مقدمة : تستمر المواجهات بين الفصائل اللبنانية على رأسها حزب الله و الجيش الاسرائيلي منذ 4 أشهر و أسابيع..وتتزايد الهجمات بين الطرفين , وصلت الى تعميق رقعة المواجهات الى داخل عمق مدن مثل حيفا والنبطية,صفد وبيروت..ويتوقع مراقبون أن تندلع حرب شاملة متعددة الأبعاد بين الطرفين (برية,بحرية,جوية,فضائية,سيبرانية),في هذه السلسلة من المواضيع أطرح سيناريوهات لهذه الحرب المرتقبة..بعد الحديث عن حرب التلال (جزء من الحرب البرية) أنتقل اليوم في هذا الجزء الى جزء من المواجهة ثنائية الأبعاد (جوية-برية) وهي المواجهة الصاروخية أو القصف المتبادل..
تاريخيا : كانت أحد الأهداف المعلنة لآرييل شارون في غزو لبنان هي ابعاد قاذفات الكاتيوشا والغراد (التابعة للوحدات الصاروخية لمنظمة التحرير) الى مسافة 40 كيلومترا شمالا,الى ما بعد نهر الليطاني..لكن كشف سير الحرب أهدافا مغايرة تطورت الى حد اجتياح بيروت وسقوطها.
أطراف النزاع :
الصدمة والترويع...بين التوقع والواقع :
سوف تكون أبرز معالم الساعات الأولى للحرب هي القصف العنيف على كل المناطق الحيوية والاستراتيجية جنوب لبنان و شماله الى غاية البقاع و أنحاء متفرقة من بيروت..الضربات الأولى سوف تكون عبر المقاتلات الحربية الاسرائيلية و مدينة النبطية سوف تتلقى الصدمة الأكبر في الحرب ,وفقا لما يعتقده الأمنيين في تل أبيب هي مركز قيادة متقدم للعمليات الميدانية للفصائل اللبنانية وأهمها حزب الله..كل شيء تحت الاستهداف,المستودعات الكبيرة والمتوسطة والطرق الكبرى داخل المدنية والطرق المتفرعة عنها جنوبا و جنوب شرق المؤدية للبلدات والمدن والقرى الجنوبية المحيطة بها..هذا الاستهداف الغرض منه قطع الطريق عن الامدادات الطبية واللوجستية والعسكرية والغذائية عن النبطية وفصلها عن شمالها (بيروت)..لكن يكون وضع مدينة صور أحسن من نظيرتها (النبطية) وسوف تتلقى ضربات بساطية (غير جراحية) لكن بدرجة تركيز أقل,حيث أن الجيش الاسرائيلي يظهر ميدانيا اهتماما خاصا بالنبطية من خلال الاستهدافات المتتالية مؤخرا..قصف بيروت سوف يكون موزعا على نمطين النمط الأول هو عام ويمس كافة المرافقة الحيوية (مثل حرب 2006) المطار المهبط الرئيسي وأبراج المراقبة والوحدات الرادارية والأتوستراد الاجتنابي والأساسي..ضف الى ذلك كل الجسور و المعابر,محطات تحلية المياه و المرافق التجارية الكبرى ومستشفيات تابعة لحزب الله وحركة أمل (كبداية,لكن سوف تتوسع دائرة استهداف المرافق الصحية لاحقا) وهذا يتم عبر القنابل الموجهة..هذا الاستهداف العام الغرض منه ضغط سياسي على الفصائل اللبنانية,النمط الثاني (بشكل موازي) سوف يستهدف الأحياء الأساسية للضاحية الجنوبية ومناطق أخرى محددة من بيروت أين يعتقد وجود قيادات الفصائل وخاصة حزب الله والهدف منها هو اغتيال أكبر عدد ممكن من قيادات الحزب والفصائل و كسر مركزية القيادة والسيطرة على القوات المتواجدة في الجنوب لافقادها التوازن ولضربها معنويا قبل الاجتياح البري.
