فلسفة القوات الجوية الحديثة

Tornado.sa 

(بِسْم اللَّهِ توكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ،)
طاقم الإدارة
مـراقــب عـــام
إنضم
21 سبتمبر 2018
المشاركات
5,212
التفاعل
12,845 1,723 0
الدولة
Saudi Arabia
600 File-1

فلسفة القوات الجوية الحديثة

----------------------------------
-----------------

من‭ ‬المتعارف‭ ‬عليه‭ ‬أنه‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬لا‭ ‬تكسب‭ ‬الحرب‭ ‬بمفردها‭ ‬لكن،‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬كسب‭ ‬الحرب‭ ‬بدونها‭. ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬تأتي‭ ‬أهمية‭ ‬الفلسفة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬القوات‭ ‬الجوية،‭ ‬والتي‭ ‬تبنى‭ ‬على‭ ‬عدة‭ ‬عوامل،‭ ‬من‭ ‬أهمها‭ ‬طبيعة‭ ‬وحجم‭ ‬التهديدات‭ ‬التي‭ ‬تواجهها‭ ‬الدول،‭ ‬حجم‭ ‬المهام‭ ‬المنتظرة‭ ‬للقوات‭ ‬الجوية‭ ‬وطبيعتها،‭ ‬الموقف‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للدول،‭ ‬البيئة‭ ‬السياسية‭ ‬واستراتيجية‭ ‬الدول‭. ‬كما‭ ‬تنعكس‭ ‬فلسفة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية،‭ ‬بلا‭ ‬شك،‭ ‬على‭ ‬كافة‭ ‬المعايير‭ ‬التي‭ ‬يقاس‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬مدى‭ ‬قوة‭ ‬سلاح‭ ‬الجو،‭ ‬ومن‭ ‬أهمها‭: ‬عدد‭ ‬ونوعية‭ ‬الطائرات،‭ ‬عدد‭ ‬وكفاءة‭ ‬الطيارين‭ ‬وأماكن‭ ‬التدريب،‭ ‬حالة‭ ‬الصيانة‭ ‬وقطع‭ ‬الغيار‭ ‬والذخائر،‭ ‬القواعد‭ ‬الجوية‭ ‬والمطارات،‭ ‬أسلوب‭ ‬القيادة‭ ‬والسيطرة‭ ‬ومدى‭ ‬الترابط‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬الأخرى‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬القوات‭ ‬البرية،‭ ‬قواعد‭ ‬وطرق‭ ‬التموين‭ ‬بالوقود‭ ‬والذخائر،‭ ‬الحليف‭ ‬أو‭ ‬الداعم‭ ‬وإمكانيات‭ ‬تعويض‭ ‬الخسائر‭ ‬والحدود‭ ‬لذلك‭ ‬والزمن‭ ‬اللازم‭.


يؤثر‭ ‬كل‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬الميزة‭ ‬التشغيلية‭ ‬للقوات‭ ‬الجوية‭ ‬وهي‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬الخصم‭ ‬وردعه‭ ‬وهزيمته‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬فعل‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تحسين‭ ‬الخصائص‭ ‬الرئيسية‭ ‬للقوة‭ ‬الجوية،‭ ‬مثل‭ ‬الارتفاع‭ ‬والسرعة‭ ‬والمدى‭. ‬وتحسين‭ ‬هذه‭ ‬الخصائص‭ ‬بشكل‭ ‬مستدام،‭ ‬إلى‭ ‬جانب‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرارات‭ ‬الفعالة‭ ‬والقيادة‭ ‬والسيطرة‭ ‬مما‭ ‬يسهل‭ ‬تحقيق‭ ‬الميزة‭ ‬التشغيلية‭. ‬وفي‭ ‬ظل‭ ‬التوترات‭ ‬والمخاوف‭ ‬الجيواستراتيجية‭ ‬الحالية،‭ ‬وزيادة‭ ‬حدة‭ ‬المنافسة‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬وزيادة‭ ‬التوترات‭ ‬أو‭ ‬الصراعات‭ ‬المباشرة‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬متعددة‭ ‬من‭ ‬العالم‭ ‬في‭ ‬المحيطين‭ ‬الهادئ‭ ‬والهندي‭ ‬والشرق‭ ‬الأوسط‭ ‬وأوروبا،‭ ‬وصعود‭ ‬المنظمات‭ ‬المتطرفة‭ ‬العنيفة،‭ ‬والسلوك‭ ‬العدواني‭ ‬والتوسعي‭ ‬للعديد‭ ‬من‭ ‬الخصوم،‭ ‬يتطلب‭ ‬الأمر‭ ‬من‭ ‬الجيوش‭ ‬الكبرى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى‭ ‬قوات‭ ‬قتالية‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬التدخل‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬عالمي‭ ‬واسع،‭ ‬وتوفير‭ ‬دعم‭ ‬قتالي‭ ‬رشيق‭. ‬يضاف‭ ‬إلى‭ ‬ذلك‭ ‬أنه‭ ‬لم‭ ‬يعد‭ ‬أحد‭ ‬في‭ ‬مأمن‭ ‬بعد‭ ‬بظهور‭ ‬أسلحة‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬تفوق‭ ‬سرعتها‭ ‬سرعة‭ ‬الصوت،‭ ‬وباستغلال‭ ‬بيئة‭ ‬المعلومات،‭ ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الفضائي‭ ‬والمجال‭ ‬السيبراني‭. ‬وهذه‭ ‬الحقيقة‭ ‬تزيد‭ ‬من‭ ‬أهمية‭ ‬فلسفة‭ ‬تهدف‭ ‬لاكتساب‭ ‬قدرات‭ ‬الكشف‭ ‬والردع‭ ‬والدفاع‭ ‬وقدرة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬على‭ ‬هزيمة‭ ‬الخصوم‭.
................


