعل لموضع الإحسان في قلبه إكباراً لفاعله ، ولتكن نفسه أرض خصبة ينبت فيها الفضل ويثمر ، قال الشاعر
إِذا أَنتَ أَكرَمتَ الكَريمَ مَلَكتَهُ وَإِن أَنتَ أَكرَمتَ اللَئيمَ تَمَرَّدا ،
وعلى المرء أيضاً أن لا يسلم عقله لأفضل ظن ، ويترك ما يوقظ حدسه وتخمينه وفطنته ، عليه أن يشك ، الشك داء .. لكنه قد يعلم حكمة ، وتصبر فإن الصبر والمثابرة يولدان العجائب ، واعلم أن الصبر صبران .. صبر على ما تكره ، وصبر على ما تحب ،وقيل :
لا تَجزَعَنَّ إِذا نابَتكَ نائِبَةٌ واصبر ففي الصّبر عند الضّيقِ متَّسعُ ;