صورة من استهداف جراحي لمدينة النبطية مطلع شهر فبراير 2024
صورة من استهداف مهبط مطار بيروت سنة 2006
رد شامل..
في المقابل سوف تتحرك الآلاف من منصات اطلاق الصواريخ متوسطة-بعيدة المدى للفصائل اللبنانية على طول خط الحدود , وهنا حصة الأسد من الاستهدافات سوف تكون لحزب الله والذي يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى , سوف تتطابق الضربات الصاروخية حرفيا مع كلام قيادة الحزب السياسية.."من كريات شمونة الى ايلات" لكن كلما اتجهنا جنوبا سوف تكون الاستهدافات أقل دقة لكن ذات أثر استراتيجي كبير جدا..
حيفا مدينة تحت النار :
استهداف المدن والقرى المجاورة للخط الحدودي لن يكون له أثر استراتيجي كبير بالنسبة للفصائل اللبنانية ,حيث أن معظم هذه القرى والبلدات سوف تكون خالية من السكان وكل مرافقها معطلة أو تم نقلها جنوب (الى مناطق الوسط) وسوف تتحول الى ثكنات ونقاط تجمع للمدفعية الاسرائيلية و للوحدات البرية الاقتحامية التي تتجهز للتوغل البري , ولهذا سوف يستخدم حزب الله وبقية الفصائل صواريخ أقل تكلفة وأقل مدى و سهلة النقل و التوظيف و التوجيه على هذه النقاط الأولى مثل كريات شمونة و المطلة...الخيار الأنسب هو صاروخ بركان بسبب قصر مداه وزنة رأسه المتفجر 500 كلغ من المواد شديدة الانفجار بمدى اطلاق يصل الى 10 كيلومترا وميزة المحرك الصاروخي الصغير و سهولة الحمل و التوظيف في أي منصة وكلفته المنخفضة,الى جانب اغراق مكثف بصواريخ الغراد
ننتقل الى قلب المواجهة الاستراتيجية , مدينة حيفا التي تحتوي على قاعدة بحرية رئيسية في الجيش الاسرائيلي وسوف تكون الهدف الرئيسي للوحدات الصاروخية في الفصائل اللبنانية..ليس واضحا بعد مدى دقة التوجيه والأنظمة الملاحية التي وظفها حزب الله في صواريخ خيبر الايرانية وفي نسختها المطورة لدى الحزب تدعمت بنظام توجيهي من الممكن جدا أن يستهدف القواعد البحرية في حيفا و معسكرات الجيش المتقدمة ما بين نهاريا وحيفا , أما صاروخ فاتح 110 من المتوقع جدا أن يكون رأس الحربة في دك المدينة الاستراتيجية الأهم في جبهة الشمال..حجم الدمار سوف يكون متوسطا على عموم المدينة وشديدا في المرافق الحيوية (الميناء,القواعد العسكرية)..وحجم النزوح سوف يقدم دفعة معنوية هامة للفصائل اللبنانية
صاروخ خيبر (باليستي وهذا يعني أن الحرب سوف تدخل بعدها الفضائي)
صاروخ فاتح 110 (يعمل بالوقود الصلب وذي مدى بعيد نظريا الى دائرة 300 كيلومترا)
كتائب القسام لبنان (الفرع المتصاعد في التسليح والتأهيل الفردي والجماعي , والجاهزية القتالية) سوف تدخل المعركة مع بقية الفصائل اللبنانية مباشرة بعد بدأ استهداف حيفا (لقد استهدفتها لمرتين منذ 7 أكتوبر انطلاقا من لبنان) و عملية اغتيال العاروري جاءت لتمثل ضربة معنوية استباقية لهذا الفصيل الصاعد شديد التسليح و الغموض والذي ظهر ولأول مرة للعلن سنة 2020 أثناء زيارة لاسماعيل هنية لعين الحلوة (تأمينا لزيارته و خروجا للجهر بالتنظيم للاعلام)
لدى القساميين في لبنان منظومة تسليح صاروخي لا يستهان بها وثبتت فاعليتها في استهداف حيفا , لكنها قد تكون أقل تطورا و عددا من تلك التي يمتلكها حزب الله تحديدا..الى جانب سرايا القدس جنوب لبنان والجبهة الشعبية اللتان لكن بتسليح أقل..والمنظومة الصاروخية لهذه الفصائل تحديدا متنوعة انطلاقا من صواريخ الغراد 107 الى الكاتيوشا و مرورا بصواريخ سكود المعدلة والقادرة على وصول تل أبيب (لكن أتوقع برأس تفجيري أخف زنة وسوف تكون ضربة معنوية استراتيجية أكثر مما تكون ذات فاعلية عسكريا).