أهم‭ ‬مبادئ‭ ‬فلسفة‭ ‬القوات الجوية‭ ‬الحديثة‭ ‬
--------------

الجمع‭ ‬بين‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بعمليات‭ ‬مستقلة‭ ‬حاسمة:

اهم فلسفة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬تستند‭ ‬بالأساس‭ ‬إلى‭ ‬الفلسفة‭ ‬التي‭ ‬يقوم‭ ‬عليها‭ ‬الجيش‭ ‬الذي‭ ‬تعمل‭ ‬من‭ ‬خلاله،‭ ‬والتي‭ ‬يتحدد‭ ‬من‭ ‬خلالها‭ ‬الدور‭ ‬المنوط‭ ‬بالقوات‭ ‬الجوية‭: ‬هل‭ ‬الدور‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬الحرب‭ ‬التكاملية‭ ‬المتمركزة‭ ‬حول‭ ‬الدعم‭ ‬الجوّي‭ ‬للقوات‭ ‬الأخرى‭ ‬وعلى‭ ‬رأسها‭ ‬القوات‭ ‬البريّة،‭ ‬وتحقيق‭ ‬التفوق‭ ‬الجوّي‭ ‬السريع‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬المعركة‭ ‬ضمن‭ ‬إطار‭ ‬عقيدة‭ ‬‮«‬المناورة‭ ‬الهجومية»؟‭ ‬أم‭ ‬أنه‭ ‬يأتي‭ ‬في‭ ‬إطار‭ ‬استخدام‭ ‬القوّة‭ ‬الجوية‭ ‬أكثر‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬مستقلة‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها،‭ ‬أي‭ ‬بعيداً‭ ‬عن‭ ‬الدور‭ ‬التقليدي‭ ‬بدعم‭ ‬القوات‭ ‬البرية‭ ‬والبحرية؟‭ ‬أم‭ ‬أن‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تعد‭ ‬للقيام‭ ‬بالدورين‭ ‬على‭ ‬حسب‭ ‬الحاجة؟‭ ‬
نظر‭ ‬الكولنيل‭ ‬الأمريكي‭ ‬جون‭ ‬واردن‭ ‬لضرب‭ ‬وتدمير‭ ‬مركز‭ ‬الثّقل‭ ‬في‭ ‬مجتمعات‭ ‬الخصم‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استهداف‭: ‬قيادة‭ ‬العدو،‭ ‬قواته‭ ‬العسكريّة،‭ ‬وقدراته‭ ‬الصّناعيّة،‭ ‬وبُنيتة‭ ‬التّحتية‭ ‬والبشر‭. ‬كما‭ ‬يقول‭ ‬واردن‭ ‬إن‭ ‬الاستخدام‭ ‬الأنجع‭ ‬هو‭ ‬ضرب‭ ‬كلّ‭ ‬تلك‭ ‬الأهداف‭ ‬لإضعاف‭ ‬الإرادة‭ ‬القتالية‭ ‬لدى‭ ‬الخصم،‭ ‬وذلك‭ ‬مع‭ ‬التّركيز‭ ‬على‭ ‬القيادة،‭ ‬والتي‭ ‬إن‭ ‬تمّ‭ ‬القضاء‭ ‬عليها،‭ ‬يتم‭ ‬شلُّ‭ ‬بقية‭ ‬البُنية‭ ‬العسكريّة،‭ ‬وخلق‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الفوضى‭ ‬في‭ ‬قدرات‭ ‬القيادة‭ ‬والتّحكم،‭ ‬ما‭ ‬يؤدي‭ ‬إلى‭ ‬انهيار‭ ‬العدوّ‭ ‬واستسلامه‭. ‬وقد‭ ‬تلاقت‭ ‬نظرية‭ ‬‮«‬واردن‮»‬‭ ‬مع‭ ‬التّطور‭ ‬التّكنولوجي‭ ‬في‭ ‬الأسلحة،‭ ‬وخاصةً‭ ‬القذائف‭ ‬الذكيّة،‭ ‬ومع‭ ‬التّطور‭ ‬في‭ ‬البُنية‭ ‬المعلوماتية‭ ‬العسكريّة،‭ ‬وهو‭ ‬الأمر‭ ‬الذي‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬فلسفات‭ ‬تنظر‭ ‬لإمكانية‭ ‬الحسم‭ ‬العسكريّ‭ ‬بواسطة‭ ‬القوّة‭ ‬الجوّية‭ ‬فقط‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬السياقات‭ ‬لتحقق‭ ‬ما‭ ‬استشرفه‭ ‬‮«‬جيليو‭ ‬دوهيه‭ ‬العسكري‭ ‬الإيطالي‭ ‬بأنه‭ ‬سيأتي‭ ‬يوم‭ ‬يُجبر‭ ‬فيه‭ ‬الخصوم‭ ‬على‭ ‬الخضوع‭ ‬فقط‭ ‬بقوة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬ومن‭ ‬دون‭ ‬خوض‭ ‬عمليات‭ ‬برية‭ ‬أو‭ ‬بحرية‭.

الوصول‭ ‬لأبعد‭ ‬مدى‭: ‬توسيع‭ ‬مجال‭ ‬تحرك‭ ‬القوات‭ ‬الجوية:

‬يلخص‭ ‬الجنرال‭ ‬أليكسوس‭ ‬غرينكويتش‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬التاسعة‭ ‬وقائد‭ ‬التشكيل‭ ‬الجوي‭ ‬للقوات‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ ‬مهمة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬الطيران‭ ‬والقتال‭ ‬والفوز‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬القوة‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬وفي‭ ‬أي‭ ‬وقت‭. ‬إن‭ ‬قدرة‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬قوة‭ ‬قتالية‭ ‬كبيرة‭ ‬بسرعة،‭ ‬مثل‭ ‬سرب‭ ‬التفوق‭ ‬الجوي‭ ‬من‭ ‬الجيل‭ ‬الخامس،‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط،‭ ‬هي‭ ‬طمأنة‭ ‬لشركائنا‭ ‬الإقليميين‭. ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عدداً‭ ‬أقل‭ ‬من‭ ‬القوات‭ ‬المتمركزة‭ ‬على‭ ‬الأرض‭ ‬مقارنة‭ ‬بالسنوات‭ ‬السابقة،‭ ‬إلا‭ ‬أننا‭ ‬نحتفظ‭ ‬بالقدرة‭ ‬على‭ ‬جلب‭ ‬قوات‭ ‬إضافية‭ ‬بسرعة‭ ‬من‭ ‬خارج‭ ‬المنطقة‭ ‬عند‭ ‬الضرورة‭.‬
على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬تقليص‭ ‬القوات‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬مناطق‭ ‬متعددة‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬فإنها‭ ‬حافظت‭ ‬على‭ ‬شبكة‭ ‬من‭ ‬القواعد‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أرجاء‭ ‬العالم،‭ ‬تمكنها‭ ‬من‭ ‬نشر‭ ‬مجموعة‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬مكان‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬بسرعة‭. ‬وعلاوة‭ ‬على‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬طورت‭ ‬نظاماً‭ ‬لوجستياً‭ ‬عالمياً‭ ‬مستداماً‭ ‬لقواتها‭ ‬الجوية‭ ‬
المتمركزة‭ ‬في‭ ‬قواعدها‭ ‬حول‭ ‬العالم‭. ‬وفي‭ ‬بحث‭ ‬حول‭ ‬العمليات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬ناقش‭ ‬المحللون‭ ‬العسكريون‭ ‬الصينيون‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬التجربة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والبناء‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬تطوير‭ ‬قواتها‭ ‬الجوية‭ ‬بما‭ ‬يتناسب‭ ‬مع‭ ‬طموحاتها‭ ‬الجيوسياسية‭.‬
ومع‭ ‬استمرار‭ ‬مصالح‭ ‬الصين‭ ‬الاقتصادية‭ ‬والأمنية‭ ‬بالتوسع‭ ‬إلى‭ ‬ما‭ ‬يتجاوز‭ ‬حدودها‭ ‬المباشرة،‭ ‬كلف‭ ‬القادة‭ ‬الصينيون‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬لجيش‭ ‬التحرير‭ ‬الشعبي‭ ‬تطوير‭ ‬قدرات‭ ‬استراتيجية‭ ‬لدعم‭ ‬وحماية‭ ‬أنشطتها‭ ‬البحرية‭ ‬بعيدة‭ ‬المدى‭ ‬خصوصاً‭ ‬في‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭. ‬وفي‭ ‬خطاب‭ ‬ألقاه‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬لجيش‭ ‬التحرير‭ ‬الشعبي‭ ‬ما‭ ‬شياو‭ ‬تيان‭ ‬عام‭ ‬2015‭ ‬صرح‭ ‬بأن‭ ‬التوسع‭ ‬الاقتصادي‭ ‬للصين‭ ‬والعمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬غير‭ ‬الحربية‭ ‬للصين‭ ‬تنمو‭ ‬يوماً‭ ‬بعد‭ ‬يوم،‭ ‬وسيكون‭ ‬من‭ ‬الضروري‭ ‬إدراك‭ ‬الحاجة‭ ‬الملحة‭ ‬إلى‭ ‬الاستعداد‭ ‬للصراع‭ ‬العسكري‭ ‬البحري‭ ‬بشكل‭ ‬صحيح،‭ ‬كما‭ ‬أن‭ ‬التوسع‭ ‬الجيوسياسي‭ ‬للصين‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬يتطلب‭ ‬من‭ ‬جيش‭ ‬التحرير‭ ‬الشعبي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬المطاف‭ ‬تكييف‭ ‬فلسفته،‭ ‬خصوصاً‭ ‬الجوية،‭ ‬لتطوير‭ ‬قدرات‭ ‬تتناسب‭ ‬مع‭ ‬مهمات‭ ‬جديدة‭ ‬في‭ ‬بيئات‭ ‬غير‭ ‬متوقعة‭ ‬وغير‭ ‬مؤكدة‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نفهم‭ ‬دخول‭ ‬حاملة‭ ‬الطائرات‭ ‬الصينية‭ ‬شاندونغ‭ ‬لمضيق‭ ‬تايوان‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مرة‭ ‬خلال‭ ‬الأشهر‭ ‬القليلة‭ ‬الماضية‭ ‬والخشية‭ ‬التايوانية‭ ‬واليابانية‭ ‬بتوسيع‭ ‬الصين‭ ‬مجال‭ ‬تحرك‭ ‬قواتها‭ ‬الجوية‭. ‬وقد‭ ‬أطلقت‭ ‬الصين‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬أول‭ ‬حاملة‭ ‬طائرات‭ ‬مصممة‭ ‬ومصنعة‭ ‬محلياً،‭ ‬ستكون‭ ‬قادرة‭ ‬على‭ ‬نشر‭ ‬ما‭ ‬يصل‭ ‬إلى‭ ‬70‭ ‬طائرة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬مقاتلات‭ ‬J-15‭ ‬ومروحيات‭ ‬Z-9C‭ ‬المضادة‭ ‬للغواصات‭ ‬تلك‭ ‬الفلسفة‭ ‬الجديد‭ ‬أقلقت‭ ‬قائد‭ ‬قيادة‭ ‬القتال‭ ‬الجوي‭ ‬الأمريكي‭ ‬الذي‭ ‬حذر‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬الترسانة‭ ‬العسكرية‭ ‬الصينية‭ ‬دخلت‭ ‬‮«‬منطقة‭ ‬خطيرة‮»‬‭ ‬و»إن‭ ‬البنية‭ ‬العسكرية‭ ‬التي‭ ‬يبنونها‭ ‬اليوم‭ ‬للدفاع‭ ‬عن‭ ‬مصالحهم‭ ‬مصممة‭ ‬لإيقاع‭ ‬عدد‭ ‬أكبر‭ ‬من‭ ‬الضحايا‭ ‬في‭ ‬الثلاثين‭ ‬ساعة‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬حرب‭ ‬مستقبلية،‭ ‬وذلك‭ ‬سيكون‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬شهدناه‭ ‬من‭ ‬ضحايا‭ ‬في‭ ‬الثلاثين‭ ‬عاماً‭ ‬الماضية‭ ‬في‭ ‬الشرق‭ ‬الأوسط‮»‬‭. ‬كما‭ ‬صرح‭ ‬البنتاغون‭ ‬أن‭ ‬الصين‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تطوير‭ ‬أفضل‭ ‬مقاتلات‭ ‬الشبح،‭ ‬وأسراب‭ ‬الطائرات‭ ‬المأهولة‭ ‬وغير‭ ‬المأهولة‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬قدرات‭ ‬قتالية‭ ‬جوية‭ ‬أكثر‭ ‬نضجاً‭ ‬وتطوير‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المركبات‭ ‬الجوية‭ ‬بدون‭ ‬طيار،‭ ‬بدءاً‭ ‬من‭ ‬الوحدات‭ ‬المحمولة‭ ‬إلى‭ ‬الطائرات‭ ‬الكبيرة‭ ‬من‭ ‬فئة‭
RQ-4‭ ‬Global Hawk‭ ‬ الأمريكية‭.
----------------------------------

