### أهمية إنتاج أشباه الموصلات
تعد أشباه الموصلات من المكونات الأساسية في مجموعة واسعة من الأجهزة الإلكترونية الحديثة، بدءًا من الهواتف الذكية والحواسيب إلى السيارات الكهربائية والمعدات الطبية. قدرة الدولة على إنتاج أشباه الموصلات تعتبر مؤشرًا على تقدمها التكنولوجي والصناعي، كما أنها تعزز من قدرتها على الابتكار وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال التكنولوجيا. إنتاج أشباه الموصلات يسهم أيضًا في خلق فرص عمل عالية التقنية ويعزز من مكانة الدولة في الأسواق العالمية.
### إنتاج أشباه الموصلات في المغرب
بدأ المغرب في إنتاج أشباه الموصلات بشكل جدي منذ منتصف التسعينيات، واستمر في تطوير هذا القطاع حتى أصبح من بين الدول الرائدة في المنطقة. يعد مصنع "STMicroelectronics" في بوسكورة، بالقرب من الدار البيضاء، من أبرز المنشآت في هذا القطاع. هذا المصنع ينتج حوالي 7 ملايين شريحة إلكترونية سنويًا، ويعمل به حوالي 1000 موظف، بالإضافة إلى آلاف الوظائف غير المباشرة التي توفرها سلاسل التوريد والخدمات المرتبطة.
عام 2022، بلغت صادرات المغرب من أجهزة أشباه الموصلات حوالي 606 مليون دولار، مما جعله يحتل المرتبة 22 عالميًا في هذا المجال
أهم وجهات هذه الصادرات هي هونغ كونغ، الولايات المتحدة، سنغافورة، الصين واليابان!
صناعة أشباه الموصلات في الصادرات المغربية:
ما يمثل 30% من الصادرات الإلكترونية للمملكة المغربية
### إنتاج أشباه الموصلات في الدول الإفريقية الأخرى
بجانب المغرب، لا توجد دول إفريقية أخرى تنتج أشباه الموصلات بكميات كبيرة تذكر على المستوى العالمي. تستحوذ إفريقيا على أقل من 1% من سوق أشباه الموصلات العالمي، ولا توجد معلومات دقيقة تشير إلى إنتاج ملموس في دول أخرى بنفس القدر الذي يحققه المغرب
إنتاج أشباه الموصلات في الدول العربية
بالإضافة إلى المغرب، هناك بعض الدول العربية التي بدأت في التوجه نحو تطوير صناعة أشباه الموصلات:
- **المملكة العربية السعودية**: بدأت السعودية في توجيه استثمارات كبيرة نحو تطوير قطاع أشباه الموصلات كجزء من رؤية 2030، بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي في هذا المجال وتعزيز الاقتصاد الرقمي المحلي
**الإمارات العربية المتحدة**: تعتبر الإمارات من الدول المستوردة والمصدرة لأشباه الموصلات. في عام 2022، صدرت الإمارات أشباه الموصلات بقيمة 235 مليون دولار، وكانت الأردن وعمان من بين أكبر الوجهات لهذه الصادرات. ومع ذلك، تعتمد الإمارات بشكل كبير على استيراد أشباه الموصلات من الصين لتلبية الطلب المحلي
يعد المغرب مثالاً ناجحًا في تطوير صناعة أشباه الموصلات في العالم العربي وإفريقيا، حيث بدأت هذه الصناعة في البلاد منذ منتصف التسعينيات واستمرت في التطور لتصبح جزءًا مهمًا من الاقتصاد الوطني. في الوقت الذي تسعى فيه دول عربية أخرى مثل السعودية والإمارات إلى تطوير هذا القطاع، يظل المغرب رائدًا بفضل استثماراته المبكرة وتركيزه على الابتكار والتكنولوجيا العالية. هذا التوجه يعزز من مكانة المغرب في الأسواق العالمية ويسهم في تحقيق النمو الاقتصادي المستدام.
التعديل الأخير: