بمناسبة هذا الانفتاح نظَّمت الولايات المتحدة معرضًا وطنيًا عُرِف بـ "المعرض القومي الأمريكي- American National Exhibition" في العاصمة موسكو، وبالطبع تمت دعوة رئيس السوفييت وقتها "نيكيتا خروتشوف".
لم يُسافر الرئيس الأمريكي بنفسه إلى موسكو لحضور افتتاحية المعرض، وإنما أرسل نائبه "ريتشارد نيكسون"، والذي أصبح -بالمناسبة- الرئيس السابع والثلاثين للولايات المتحدة. وعندما التقى "نيكسون" بـ"خروتشوف"، بدأت الأمور تأخذ منعطفًا احتداميًا بعض الشيء.
لم يكن "نيكسون" ذلك الوديع الدبلوماسي الذي يبتسم للاستفزازات ويصمت، فاستغل الفرصة وقال لـ"خروتشوف": "لا يجب على الزعيم السوفيتي أن يخاف الأفكار، ففي نهاية المطاف، أنت لا تعرف كل شيء"، وهنا يستغل "خروتشوف" الأمر ويُقحِم الشيوعية في الحوار قائلاً: "أنت الذي لا تعرف عن الشيوعية سوى الخوف منها"!
ومع احتدام هذا النقاش الذي كان يدور في نموذج يُحاكي شكل المطبخ -لهذا سُميت بمناظرة المطبخ Kitchen debate-، بدأت الأصوات تتعالى وأصابع الاتهام تتناقل بين هذا وذاك،
وفي تلك اللحظة استغل بطل قصة اليوم، ونائب رئيس شركة بيبسي وقتها، "دونالد كيندال"، الفرصة وتدخل بحجة تهدئة النقاش مُعطيًا الزعيم السوفيتي كوبًا من مشروب الصودا اللذيذ، ليرتشفه "خروتشوف" وتنجح خطة بيبسي "الرأسمالية" التسويقية لدخول السوق السوفيتي.
أعجب مشروب بيبسي الرئيس "خروتشوف" على الفور، وحتى أنه طلب المزيد لمعاونيه، ولكن على الرغم من ذلك، تطلب الأمر بضع سنوات إضافية حتى تمكنت شركة بيبسي من غزو الأسواق الروسية، وذلك ما حدث في عام 1972.
ويرجع سبب تأخر دخول الشركة الأمريكية إلى الأسواق السوفيتية إلى عملة السوفييت نفسها، وهي "الروبل"، التي لم يكن معترفًا بقيمتها خارج أسوار البلاد، ولهذا كان لا بد من إيجاد طريقة أخرى مبتكرة لإبرام الصفقة، وكلمة السر كانت في المقايضة.
في ربيع عام 1989 توصلت بيبسي لتوقيع اتفاق جديد مع الاتحاد السوفييتي، يقضي باستمرار توريد البيبسي إلى الاتحاد لكن هذه المرة ليس في مقابل فودكا أو غيره، وإنما في مقابل 17 غواصة وثلاث سفن حربية، فضلًا عن ناقلات نفط عملاقة وغير ذلك الكثير.
استمر النهج السوفيتي في مقايضة بيبسي بالأسلحة البحرية التي كانت متوفرة معها حينذاك بشدة، حيث جاء عام 1990 حافلًا بإمداد بيبسي بقطع حربية جديدة في صفقات قُدرت قيمتها بثلاث مليارات دولار، لتصبح بيبسي بتلك الصفات القوى السادسة في العالم من ناحية ما تمتلكه من قوى بحرية.
قامت بيبسي لاحقًا ببيع هذه القطع إلى كثير من دول العالم بالشراكة مع إحدى الجهات النرويجية، واستطاع كيندال الرئيس التنفيذي لبيبسي أن يقول وقتها مازحا وموجها كلامه لمستشار الرئيس الأمريكي حينها، لقد استطعنا نزع سلاح السوفييت أسرع منكم أنتم الحكومة الأمريكية!
مع تحياتي للجميع