يعتبر الصاروخ الروسي الموجه المضاد للدروع "كورنيت"Kornet(النسخة التصديرية تحمل التعيين 9K129 Kornet-E) أحد أكثر الأنظمة المضادة للدرع فتكاً بأهدافه المدرعة وكما شوهد من ضرباته القاصمة في العراق وسوريا واليمن ولبنان وخلال الحرب الروسية الأوكرانية. فهذا الصاروخ العامل بتقنية ركوب شعاع الليزر من تطوير مكتب تصميم الآلات KBP في مدينة "تولا"Tula وبدأت أعمال تطويره العام 1988 على يد رئيس المصممين "ليف زاكاروف"Lev Zakharov، ليعرض النظام أولاً على الجمهور في أكتوبر العام 1994 ويدخل الخدمة في الجيش الروسي العام 1998. يبلغ قطر الصاروخ كورنيت 152 ملم، وطوله 1100 ملم، ويمكن حمل وتشغيل النظام بالكامل من قبل طاقم مؤلف من فردين فقط مع زمن إعداد للإطلاق لا يتجاوز 1-2 دقيقة.
إن إحدى مزايا تصميم وتخطيط نظام الصاروخ كورنيت تتمثل في تثبيت محرك الدفع الرئيس ووقوده الصلب في موضع يتوسط الصاروخ، وتحديداً بين المقدمة التي تحوي الشحنة الابتدائية (مخصصة لاستهلاك وتدمير قرميد الدرع التفاعلي المتفجر)، وبين الشحنة المشكلة الرئيسة main charge التي وضعت في الثلث الأخير من تركيب جسم الصاروخ. هذا التصميم الغريب قصد منه أولاً تخفيف الضرر الهيكلي على الشحنة الرئيسة نتيجة تطاير الأجزاء بفعل سحق وانفجار مقدمة الصاروخ بسطح الهدف، ثم ثانياً زيادة مسافة المباعدة stand-off distance عن جسم الهدف وبالتالي زيادة عمق الاختراق.
إذ يمكن تعريف مسافة المباعدة على أنها الفضاء الفاصل بين حافة قاعدة البطانة المخروطية للشحنة وبين سطح الهدف. هذا الامتداد ضروري جداً للسماح بتشكيل نفاث الشحنة المشكلة. تصميم الرأس الحربي تضمن ترك قناة مرور أو تجويف مركزي على هيئة حلقة خلال مقطع وقود المحرك الصلب وذلك بقصد السماح لتشكل ومرور نفاث الشحنة المشكلة وعدم إعاقته (نفس الترتيب أستخدم أيضاً في الصاروخ الروسي الموجه المضاد للدروع Metis-M).
التركيب الخاص بالشحنة المشكلة shaped charge في الرأس الحربي للصاروخ كورنيت يتبنى بطانة مخروطية من النحاس الأحمر لتركيب الشحنتيه المشكلتين. المصممين الروس اختاروا النحاس بسبب ملكياته وخصائصه المميزة، خصوصا كثافته الجيدة التي تبلغ 8.9 سم/غرام3 والتوصيل الحراري الجيد ومرونة التشكيل العالية. الشحنة المتفجرة شديدة الانفجار المستخدمة في التركيب هي من نوع "أكفول"OKFOL ويبلغ وزنها 4.6 كلغم، والتي تضم في تركيبها 95% من متفجرات HMX و5% من شمع البرافين.
هذا النوع من المتفجرات شائع الاستخدام في الذخيرة الروسية المضادة للدروع. في الجزء أو المقطع الأخير للرأس الحربي يتوافر مشكل موجة wave shaper الذي ثبت في قاعدة الشحنة المتفجرة. هذا التجهيز يضمن أن موجات الاهتزاز المتفرقة الناتجة عن الانفجار، ستتحرك في طريقها للمخروط كموجات مستوية أو متقاربة، مما يؤدي لانهيار محسن وأكثر كفاءة للمبطن، وبالتالي هو يساهم في تحسين اختراق طبقات التدريع.
