إشكالية تنقيح الوثائق السرية الأمريكية |
---|
التنقيح هو عملية إزالة المعلومات الحساسة من المستند بحيث يمكن توزيعها على جمهور أوسع. والغرض منه هو السماح بالكشف الانتقائي عن المعلومات. وعادةً ما تكون النتيجة وثيقة مناسبة للنشر أو للنشر للآخرين بدلاً من الجمهور المستهدف للوثيقة الأصلية.
وفي سياق الوثائق الحكومية، يشير التنقيح بشكل أكثر تحديدًا إلى عملية إزالة المعلومات الحساسة أو السرية من الوثيقة قبل نشرها، أثناء رفع السرية عنها.
بعد يومين من إلقاء القنبلة على ناجازاكي، أصدرت الولايات المتحدة تأريخًا تقنيًا رسميًا لـ مشروع مانهاتن من تأليف الفيزيائي هنري ديوولف سميث عُرف باسم «تقرير سميث»، كان هدفه تلخيص حجم المجهود والمنشآت المستثمرة في هذا المجال، كجزء من تبرير النفقات في زمن الحرب للرأي العام الأمريكي.
استخدم لافرينتي بيريا المشرف على المشروع السوفيتي هذا التقرير كمخطط، وضاعف الجهود لإدراك ما وصل إليه الأمريكيون.
استخدم السوفييت «المدن السرية» لتنفيذ منشآت كالتي في هانفورد وأوك ريدج، والتي اختفت من الخرائط حرفيًا للعقود التالية.
كانت الترجمة الروسية لتقرير سميث ترجمة أمينة ودقيقة للغاية! (صورة تظهر الاختلاف بين طبعات تقرير سميث) والتي لاحظها مترجم النسخة الروسية حيث احتوت الطبعة الأولى على معلومات حساسة.
صورة تجمع إيزنهاور وشتراوس
في عام 1947، وصف عضو لجنة الطاقة الذرية الأمريكية لويس شتراوس نشر تقرير سميث بأنه «انتهاك خطير للأمن»؛ وفي أواخر عام 1952، قال الرئيس المنتخب دوايت أيزنهاور إن تقرير سميث قدم الكثير من المعلومات، بما في ذلك المواقع الدقيقة لمصانع إنتاج المواد الذرية.
تقنيات تنقيح المستندات السرية
يتضمن تنقيح المواد السرية من مستند ورقي قبل نشره للعامة الكتابة فوق أجزاء من النص بقلم أسود عريض، يليها نسخ النتيجة – كما يظهر في الصورة.
أو بطريقة بديلة من ذلك، يمكن استخدام "شريط تغطية" غير شفاف أو "شريط تنقيح"، أو شريط لاصق غير شفاف قابل للإزالة بأحجام مختلفة، قبل التصوير.
وفي بعض الحالات يتم اقتطاع المعلومات السرية بسكين X-ACTO كما يظهر في هذه الوثيقة.
وفي بعض الحالات يتم وضع قصاصات من الورق الأبيض على المعلومات الخاضعة للرقابة وتصويرها.
إلا أن هذه الطريقة تحتاج إلى أن تكون إعدادات تباين آلة التصوير عالية بما يكفي بحيث لا يتم نسخ أي من المعلومات الخاضعة للرقابة من خلال الورقة، كما تظهر في الصورة في الأعلى.
ولا يتطلب الأمر سوى القليل من التلاعب بإعدادات التباين في برنامج تحرير الصور لإظهار شيء ما فجأة ربما لم يكن من المفترض عرضه، كما يظهر في الصورة في الأسفل.
لقد أعطتنا لمحة نادرة داخل الرؤوس الحربية النووية الحرارية الحديثة من وثائق رسمية. والجزء الرئيسي من «البيانات» هو تصميم الرؤوس الحربية «على شكل فول سوداني» تقريبًا، والتي تتماشى مع ما تمت مناقشته في الأدبيات المفتوحة لعقود حول كيفية تصميم هذه الأنواع من الرؤوس الحربية عالية الكفاءة.
كما طورت كوريا الشمالية تصميم رؤوس نووية هيدروجينية على شكل «فول سوداني» وعرضت غلافها الخارجي للعالم!
والأمر لا يقف هنا، بل إن الباحث في تاريخ تطوير السلاح النووي في أمريكا - تشاك هانسن – قام بالحصول على وثائق تتعلق بالسلاح النووي تحت قانون حرية المعلومات الأمريكي (FOIA)
إلا أنه في كل مرة يطلب وثائق في نفس الموضوع كان يحصل على نسخة منقحة مختلفة عن النسخة السابقة!
الوثائق مكنت الباحث من إصدار كتابه (الأسلحة النووية الأمريكية: التاريخ السري)
تنويه
تم الاعتماد على مدونة The Nuclear Secrecy Blog
ترجمة بتصرف
Makeyev |
---|