المخطوطات العسكرية الإسلامية
" موقع إسلام ست "
لقد اهتم المسلمون بالدراسات العسكرية النظرية، وألفوا الكثير من المخطوطات في كل المجالات فمنها دراسات حول صناعة السلاح وتطويره، ومنها دراسات عن التدريب على السلاح واستعمالاته، ومنها دراسات عن الخطط العسكرية وفنون التعبئة وتحريك الجيوش.
وقد أحصى المؤرخ الاسلامي ابن النديم الكتب والمراجع في هذه المجالات فإذا بالتراث العلمي العسكري الإسلامي من أغنى المراجع في التاريخ، وقد كتب هذا الباب بعنوان (فيما كتب في الفروسية وحمل آلات الحرب والتدبير الحربي)
* ويتكون هذا التراث العلمي من قسمين: قسم ألفه العرب والمسلمون وقسم مترجم نقلوه عن الفرس والروم والهنود، فمن الكتب المترجمة عن الاغريقية كتاب "فن الحركات الحربية" لمؤلفه إليانوس الإغريقي. وهناك كتب ترجمت عن الدولة الرومانية (4) مثل كتاب Taktikon، " عن التكتيك الحربي لمؤلفه ليون السادس وكتاب Stratigikon،وهو عن الإستراتيجية لمؤلفه ككاومنوس في القرن العاشر الميلادي.
أما المؤلفات العربية فهي نوعان: نوع يدخل في كتب التاريخ والأدب العربي وفيه وصف لمعارك الاسلام، مع توضيح للخطط الحربية والتدبير العسكري ومُلابسات المعارك،ومن ذلك كتاب "عيون الأخبار" لابن قتيبة "والعقد الفريد" لابن عبدربه "وسراج الملوك " للطرطوشي.
وهناك أيضا المؤلفات المتخصصة في علوم الحرب: فمن ذلك كتب في الرمي بالنبال وإصابة الهدف، وأخرى في صفات الأسلحة وأساليب استعمالها مثل "كتاب الدبابات والمنجنيقات "، وكتب في الخيل والفروسية والعناية بالخيل مثل كتاب "فضل الخيل " لمؤلفه الفارس الإسلامي عبد المؤمن الدمياطي وكتاب "رشحات المداد في الصافنات الجياد".
- كذلك هناك مخطوطات في الخطط الحربية أو الخدعة مثل كتاب "الحيل والمكايد" وكتب التدريب التعبوي ككتاب "أدب الحرب " وكتب عن "فتح الحصون والمدائن وتربيض الكمائن " وكتب عن "توجيه الجواسيس والطلائع والسرايا ".
والكثير من هذا المخطوطات التي عددها ابن النديم قد فقدت من العالم العربي، ومنها النادر الموجود في مكتبات أوروبا حيث تُرْجِم عدة مرات واستفادوا منها قرونا طويلة. فمن أهم هذه المراجع مؤلفات القائد العسكري الإسلامي حسن الرَّمَّاح الذي توفي في سوريا 1294 م وقد ألف كتاب "الفروسية والمكائد الحربية" وكتاب "نهاية السؤل والأمنية في تعلم الفروسية" ومن أهم كتبه كتاب (غاية المقصود من العلم والعمل) وهو كتاب عن صناعة البارود وتحضيره وتنقيته من الشوائب. ويلمح سارتون في كتابه (مقدمة الى تاريخ العلم) الى أن روجر باكون قد نقل صناعة البارود من هذا الكتاب، ولا يفوتنا هنا الإشارة إلى مخطوط إسلامي (6) عسكري هام ظهر أخيرا في مراكش يعود الى سنه 1583 ومؤلف هذا الكتاب هو "ابراهيم بن أحمد بن غانم بن محمد بن زكريا" وكان إبراهيم هذا من بقايا مسلمي الأندلس الذين أخفوا إسلامهم.. وعندما علم الاسبان بأمره،طردوه الى مراكش بعد أن قضى في سجونهم سبع سنوات.. وكان إبراهيم خبيرا بالمدفعية وبصناعة.. وقد ورث هذا العلم أبا عن جد منذ عصور الاندلس، اما