ثقافات أفريقيا القديمة: مملكة كوش وحضارة أكسوم

إنضم
18 سبتمبر 2007
المشاركات
638
التفاعل
1,378 13 0
الدولة
Morocco
ثقافات أفريقيا القديمة: مملكة كوش وحضارة أكسوم


مملكة كوش

مملكة_كوش.jpg


كل من هذه الممالك تأثرت ثقافيا، اقتصاديا، سياسيا وعسكريا الفرعونية الواقعة في الشمال، كما أن هذه الممالك الكوشية تنافست بقوة مع تلك التي في ، وذلك لدرجة انه خلال الفترة المتأخرة من تاريخ مصر القديمة، سيطر ملوك نبتة على مصر الموحدة ذاتها، وحكموا كفراعنة .

قدّم الكوشيون مساهمة مهمة في الحضارة الإنسانية في ميادين العمارة، والفن، والكتابة من ناحية، وفي قيامهم بدور الوسيط بين مصر، كموطن لحضارتها نفسها ومعقل مهم للحضارتين الهيلينستية والرومانية، وبين وسط إفريقيا. وساعد في هذه الوساطة الموقع الجغرافي لكوش، لكونها جنوب مصر مباشرة وعلى صلة مستمرة بها، وبقلب إفريقيا بالبر والأنهار. وقد أثمرت صلة كوش بمصر مباشرة، وبالعالم الكلاسيكي غير مباشرة، عن تأثيرات مصرية قديمة وهيلينستية ورومانية امتزجت بالعناصر المحلية في حضارة كوش. لكن التأثير المصري أوضح هذه التأثيرات جميعًا وبخاصة في الديانة والعمارة الدينية والخط

الموقع والتأسيس: تقع مملكة كوش في منطقة النوبة، شمال السودان الحالي وجنوب مصر. تأسست حوالي القرن الثامن قبل الميلاد واستمرت حتى القرن الرابع الميلادي.

images.jpeg


العاصمة: كانت نبتة هي العاصمة الأولى، ثم انتقلت إلى مروي.

الثقافة والتأثير: تأثرت كوش بشكل كبير بالثقافة المصرية القديمة، حيث تبنت اللغة الهيروغليفية والدين والفنون. كما أنها كانت معروفة ببناء الأهرامات في مروي.

آثار-مملكة-كوش.jpg


الاقتصاد: اعتمد اقتصاد كوش على الزراعة والتجارة، وكانت مركزًا مهمًا لتجارة الذهب والعاج.

العلاقات الخارجية: كانت لمملكة كوش علاقات متوترة في بعض الأحيان مع مصر، حيث غزت مصر وحكمت لفترة من الزمن كجزء من الأسرة الخامسة والعشرين (الأسرة النوبية) في مصر.




حضارة أكسوم

images (1).jpeg

"واحدة من أعظم القوى الأربع في العالم"... هكذا قال أهم مؤرخي الحضارة الفارسية، قوي نمت في شرق القارة الأفريقية، رغم انها تأسست في القرن الأول الميلادي، لم تزدهر إلا خلال القرنين الرابع والسابع الميلادي، قبل أن تسقط نهائيا في القرن العاشر الميلادي، تقول إحدي الأساطير أن مؤسسها أحد أحفاد الملك سليمان علية السلام.

"مملكة أكسوم"، تلك المملكة الإفريقية العريقة، نشأت أعلي جبال عدوة الشهيرة شرق إقليم تجراي بإثيوبيا، في نفس المنطقة التي كانت تعرف قديما بإسم الحبشة، بلغت أوج حضارتها في وقت كانت أوروبا تغط في ظلام مروع، ورغم ذلك لا يملك علماء التاريخ أي معلومات مؤكدة حول تاريخ تأسيسها تحديدا، ولكنها بدأت تكتسب أهمية منذ عام 50 ميلادية.

خلال القرن الرابع الميلادي، حكم أكسيوم ملكا يسمي "إيزنا" أو "عيزنا" كما تنطق باللغة الجعزية، وهي لغة ابتكرتها تلك الإمبراطورية، وعندما اعتنق ذلك الملك المسيحية، جعلها الديانة الرسمية للمملكة، وفي عهده بلغت مملكة أكسوم أوج قوتها التجارية والعسكرية، حتى إنه شكل جيشا استطاع أن يهزم به مملكة مروي السودانية في الشمال، وتمكن من القضاء عليها إلي الأبد عام 350 ميلادية.
250px-KingEndybisEthiopia227-235CE.jpg

%D8%A3%D8%AD%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B9%D8%A7%D8%A8%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86%D9%8A%D8%A9%20%D8%AF%D8%A7%D8%AE%D9%84%20%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D8%B5%D9%85%D8%A9%20%D9%82%D9%88%D9%86%D8%AF%D8%B1.jpg

من المعروف أن هذه المملكة كانت من أثرى الحضارات القائمة في القارة السمراء في ذلك العصر، ويعود الفضل في ثراءها وقوتها إلى ميناء "عدول" على البحر الأحمر، فقد كان هذا الميناء مركزا تجاريا عالميا، فكان يرد إليه الذهب والعاج وكافة المواد الخام من مملكة كوش، ومن الأجزاء الأخرى من قلب إفريقيا.