ولن نكتفي بهذا...
الطائرات الاسرائيلية لن تكتفي بهذا , حيث من المتوقع جدا أن تتوسع رقعة الاستهداف خارج الجغرافيا اللبنانية و تحديدا لما هو الأكثر توقعا , مطاري حلب و دمشق بصفتهما المنصات التي يستقبل من خلالها حزب الله تحديدا الجزء الأكبر من تسليحه...وقد يتعرض مطار دمشق للشل الكامل طوال المسار الزمني للحرب اللبنانية-الاسرائيلية..وفي رد أولي سوف تبدأ الفصائل الفلسطينية (سرايا القدس سورية-الجبهة الشعبية القيادة العامة و جزء من مظمة فتح الانتفاضة العاصفة) وفصائل عراقية و سورية في توظيف كافة قدراتها الصاروخية لفتح جبهة الجولان الى بعد مارواء المناوشات الحدودية , الى مدن مجدل شمس,مسعدا,الروم,نيمرود,عين قينية وأنحاء طبريا أين سوف يسمع لأول مرة صافرات الانذار منذ 1973..الرد الاسرائيلي سوف يكون القصف المكثف على نقاط تجمهر وتجميع المقاتلين على الحدود وبالقرب منها وأيضا اغراق صاروخي وقصف أكثر حدة للمحاور الرئيسية المؤدية الى القرى الحدودية المتاخمة لهضبة الجولان.نظرا لقرب المواقع المستهدفة ومحدودية الاشتباك من المتوقع أن تستخدم الفصائل الفلسطينية والعراقية والسورية صواريخ قصيرة المدى وهنا سوف يعاود صاروخ بركان الظهور (وظفته فصائل سورية في الحرب الأهلية المؤسفة) و أيضا سوف يكون توظيف مكثف جدا لصواريخ الغراد لقلة كلفتها وسهولة اطلاقها بالنظر الى الجاهزية المتوسطة لبعض المقاتلين الفلسطينيين (سوف تكون حربهم الأولى).
وفي الأخير : قد حاولت الالمام قدر الامكان دون التفصيل الممل لأهم جوانب المواجهات بالقصف والاستهداف الصاروخي بين الفصائل اللبنانية و الجيش الاسرائيلي و أغفلت الحديث عن قوات الفجر و الحزب الشيوعي اللبناني وسرايا المقاومة اللبنانية لسببين الأول لعدم وجود أي دلالات قوية لامتلاك هذه الفصائل وحدات صاروخية متكاملة قادرة على اختراق الحدود , وثانيا لتقديري أنها سوف تكون بطاقة الجوكر في ضرب قوافل الامداد البرية للجيش الاسرائيلية قبيل دخوله المواجهات البرية في المدن والقرى الكبرى وأنها وخاصة الحزب الشيوعي سوف تزداد قوة وشراسة في المواجهات كلما اتجهنا شمالا لحسابات سياسية مرتبطة بالديموغرافيا السياسية للبنان (قوات الفجر تتبع هيكليا الحركة الاسلامية السنية,سرايا المقاومة متعددة الطوائف,والحزب الشيوعي بأغلبية مسيحية لكنه متعدد الطوائف أيضا) ولهذا ترتبط الفصائل بحواضنها الشعبية والاجتماعية وخصوصياتها الثقافية والدينية..وأتمنى أن لا أكون قد أطلت عليكم..والمناقشة مفتوحة بغرض الاثراء وتبادل وجهات النظر في ظل الاحترام.
