قصة وعبرة :لقد ظلمك بسؤال نعجتك الى نعاجه
كان نبي الله الله داود عليه الصلاة والسلام ملك على بني اسرئيل ونبي وحاكم بينهم
وكان يتفرغ بعض الايام للعبادة ويدخل مسجده او محرابه ويعتزل الناس فاراد الله ان يبتليه بخصمان من البشر وليس كما يقال من الملائكة
اتوا الى داره فوجدوا الباب مغلقًا ومُنعوا من الدخول عليه من الباب لِشَغَلِهِ بالعبادة
فتسورا {تَسَوَّرُوا} بمعنى دخلوا مع سوره لأن المكان مسور فدخلوا عليه ففزع منهم
فقالوا: {لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ} خصمان بغى بعضهما على بعض
قالوا: {فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ} وهو لن يحكم إلا به حتى بإقرارهم، لأنهما جعلاه حكماً {تُشْطِطْ} الشطط يعني النقص أو الجور
أي: لا تجر بالحكم فتميل مع أحدنا {وَاهْدِنَا} أرشدنا {إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} وسط الطريق يعني إذا حكمت فاحكم بالحق، بالعدل، بدون جور
{وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} أي: اهدنا إلى الطريق السوي العدل، والهداية هنا هداية دلالة وإرشاد لأنه لا يستطيع أن يجبرهم على ما يحكم به
قال: أحد الخصمين قال: {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً} سبحان الله، هذان الخصمان غريبان، يتخاصمان ثم يقول أحدهما للآخر: {إِنَّ هَذَا أَخِي} والخصومة عادة، أن الخصم يسبّ خصمَه فيقول: هذا المعتدي الظالم الفاجر
أما هذا فقال: {إِنَّ هَذَا أَخِي} وهو يدل على أن الخصومة ليست تحمل وراءها شيئاً من العداوة والبغضاء
الأخوة هنا ليست أخوة نسب، بل هي أخوة الدين
{لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً} أي: مئة إلا واحدة {وَلِيَ نَعْجَةٌ} وأكّدها بقوله: {وَاحِدَةٌ} من أجل تقليلها
وإلا فإن الواحدة مفهومة من قوله: {وَلِيَ نَعْجَةٌ} لكنه قال: {وَاحِدَةٌ} تأكيداً للقلة، أي: ليس لي إلا واحدة ثم قال: {أَكْفِلْنِيهَا} أي: اجعلني كافلها
وذلك بأن تضمها إلى نعاجي؛ لأنه إذا ضمها إلى نعاجه صارت في ملكه، وهو الكافل لها
{وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} غلبني في الخطاب يعني أنه صار يجادلني حتى غلبني فأقررت له
وليس في الآية ما يدلّ على أن المدّعَى عليه أقرّ أو أنه أنكر
المدَّعَى عليه مسكوت عنه، فدعوى أنه أقرّه يحتاج إلى دليل
داود عليه الصلاة والسلام لما سمع هذا العدوان من هذا الشخص الغني
الذي أنعم الله عليه بنعم كثيرة ثم ذهب يحاول أن يستلب حقّ هذا الفقير الذي ليس عنده إلا نعجة واحدة
كأنه عليه الصلاة والسلام غضب وحكم للمدَّعي فقال: {لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ} والظلم في قوله {لَقَدْ ظَلَمَكَ} من العدوان ليضمها {إِلَى نِعَاجِهِ}
وجه الظلم في هذا ظاهر، لأن صاحب التسعة والتسعين قد أنعم الله عليه نعمة كبيرة، وصاحب الواحدة معدم فقير
وأيضاً فإن هذه الواحدة ملك له، فكيف يعتدي هذا ويقول: أعطنيها، ويلح عليه حتى يغلبه في الحجاج والخاصمة
ثم قال داود: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ} الشركاء {لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ}
كثير يبغي بعضهم على بعض، وقليل لا يبغي بعضهم على بعض، فالقليل الذي لا يبغي بعضهم على بعض هم الذين وصفهم الله بقوله:
{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} فالمؤمن العامل للصالحات لا يحدث منه البغي لما معه مِن الإيمان والعمل الصالح
وعندما تنبه داود انه اصدر الحكم قبل ان يسمع من الطرف الاخر {وَظَنَّ دَاوُودُ} أيقن {أَنَّمَا فَتَنَّاهُ} اي: أوقعناه في فتنة
فالحكم قبل سماع جواب الخصم الآخر فيه شيء من التسرع ما دام الخصم حاضراً
