يوم أحرق المسلمون موسكو
في عهد السلطان سليم الثاني في عام 1570 دخل ضابط روسي إلى قرية مسلمة في بلاد القرم (أوكرانيا) على رأس 500 جندي لنهبها وتدميرها بعد أن عرف أن القيصر وقتها "إيفان الرابع" الملقب بالرهيب قد سمح بالهجوم العشوائي على بلاد المسلمين في أوكرانيا وكل الإمارات المجاورة من قبل الضباط والجنرالات الطامعين في الغنائم والأموال فقام كل ضابط في الجيش الروسي القيصري باخذ جنوده و الهجوم على المدن و القرى المسلمة في بلاد القرم أوكرانيا وبلاد القوقاز و خوارزم . فوصلت هذه الأخبار إلى السلطان العثماني وقتها (سليم الثاني ) فغضب بشدة وعلم بوجوب الجهاد و تأديب الروس الذين ظنوا أنه بعد وفاة السلطان سليمان القانوني لن يردعهم أحد فأمر بتجهيز جيش عظيم قوامه اكثر من 120 ألف فارس يجرون أضخم المدافع ليزحفوا إلى بلاد القرم لإنقاذها.... فوصل الجيش العثماني إلى أوكرانيا ليقضي على القوات الروسية المنتشرة هناك وليحصد أرواح الاف الجنود الذين كانوا ينهبون أراضي المسلمين فإنسحبت القوات الروسية إلى الشمال إلى مدن روسيا فلحق بهم آلاف من فرسان المسلمين مع المدافع الثقيلة يجتاحون أراضي روسيا القيصرية للإنتقام فقام القيصر " ايفان الرهيب "بجمع العديد من الجنود في موسكو لينقذوا المدينة وصل المسلمون إلى موسكو في ربيع 1571 بقيادة والي القرم " دولة كيراى الأول " فقام هذا القائد بصف المدافع الثقيلة حول المدينة وأمر بقصفها، فتعرضت موسكو لقصف كثيف مما أدى لإحتراق المدينة بالكامل ولحظ الروس العثر هبت ريح قوية نشرت النيران فى معظم انحاء موسكو مما دفع السكان للهرب نحو البوابات الشمالية فحدث تدافع للناس جعل البعض يدوس على من هو تحته ولجأ البعض إلى الهروب للكنائس المبنية من الحجر لينجوا من النيران ولكن من شدة النيران انهارت على البعض الكنائس والبعض الآخر قفز إلى نهر موسكو كما انفجر مستودع الذخيرة داخل سراى الكرملين مما ادى إلى اختناق من يختبئون فى قبوه يصف أحد الجنود الألمان الذى كان فى خدمة إيفان ان الهجوم العثمانى كان بمثابة الطامة الكبرى أحرق المدينة والقصر، وقصر اوبريشنينا والضواحى احترقت بالكامل إلى جانب مبنى الكرملين الذى احترق بالكامل وهو ما يشكل مركز السلطة وأيقونة ثقافتها قدر المؤرخون عدد ضحايا الحريق من عشرة الأف إلى ثمانين ألف ليشهد جنود المسلمين سقوط الصليب الذهبي من أعلى مبنى " الكرملين " و هرب جنود القيصر مع امبراطورهم " إيفان " يجرون أذيال الهزيمة عاد القائد العثماني دولت كراي إلى القرم ومعه 150 ألف أسير روسي وحصل على مباركةالسلطان العثماني سليم الثاني ولقِّبَ "كاسب العرش" قاد العثمانيون حملة ثانية على روسيا عام 1572م أدَّت بإيفان أن يطلب من الدولة العثمانية الصلح مع القرم وأداء الجزية حيث ظلَّت روسيا تدفع ضريبة سنوية للعثمانيِّين قدرها ستون ألف ليرة ذهبية بعد تلك الحملتين على موسكو وظلَّت روسيا تحسب حسابًا للعثمانيِّين بعد تلك الغزوات حيث كانت تلك المعركة صَدمة كبرى للروس ولقيصرهم ودرسًا قاسيًا لهم بعد ضعف العثمانيين تمكن الروس من غزو القرم عام 1783م وقتلوا آلاف من مسلمي القرم وانفصلت القرم عن الدولة العثمانية بمقتضى معاهدة (كيتشوك كاينارجي)