تاريخيا : كانت أحد الأهداف المعلنة لآرييل شارون في غزو لبنان هي ابعاد قاذفات الكاتيوشا والغراد (التابعة للوحدات الصاروخية لمنظمة التحرير) الى مسافة 40 كيلومترا شمالا,الى ما بعد نهر الليطاني..لكن كشف سير الحرب أهدافا مغايرة تطورت الى حد اجتياح بيروت وسقوطها.
أطراف النزاع :
الصدمة والترويع...بين التوقع والواقع :
سوف تكون أبرز معالم الساعات الأولى للحرب هي القصف العنيف على كل المناطق الحيوية والاستراتيجية جنوب لبنان و شماله الى غاية البقاع و أنحاء متفرقة من بيروت..الضربات الأولى سوف تكون عبر المقاتلات الحربية الاسرائيلية و مدينة النبطية سوف تتلقى الصدمة الأكبر في الحرب ,وفقا لما يعتقده الأمنيين في تل أبيب هي مركز قيادة متقدم للعمليات الميدانية للفصائل اللبنانية وأهمها حزب الله..كل شيء تحت الاستهداف,المستودعات الكبيرة والمتوسطة والطرق الكبرى داخل المدنية والطرق المتفرعة عنها جنوبا و جنوب شرق المؤدية للبلدات والمدن والقرى الجنوبية المحيطة بها..هذا الاستهداف الغرض منه قطع الطريق عن الامدادات الطبية واللوجستية والعسكرية والغذائية عن النبطية وفصلها عن شمالها (بيروت)..لكن يكون وضع مدينة صور أحسن من نظيرتها (النبطية) وسوف تتلقى ضربات بساطية (غير جراحية) لكن بدرجة تركيز أقل,حيث أن الجيش الاسرائيلي يظهر ميدانيا اهتماما خاصا بالنبطية من خلال الاستهدافات المتتالية مؤخرا..قصف بيروت سوف يكون موزعا على نمطين النمط الأول هو عام ويمس كافة المرافقة الحيوية (مثل حرب 2006) المطار المهبط الرئيسي وأبراج المراقبة والوحدات الرادارية والأتوستراد الاجتنابي والأساسي..ضف الى ذلك كل الجسور و المعابر,محطات تحلية المياه و المرافق التجارية الكبرى ومستشفيات تابعة لحزب الله وحركة أمل (كبداية,لكن سوف تتوسع دائرة استهداف المرافق الصحية لاحقا) وهذا يتم عبر القنابل الموجهة..هذا الاستهداف العام الغرض منه ضغط سياسي على الفصائل اللبنانية,النمط الثاني (بشكل موازي) سوف يستهدف الأحياء الأساسية للضاحية الجنوبية ومناطق أخرى محددة من بيروت أين يعتقد وجود قيادات الفصائل وخاصة حزب الله والهدف منها هو اغتيال أكبر عدد ممكن من قيادات الحزب والفصائل و كسر مركزية القيادة والسيطرة على القوات المتواجدة في الجنوب لافقادها التوازن ولضربها معنويا قبل الاجتياح البري.
صورة من استهداف جراحي لمدينة النبطية مطلع شهر فبراير 2024
صورة من استهداف مهبط مطار بيروت سنة 2006
رد شامل..