لهذا علم داود عليه الصلاة والسلام أن الله تعالى ابتلاه بهذه الخصومة التي جاءت وهو يتعبد في محرابه وتسوروا عليه المحراب
فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب: {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ} أي: طلب المغفرة {وَأَنَابَ} أي: رجع إلى الله، والإنابة: الرجوع مع الخشية
فهو رجع إلى الله مع خشية الله سبحانه وتعالى
قال الله تعالى: {فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ} أي: سترنا وتجاوزنا له
اختصار القصة
أثنان اخوان او صديقان او جارين
واحد منهم عنده 99 نعجة من الغنم
والاخر عنده نعجة واحدة قال الاول خل نعجتك هذه مع غنمي من اجل اراحته ومساعدته
وكلما تعذر صاحب النعجه اقنعه بالجواب
من فوائد هذه القصة
أن الحاكم او القاضي او المصلح لا يحكم حتى يستوعب حجج الخصمين
أن الحاكم الذي نصب نفسه ليكون حكماً بين العباد
لا يحل له أن يختفي عنهم في الوقت الذي يكون وقتاً للتحاكم
أن الاشتغال بما مصلحته عامة أفضل من الاشتغال بما مصلحته خاصة
أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد يفتنون و يختبرون لقوله
و لكن الفتنة التي يفتي بها الأنبياء
لا يمكن أن تعود إلى إبطال مقومات الرسالة و النبوة كالفتنة التي تعود إلى الكذب أو الشرك أو الأخلاق الرديئة و ما أشبه هذا
لا يمكن أن يقع من الأنبياء
ومن فوائد القصة : أن كل شخص محتاج إلى الله عز و جل مفتقر إليه لقوله : (( فاستغفر ربه ))
و من فوائد هذه القصة : أن الاستغفار سبب لمحو من حصل من الذنوب
و من فوائد هذه القصة : أن السجود خضوعاً لله من سنن الأنبياء لقوله : (( وخر راكعاً و أناب ))
و هل يشرع لمن أذنب أن يفعل كما فعل داود أو أن يصلي ركعتين تامتين
و المشهور فإنه إذا أذنب الإنسان فينبغي له أن يتوضأ و يسبغ الوضوء و يصلي ركعتين
لا يحدث فيهما نفسه فمن فعل ذلك فإنه يغفر له ما تقدم من ذنبه
كان نبي الله الله داود عليه الصلاة والسلام ملك على بني اسرئيل ونبي وحاكم بينهم
وكان يتفرغ بعض الايام للعبادة ويدخل مسجده او محرابه ويعتزل الناس فاراد الله ان يبتليه بخصمان من البشر وليس كما يقال من الملائكة
اتوا الى داره فوجدوا الباب مغلقًا ومُنعوا من الدخول عليه من الباب لِشَغَلِهِ بالعبادة
فتسورا {تَسَوَّرُوا} بمعنى دخلوا مع سوره لأن المكان مسور فدخلوا عليه ففزع منهم
فقالوا: {لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ} خصمان بغى بعضهما على بعض
قالوا: {فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ} وهو لن يحكم إلا به حتى بإقرارهم، لأنهما جعلاه حكماً {تُشْطِطْ} الشطط يعني النقص أو الجور
أي: لا تجر بالحكم فتميل مع أحدنا {وَاهْدِنَا} أرشدنا {إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} وسط الطريق يعني إذا حكمت فاحكم بالحق، بالعدل، بدون جور
{وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ} أي: اهدنا إلى الطريق السوي العدل، والهداية هنا هداية دلالة وإرشاد لأنه لا يستطيع أن يجبرهم على ما يحكم به
قال: أحد الخصمين قال: {إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً} سبحان الله، هذان الخصمان غريبان، يتخاصمان ثم يقول أحدهما للآخر: {إِنَّ هَذَا أَخِي} والخصومة عادة، أن الخصم يسبّ خصمَه فيقول: هذا المعتدي الظالم الفاجر
أما هذا فقال: {إِنَّ هَذَا أَخِي} وهو يدل على أن الخصومة ليست تحمل وراءها شيئاً من العداوة والبغضاء
الأخوة هنا ليست أخوة نسب، بل هي أخوة الدين
{لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً} أي: مئة إلا واحدة {وَلِيَ نَعْجَةٌ} وأكّدها بقوله: {وَاحِدَةٌ} من أجل تقليلها
