رودولفو غرتزيانى ، مارشيسي دي نيغيلي (11 أغسطس/آب 1882 - 11 ديسمبر/كانون الثاني 1955) كان المسؤول العسكري الإيطالي الذي قاد القوات الإيطالية في أفريقيا قبل وأثناء الحرب العالمية الثانية وأحد مجرمي الحرب المسؤولين عن مصرع آلاف من الأثيوبيين والليبيين المدنيين.
حياته
من مواليد فيليتينو (قرب إتنا) بوسط إيطاليا. التحق بالجيش الملكي الإيطالي في الحرب العالمية الأولى ليصبح أصغر عقيد فيه. في العشرينات، تولى جرتزيانى قيادة القوات الإيطالية في ليبيا وعهدت إليه محاولة اخضاع المجاهدين الليبين الذين كان يقودهم عمر المختار. خلال ما سميت "بالتهدئة" تم إنشاء العديد من معسكرات العمل والمعتقلات الجماعية التي مات فيها عشرات الآلاف من السجناء الليبيين من الجوع أو المرض، إذا لم يقتلوا شنقا أو إعداما بالرصاص. في أثناء الحرب الايطالية-الاثيوبية الثانية (1935-36) تولى جرتزيانى قيادة الجيوش الإيطالية التي اجتاحت إثيوبيا. نجا من محاولة اغتيال في 19 فبراير/شباط 1937 ليصبح معروفا باسم "جزار إثيوبيا" عقب موجة القمع الدموي التي تلت ذلك.
وحشية غراتسياني
بدأ حياته ضابطا صغيرا، واختير ليكون أحد الضباط المحاربين في ليبيا وكان برتبة عقيد، واستطاع هذا الدموي الرهيب أن يبني شهرته على اجساد وجماجم الليبيين، وكان إثر كل مجزرة ينفذها برجال ونساء ليبيا، تزداد شهرته بين أبناء شعبه وتترقى رتبه العسكرية، فغدا نجما ساطعا في سماء إيطاليا، والبطل الذي لا يعرف الهزيمة، وكان غراتسياني يفتخر ويتباهى بأعماله الوحشية، مؤكدا بأن "أستاذه ومثله الاعلى كان السياسي الإيطالي المراوغ ميكافيللي"،[بحاجة لمصدر] حيث يقول عنه بالخصوص "كلما نسبت اعمالي للوحشية فإني أردد ما جاهر به ميكافيللي العظيم"، قائلا: "كي يحتفظ الأمير بهيبته عليه ألا يعبأ بعار القسوة"،[بحاجة لمصدر] ويعترف أيضا بأن ضميره لم يؤنبه للحظة واحدة عن أعماله الدموية بأفراد الشعب الليبي فيقول: لم يحدث أن نمت لليلة هانئة، مثل الليلة التي أكون قد راجعت فيها ضميري، فيما يقولونه عن قسوتي ووحشيتي.
ان شريك غراتسياني في جرائمه ضد الشعب الليبي، دعي آخر هو بادوليو الذي كان حاكم ليبيا العام، ورئيس غراتسياني المباشر، وقد خطط الاثنان بدعم من موسوليني لإبادة الشعب الليبي قتلا وتهجيرا، وقد تفنن هذان المجرمان في ابتكار الوسائل لتحقيق ذلك المخطط الرهيب، فأقاما المحكمة الطائرة التي كانت هيئتها تنتقل من مكان إلى آخر بطائرة خاصة لتحكم بشنق الليبيين على الفور رجالا ونساء في محاكمات صورية، كما انهما وراء إقامة المعتقلات الجماعية الرهيبة للآلاف من الليبيين، بخاصة سكان الجبل الأخضر، وقد حشروا فيها أكثر من مئة ألف مواطن جلهم من النساء والشيوخ والاطفال. كما أن أكثر هؤلاء المعتقلين ماتوا في معتقلاتهم جوعا ومرضا وقهرا، أو برصاص الطليان ومشانقهم، وكان غراتسياني يقول حين يجد من يعارضه على عمليات الاعتقال الوحشية هذه: "لقد قررت وصممت، ولن أتراجع حتى ولو ادى هذا الاجراء غلى فناء اهالي برقة جميعهم"، وقد ذكر أحد المواطنين الليبيين وهو سالم عمران أبو أشبور :"إن خمسين جثة من الليبيين كانت تخرج كل يوم من معتقل العقيلة الذي كنت معتقلا فيه، وتدفن في حفرة بشكل جماعي، أجل خمسون جثة يوميا كنا نعدها دائما وهؤلاء ماتوا إما شنقا أو رميا بالرصاص أو أهلكهم الجوع أو المرض".