الكتاب فاسمه (العز والرفعة والمنافع للمجاهدين في سبيل الله بالمدافع) ويعتبر هذا الكتاب أول كتاب من نوعه في التاريخ متخصص في صناعة المدافع وحدها، وفيه يصف مؤلفه صناعة المدافع ابتداء من عصور الإسلام الى استعمالها وتطويرها في الجيوش الإسبانية، وقد وصف الكتاب اثنين وثلاثين نوعا من المدافع المختلفة الأحجام والصناعة والأغراض، ووصف أنواع الحجارة وأحجامها التي يقذفها المدفع،ووصف صناعة المدفع وطريقة وزنه بميزان خاص للتأكد من دقة إصابته للهدف،ثم يختم هذا المخطوط ببيان طريف بعنوان عن (تذويب المدفع اذا كان ثقيلا كي لا يغنمه الاعداء) والكتاب محلى بالصور العلمية التوضحية الملونة.. ولا تقتصر أهمية هذا المخطوط على ما فيه من معلومات قيمة عن المدفعية في إسبانيا في مرحلة التحول عن الإسلام. ولكنه يعتبر آخر صيحة من أحد بقايا مسلمي الأندلس الى العالم الإسلامي كله تدعوه الى اليقظة وإعداد السلاح المتطور لمواجهة أعداء الاسلام عملا بقوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" حتى لا يواجهوا مصير أهل الأندلس من الإبادة الجماعية وفي ذلك يقول في مقدمة كتابه:
"ما قصدت به نفعا دنيويا، بل الإخلاص لله تعالى راجيا أن يصل إلى جميع بلاد المسلمين؛ ليحصل به النفع ويحصل لهم الأجر عند الله سبحانه وتعالى بتفريج المسلمين بإتقان أعمالهم وتخويف أعدائهم الكافرين."
عن موقع قصة الإسلام
لقد اهتم المسلمون بالدراسات العسكرية النظرية، وألفوا الكثير من المخطوطات في كل المجالات فمنها دراسات حول صناعة السلاح وتطويره، ومنها دراسات عن التدريب على السلاح واستعمالاته، ومنها دراسات عن الخطط العسكرية وفنون التعبئة وتحريك الجيوش.
وقد أحصى المؤرخ الاسلامي ابن النديم الكتب والمراجع في هذه المجالات فإذا بالتراث العلمي العسكري الإسلامي من أغنى المراجع في التاريخ، وقد كتب هذا الباب بعنوان (فيما كتب في الفروسية وحمل آلات الحرب والتدبير الحربي)
* ويتكون هذا التراث العلمي من قسمين: قسم ألفه العرب والمسلمون وقسم مترجم نقلوه عن الفرس والروم والهنود، فمن الكتب المترجمة عن الاغريقية كتاب "فن الحركات الحربية" لمؤلفه إليانوس الإغريقي. وهناك كتب ترجمت عن الدولة الرومانية (4) مثل كتاب Taktikon، " عن التكتيك الحربي لمؤلفه ليون السادس وكتاب Stratigikon،وهو عن الإستراتيجية لمؤلفه ككاومنوس في القرن العاشر الميلادي.
أما المؤلفات العربية فهي نوعان: نوع يدخل في كتب التاريخ والأدب العربي وفيه وصف لمعارك الاسلام، مع توضيح للخطط الحربية والتدبير العسكري ومُلابسات المعارك،ومن ذلك كتاب "عيون الأخبار" لابن قتيبة "والعقد الفريد" لابن عبدربه "وسراج الملوك " للطرطوشي.
وهناك أيضا المؤلفات المتخصصة في علوم الحرب: فمن ذلك كتب في الرمي بالنبال وإصابة الهدف، وأخرى في صفات الأسلحة وأساليب استعمالها مثل "كتاب الدبابات والمنجنيقات "، وكتب في الخيل والفروسية والعناية بالخيل مثل كتاب "فضل الخيل " لمؤلفه الفارس الإسلامي عبد المؤمن الدمياطي وكتاب "رشحات المداد في الصافنات الجياد".