في المقابل سوف تتحرك الآلاف من منصات اطلاق الصواريخ متوسطة-بعيدة المدى للفصائل اللبنانية على طول خط الحدود , وهنا حصة الأسد من الاستهدافات سوف تكون لحزب الله والذي يمتلك ترسانة كبيرة من الصواريخ متوسطة وبعيدة المدى , سوف تتطابق الضربات الصاروخية حرفيا مع كلام قيادة الحزب السياسية.."من كريات شمونة الى ايلات" لكن كلما اتجهنا جنوبا سوف تكون الاستهدافات أقل دقة لكن ذات أثر استراتيجي كبير جدا..
حيفا مدينة تحت النار :
استهداف المدن والقرى المجاورة للخط الحدودي لن يكون له أثر استراتيجي كبير بالنسبة للفصائل اللبنانية ,حيث أن معظم هذه القرى والبلدات سوف تكون خالية من السكان وكل مرافقها معطلة أو تم نقلها جنوب (الى مناطق الوسط) وسوف تتحول الى ثكنات ونقاط تجمع للمدفعية الاسرائيلية و للوحدات البرية الاقتحامية التي تتجهز للتوغل البري , ولهذا سوف يستخدم حزب الله وبقية الفصائل صواريخ أقل تكلفة وأقل مدى و سهلة النقل و التوظيف و التوجيه على هذه النقاط الأولى مثل كريات شمونة و المطلة...الخيار الأنسب هو صاروخ بركان بسبب قصر مداه وزنة رأسه المتفجر 500 كلغ من المواد شديدة الانفجار بمدى اطلاق يصل الى 10 كيلومترا وميزة المحرك الصاروخي الصغير و سهولة الحمل و التوظيف في أي منصة وكلفته المنخفضة,الى جانب اغراق مكثف بصواريخ الغراد
ننتقل الى قلب المواجهة الاستراتيجية , مدينة حيفا التي تحتوي على قاعدة بحرية رئيسية في الجيش الاسرائيلي وسوف تكون الهدف الرئيسي للوحدات الصاروخية في الفصائل اللبنانية..ليس واضحا بعد مدى دقة التوجيه والأنظمة الملاحية التي وظفها حزب الله في صواريخ خيبر الايرانية وفي نسختها المطورة لدى الحزب تدعمت بنظام توجيهي من الممكن جدا أن يستهدف القواعد البحرية في حيفا و معسكرات الجيش المتقدمة ما بين نهاريا وحيفا , أما صاروخ فاتح 110 من المتوقع جدا أن يكون رأس الحربة في دك المدينة الاستراتيجية الأهم في جبهة الشمال..حجم الدمار سوف يكون متوسطا على عموم المدينة وشديدا في المرافق الحيوية (الميناء,القواعد العسكرية)..وحجم النزوح سوف يقدم دفعة معنوية هامة للفصائل اللبنانية
صاروخ خيبر (باليستي وهذا يعني أن الحرب سوف تدخل بعدها الفضائي)
صاروخ فاتح 110 (يعمل بالوقود الصلب وذي مدى بعيد نظريا الى دائرة 300 كيلومترا)
كتائب القسام لبنان (الفرع المتصاعد في التسليح والتأهيل الفردي والجماعي , والجاهزية القتالية) سوف تدخل المعركة مع بقية الفصائل اللبنانية مباشرة بعد بدأ استهداف حيفا (لقد استهدفتها لمرتين منذ 7 أكتوبر انطلاقا من لبنان) و عملية اغتيال العاروري جاءت لتمثل ضربة معنوية استباقية لهذا الفصيل الصاعد شديد التسليح و الغموض والذي ظهر ولأول مرة للعلن سنة 2020 أثناء زيارة لاسماعيل هنية لعين الحلوة (تأمينا لزيارته و خروجا للجهر بالتنظيم للاعلام)
لدى القساميين في لبنان منظومة تسليح صاروخي لا يستهان بها وثبتت فاعليتها في استهداف حيفا , لكنها قد تكون أقل تطورا و عددا من تلك التي يمتلكها حزب الله تحديدا..الى جانب سرايا القدس جنوب لبنان والجبهة الشعبية اللتان لكن بتسليح أقل..والمنظومة الصاروخية لهذه الفصائل تحديدا متنوعة انطلاقا من صواريخ الغراد 107 الى الكاتيوشا و مرورا بصواريخ سكود المعدلة والقادرة على وصول تل أبيب (لكن أتوقع برأس تفجيري أخف زنة وسوف تكون ضربة معنوية استراتيجية أكثر مما تكون ذات فاعلية عسكريا).
