في سلسلة من الخطوات الاستراتيجية التي تؤكد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة بتوسيع بصمتها العالمية في مجال الطاقة، وضعت شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) نصب عينيها الاستحواذ على أسهم في أكبر شركة غاز طبيعي في إسبانيا، ناتورجي. يمثل هذا الاستحواذ المحتمل جزءًا من استراتيجية أوسع لا تعزز فقط موقع طاقة في سوق الطاقة الأوروبي ولكنها تتماشى أيضًا مع استثمار الإمارات في مشروع أنبوب الغاز الأفريقي الأطلسي الطموح.
الاستحواذ على ناتورجي: بوابة إلى أوروبا
تعكس رغبة طاقة في ناتورجي قفزة كبيرة نحو قطاع الطاقة الأوروبي. مع الدور الاستراتيجي لناتورجي في نظام الطاقة الإسباني ومشاركتها في خطوط أنابيب الغاز الرئيسية بين إسبانيا والجزائر، فضلاً عن عقد طويل الأمد لاستيراد الغاز الطبيعي المسال الروسي، قد يعيد استحواذ طاقة تشكيل ديناميكيات الطاقة داخل أوروبا. أشارت الحكومة الإسبانية إلى انفتاحها على عرض طاقة، مما يشير إلى استعداد للدفاع عن المصالح الاستراتيجية دون الحاجة بالضرورة إلى حظر الصفقة. قد يؤدي هذا الإجراء إلى تحفيز عرض استحواذ كامل، مما يمثل واحدة من أكبر عمليات الاستحواذ الأوروبية من قبل شركة مقرها الإمارات.
المصدر
أنبوب الغاز المغرب نيجيريا :
بالتوازي مع صفقة ناتورجي، وقعت الإمارات اتفاقية مع المغرب للاستثمار في بناء أنبوب الغاز الأفريقي الأطلسي. يهدف هذا المشروع الطموح إلى نقل الغاز من نيجيريا إلى شمال أفريقيا وفي نهاية المطاف إلى أوروبا مروراً بالسنغال و موريتانيا ، مما يعزز التكامل الاقتصادي والأمن الطاقي في غرب أفريقيا. سيوفر الأنبوب ممرًا حيويًا لدول غرب أفريقيا، وخاصة موريتانيا والسنغال، لتصدير احتياطياتها الكبيرة من الغاز إلى الأسواق الأوروبية.
وقد بدأت الشركة المغربية ETAFAT فعليا في الدراسات الطبوغرافية،
وتركز دراسات الشركة المغربية على الجزء الشمالي الذي يشمل المغرب وموريتانيا والسنغال من مسار أنبوب الغاز العملاق، الذي سيمر عبر 13 دولة في غرب القارة السمراء. المصدر
الأنبوب سوف يكون على مرحلتين الأولى من السنغال إلى المغرب تم أوروبا و الثانية من نيجيريا إلى السنغال
موريتانيا والسنغال: مراكز غاز ناشئة
تقف موريتانيا على أعتاب أن تصبح منتجًا عالميًا كبيرًا للغاز مع تطوير حقل الغاز الكبير تورتو أهميم، الذي تشاركه مع السنغال. من المقرر أن يبدأ مشروع حقل الغاز الكبير تورتو أهميم، الذي تقدر احتياطياته الضخمة بـ 1400 مليار متر مكعب، الإنتاج قريبًا، مما يعد بعصر جديد من الازدهار الطاقي لكلا البلدين.
كذلك، تستعد السنغال للاستفادة من مواردها الغازية، مع تقدم مشروع حقل الغاز الكبير تورتو أهميم.
تتقدم البلاد أيضًا مع مشروع الغاز الكبير الثاني، تطوير يكار-تيرانجا، والذي من المتوقع أن يعزز موقعها كلاعب رئيسي في سوق الطاقة الإقليمي.
تعكس الجهود الاستراتيجية لطاقة، من الاستحواذ المحتمل على ناتورجي إلى استثمارها في أنبوب الغاز الأفريقي الأطلسي، رؤية واضحة لتعزيز محفظتها العالمية للطاقة. لا تشير هذه الخطوات فقط إلى تنامي نفوذ الإمارات في القطاع الطاقي الدولي ولكنها تبرز أيضًا إمكانية ظهور دول غرب أفريقيا كمساهمين مهمين في إمدادات الغاز العالمية. مع تقدم هذه المشاريع، فإنها تعد بجلب فوائد اقتصادية وأمن طاقي للمناطق المعنية، فضلاً عن تقديم بدائل طاقة جديدة لأوروبا.
قد يؤدي الاستحواذ المحتمل لطاقة على ناتورجي، إلى جانب أنبوب الغاز الأفريقي الأطلسي وتطورات الغاز في موريتانيا والسنغال، إلى خلق مناظرة تنافسية أكثر للغاز المصدر إلى أوروبا من روسيا و الجزائر و أزربايجان.
التعديل الأخير: