في السنوات الأخيرة ومع الجيل الجديد من الحروب وبروز سلاح الطائرات بدون طيار كسلاح ثوري وفعال غير الكثير من الموازين وأصبح عنصر حاسم في الحروب الحديثة،بداية من الحرب بين أذربيجان وارمينيا إلى حرب أوكرانيا، هذا الصعود الكبير في أسهم المسيرات عالميا قابله نزول حاد في أسهم سلاح الدبابات، ولم يكن هذا النزول عبثيا بل كنتيجة للحروب الأخيرة والتي شهدت فشل هذا السلاح وعدم مواكبته للجيل الجديد من الحروب، رأينا أفضل الدبابات سواء شرقية أو غربية تحترق وتتفحم، حتى تلك التي كانت بمثابة دبابات ثورية استنفذت كل ما يمكن من تحديثات واضافات سواء من ناحية التكنولوجيا أو من ناحية الحماية والتدريع
فهل أصبح هذا السلاح عالة علي مستعمله في الحروب الحديثة خصوصا أنه تجاوز المئة عام من الوجود في الحروب حيث كانت الدبابة البريطانية "مارك 1" أول دبابة قتالية تُستعمل في العالم، ونزلت صبيحة 15 سبتمبر/أيلول 1916 إلى أرض معركة "السوم" خارج قرية "فليرز" الفرنسية.
وحسب رأيي الشخصي لن يكون هناك مستقبل لذوات الستين طن في قاموس الجيوش الحديثة وقد نشهد آخر عصر لها.
لكن هذا يدفعنا للتسائل ماهو البديل؟
أضن أن أفضل بديل هي :
المركبات البرية العسكرية الغير مأهولة ، والمعروفة باسم UGVs، هي مركبات مستقلة أو يتم التحكم فيها عن بعد ومصممة للعمليات العسكرية. تم تجهيز هذه المركبات بتقنيات وميزات متقدمة مصممة لتزويد الجيش بمجموعة واسعة من المزايا مقارنة بالمركبات المأهولة التقليدية. ولها استخدامات مختلفة في الجيش، بما في ذلك الاستطلاع والمراقبة وتتبع الأهداف والتخلص منها.
إحدى المزايا الرئيسية للمركبات غير البرية هي قدرتها على العمل دون تعريض حياة البشر للخطر. ويمكن استخدامها في البيئات الخطرة، مثل حقول الألغام أو المناطق التي تحتوي على عبوات ناسفة، دون تعريض الجنود للخطر. وهذا يجعلها رصيدا قيما في أي عملية عسكرية حيث يمكن استخدامها لجمع المعلومات الاستخبارية الهامة أو تقديم الدعم اللوجستي دون تعريض الجنود للأذى.
ميزة أخرى مهمة للمركبات غير البرية هي مرونتها. يمكن تصميمها لتنفيذ مهام مختلفة، بما في ذلك الاستطلاع والمراقبة وتتبع الأهداف. يمكن تجهيز المركبة الأرضية العسكرية بدون طيار بأنواع مختلفة من أجهزة الاستشعار والكاميرات، ويمكنها توفير رؤية 360-درجة لساحة المعركة. يمكنها العمل ليلاً أو نهارًا، في ظروف جوية سيئة، ويمكنها السفر عبر أراضٍ وعرة أو عبر عوائق قد تكون مستحيلة بالنسبة للمركبات المأهولة.
ميزة أخرى للمركبات غير المأهولة هي قدرتها على العمل بشكل تعاوني مع المركبات الأخرى غير المأهولة، مثل الطائرات بدون طيار. يمكن لهذه المركبات أن تعمل معًا لتوفير الاستخبارات والاستطلاع والمراقبة في الوقت الفعلي. يمكنهم أيضًا العمل معًا لأداء مهام محددة، مثل الكشف عن المتفجرات وإبطال مفعولها، والتي قد تشكل خطورة كبيرة على البشر.
ولم تكن المركبات العسكرية الغير مأهولة فكرة جديدة كما يضن البعض، بل تعود الفكرة إلى عشرينات القرن الماضي حيث ضهرت مركبة تعمل بالتحكم عن بعد في عدد أكتوبر 1921 من مجلة World Wide Wireless التابعة لـ RCA. تم التحكم في السيارة لاسلكيًا عبر الراديو. وكان يعتقد أنه يمكن تكييف هذه التكنولوجيا مع الدبابات
وفي وقتنا الحالي توجد العديد من مركبات ال UGV ومنها :
أوران 9 (بالروسية: Уран-9) هي عربة برية غير مأهولة روسية الصنع. المركبة مزودة بمدفع عيار 30 ملم وصواريخ مضادة للدبابات والطائرات، يمكن تزويدها بصواريخ كورنت. اختُبرت المركبة على الأراضي السورية
Gladiator TUGV الأمريكية
“WOLF-X” الأمريكية
TRX من شركة General Dynamics Land Systems
The Sharp Claw 2 سداسية الدفع الصينية
تحتوي Sharp Claw 2 على منطقة شحن في الجزء الخلفي من المركبة والتي يمكن استخدامها لحمل مركبة غير مأهولة أصغر مثل Sharp Claw 1.
Type x السعودية - الأستونية
مجهزة ببرج COCKERILL CPWS GEN. 2 المحلي والذي تقوم بتصنيعه شركة سامي السعودية للصناعات العسكرية
حيث وقعت وزارة الدفاع في الإمارات وشركة ايدج سنة 2024 أكبر طلبية مركبات برية عسكرية غير مأهولة في العالم وتتضمن 60 مركبة عسكرية غير مأهولة
20 مركبة روبوتية قتالية مجنزرة و40 مركبة برية غير مأهولة من طراز" THeMIS.
في تقرير حديث صادر عن شركة Next Move Strategy Consulting، أظهر السوق العالمي للمركبات الأرضية غير المأهولة (UGV) إرتفاع ملحوظ، حيث سجل تقييمًا قدره 2.25 مليار دولار أمريكي في عام 2022. وتشير التوقعات إلى أن هذا السوق يسير على مسار يصل إلى 4.08 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2030، ومعدل نمو سنوي مركب ثابت (CAGR) يبلغ 6.9% من عام 2023 حتى عام 2030. ويظل الارتفاع الكبير في اعتماد المركبات البرية غير المأهولة داخل المؤسسات العسكرية والدفاعية بمثابة القوة الدافعة وراء مرونة السوق حيث أصبحت المركبات غير المأهولة (UGV) ذات أهمية متزايدة في الحروب الحديثة
وانت كمتابع للشأن العسكري ماهو توقعك لمستقبل المركبات العسكرية الغير مأهولة؟