صمام القاعدة للشحنة المشكلة هو من النوع PIBD، أو الاستهلال الرأسي والتفجير القاعدي. بمعنى أن عملية الحث والتحفيز لشحنة الرأس الحربي ستبدأ من المقدمة الطرفية للصاروخ، في حين أن عملية التفجير ستكون من القاعدة وتحديداً عند الاصطدام. الشحنة الابتدائية الأصغر حجماً في مقدمة الصاروخ معدة لتدمير قرميد الدرع التفاعلي المتفجر وبالتالي تهيئة الطريق لنفاث الشحنة الرئيسة للنفاذ إلى صفيحة التدريع الرئيسة. هذه الشحنة تحمل ترتيب مشابه تقريباً لترتيب الشحنة المشكلة الرئيسة مع تجويف خاص في مقدمة الصاروخ يسمح بمرور نفاث الشحنة المشكلة، مع ملاحظة افتقادها لتجهيز مشكل موجة الانفجار.
أداة تحفيز وتفعيل الرأس الحربي في الصاروخ كورنيت تعتمد على هيئة قوسية في مقدمة الصاروخ قابلة للانسحاق، تعمل وفق مبدأ التشغيل/الإيقاد بالاصطدام. هذا الترتيب يعمل عند الاتصال بسطح الهدف على تنشيط الرأس الحربي وتفجيره. إذ يتبنى الرأس الحربي في الصاروخ صمام تحفيز طرفي وتفجير قاعدي PIBD والذي يصنف ضمن مجموعة صمامات الاصطدام Impact fuzes التي تعمل بشكل فوري عند اتصالها المادي بالهدف. وعند ارتطام رأس الصاروخ بجسم الهدف بسرعة عالية نسبياً فإن ذلك سيتسبب في تهشم وانسحاق الغطاء الخارجي المقوس الرقيق outer ogive الذي يحيط بمقدمة الصاروخ، مما يترتب عليه حدوث اتصال مادي ما بين هذا الغطاء والبطانة المقوسة الداخلية inner ogive التي تليه مباشرة.
إن تلامس المقطعين واحتكاكهما ببعض، سيتسبب في إيصال الدائرة الكهربائية وإيقاد عنصر التفجير القاعدي Base-Detonating element عند مؤخرة الشحنة المشكلة (إيصال الدائرة الكهربائية لا يتم إلا بعد تحول أداة الأمان والتسليح safe/arm device إلى وضع التسليح، حيث تعمل هذه الأداة على إعداد الصاروخ وتجهيزه للانفجار بعد تجاوز مسافة محددة عن منصة الإطلاق وذلك بتأثير قوى التعجيل المرتفعة acceleration forces الناتجة عن اشتعال وانطلاق محرك دفع الصاروخ).. وللتوضيح فإن مصدر طاقة داخلي جرى وصله بجزأين قابلين لتوصيل التيار على هيئة قبب مقوسة dome-shaped. هذه القبب تم فصلهما عن بعضهما البعض من قبل فارق أو فجوة محددة. الفجوة ستغلق متى ما سحق رأس الصاروخ نتيجة ارتطامه بسطح الهدف الصلب، مما يؤدي إلى غلق الدائرة الكهربائية التي بدورها ستوفر الطاقة إلى عنصر التفجير القاعدي.
الرأس الحربي لنسخة الصاروخ 9M133-1 قادر كما تذكر المصادر الرسمية على اختراق نحو 1000-1200 ملم من التصفيح الفولاذي المتجانس. أما في حال اعتراض دروع تفاعلية متفجرة فإن قابلية الاختراق تنخفض لنحو 980 ملم. رأس الصاروخ الحربي يستطيع أيضاً اختراق ما لا يقل عن 3-3.5 م من تراكيب الخرسانة المسلحة. لقد أظهرت الاختبارات أن مستوى عالي من الضغط المتطور ينجز في كلتا الاتجاهات المحورية والشعاعية axial/radial directions عند موضع ارتطام الرأس الحربي بالهدف الخرساني، مما يؤدي إلى سحق وتكسير الطبقة السطحية في مؤخرة الحاجز، وبالتالي توليد شظايا وأجزاء كثيفة.