تمت مداهمة نجوع الليبيين من قبل الجنود الإيطاليين، وإجبار سكانها على ترك أراضيهم وممتلكاتهم وسوقهم في قوافل إلى المعتقلات الجماعية المخصصة لهم و كان اشد المعتقلات قسوه هو معتقل العقيلة الشهير الذي اعتقل فيها المجرمين الأكثر خطورة على إيطاليا و اقاربا المجاهدين و كانت أهم القابئل التي دخلت المعتقل قبيلة المنفة و هي قبيلة شيخ الشهداء عمر المختار التي ضاقت اشد أنواع القهر و العذاب و لقد سطرها الشاعر الشعبي بقصيدة لاقت شهرة وسعه اناذالك وز هي قصيدة العقيلة للشاعر رجب بوحويش الخائبى ، فعلى سبيل المثال فأن أفراد قبيلة العواقير جمعهم الطليان وأجبروهم على السير على الاقدام إلى مسافة تصل إلى 300 كيلومتر في طرق وعرة أو صحراوية وفي مناخ قاس شديد الحرارة، وكان حين يبطئ كبار السن والضعفاء في المسير، يعمد حراسهم الإيطاليون إلى أخذهم جانبا، وإعدامهم رميا بالرصاص، لأن اوامر غراتسياني كانت شديدة، بحيث لا تسمح بأي تأخير للوصول إلى المواقع المقررة لاعتقالهم، لكن رحلة العذاب والموت هذه لم تكن إلا البداية فالذين وصلوا احياء كان ينتظرهم مسلسل آخر للآلام والاهانة القهر.
قاد غراتسياني عملية الهجوم على مدينة الكفرة مشرفا على الفظائع التي ارتكبت فيها من قبل جنود الطليان ضد الليبيين المسالمين، و كان غراتسياني يأمر طياريه بإلقاء قنابل الغازات السامة مثل غاز الفسجين الذي هو مركب من الكربون والكلور، وهو من اشد الغازات فتكا، لأنه أثقل من الهواء ثلاث مرات ونصف، وبالتالي يبقى في شكل سحابة غاز ملامسة للأرض، كما أنه أكثر سمية من الكلور 15 مرة، ويوصف بأنه قاتل للإنسان الذي يبقى عشر دقائق يتنفس هواء يحتوي على 45مم من هذا الغاز في المتر المكعب الواحد من الهواء، ويمكن أن يكون مميتا حتى ولو كان تركيزه اضعف من ذلك، ويورد المؤلف واحدة من الإحصائيات عن نشاط الطيران الإيطالي ضد الليبيين في الفترة ما بين يناير 1924 إلى يونيو 1925، وقذف الليبيين بالقنابل والغازات السامة وملاحقتهم بالرشاشات كما يلي: قام الطيران الإيطالي في تلك الفترة بـ 3103 طلعة في مجموع ساعات طيران بلغت 2630 ساعة، قطع خلالها 400 ألف كيلومتر، وقذف فيها 22770 أنبوبا متفجرا، و47649 قنبلة حارقة ومتفجرة من بينها الكثير من الغازات السامة، وقد مات المئات من الليبيين خنقا بهذه الغازات المحرمة عالميا.
وهكذا فقد تم على يد هذا السفاح قتل الالوف من الشعب الليبي، وكان آخرهم الشهيد البطل عمر المختار.
في الحرب العالمية الثانية
قاد خلال الحرب العالمية الثانية الجيش العاشرالإيطالي المرابط في ليبيا. أصبح القائد العام لليببيا المحتلة بعد وفاة بالبو في حادث تحطم طائرة في 28 حزيران / يونية 1940 . بعد إعلان الحرب أمر موسوليني جرتزيانى باجتياح مصر. ورغم شكوكه حول قدرة الجيش الإيطالي على مواجهة القوات البريطانية ، أمر جرتزيانى الجيش العاشر بالهجوم في 13 ايلول / سبتمبر.
استقال من منصبه عام 1941 بعد هزيمة جيشه في عملية "البوصلة".
نهايته
الحرب العالمية الثانية كشفت مدى تفاهة هذا الرجل وجبنه وعدم أهليته القتالية، حين تسبب في إلحاق هزيمة مذلة بإيطاليا في أول معركة له مع الإنجليز على الحدود الليبية المصرية، وتوالت هزائمه حتى تمت تنحيته. وبسبب ما ألحقه بسمعة إيطاليا من عار، قررت لجنة تحقيق إيطالية عليا، إحالته إلى محكمة الحرب، لكن موسوليني منع محاكمته.