وإلا فإن الواحدة مفهومة من قوله: {وَلِيَ نَعْجَةٌ} لكنه قال: {وَاحِدَةٌ} تأكيداً للقلة، أي: ليس لي إلا واحدة ثم قال: {أَكْفِلْنِيهَا} أي: اجعلني كافلها
وذلك بأن تضمها إلى نعاجي؛ لأنه إذا ضمها إلى نعاجه صارت في ملكه، وهو الكافل لها
{وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ} غلبني في الخطاب يعني أنه صار يجادلني حتى غلبني فأقررت له
وليس في الآية ما يدلّ على أن المدّعَى عليه أقرّ أو أنه أنكر
المدَّعَى عليه مسكوت عنه، فدعوى أنه أقرّه يحتاج إلى دليل
داود عليه الصلاة والسلام لما سمع هذا العدوان من هذا الشخص الغني
الذي أنعم الله عليه بنعم كثيرة ثم ذهب يحاول أن يستلب حقّ هذا الفقير الذي ليس عنده إلا نعجة واحدة
كأنه عليه الصلاة والسلام غضب وحكم للمدَّعي فقال: {لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ} والظلم في قوله {لَقَدْ ظَلَمَكَ} من العدوان ليضمها {إِلَى نِعَاجِهِ}
وجه الظلم في هذا ظاهر، لأن صاحب التسعة والتسعين قد أنعم الله عليه نعمة كبيرة، وصاحب الواحدة معدم فقير
وأيضاً فإن هذه الواحدة ملك له، فكيف يعتدي هذا ويقول: أعطنيها، ويلح عليه حتى يغلبه في الحجاج والخاصمة
ثم قال داود: {وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ الْخُلَطَاءِ} الشركاء {لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ}
كثير يبغي بعضهم على بعض، وقليل لا يبغي بعضهم على بعض، فالقليل الذي لا يبغي بعضهم على بعض هم الذين وصفهم الله بقوله:
{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ} فالمؤمن العامل للصالحات لا يحدث منه البغي لما معه مِن الإيمان والعمل الصالح
وعندما تنبه داود انه اصدر الحكم قبل ان يسمع من الطرف الاخر {وَظَنَّ دَاوُودُ} أيقن {أَنَّمَا فَتَنَّاهُ} اي: أوقعناه في فتنة
فالحكم قبل سماع جواب الخصم الآخر فيه شيء من التسرع ما دام الخصم حاضراً
لهذا علم داود عليه الصلاة والسلام أن الله تعالى ابتلاه بهذه الخصومة التي جاءت وهو يتعبد في محرابه وتسوروا عليه المحراب
فاستغفر ربه وخر راكعاً وأناب: {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ} أي: طلب المغفرة {وَأَنَابَ} أي: رجع إلى الله، والإنابة: الرجوع مع الخشية
فهو رجع إلى الله مع خشية الله سبحانه وتعالى
قال الله تعالى: {فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ} أي: سترنا وتجاوزنا له
اختصار القصة
أثنان اخوان او صديقان او جارين
واحد منهم عنده 99 نعجة من الغنم
والاخر عنده نعجة واحدة قال الاول خل نعجتك هذه مع غنمي من اجل اراحته ومساعدته
وكلما تعذر صاحب النعجه اقنعه بالجواب
من فوائد هذه القصة
أن الحاكم او القاضي او المصلح لا يحكم حتى يستوعب حجج الخصمين
أن الحاكم الذي نصب نفسه ليكون حكماً بين العباد
لا يحل له أن يختفي عنهم في الوقت الذي يكون وقتاً للتحاكم
أن الاشتغال بما مصلحته عامة أفضل من الاشتغال بما مصلحته خاصة
أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام قد يفتنون و يختبرون لقوله
و لكن الفتنة التي يفتي بها الأنبياء
لا يمكن أن تعود إلى إبطال مقومات الرسالة و النبوة كالفتنة التي تعود إلى الكذب أو الشرك أو الأخلاق الرديئة و ما أشبه هذا
لا يمكن أن يقع من الأنبياء
ومن فوائد القصة : أن كل شخص محتاج إلى الله عز و جل مفتقر إليه لقوله : (( فاستغفر ربه ))
و من فوائد هذه القصة : أن الاستغفار سبب لمحو من حصل من الذنوب
و من فوائد هذه القصة : أن السجود خضوعاً لله من سنن الأنبياء لقوله : (( وخر راكعاً و أناب ))
و هل يشرع لمن أذنب أن يفعل كما فعل داود أو أن يصلي ركعتين تامتين
و المشهور فإنه إذا أذنب الإنسان فينبغي له أن يتوضأ و يسبغ الوضوء و يصلي ركعتين
لا يحدث فيهما نفسه فمن فعل ذلك فإنه يغفر له ما تقدم من ذنبه