يعتبر الصاروخ الروسي الموجه المضاد للدروع "كورنيت"Kornet(النسخة التصديرية تحمل التعيين 9K129 Kornet-E) أحد أكثر الأنظمة المضادة للدرع فتكاً بأهدافه المدرعة وكما شوهد من ضرباته القاصمة في العراق وسوريا واليمن ولبنان وخلال الحرب الروسية الأوكرانية. فهذا الصاروخ العامل بتقنية ركوب شعاع الليزر من تطوير مكتب تصميم الآلات KBP في مدينة "تولا"Tula وبدأت أعمال تطويره العام 1988 على يد رئيس المصممين "ليف زاكاروف"Lev Zakharov، ليعرض النظام أولاً على الجمهور في أكتوبر العام 1994 ويدخل الخدمة في الجيش الروسي العام 1998. يبلغ قطر الصاروخ كورنيت 152 ملم، وطوله 1100 ملم، ويمكن حمل وتشغيل النظام بالكامل من قبل طاقم مؤلف من فردين فقط مع زمن إعداد للإطلاق لا يتجاوز 1-2 دقيقة.
إن إحدى مزايا تصميم وتخطيط نظام الصاروخ كورنيت تتمثل في تثبيت محرك الدفع الرئيس ووقوده الصلب في موضع يتوسط الصاروخ، وتحديداً بين المقدمة التي تحوي الشحنة الابتدائية (مخصصة لاستهلاك وتدمير قرميد الدرع التفاعلي المتفجر)، وبين الشحنة المشكلة الرئيسة main charge التي وضعت في الثلث الأخير من تركيب جسم الصاروخ. هذا التصميم الغريب قصد منه أولاً تخفيف الضرر الهيكلي على الشحنة الرئيسة نتيجة تطاير الأجزاء بفعل سحق وانفجار مقدمة الصاروخ بسطح الهدف، ثم ثانياً زيادة مسافة المباعدة stand-off distance عن جسم الهدف وبالتالي زيادة عمق الاختراق.
إذ يمكن تعريف مسافة المباعدة على أنها الفضاء الفاصل بين حافة قاعدة البطانة المخروطية للشحنة وبين سطح الهدف. هذا الامتداد ضروري جداً للسماح بتشكيل نفاث الشحنة المشكلة. تصميم الرأس الحربي تضمن ترك قناة مرور أو تجويف مركزي على هيئة حلقة خلال مقطع وقود المحرك الصلب وذلك بقصد السماح لتشكل ومرور نفاث الشحنة المشكلة وعدم إعاقته (نفس الترتيب أستخدم أيضاً في الصاروخ الروسي الموجه المضاد للدروع Metis-M).
التركيب الخاص بالشحنة المشكلة shaped charge في الرأس الحربي للصاروخ كورنيت يتبنى بطانة مخروطية من النحاس الأحمر لتركيب الشحنتيه المشكلتين. المصممين الروس اختاروا النحاس بسبب ملكياته وخصائصه المميزة، خصوصا كثافته الجيدة التي تبلغ 8.9 سم/غرام3 والتوصيل الحراري الجيد ومرونة التشكيل العالية. الشحنة المتفجرة شديدة الانفجار المستخدمة في التركيب هي من نوع "أكفول"OKFOL ويبلغ وزنها 4.6 كلغم، والتي تضم في تركيبها 95% من متفجرات HMX و5% من شمع البرافين.
هذا النوع من المتفجرات شائع الاستخدام في الذخيرة الروسية المضادة للدروع. في الجزء أو المقطع الأخير للرأس الحربي يتوافر مشكل موجة wave shaper الذي ثبت في قاعدة الشحنة المتفجرة. هذا التجهيز يضمن أن موجات الاهتزاز المتفرقة الناتجة عن الانفجار، ستتحرك في طريقها للمخروط كموجات مستوية أو متقاربة، مما يؤدي لانهيار محسن وأكثر كفاءة للمبطن، وبالتالي هو يساهم في تحسين اختراق طبقات التدريع.