‬«‬الجو‮»‬‭ ‬و«الفضاء‮:
‬تعمل‭ ‬القوة‭ ‬الجوية،‭ ‬بطبيعتها،‭ ‬في‭ ‬الجو‭ ‬لتتخطى‭ ‬العوائق‭ ‬الطبيعية‭ ‬والحدود،‭ ‬وهي‭ ‬على‭ ‬خلاف‭ ‬القوة‭ ‬البرية‭ ‬والبحرية،‭ ‬لا‭ ‬يمكنها‭ ‬الاحتفاظ‭ ‬بالأرض‭. ‬وتاريخياً،‭ ‬فإن‭ ‬الجزء‭ ‬من‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬25‭-‬125‭ ‬كم‭ ‬تم‭ ‬استغلاله‭ ‬عسكرياً،‭ ‬أما‭ ‬المركبات‭ ‬الفضائية‭ ‬والأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬فتحلق‭ ‬على‭ ‬ارتفاعات‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬والآن‭ ‬هناك‭ ‬أسلحة‭ ‬تتخطي‭ ‬هذا‭ ‬الارتفاع‭ ‬مثل‭ ‬المركبات‭ ‬الفرط‭ ‬صوتية‭ ‬والمركبات‭ ‬الجوية‭ ‬بدون‭ ‬طيار‭ ‬والتي‭ ‬تعمل‭ ‬بالطاقة‭ ‬الشمسية،‭ ‬وسيشهد‭ ‬المستقبل‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬الطائرات‭ ‬الفضائية‭ ‬والطائرات‭ ‬الموجهة‭ ‬التي‭ ‬ستسد‭ ‬الفجوة‭ ‬بين‭ ‬الجو‭ ‬والفضاء‭ ‬التي‭ ‬وجدت‭ ‬في‭ ‬القرن‭ ‬العشرين،‭ ‬وربما‭ ‬يشهد‭ ‬المستقبل‭ ‬القريب‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬المركبات‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬اخترق‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬والطيران‭ ‬بسرعات‭ ‬عالية‭ ‬والقيام‭ ‬بعمليات‭ ‬حربية‭ ‬لا‭ ‬تستطيع‭ ‬معظم‭ ‬وسائل‭ ‬الدفاعات‭ ‬الجوية‭ ‬الحالية‭ ‬‮«‬باستثناء‭ ‬أنظمة‭ ‬الدفاع‭ ‬المضادة‭ ‬للصواريخ‭ ‬البالستية‮»‬‭ ‬التعامل‭ ‬معها‭. ‬وفي‭ ‬هذا‭ ‬السياق‭ ‬غيرت‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الفرنسية‭ ‬عام‭ ‬2020‭ ‬اسمها‭ ‬لسلاح‭ ‬الجو‭ ‬والفضاء‭ ‬الفرنسي،‭ ‬بعد‭ ‬عام‭ ‬واحد‭ ‬فقط‭ ‬من‭ ‬إنشائها‭ ‬لقيادة‭ ‬الفضاء،‭ ‬والتي‭ ‬تم‭ ‬إنشاؤها‭ ‬في‭ ‬3‭ ‬سبتمبر‭ ‬2019‭. ‬وقال‭ ‬رئيس‭ ‬أركان‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬والفضائية‭ ‬الجنرال‭ ‬فيليب‭ ‬لافين‭ ‬حينها‭ ‬‮«‬والذي‭ ‬بعد‭ ‬ذلك‭ ‬بعام‭ ‬تم‭ ‬تعينه‭ ‬قائداً‭ ‬لقيادة‭ ‬التحول‭ ‬في‭ ‬الناتو‮»‬‭: ‬‮«‬يجب‭ ‬على‭ ‬الطيارين‭ ‬اليوم‭ ‬أن‭ ‬ينظروا‭ ‬إلى‭ ‬أعلى،‭ ‬وأبعد،‭ ‬نحو‭ ‬الفضاء،‭ ‬هذا‭ ‬المجال‭ ‬الجديد‭ ‬من‭ ‬المواجهة‭ ‬الذي‭ ‬هو‭ ‬استراتيجي‭ ‬للغاية‭ ‬وبشكل‭ ‬متزايد‮»‬‭. ‬

----------

600-File-3.png


السيطرة‭ ‬على‭ ‬الطيف‭ ‬الكهرومغنـاطيسي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬تأمينه‭ ‬العملياتي‭ ‬أمام‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭:‬‭ ‬

.......