نشطت تجارة مملكة أكسيوم وع أهم حضارات العالم، وعلي الأخض مع الحضارة المصرية واليونانية وروما وبلاد فارس والهند وسيلان، لذلك كانت تجري تنسيقا استراتيجيا مع كل القوى البحرية في المطلة علي البحر الأحمر، وكانت أهم منتجاتها التجارية تعتمد على التوابل والصمغ العربي الذي يدخل في صناعة الحلويات والأدوية والغراء.
%D8%A7%D8%AE%D8%B1%20%D8%AD%D9%82%D9%88%D9%84%20%D9%85%D9%85%D9%84%D9%83%D8%A9%20%D8%A3%D9%83%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%85.jpg

أمتد حكم مملكة أكسوم حتى جنوبي الجزيرة العربية، وفي أواخر القرن السادس غزا الفرس الجزيرة العربية ووضعوا العراقيل أمام أكسوم حتي لا تستمر في التجارة مع الممالك الواقعة على البحر الأحمر والجزء الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، ما شكل بداية لإنهيار المملكة، وعندما فتح المسلمون في القرن السابع الميلادي بلاد الفرس أوقفوا هجرة المستوطنين من جنوبي الجزيرة العربية إلى أكسوم.
egyptiangeographic.com_1513286472.jpg


أدي انتشار الدين الإسلامي في الجزيرة العربية وشمالي إفريقيا الي حصار مملكة أكسوم المسيحية، ما ادي الي اندلاع الحروب بين الطرفين، أهمها تلك الحرب التي شنها الإمام أحمد حاكم الصومال حينما أغار علي المملكة، ما دعا الملكة الحاكمة للحبشة طلب المدد من البرتغال لقوة أسطول مملكة الصومال، ولكن قطع الإمدادات من جهة البحر وجيش الإمام أحمد من الداخل والصراعات الداخلية التي كانت في اليمن في ذلك الوقت ساهم في هزيمتهم في الحبشة.
%D8%AD%D8%AF%D9%8A%D9%82%D8%A9%20%D8%B3%D8%AA%D9%8A%D9%84%D9%8A%D9%86%20%D9%81%D9%8A%20%D8%A3%D9%83%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%85.JPG

حربهم مع المسلمين والشعوب المحيطة بهم طوال الفترة ما بين القرن السابع والعاشر الميلادي، أفقدت أكسوم القوة والأرض، وإن بقيت ثقافتها وازدهرت فيما بعد في إثيوبيا، واليوم وبعد مرور عشرة قرون على انهيارها لا يتذكرها أحد، حتى أن المؤرخ ادوارد جيبون كتب في كتابه "نشأة الإمبراطورية الرومانية وسقوطها" يقول أن الإثيوبيين الذين كانوا محاطين بالأعداء من كل جانب ناموا قرابة ألف عام غير عابئين بالعالم الذي نسيهم.

ورغم نسيان العالم لها، إلا أن هذه البلدة الفقيرة المعزولة في المرتفعات الشمالية لإثيوبيا، يوجد بها آثار تعود إلى الحقبة الممتدة من القرن الأول إلى القرن العاشر كدليل قائم على السلالة الملكية في أكسوم، يوم كانت أحد الإمبراطوريات القوية، ويكفي عشرات المسلات التذكارية والتي بنيت من حجر واحد والمقابر الملكية وأطلال القصور القديمة.
%D9%85%D8%AC%D9%85%D8%B9%20%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AA%20%D8%A3%D8%A3%D9%83%D8%B3%D9%8A%D9%88%D9%85%20%D9%88%D8%A3%D8%AD%D8%AF%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B3%D9%84%D8%A7%D8%AA%20%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D9%87%D8%A7%D8%B1%D8%A9.jpg

ويعتبر مسلة أكسوميتي في أكسوم، للملك ستيلا إزانا، من أبرز المعالم المعمارية وأعظمها في إفريقيا القديمة، وهو عبارة عن عامود حجري ارتفاعه 100 قدم، يزن 500 طن، ويعد أكبر مسلة في العالم مصنوعة من حجر واحد، نحتت بطريقة تجعله يبدو مثل بناية من 13 طابقا.
الموقع والتأسيس: تقع حضارة أكسوم في المنطقة التي تشمل حاليًا شمال إثيوبيا وأريتريا. تأسست حوالي القرن الأول الميلادي وازدهرت حتى القرن السابع الميلادي.

العاصمة: كانت أكسوم هي العاصمة الرئيسية للحضارة.

الثقافة والدين: كانت أكسوم من أوائل الدول التي تبنت المسيحية كدين رسمي في أوائل القرن الرابع الميلادي. عرفت بنقوشها الحجرية الضخمة وأعمدتها الشهيرة.

الاقتصاد: اعتمد اقتصاد أكسوم على التجارة الدولية، وكانت نقطة التقاء للتجارة بين الهند والبحر الأبيض المتوسط عبر البحر الأحمر.

العلاقات الخارجية: كانت لأكسوم علاقات تجارية ودبلوماسية واسعة مع الإمبراطورية الرومانية والهند والعرب.

أهمية كوش وأكسوم

الإسهامات الثقافية: ساهمت كل من كوش وأكسوم في نشر الثقافات والتقنيات الزراعية والتجارية عبر أفريقيا وخارجها.

الآثار التاريخية: تركت هذه الحضارات آثارًا معمارية رائعة، مثل الأهرامات في مروي والأعمدة في أكسوم، التي تعكس قوتها وثقافتها الفريدة.

التراث الديني: أثرت هذه الحضارات في انتشار الأديان والتقاليد الدينية في المنطقة، حيث كان لمملكة كوش تأثير مصري قديم، بينما لعبت أكسوم دورًا رئيسيًا في نشر المسيحية في أفريقيا.
 
عودة
أعلى