كان جرتزيانى المارشال الإيطالي الوحيد الذي بقى وفيا لموسوليني بعد انقلاب دينو غراندي. ثم عين وزيرا للدفاع في الجمهورية الايطاليه وتولى قيادة القوات الإيطالية الالمانيه المختلطة.
لكنه بعد غياب موسوليني وانهيار الحكم الفاشي، قبض عليه الطليان وحاكموه وأذلوه ووضعوا الحديد في يديه كما فعل مع عمر المختار. وقد لقي من الاهانة والاذى ما يجل عنه الوصف، وكان اصدق وصف لهذا الدموي ما قاله عنه الملحق العسكري الألماني في روما وهو إينو فون رنتيلين حيث كتب لحكومته يقول: "إن غراتسياني أقام شهرته في ليبيا و الحبشة في معارك مع مقاومة شعبية سيئة التسليح لكنها غنية في شجاعتها، لكن هذا الدعي حين وضع في مواجهة جيش نظامي مسلح بأحدث الاسلحة انكشفت قدراته الحربية الحقيقية، فإذا به يتحول من اسطورة إلى اضحوكة، واختفى معه عن المسرح مقتولين أو مأسورين رفقاؤه أمثال ماليتي، وبيرغا نزولي، وغالينا، وبيتاسي مانيلا، وتراكيا، الذين وصلوا مثله إلى أعلى الرتب بسهولة في ميادين استعمارية ضد المدنيين الابرياء".
في نهاية الحرب قضى جرتزيانى بضعة أيام في سجن سان فيتورى في ميلانو قبل أن ينقل إلى سيطره الحلفاء. ثم اعيد إلى أفريقيا وبقى هناك حتى شباط 1946 في سجون الحلفاء في محاولة لحمايته من الاغتيال. وبعد اعادته إلى السجن بروسيدا في إيطاليا حكمت عليه محكمة عسكرية في عام 1950 بالسجن لمدة 19 سنة عقابا له على التعاون مع النازيين لكنه أطلق سراحه بعد أن قضى بضعة أشهر في السجن. ومات في أحد المستشفيات مذموما مدحورا، توفي في روما.
مثل دوره الممثل أوليفر ريد في فيلم أسد الصحراء .
حياته
من مواليد فيليتينو (قرب إتنا) بوسط إيطاليا. التحق بالجيش الملكي الإيطالي في الحرب العالمية الأولى ليصبح أصغر عقيد فيه. في العشرينات، تولى جرتزيانى قيادة القوات الإيطالية في ليبيا وعهدت إليه محاولة اخضاع المجاهدين الليبين الذين كان يقودهم عمر المختار. خلال ما سميت "بالتهدئة" تم إنشاء العديد من معسكرات العمل والمعتقلات الجماعية التي مات فيها عشرات الآلاف من السجناء الليبيين من الجوع أو المرض، إذا لم يقتلوا شنقا أو إعداما بالرصاص. في أثناء الحرب الايطالية-الاثيوبية الثانية (1935-36) تولى جرتزيانى قيادة الجيوش الإيطالية التي اجتاحت إثيوبيا. نجا من محاولة اغتيال في 19 فبراير/شباط 1937 ليصبح معروفا باسم "جزار إثيوبيا" عقب موجة القمع الدموي التي تلت ذلك.
وحشية غراتسياني
بدأ حياته ضابطا صغيرا، واختير ليكون أحد الضباط المحاربين في ليبيا وكان برتبة عقيد، واستطاع هذا الدموي الرهيب أن يبني شهرته على اجساد وجماجم الليبيين، وكان إثر كل مجزرة ينفذها برجال ونساء ليبيا، تزداد شهرته بين أبناء شعبه وتترقى رتبه العسكرية، فغدا نجما ساطعا في سماء إيطاليا، والبطل الذي لا يعرف الهزيمة، وكان غراتسياني يفتخر ويتباهى بأعماله الوحشية، مؤكدا بأن "أستاذه ومثله الاعلى كان السياسي الإيطالي المراوغ ميكافيللي"،[بحاجة لمصدر] حيث يقول عنه بالخصوص "كلما نسبت اعمالي للوحشية فإني أردد ما جاهر به ميكافيللي العظيم"، قائلا: "كي يحتفظ الأمير بهيبته عليه ألا يعبأ بعار القسوة"،[بحاجة لمصدر] ويعترف أيضا بأن ضميره لم يؤنبه للحظة واحدة عن أعماله الدموية بأفراد الشعب الليبي فيقول: لم يحدث أن نمت لليلة هانئة، مثل الليلة التي أكون قد راجعت فيها ضميري، فيما يقولونه عن قسوتي ووحشيتي.