تُعير‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬للقوى‭ ‬العالمية‭ ‬اهتماماً‭ ‬متزايداً،‭ ‬للحاجة‭ ‬إلى‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الطيف‭ ‬الكهرومغناطيسي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬تأمينه‭ ‬أمام‭ ‬عملياتها،‭ ‬حيث‭ ‬تعد‭ ‬حرية‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬الطيف‭ ‬الكهرومغناطيسي‭ ‬شرطاً‭ ‬أساسياً‭ ‬للعمليات‭ ‬الجوية‭ ‬وسرعتها‭ ‬ودقتها،‭ ‬فهو‭ ‬الذي‭ ‬يُمَكِّن‭ ‬نظام‭ ‬الملاحة‭ ‬والإنترنت‭ ‬اللاسلكي‭ ‬والبلوتوث‭ ‬وبالتالي‭ ‬العمليات‭ ‬العسكرية‭ ‬برمتها‭. ‬فعلى‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬تتخوف‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬الأمريكية‭ ‬من‭ ‬الاستثمار‭ ‬المتزايد‭ ‬لمعاهد‭ ‬الأبحاث‭ ‬التابعة‭ ‬أو‭ ‬القريبة‭ ‬من‭ ‬جيش‭ ‬التحرير‭ ‬الشعبي‭ ‬الصيني‭ ‬في‭ ‬أسلحة‭ ‬الطاقة‭ ‬التي‭ ‬تنتج‭ ‬نبضاً‭ ‬كهرومغناطيسياً‭ ‬قوياً‭ ‬لتحييد‭ ‬الأنظمة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬داخل‭ ‬نصف‭ ‬قطرها‭ ‬الفعال‭. ‬تعرف‭ ‬تلك‭ ‬الأسلحة‭ ‬بأنها‭ ‬أجهزة‭ ‬ميكروويف‭ ‬عالي‭ ‬الطاقة‭. ‬وتشير‭ ‬الأدبيات‭ ‬الصينية‭ ‬الحديثة‭ ‬إلى‭ ‬تطبيقات‭ ‬مختلفة‭ ‬لأجهزة‭ ‬الموجات‭ ‬الدقيقة‭ ‬عالية‭ ‬الطاقة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬إغلاق‭ ‬الرادارات‭ ‬المعادية‭ ‬وأنظمة‭ ‬التشويش‭ ‬والأنظمة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬للطائرات‭ ‬المهاجمة‭ ‬والصواريخ‭ ‬المضادة‭ ‬للإشعاع،‭ ‬كما‭ ‬يمكن‭ ‬استخدامها‭ ‬كسلاح‭ ‬مضاد‭ ‬للأقمار‭ ‬الصناعية‭ ‬وذلك‭ ‬بتحطيم‭ ‬الأنظمة‭ ‬الإلكترونية‭ ‬الحساسة‭ ‬للأقمار‭ ‬الصناعية‭. ‬كما‭ ‬ينص‭ ‬الموقع‭ ‬الإلكتروني‭ ‬للقوات‭ ‬الجوية‭ ‬الملكية‭ ‬الكندية‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬القدرات‭ ‬الفضائية‭ ‬جزء‭ ‬لا‭ ‬يتجزأ‭ ‬من‭ ‬ساحة‭ ‬عملياتها،‭ ‬وأن‭ ‬الوصول‭ ‬الكامل‭ ‬إلى‭ ‬الفضاء‭ ‬والحرية‭ ‬في‭ ‬إجراء‭ ‬العمليات‭ ‬فيه‭ ‬رغم‭ ‬التزاحم‭ ‬والتنافس‭ ‬والتنازع‭ ‬عليه‭ ‬أمر‭ ‬ضروري‭. ‬وينص‭ ‬موقع‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الملكي‭ ‬الكندي،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬الطيف‭ ‬الكهرومغناطيسي‭ ‬واستغلاله‭ ‬من‭ ‬دون‭ ‬عوائق‭ ‬يعد‭ ‬أمراً‭ ‬ضرورياً‭ ‬لإجراء‭ ‬عملياته‭ ‬العسكرية،‭ ‬وأنه‭ ‬يتوجب‭ ‬عليها‭ ‬أن‭ ‬تنجح‭ ‬في‭ ‬البيئات‭ ‬الكهرومغناطيسية‭ ‬المتنازع‭ ‬عليها‭ ‬بما‭ ‬يتجاوز‭ ‬الحرب‭ ‬الإلكترونية‭ ‬التقليدية‭ ‬أو‭ ‬حتى‭ ‬السيبرانية،‭ ‬وذلك‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطوير‭ ‬تقنيات‭ ‬مرنة‭ ‬ومتطورة‭ ‬بشكل‭ ‬مستدام‭ ‬وقابلة‭ ‬للتكيف‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬ذات‭ ‬درجة‭ ‬عالية‭ ‬من‭ ‬التداخل‭ ‬الكهرومغناطيسي‭.‬



مقاربة‭ ‬أكثر‭ ‬تكاملية‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬وأنظمة‭ ‬الدفاع‭ ‬الجوي‭ ‬والصاروخي‭ ‬الحليفة‭:‬‭ ‬

يقول‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬الجنرال‭ ‬أليكسوس‭ ‬غرينكويتش‭ ‬قائد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬التاسعة‭ ‬وقائد‭ ‬التشكيل‭ ‬الجوي‭ ‬للقوات‭ ‬المشتركة‭ ‬في‭ ‬القيادة‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬غرب‭ ‬آسيا‭ ‬إن‭ ‬تكامل‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬وأنظمة‭ ‬الدفاع‭ ‬الجوي‭ ‬والصاروخي‭ ‬الإقليمية‭ ‬أصبح‭ ‬ضرورة‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬وقت‭ ‬مضى،‭ ‬‮«‬حيث‭ ‬يضمن‭ ‬ذلك‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬قدرات‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬والدول‭ ‬الأوروبية‭ ‬التي‭ ‬نشرت‭ ‬أصول‭ ‬دفاع‭ ‬جوي‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬والقدرات‭ ‬الدفاعية‭ ‬القوية‭ ‬للدول‭ ‬الإقليمية‭. ‬الهدف‭ ‬هو‭ ‬إنشاء‭ ‬إطار‭ ‬عمل‭ ‬شامل‭ ‬يربط‭ ‬هذه‭ ‬القدرات‭ ‬معاً،‭ ‬مما‭ ‬يخلق‭ ‬صورة‭ ‬تشغيل‭ ‬موحدة‭. ‬هذا‭ ‬التكامل‭ ‬ضروري‭ ‬لضمان‭ ‬عمليات‭ ‬دفاعية‭ ‬قوية‭ ‬وفعالة‭. ‬ولتحقيق‭ ‬هذا‭ ‬التكامل،‭ ‬تعد‭ ‬الحلول‭ ‬التقنية‭ ‬ضرورية،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬أنظمة‭ ‬الرادار‭ ‬وشبكات‭ ‬الكمبيوتر‭ ‬وأنظمة‭ ‬الاتصالات‭ ‬التي‭ ‬يمكنها‭ ‬التواصل‭ ‬بشكل‭ ‬فعال‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬بعضاً‭. ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬ذلك،‭ ‬فهو‭ ‬يعتمد‭ ‬على‭ ‬استعداد‭ ‬بين‭ ‬حلفائنا‭ ‬وشركائنا‭ ‬لتبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬والاستخبارات،‭ ‬فمن‭ ‬خلال‭ ‬تشكيل‭ ‬هيكل‭ ‬دفاعي‭ ‬إقليمي‭ ‬متماسك،‭ ‬يمكننا‭ ‬المساهمة‭ ‬في‭ ‬استقرار‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬على‭ ‬المدى‭ ‬الطويل‮»‬‭.‬
في‭ ‬ساحة‭ ‬أخرى‭ ‬من‭ ‬ساحات‭ ‬التوترات‭ ‬الدولية‭ ‬والصراعات‭ ‬الدولية،‭ ‬أعرب‭ ‬رئيس‭ ‬الوزراء‭ ‬الياباني‭ ‬فوميو‭ ‬كيشيدا‭ ‬عن‭ ‬قلقه،‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬إزاء‭ ‬الطلعات‭ ‬الجوية‭ ‬المشتركة‭ ‬الأخيرة‭ ‬لقاذفات‭ ‬القنابل‭ ‬الصينية‭ ‬والروسية‭ ‬فوق‭ ‬المياه‭ ‬قرب‭ ‬بلاده،‭ ‬محذراً‭ ‬من‭ ‬أن‭ ‬اليابان‭ ‬تواجه‭ ‬بيئة‭ ‬أمنية‭ ‬صعبة‭ ‬ومعقدة‭. ‬