صمام القاعدة للشحنة المشكلة هو من النوع PIBD، أو الاستهلال الرأسي والتفجير القاعدي. بمعنى أن عملية الحث والتحفيز لشحنة الرأس الحربي ستبدأ من المقدمة الطرفية للصاروخ، في حين أن عملية التفجير ستكون من القاعدة وتحديداً عند الاصطدام. الشحنة الابتدائية الأصغر حجماً في مقدمة الصاروخ معدة لتدمير قرميد الدرع التفاعلي المتفجر وبالتالي تهيئة الطريق لنفاث الشحنة الرئيسة للنفاذ إلى صفيحة التدريع الرئيسة. هذه الشحنة تحمل ترتيب مشابه تقريباً لترتيب الشحنة المشكلة الرئيسة مع تجويف خاص في مقدمة الصاروخ يسمح بمرور نفاث الشحنة المشكلة، مع ملاحظة افتقادها لتجهيز مشكل موجة الانفجار.
أداة تحفيز وتفعيل الرأس الحربي في الصاروخ كورنيت تعتمد على هيئة قوسية في مقدمة الصاروخ قابلة للانسحاق، تعمل وفق مبدأ التشغيل/الإيقاد بالاصطدام. هذا الترتيب يعمل عند الاتصال بسطح الهدف على تنشيط الرأس الحربي وتفجيره. إذ يتبنى الرأس الحربي في الصاروخ صمام تحفيز طرفي وتفجير قاعدي PIBD والذي يصنف ضمن مجموعة صمامات الاصطدام Impact fuzes التي تعمل بشكل فوري عند اتصالها المادي بالهدف. وعند ارتطام رأس الصاروخ بجسم الهدف بسرعة عالية نسبياً فإن ذلك سيتسبب في تهشم وانسحاق الغطاء الخارجي المقوس الرقيق outer ogive الذي يحيط بمقدمة الصاروخ، مما يترتب عليه حدوث اتصال مادي ما بين هذا الغطاء والبطانة المقوسة الداخلية inner ogive التي تليه مباشرة.
إن تلامس المقطعين واحتكاكهما ببعض، سيتسبب في إيصال الدائرة الكهربائية وإيقاد عنصر التفجير القاعدي Base-Detonating element عند مؤخرة الشحنة المشكلة (إيصال الدائرة الكهربائية لا يتم إلا بعد تحول أداة الأمان والتسليح safe/arm device إلى وضع التسليح، حيث تعمل هذه الأداة على إعداد الصاروخ وتجهيزه للانفجار بعد تجاوز مسافة محددة عن منصة الإطلاق وذلك بتأثير قوى التعجيل المرتفعة acceleration forces الناتجة عن اشتعال وانطلاق محرك دفع الصاروخ).. وللتوضيح فإن مصدر طاقة داخلي جرى وصله بجزأين قابلين لتوصيل التيار على هيئة قبب مقوسة dome-shaped. هذه القبب تم فصلهما عن بعضهما البعض من قبل فارق أو فجوة محددة. الفجوة ستغلق متى ما سحق رأس الصاروخ نتيجة ارتطامه بسطح الهدف الصلب، مما يؤدي إلى غلق الدائرة الكهربائية التي بدورها ستوفر الطاقة إلى عنصر التفجير القاعدي.
الرأس الحربي لنسخة الصاروخ 9M133-1 قادر كما تذكر المصادر الرسمية على اختراق نحو 1000-1200 ملم من التصفيح الفولاذي المتجانس. أما في حال اعتراض دروع تفاعلية متفجرة فإن قابلية الاختراق تنخفض لنحو 980 ملم. رأس الصاروخ الحربي يستطيع أيضاً اختراق ما لا يقل عن 3-3.5 م من تراكيب الخرسانة المسلحة. لقد أظهرت الاختبارات أن مستوى عالي من الضغط المتطور ينجز في كلتا الاتجاهات المحورية والشعاعية axial/radial directions عند موضع ارتطام الرأس الحربي بالهدف الخرساني، مما يؤدي إلى سحق وتكسير الطبقة السطحية في مؤخرة الحاجز، وبالتالي توليد شظايا وأجزاء كثيفة.