ان شريك غراتسياني في جرائمه ضد الشعب الليبي، دعي آخر هو بادوليو الذي كان حاكم ليبيا العام، ورئيس غراتسياني المباشر، وقد خطط الاثنان بدعم من موسوليني لإبادة الشعب الليبي قتلا وتهجيرا، وقد تفنن هذان المجرمان في ابتكار الوسائل لتحقيق ذلك المخطط الرهيب، فأقاما المحكمة الطائرة التي كانت هيئتها تنتقل من مكان إلى آخر بطائرة خاصة لتحكم بشنق الليبيين على الفور رجالا ونساء في محاكمات صورية، كما انهما وراء إقامة المعتقلات الجماعية الرهيبة للآلاف من الليبيين، بخاصة سكان الجبل الأخضر، وقد حشروا فيها أكثر من مئة ألف مواطن جلهم من النساء والشيوخ والاطفال. كما أن أكثر هؤلاء المعتقلين ماتوا في معتقلاتهم جوعا ومرضا وقهرا، أو برصاص الطليان ومشانقهم، وكان غراتسياني يقول حين يجد من يعارضه على عمليات الاعتقال الوحشية هذه: "لقد قررت وصممت، ولن أتراجع حتى ولو ادى هذا الاجراء غلى فناء اهالي برقة جميعهم"، وقد ذكر أحد المواطنين الليبيين وهو سالم عمران أبو أشبور :"إن خمسين جثة من الليبيين كانت تخرج كل يوم من معتقل العقيلة الذي كنت معتقلا فيه، وتدفن في حفرة بشكل جماعي، أجل خمسون جثة يوميا كنا نعدها دائما وهؤلاء ماتوا إما شنقا أو رميا بالرصاص أو أهلكهم الجوع أو المرض".
تمت مداهمة نجوع الليبيين من قبل الجنود الإيطاليين، وإجبار سكانها على ترك أراضيهم وممتلكاتهم وسوقهم في قوافل إلى المعتقلات الجماعية المخصصة لهم و كان اشد المعتقلات قسوه هو معتقل العقيلة الشهير الذي اعتقل فيها المجرمين الأكثر خطورة على إيطاليا و اقاربا المجاهدين و كانت أهم القابئل التي دخلت المعتقل قبيلة المنفة و هي قبيلة شيخ الشهداء عمر المختار التي ضاقت اشد أنواع القهر و العذاب و لقد سطرها الشاعر الشعبي بقصيدة لاقت شهرة وسعه اناذالك وز هي قصيدة العقيلة للشاعر رجب بوحويش الخائبى ، فعلى سبيل المثال فأن أفراد قبيلة العواقير جمعهم الطليان وأجبروهم على السير على الاقدام إلى مسافة تصل إلى 300 كيلومتر في طرق وعرة أو صحراوية وفي مناخ قاس شديد الحرارة، وكان حين يبطئ كبار السن والضعفاء في المسير، يعمد حراسهم الإيطاليون إلى أخذهم جانبا، وإعدامهم رميا بالرصاص، لأن اوامر غراتسياني كانت شديدة، بحيث لا تسمح بأي تأخير للوصول إلى المواقع المقررة لاعتقالهم، لكن رحلة العذاب والموت هذه لم تكن إلا البداية فالذين وصلوا احياء كان ينتظرهم مسلسل آخر للآلام والاهانة القهر.
