ومن المنتظر أن يزور وزير الفلاحة فرانشيسكو لولوبريجيدا الجزائر لرعاية التوقيع على اتفاق حول أكبر استثمار إيطالي في الزراعة المستدامة بجنوب البحر الأبيض المتوسط. ويركز المشروع بشكل خاص على الزراعة الصحراوية في مناطق "السد الأخضر" في الصحراء الجزائرية الغنية بطبقات المياه الجوفية السطحية المثالية للري. بدأت الشركة الإيطالية القابضة Bf Spa، النشطة بالفعل في إفريقيا، بامتياز صغير بمساحة 900 هكتار مع شريك جزائري من القطاع الخاص وهي الآن على وشك إطلاق مشروع كبير بمساحة 36.000 هكتار بين أدرار وتيميمون. هدف المجموعة بقيادة فيديريكو فيكيوني هو "تسليم المفتاح" للجزائر سلسلة كاملة من الأغذية الزراعية، من توريد البذور إلى الإنتاج الصناعي المشتق من المحاصيل. وينطوي المشروع على استخدام تقنيات زراعية متقدمة، مثل تناوب المحاصيل لتحسين المحصول الزراعي، وبحسب مصادر جزائرية، تبلغ قيمته الإجمالية 420 مليون دولار.
ومن المتوقع أن يتم إضفاء الطابع الرسمي على الاتفاق خلال زيارة وزير الفلاحة والسيادة الغذائية والغابات. ستستفيد الجزائر من إنتاج القمح وغيره من المواد الغذائية لتحقيق الأمن الغذائي والتنويع الصناعي، مما يقلل من اعتماد اقتصادها المفرط على المحروقات. تعمل إيطاليا، بدعم من الحكومة في إطار "خطة ماتي"، على تعزيز التزامها بالزراعة في أفريقيا، مما يساهم بشكل كبير في التنمية الزراعية في أكبر دولة في القارة. وكان الموضوع من بين المواضيع الرئيسية للمحادثة الثنائية بين رئيسة الوزراء جيورجيا ميلوني والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، التي جرت على هامش قمة مجموعة السبع الأخيرة. "يتم اعتماد مشروع الزراعة المستدامة الذي سيشمل المجموعة الصناعية الزراعية الإيطالية التي تسيطر عليها شركة Bf SpA للحصول على امتياز استراتيجي لحوالي 36.000 هكتار سيتم تطويرها من خلال أنشطة الصناعات الزراعية بالتعاون مع شركاء جزائريين. وأوضح Palazzo Chigi في مذكرة أن "أكبر استثمار في الزراعة المستدامة قامت به إيطاليا حتى الآن على الشاطئ الجنوبي للبحر الأبيض المتوسط".
من جهتها، أفادت الرئاسة الجزائرية أن "الاتفاق الاستراتيجي" سيشمل ولاية تيميمون الجنوبية لتطوير إنتاج الحبوب والبقوليات وكذا الصناعة الغذائية ككل. ومن المقرر أن تتم الخطة في الفترة من 2024 إلى 2028 و"تهدف أيضا إلى تعزيز وتوطيد العلاقات الثنائية التاريخية والممتازة بين الجزائر وإيطاليا على جميع المستويات، فضلا عن تسريع العملية الاقتصادية الوطنية نحو الاكتفاء الذاتي الغذائي". وفي 24 يونيو الماضي، خلال زيارة للجناح الإيطالي في معرض الجزائر الدولي، أراد رئيس الدولة الجزائرية تبون أن يشكر إيطاليا "على ما تفعله مع الجزائر"، في إشارة تحديدا إلى المشروع الفلاحي الذي تبلغ مساحته 36.000 هكتار.
وكان المدير العام للوكالة الجزائرية لتشجيع الاستثمار، عمر ركاش، تحدث في 5 يونيو الماضي، عن مفاوضات مستمرة مع “كبرى الشركات الأجنبية” لتنفيذ مشاريع “في قطاعي الفلاحة والسياحة”، بفضل “تحسين الوضع الاقتصادي”. مناخ الاستثمار في الجزائر". ومن بين الاستثمارات التي ذكرها المدير العام للوكالة، هناك أيضا مشروع Bf Spa "المنجز بالتعاون مع الصندوق الوطني للاستثمار لزراعة الحبوب بولاية تيميمون على مساحة تزيد على 35 ألف هكتار بقيمة إجمالية تزيد عن 420 مليون دولار”. وأضاف أن المشروع يتضمن أيضا "إنشاء مصنع لإنتاج المعكرونة المعدة للتصدير، مما يضيف بعدا صناعيا للمبادرة الزراعية".
في 24 أفريل، خصص الموقع الإلكتروني لمحطة التلفزة الجزائرية "الشروق" مقالا طويلا عن خطط الشركة الإيطالية القابضة Bf Spa للاستثمار في الجزائر في إطار خطة ماتي "في مشروع لإنتاج الحبوب، خاصة القمح الصلب" ، "والقمح اللين" في مناطق واسعة من جنوب البلاد”. وأوضحت الصحيفة الجزائرية أنه بعد عقد مبدئي لاستغلال 900 هكتار مع الشريك الجزائري بن مالك عماد بن حسين (كوبري سود – اللاعب الرئيسي في الخدمات اللوجستية الجزائرية)، فإن المجموعة الصناعية الزراعية الإيطالية “طلبت توسيع المساحة” وتوسيع الإنتاج "ليشمل البذور الزيتية والبقوليات والبذور". وأوضح المقال أن “المشروع يهدف إلى إنتاج كميات كبيرة من القمح عالي الجودة على مساحات واسعة وبتقنيات حديثة، جزء منه مخصص للسوق المحلية الجزائرية وجزء آخر لإيطاليا، أحد أكبر مستهلكي المعكرونة في العالم”.
وفي 5 فبراير، أعادت الصحافة الجزائرية نشر بيان الوكالة الجزائرية لتشجيع الاستثمارات حول الزيارة التي قام بها إلى الجزائر وفد إيطالي بقيادة الرئيس والمدير التنفيذي فيديريكو فيكيوني. حصلت شركة Bf Spa على عقد امتياز نهائي في عام 2023 لزراعة مناطق جنوب الصحراء الكبرى. لقد كانت خطوة أولى في مشروع أكبر وأكثر أهمية. وقال فيكيوني : "نحن هنا للعمل على توسيع المشروع من خلال استثمارات زراعية أخرى في جنوب الجزائر"، متوقعا أن تخطط الشركة لإطلاق استثمار "أكبر" في الجزائر خلال العام المقبل(هذه السنة).