ولن نكتفي بهذا...
الطائرات الاسرائيلية لن تكتفي بهذا , حيث من المتوقع جدا أن تتوسع رقعة الاستهداف خارج الجغرافيا اللبنانية و تحديدا لما هو الأكثر توقعا , مطاري حلب و دمشق بصفتهما المنصات التي يستقبل من خلالها حزب الله تحديدا الجزء الأكبر من تسليحه...وقد يتعرض مطار دمشق للشل الكامل طوال المسار الزمني للحرب اللبنانية-الاسرائيلية..وفي رد أولي سوف تبدأ الفصائل الفلسطينية (سرايا القدس سورية-الجبهة الشعبية القيادة العامة و جزء من مظمة فتح الانتفاضة العاصفة) وفصائل عراقية و سورية في توظيف كافة قدراتها الصاروخية لفتح جبهة الجولان الى بعد مارواء المناوشات الحدودية , الى مدن مجدل شمس,مسعدا,الروم,نيمرود,عين قينية وأنحاء طبريا أين سوف يسمع لأول مرة صافرات الانذار منذ 1973..الرد الاسرائيلي سوف يكون القصف المكثف على نقاط تجمهر وتجميع المقاتلين على الحدود وبالقرب منها وأيضا اغراق صاروخي وقصف أكثر حدة للمحاور الرئيسية المؤدية الى القرى الحدودية المتاخمة لهضبة الجولان.نظرا لقرب المواقع المستهدفة ومحدودية الاشتباك من المتوقع أن تستخدم الفصائل الفلسطينية والعراقية والسورية صواريخ قصيرة المدى وهنا سوف يعاود صاروخ بركان الظهور (وظفته فصائل سورية في الحرب الأهلية المؤسفة) و أيضا سوف يكون توظيف مكثف جدا لصواريخ الغراد لقلة كلفتها وسهولة اطلاقها بالنظر الى الجاهزية المتوسطة لبعض المقاتلين الفلسطينيين (سوف تكون حربهم الأولى).
وفي الأخير : قد حاولت الالمام قدر الامكان دون التفصيل الممل لأهم جوانب المواجهات بالقصف والاستهداف الصاروخي بين الفصائل اللبنانية و الجيش الاسرائيلي و أغفلت الحديث عن قوات الفجر و الحزب الشيوعي اللبناني وسرايا المقاومة اللبنانية لسببين الأول لعدم وجود أي دلالات قوية لامتلاك هذه الفصائل وحدات صاروخية متكاملة قادرة على اختراق الحدود , وثانيا لتقديري أنها سوف تكون بطاقة الجوكر في ضرب قوافل الامداد البرية للجيش الاسرائيلية قبيل دخوله المواجهات البرية في المدن والقرى الكبرى وأنها وخاصة الحزب الشيوعي سوف تزداد قوة وشراسة في المواجهات كلما اتجهنا شمالا لحسابات سياسية مرتبطة بالديموغرافيا السياسية للبنان (قوات الفجر تتبع هيكليا الحركة الاسلامية السنية,سرايا المقاومة متعددة الطوائف,والحزب الشيوعي بأغلبية مسيحية لكنه متعدد الطوائف أيضا) ولهذا ترتبط الفصائل بحواضنها الشعبية والاجتماعية وخصوصياتها الثقافية والدينية..وأتمنى أن لا أكون قد أطلت عليكم..والمناقشة مفتوحة بغرض الاثراء وتبادل وجهات النظر في ظل الاحترام.