دمج‭ ‬التقنيات‭ ‬الناشئة‭ ‬لضمان‭ ‬الميزة‭ ‬التشغيلية‭ ‬للقوات‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭:‬‭ ‬

الفلسفة‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عليها‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الملكية‭ ‬الكندية‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬تنظر‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تتطور‭ ‬قدرات‭ ‬سلاح‭ ‬الجو‭ ‬الملكي‭ ‬الكندي‭ ‬بسرعة‭ ‬لضمان‭ ‬الميزة‭ ‬التشغيلية‭ (‬القدرة‭ ‬على‭ ‬اكتشاف‭ ‬الخصم‭ ‬وردعه‭ ‬وهزيمته‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتمكن‭ ‬من‭ ‬فعل‭ ‬الشيء‭ ‬نفسه‭) ‬في‭ ‬المجال‭ ‬الجوي‭ ‬والفضاء،‭ ‬وذلك‭ ‬بدمج‭ ‬التقنيات‭ ‬الناشئة‭ ‬والتطوير‭ ‬التكنولوجي‭ ‬المستمر‭ ‬لما‭ ‬يمثله‭ ‬ذلك‭ ‬في‭ ‬حماية‭ ‬السيادة‭ ‬الكندية‭ ‬وبناء‭ ‬قدرات‭ ‬استكشافية‭ ‬ذات‭ ‬مصداقية‭ ‬وتمكين‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الملكية‭ ‬الكندية‭ ‬من‭ ‬الاندماج‭ ‬مع‭ ‬القوة‭ ‬المشتركة‭ ‬للقوات‭ ‬المسلحة‭ ‬الكندية‭ ‬وقوات‭ ‬أقرب‭ ‬الحلفاء‭ ‬لكندا‭. ‬
ومما‭ ‬لا‭ ‬شك‭ ‬فيه‭ ‬أن‭ ‬التقنيات‭ ‬الناشئة‭ ‬تخلق‭ ‬بيئة‭ ‬تتطلب‭ ‬ابتكاراً‭ ‬دفاعياً‭ ‬سريعاً‭ ‬وذا‭ ‬صلة‭. ‬ومن‭ ‬الضروري‭ ‬أن‭ ‬نستفيد‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬لخلق‭ ‬قدرات‭ ‬جديدة‭ ‬وتعزيز‭ ‬أمن‭ ‬الدول،‭ ‬لذا‭ ‬تعمل‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الكندية‭ ‬على‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬تكنلوجيا‭ ‬الأنظمة‭ ‬المستقلة‭ ‬وغير‭ ‬المأهولة‭ ‬والذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬والتعلم‭ ‬الآلي‭ ‬والأنظمة‭ ‬السحابية‭ ‬وأجهزة‭ ‬الاستشعار‭ ‬والتقنيات‭ ‬المبتكرة‭ ‬الأخرى،‭ ‬وذلك‭ ‬للحفاظ‭ ‬على‭ ‬ميزة‭ ‬تشغيلية‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬لما‭ ‬ستمثله‭ ‬تلك‭ ‬التقنيات‭ ‬من‭ ‬زيادة‭ ‬كبيرة‭ ‬في‭ ‬القدرات‭ ‬في‭ ‬المجالات‭ ‬الحيوية‭ ‬للقوات‭ ‬الجوية‭ ‬الحديثة،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬القيادة‭ ‬والسيطرة،‭ ‬الاستخبارات‭ ‬والمراقبة‭ ‬والاستطلاع،‭ ‬وكذلك‭ ‬معالجة‭ ‬واستغلال‭ ‬ونشر‭ ‬البيانات‭ ‬المجمعة‭ ‬من‭ ‬المنصات‭ ‬الجوية‭ ‬والفضائية‭. ‬

تنظر‭ ‬فلسفة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الملكية‭ ‬الكندية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الاستفادة‭ ‬من‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬ستمكنها‭ ‬من‭ ‬سرعة‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬وزيادة‭ ‬جودة‭ ‬القرارات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بتنفيذ‭ ‬العمليات،‭ ‬وتحسين‭ ‬الاستدامة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تطبيق‭ ‬البيانات‭ ‬والتحليلات،‭ ‬وتحسين‭ ‬أنظمة‭ ‬ومنهجيات‭ ‬تدريب‭ ‬الطيارين،‭ ‬وتوظيفهم‭ ‬بشكل‭ ‬أفضل،‭ ‬وهكذا‭ ‬تبسيط‭ ‬العمليات‭ ‬أو‭ ‬أتمتة‭ ‬المهام‭. ‬وستمكن‭ ‬هذه‭ ‬التقنيات‭ ‬أيضاً‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الملكية‭ ‬الكندية‭ ‬من‭ ‬النظر‭ ‬في‭ ‬تطبيق‭ ‬العمل‭ ‬الجماعي‭ ‬بين‭ ‬الإنسان‭ ‬والآلة‭ ‬في‭ ‬قطاعات‭ ‬معينة،‭ ‬مثل‭ ‬المركبات‭ ‬الجوية‭ ‬المأهولة‭ ‬وغير‭ ‬المأهولة،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬زيادة‭ ‬التأثيرات‭ ‬التشغيلية‭ ‬مع‭ ‬تحسين‭ ‬تكاليف‭ ‬التصنيع‭ ‬والاستحواذ‭.‬


