أي ليست خزائنه عندكم
و نحن الخازنون لهذا الماء ننزله إذا شئنا ونمسكه إذا شئنا
التفسير العلمي لتلقيح السحب بالرياح:
عرفنا ان هناك لتلقيح الرياح للنبات
وهناك تلقيح آخر تقوم به الرياح ولكنه للسحاب
وهو أكثر مناسبة للآية الكريمة.
فقد أثبت العلم الحديث أن هناك نوعين من التلقيح تتم في السحب:
1. تلقيح السحب الحارة بالسحب الباردة
مما يزيد عملية التكاثف، وبالتالي نزول المطر وهو الذي لا يكون مصحوب بالبرق والرعد.
2. تلقيح السحب موجبة الشحنة بالسحب سالبة الشحنة
ويحدث تفريغاً وشرراً كهربائياً، فينتج عنه اندماج بين ذرات الهيدروجين والأكسجين الذي يكون الماء
فينزل المطر، ويكون المطر مصحوباً بالبرق والرعد وهو صوت تمدد الهواء الناجم عن التفريغ.
والسحاب نوعان
نوع ممطر، ونوع غير ممطر
والفرق بين السحابة التي تمطر والسحابة التي لا تمطر هو:
أن الأولى لها مدد مستمر من بخار الماء، ونوى التكاثف بواسطة الرياح أو الهواء الصاعد
أما الثانية فليس لها أي مدد
ومن هنا تكون (الفاء) في قول الله:
{فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} هي فاء السببية، أي نَجَمَ عن هذا التلقيح نزول المطر.
ودائماً ما يربط القرآن الكريم بين الرياح والمطر، فيقول تعالى:
﴿وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ
فَأَنْزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ (الأعراف ٥٧).
وقوله تعالى: {فَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً} أي من السحاب
أي مطرا. { فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ} أي جعلنا ذلك المطر لسقياكم ولشرب مواشيكم وأرضكم.
{وما أنتم له بخازنين} أي ليست خزائنه عندكم؛ أي نحن الخازنون لهذا الماء ننزله إذا شئنا ونمسكه إذا شئنا
، {وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الْأَرْضِ ۖ وَإِنَّا عَلَىٰ ذَهَابٍ بِهِ لَقَادِرُونَ} (المؤمنون ١٨)
ويحتمل أن المراد: وما أنتم له بحافظين، بل نحن ننزله ونحفظه عليكم ونجعله معيناً وينابيع في الأرض
ولو شاء تعالى لأغاره وذهب به
{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَن يَأْتِيكُم بِمَاءٍ مَّعِينٍ }
ولكن من رحمته أنزله وجعله عذباً وحفظه في العيون والآبار والأنهار
ليبقى لهم في طول السنة يشربون ويسقون أنعامهم وزروعهم وثمارهم.