- كذلك هناك مخطوطات في الخطط الحربية أو الخدعة مثل كتاب "الحيل والمكايد" وكتب التدريب التعبوي ككتاب "أدب الحرب " وكتب عن "فتح الحصون والمدائن وتربيض الكمائن " وكتب عن "توجيه الجواسيس والطلائع والسرايا ".
والكثير من هذا المخطوطات التي عددها ابن النديم قد فقدت من العالم العربي، ومنها النادر الموجود في مكتبات أوروبا حيث تُرْجِم عدة مرات واستفادوا منها قرونا طويلة. فمن أهم هذه المراجع مؤلفات القائد العسكري الإسلامي حسن الرَّمَّاح الذي توفي في سوريا 1294 م وقد ألف كتاب "الفروسية والمكائد الحربية" وكتاب "نهاية السؤل والأمنية في تعلم الفروسية" ومن أهم كتبه كتاب (غاية المقصود من العلم والعمل) وهو كتاب عن صناعة البارود وتحضيره وتنقيته من الشوائب. ويلمح سارتون في كتابه (مقدمة الى تاريخ العلم) الى أن روجر باكون قد نقل صناعة البارود من هذا الكتاب، ولا يفوتنا هنا الإشارة إلى مخطوط إسلامي (6) عسكري هام ظهر أخيرا في مراكش يعود الى سنه 1583 ومؤلف هذا الكتاب هو "ابراهيم بن أحمد بن غانم بن محمد بن زكريا" وكان إبراهيم هذا من بقايا مسلمي الأندلس الذين أخفوا إسلامهم.. وعندما علم الاسبان بأمره،طردوه الى مراكش بعد أن قضى في سجونهم سبع سنوات.. وكان إبراهيم خبيرا بالمدفعية وبصناعة.. وقد ورث هذا العلم أبا عن جد منذ عصور الاندلس، اما الكتاب فاسمه (العز والرفعة والمنافع للمجاهدين في سبيل الله بالمدافع) ويعتبر هذا الكتاب أول كتاب من نوعه في التاريخ متخصص في صناعة المدافع وحدها، وفيه يصف مؤلفه صناعة المدافع ابتداء من عصور الإسلام الى استعمالها وتطويرها في الجيوش الإسبانية، وقد وصف الكتاب اثنين وثلاثين نوعا من المدافع المختلفة الأحجام والصناعة والأغراض، ووصف أنواع الحجارة وأحجامها التي يقذفها المدفع،ووصف صناعة المدفع وطريقة وزنه بميزان خاص للتأكد من دقة إصابته للهدف،ثم يختم هذا المخطوط ببيان طريف بعنوان عن (تذويب المدفع اذا كان ثقيلا كي لا يغنمه الاعداء) والكتاب محلى بالصور العلمية التوضحية الملونة.. ولا تقتصر أهمية هذا المخطوط على ما فيه من معلومات قيمة عن المدفعية في إسبانيا في مرحلة التحول عن الإسلام. ولكنه يعتبر آخر صيحة من أحد بقايا مسلمي الأندلس الى العالم الإسلامي كله تدعوه الى اليقظة وإعداد السلاح المتطور لمواجهة أعداء الاسلام عملا بقوله تعالى: "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة" حتى لا يواجهوا مصير أهل الأندلس من الإبادة الجماعية وفي ذلك يقول في مقدمة كتابه:
"ما قصدت به نفعا دنيويا، بل الإخلاص لله تعالى راجيا أن يصل إلى جميع بلاد المسلمين؛ ليحصل به النفع ويحصل لهم الأجر عند الله سبحانه وتعالى بتفريج المسلمين بإتقان أعمالهم وتخويف أعدائهم الكافرين."
عن موقع قصة الإسلام