من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬بدأت‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬تستخدم‭ ‬الذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬لمساعدتها‭ ‬في‭ ‬تخصيص‭ ‬الموارد‭ ‬والتنبؤ‭ ‬بالكيفية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬بها‭ ‬لقرار‭ ‬واحد‭ ‬أن‭ ‬يعيد‭ ‬تشكيل‭ ‬برنامجها‭ ‬وميزانيتها‭. ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬إذا‭ ‬أضاف‭ ‬قادة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬سرباً‭ ‬آخر‭ ‬من‭ ‬طائرات‭ ‬F35،‭ ‬يمكن‭ ‬لمنصة‭ ‬تخصيص‭ ‬الموارد‭ ‬المدعومة‭ ‬بالذكاء‭ ‬الاصطناعي‭ ‬أن‭ ‬تسلط‭ ‬الضوء‭ ‬فوراً،‭ ‬ليس‭ ‬فقط‭ ‬على‭ ‬التكاليف‭ ‬المباشرة‭ ‬للقرار،‭ ‬بل‭ ‬أيضاً‭ ‬على‭ ‬آثاره‭ ‬على‭ ‬الأفراد‭ ‬والقواعد‭ ‬وتوافر‭ ‬الطائرات‭ ‬والأبعاد‭ ‬الأخرى‭ ‬المهمة‭.‬
القدرة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬بكفاءة‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭:‬‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الصدد‭ ‬صرّح‭ ‬مساعد‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬أركان‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬توماس‭ ‬لوهيد،‭ ‬في‭ ‬شهر‭ ‬نوفمبر‭ ‬الماضي،‭ ‬بأن‭ ‬قواعد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬العالم‭ ‬ستواجه‭ ‬خطر‭ ‬التعرض‭ ‬للهجمات‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭ ‬أكبر‭ ‬بكثير‭ ‬مما‭ ‬كانت‭ ‬عليه‭ ‬خلال‭ ‬الحرب‭ ‬الباردة‭. ‬وأشار‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الجيش‭ ‬الأمريكي‭ ‬تعلم‭ ‬كيفية‭ ‬منع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الهجمات،‭ ‬بحسب‭ ‬قوله‭. ‬وذلك‭ ‬لتوفُّر‭ ‬أنظمة‭ ‬دفاعٍ‭ ‬جوي‭ ‬متعدِّد‭ ‬الطبقات‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الدول‭ ‬تشمل‭ ‬أسلحة‭ ‬ليزرية‭ ‬مضادَّة‭ ‬للتهديدات‭ ‬الجويةِ‭ ‬المختلفة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬المسيرات،‭ ‬ويمكن‭ ‬لها‭ ‬أيضاً‭ ‬اعتراضُ‭ ‬الأقمار‭ ‬الصناعية،‭ ‬مثل‭ ‬نظام‭ ‬‮«‬بيريسيفت‮»‬‭ ‬الروسي‭.‬
كما‭ ‬أعادت‭ ‬صور‭ ‬حديثة‭ ‬لأربع‭ ‬مقاتلات‭ ‬تابعة‭ ‬للقوات‭ ‬الجوية‭ ‬الصينية‭ ‬من‭ ‬طرازJ-16،‭ ‬ التكهنات‭ ‬بشأن‭ ‬ما‭ ‬يُحتمل‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬الصاروخ‭ ‬جو–جو‭ ‬الأبعد‭ ‬مدى‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬PL-XX،‭ ‬والذي‭ ‬شوهد‭ ‬مدمجاً‭ ‬في‭ ‬مقاتلتين‭ ‬من،‭ ‬بحسب‭ ‬الرواية‭ ‬الأمريكية‭. ‬ويقدر‭ ‬مدى‭ ‬هذا‭ ‬الصاروخ‭ ‬بـ500‭ ‬كيلومتر،‭ ‬أو‭ ‬أبعد،‭ ‬ما‭ ‬يجعله‭ ‬الصاروخ‭ ‬جو‭ ‬–‭ ‬جو‭ ‬الأبعد‭ ‬مدى‭ ‬في‭ ‬العالم،‭ ‬بفارق‭ ‬كبير‭ ‬عما‭ ‬يليه،‭ ‬ما‭ ‬يمكنه‭ ‬من‭ ‬تحييد‭ ‬أصول‭ ‬جوية‭ ‬مهمة،‭ ‬مثل‭ ‬طائرات‭ ‬الإنذار‭ ‬المبكر،‭ ‬والتحكم‭ ‬المحمول‭ ‬جواً‭ ‬من‭ ‬طرازي‭ ‬E-3‭ ‬وE-7،‭ ‬وطائرة‭ ‬التزويد‭ ‬بالوقود‭ ‬في‭ ‬الجو‭ ‬KC-135‭. ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬سيقوض‭ ‬‮«‬على‭ ‬نحو‭ ‬خَطِر‮»‬‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬عمل‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬المحيط‭ ‬الهادئ‭.‬
...............