قاد غراتسياني عملية الهجوم على مدينة الكفرة مشرفا على الفظائع التي ارتكبت فيها من قبل جنود الطليان ضد الليبيين المسالمين، و كان غراتسياني يأمر طياريه بإلقاء قنابل الغازات السامة مثل غاز الفسجين الذي هو مركب من الكربون والكلور، وهو من اشد الغازات فتكا، لأنه أثقل من الهواء ثلاث مرات ونصف، وبالتالي يبقى في شكل سحابة غاز ملامسة للأرض، كما أنه أكثر سمية من الكلور 15 مرة، ويوصف بأنه قاتل للإنسان الذي يبقى عشر دقائق يتنفس هواء يحتوي على 45مم من هذا الغاز في المتر المكعب الواحد من الهواء، ويمكن أن يكون مميتا حتى ولو كان تركيزه اضعف من ذلك، ويورد المؤلف واحدة من الإحصائيات عن نشاط الطيران الإيطالي ضد الليبيين في الفترة ما بين يناير 1924 إلى يونيو 1925، وقذف الليبيين بالقنابل والغازات السامة وملاحقتهم بالرشاشات كما يلي: قام الطيران الإيطالي في تلك الفترة بـ 3103 طلعة في مجموع ساعات طيران بلغت 2630 ساعة، قطع خلالها 400 ألف كيلومتر، وقذف فيها 22770 أنبوبا متفجرا، و47649 قنبلة حارقة ومتفجرة من بينها الكثير من الغازات السامة، وقد مات المئات من الليبيين خنقا بهذه الغازات المحرمة عالميا.
وهكذا فقد تم على يد هذا السفاح قتل الالوف من الشعب الليبي، وكان آخرهم الشهيد البطل عمر المختار.
في الحرب العالمية الثانية
قاد خلال الحرب العالمية الثانية الجيش العاشرالإيطالي المرابط في ليبيا. أصبح القائد العام لليببيا المحتلة بعد وفاة بالبو في حادث تحطم طائرة في 28 حزيران / يونية 1940 . بعد إعلان الحرب أمر موسوليني جرتزيانى باجتياح مصر. ورغم شكوكه حول قدرة الجيش الإيطالي على مواجهة القوات البريطانية ، أمر جرتزيانى الجيش العاشر بالهجوم في 13 ايلول / سبتمبر.
استقال من منصبه عام 1941 بعد هزيمة جيشه في عملية "البوصلة".
نهايته
الحرب العالمية الثانية كشفت مدى تفاهة هذا الرجل وجبنه وعدم أهليته القتالية، حين تسبب في إلحاق هزيمة مذلة بإيطاليا في أول معركة له مع الإنجليز على الحدود الليبية المصرية، وتوالت هزائمه حتى تمت تنحيته. وبسبب ما ألحقه بسمعة إيطاليا من عار، قررت لجنة تحقيق إيطالية عليا، إحالته إلى محكمة الحرب، لكن موسوليني منع محاكمته.
كان جرتزيانى المارشال الإيطالي الوحيد الذي بقى وفيا لموسوليني بعد انقلاب دينو غراندي. ثم عين وزيرا للدفاع في الجمهورية الايطاليه وتولى قيادة القوات الإيطالية الالمانيه المختلطة.
لكنه بعد غياب موسوليني وانهيار الحكم الفاشي، قبض عليه الطليان وحاكموه وأذلوه ووضعوا الحديد في يديه كما فعل مع عمر المختار. وقد لقي من الاهانة والاذى ما يجل عنه الوصف، وكان اصدق وصف لهذا الدموي ما قاله عنه الملحق العسكري الألماني في روما وهو إينو فون رنتيلين حيث كتب لحكومته يقول: "إن غراتسياني أقام شهرته في ليبيا و الحبشة في معارك مع مقاومة شعبية سيئة التسليح لكنها غنية في شجاعتها، لكن هذا الدعي حين وضع في مواجهة جيش نظامي مسلح بأحدث الاسلحة انكشفت قدراته الحربية الحقيقية، فإذا به يتحول من اسطورة إلى اضحوكة، واختفى معه عن المسرح مقتولين أو مأسورين رفقاؤه أمثال ماليتي، وبيرغا نزولي، وغالينا، وبيتاسي مانيلا، وتراكيا، الذين وصلوا مثله إلى أعلى الرتب بسهولة في ميادين استعمارية ضد المدنيين الابرياء".
في نهاية الحرب قضى جرتزيانى بضعة أيام في سجن سان فيتورى في ميلانو قبل أن ينقل إلى سيطره الحلفاء. ثم اعيد إلى أفريقيا وبقى هناك حتى شباط 1946 في سجون الحلفاء في محاولة لحمايته من الاغتيال. وبعد اعادته إلى السجن بروسيدا في إيطاليا حكمت عليه محكمة عسكرية في عام 1950 بالسجن لمدة 19 سنة عقابا له على التعاون مع النازيين لكنه أطلق سراحه بعد أن قضى بضعة أشهر في السجن. ومات في أحد المستشفيات مذموما مدحورا، توفي في روما.
مثل دوره الممثل أوليفر ريد في فيلم أسد الصحراء .