600-File-2.jpg



دمج‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬القدرة‭ ‬الجوية‭:‬‭ ‬

أصبح‭ ‬تأثير‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬على‭ ‬أداء‭ ‬أو‭ ‬عمر‭ ‬أنظمة‭ ‬الأسلحة‭ ‬الجوية‭ ‬من‭ ‬المعلوم‭ ‬بالضرورة،‭ ‬فيمكن‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬المرتفعة‭ ‬المتزايدة‭ ‬في‭ ‬مسارح‭ ‬معينة‭ ‬للعمليات‭ ‬إلى‭ ‬إتلاف‭ ‬المحركات‭ ‬أو‭ ‬التشويش‭ ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬الإلكترونية،‭ ‬والتأثير‭ ‬على‭ ‬قدرة‭ ‬حمل‭ ‬الطائرات‭ ‬ورحلاتها‭ ‬أو‭ ‬تشكل‭ ‬مخاطر‭ ‬على‭ ‬تخزين‭ ‬الذخيرة‭. ‬كما‭ ‬يتطلب‭ ‬نشر‭ ‬وعمل‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬الفضاءات‭ ‬الصعبة‭ ‬مثل‭ ‬الفضاءات‭ ‬القطبية‭ ‬أيضاً‭ ‬تكييف‭ ‬بعض‭ ‬المعدات‭. ‬على‭ ‬هذا‭ ‬النحو،‭ ‬وتسعى‭ ‬الفلسفات‭ ‬الجوية‭ ‬الحديثة‭ ‬لتحديد‭ ‬المخاطر‭ ‬المناخية‭ ‬وتأثيراتها‭ ‬على‭ ‬الظروف‭ ‬التشغيلية‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬ضمان‭ ‬أداء‭ ‬وموثوقية‭ ‬المعدات‭ ‬والبرامج‭ ‬التكنولوجية‭ ‬وتطوير‭ ‬قدرات‭ ‬مقاتليها‭ ‬لدمج‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬القدرة‭ ‬للمعدات‭ ‬ولجنودها‭.‬
وفي‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬أعلنت‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬أنها‭ ‬ستستثمر‭ ‬235‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬لمساعدة‭ ‬شركة‭ ‬تصنيع‭ ‬ناشئة،‭ ‬وهي‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬جيت‭ ‬زيرو‮»‬،‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬طائرة‭ ‬ببدن‭ ‬مدمج‭ ‬الأجنحة‭ ‬لتقليل‭ ‬استهلاك‭ ‬الوقود‭ ‬والانبعاثات‭ ‬مع‭ ‬نطاق‭ ‬أوسع‭ ‬وكفاءة‭ ‬أكبر‭.‬
وفي‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2022‭ ‬أصدرت‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬خطة‭ ‬عمل‭ ‬بشأن‭ ‬المناخ‭ ‬من‭ ‬أهم‭ ‬أهدافها‭ ‬إنشاء‭ ‬قواعد‭ ‬عسكرية،‭ ‬تعمل‭ ‬على‭ ‬تحقيق‭ ‬هدف‭ ‬صافي‭ ‬انبعاثات‭ ‬صفرية‭ ‬بحلول‭ ‬عام‭ ‬2046‭. ‬كما‭ ‬تفصل‭ ‬الخطة‭ ‬كيف‭ ‬ستحتاج‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الأمريكية‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬التكيف‭ ‬في‭ ‬عملياتها‭ ‬مع‭ ‬تغير‭ ‬المناخ،‭ ‬وعلى‭ ‬الأخص‭ ‬داخل‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬لقواعدها‭ ‬ومصادر‭ ‬الطاقة‭ ‬الخاصة‭ ‬بها،‭ ‬ومن‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬هذا‭ ‬الهدف‭ ‬خصصت‭ ‬الخطة‭ ‬ميزانية‭ ‬تقدر‭ ‬بـ‭ ‬36‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬عام‭ ‬2023،‭ ‬مع‭ ‬زيادة‭ ‬100‭ ‬مليون‭ ‬دولار‭ ‬سنوياً‭ ‬حتى‭ ‬نهاية‭ ‬عام‭ ‬2026‭. ‬
............................................
...........


الخاتمة‭
ألقت‭ ‬هذه‭ ‬الدراسة‭ ‬المكثفة‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬أهم‭ ‬معالم‭ ‬فلسفة‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬الحديثة،‭ ‬وهي‭: ‬الجمع‭ ‬بين‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬الدعم‭ ‬والقدرة‭ ‬على‭ ‬القيام‭ ‬بعمليات‭ ‬مستقلة‭ ‬حاسمة،‭ ‬الوصول‭ ‬لأبعد‭ ‬مدى‭: ‬توسيع‭ ‬مجال‭ ‬تحرك‭ ‬القوات‭ ‬الجوية،‭ ‬وصل‭ ‬‮«‬الجو‮»‬‭ ‬و«الفضاء‮»‬،‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الطيف‭ ‬الكهرومغنـاطيسي‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬تأمينه‭ ‬العملياتي‭ ‬أمام‭ ‬القوات‭ ‬الجوية،‭ ‬مقاربة‭ ‬أكثر‭ ‬تكاملية‭ ‬مع‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬وأنظمة‭ ‬الدفاع‭ ‬الجوي‭ ‬والصاروخي‭ ‬الحليفة،‭ ‬دمج‭ ‬التقنيات‭ ‬الناشئة‭ ‬لضمان‭ ‬الميزة‭ ‬التشغيلية‭ ‬للقوات‭ ‬الجوية‭ ‬في‭ ‬المستقبل،‭ ‬القدرة‭ ‬على‭ ‬العمل‭ ‬بكفاءة‭ ‬في‭ ‬بيئة‭ ‬من‭ ‬المخاطر‭ ‬وعدم‭ ‬اليقين،‭ ‬دمج‭ ‬تغير‭ ‬المناخ‭ ‬في‭ ‬نهج‭ ‬القدرة‭ ‬الجوية‭. ‬وكما‭ ‬أشرنا،‭ ‬تتفق‭ ‬الأدبيات‭ ‬حول‭ ‬موضوع‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬انتصار‭ ‬بدونها‭ ‬في‭ ‬ساحة‭ ‬الحرب‭ ‬الحديثة‭ ‬وأنها‭ ‬القوة‭ ‬القادرة‭ ‬على‭ ‬شن‭ ‬هجمات‭ ‬متوازية‭ ‬لخلق‭ ‬تأثيرات‭ ‬تكتيكية‭ ‬وعملياتية‭ ‬واستراتيجية‭ ‬في‭ ‬نفس‭ ‬الوقت‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬تختلف‭ ‬تلك‭ ‬الأدبيات‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالأهداف‭ ‬الأكثر‭ ‬فعالية‭ ‬في‭ ‬خلق‭ ‬التأثيرات‭ ‬المرغوبة،‭ ‬وما‭ ‬هي‭ ‬التأثيرات‭ ‬الأكثر‭ ‬استهدافاً،‭ ‬وبأي‭ ‬آليات‭ ‬سيتم‭ ‬تحقيقها‭. ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬يتم‭ ‬أبداً‭ ‬الاتفاق‭ ‬على‭ ‬إجابات‭ ‬واحدة‭ ‬على‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬التساؤلات‭ ‬أبداً،‭ ‬وربما‭ ‬يكون‭ ‬هذا‭ ‬أفضل‭. ‬فقد‭ ‬استفادت‭ ‬فلسفات‭ ‬استراتيجيات‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬دائماً‭ ‬من‭ ‬الدراسات‭ ‬المتعارضة‭ ‬والنقاش‭ ‬الفكري‭ ‬المستدام‭ ‬لتوليد‭ ‬المقترحات‭ ‬والحلول‭ ‬ومقاربات‭ ‬التطوير‭ ‬ربما‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬سلاح‭ ‬آخر‭ ‬في‭ ‬الجيش‭.‬
.....................


‬‭‭
 
موضوع دسم يبي له قهوة ووقت 🙂
صار لي زمن عن المواضيع المفيدة :cry:
 
عودة
أعلى