https://arabicpost.net/أخبار/
اغتيال المهدي بن بركة، قصة اغتيال لأحد أبرز المعارضين المغاربة في العام 1965، رجل سياسي اختفى في ظروف غامضة ولا يعرف مصير جثمانه حتى اليوم.
كان المهدي بن بركة زعيم المعارضة المغربية المنفي ولد في العام 1920، ودرس الدراسات الإسلامية وعرف بتفوقه أثناء فترة دراسته.
كان يحلم بركة بأن يستكمل دراسته في فرنسا، لكن الحرب العالمية الثانية حين اندلعت قضت على أحلامه، فاتجه للجزائر التي كانت واقعة تحت سطوة الاحتلال الفرنسي آنذاك ليكمل بها دراسته.
في العام 1944، كان بركة حينها يبلغ من العمر 24 عاماً، بدأ نشاطه السياسي والعمل العام، إذ وقع على وثيقة مطالبة فرنسا بالرحيل عن المغرب، وتسليم الحكم لسلطة شرعية.
أحدث صدور الوثيقة موجة تظاهرات في المغرب، حشود خرجت إلى الشوارع تؤيد ما جاء فيها، فكان لزاماً أن تتدخل فرنسا لتمنع التظاهرات، وبالفعل شنت حملة اعتقالات واسعة طالت العديد من الشبان الذين وقعوا عليها ومن بينهم بركة.
نشط بركة في العمل السياسي، وحين استقل المغرب عن الاحتلال الفرنسي أصبح من كبار السياسيين، وأصبح من المعارضين للمؤسسة الملكية.
اشتهر المهدي بن بركة بمعارضته للحكم في بلاده، حتى أنه بدأ في سلسلة من الجولات العالمية التقى فيها بقادة سياسيين حول العالم وبالزعيم اليساري تشي غيفارا وظل على مدار سنوات أحد أبرز الوجوه المعارضة للسلطة في المغرب.
فجأة اقترب شرطيان من المقهى، وطلبا منه الصعود إلى السيارة، وبعد أن تأكد من هويتهما ركب معهما وكانت هنا بداية النهاية.
اختطف بن بركة، وحسب جورج فيغون، أحد الضابطين اللذين كانا مسؤولين عن اختطافه، فقد اقتاداه إلى فيلا تقع في ضواحي مدينة باريس الفرنسية، وأن بركة ساورته شكوك في البداية أنه تم اختطافه إلا أنهما أكدا له أن تواجده فقط للقاء مسؤول فرنسي بعيداً عن وسائل الإعلام.
وفي موقع الجريمة وبعد ساعات كان الجنرال العسكري المغربي محمد أوفقير الذي كان وزيراً للداخلية آنذاك والجنرال أحمد الدليمي هناك، وبعدها لا أحد يعلم ما الذي جرى داخل الفيلا، وأين اختفى بركة وأين ذهبت جثته.
انتشرت أقاويل حينها أن بركة تم استدراجه لفرنسا عن طريق عملاء في الموساد الإسرائيلي، استعانت بهم الحكومة المغربية لإسكات صوته
"أنا بريء تماماً من اختفاء بن بركة، ولم تكن لي يد في وفاته، سواء بإصدار الأوامر لتنفيذها، أو غضّ النظر عنها"، يؤكد العاهل الراحل الذي علم بما حصل لأستاذه القديم الذي كان يدرسه مادة الرياضيات في البكالويا، عن طريق الصحافة، متابعاً: "لم أكن على علم باختطاف بنبركة، ولو علمت به لأعلنت إدانتي له".
وفي العام 1967، سُجِنَ عميلان فرنسيان بتُهمة اختطاف بن بركة، لكن أصابع الاتهام ظلت تشير إلى وزير الداخلية المغربي محمد أوفقير، الذي قتل نفسه عام 1972، بعد محاولة انقلابٍ فاشلة على الملك الحسن الثاني.
وعلى مدار عقود أدّت التحقيقات المتقطّعة في قضية بن بركة إلى تعقيد العلاقات بين فرنسا وبين المغرب، في الوقت الذي قالت فيه عائلة بن بركة إنّ الدولتين ماطلتا في التحقيقات لأسبابٍ سياسية.
حتى الآن لم يعثر على جثة المعارض المغربي، وانتشرت التكهنات حول مصيرها، فرواية تقول إنه دُفِن على جزيرةٍ وسط نهر السين وأخرى تقول إنّ جثته أُرسِلت إلى المغرب، حيث جرت إذابتها في الأحماض. وقالت روايةٌ ثالثة إنّها غُلّفت بالأسمنت ودُفِنَت بالقرب من باريس -باستثناء الرأس، الذي نُقِل إلى المغرب بواسطة أوفقير داخل حقيبة يد.
ومع كل هذه التكهنات لا توجد رواية واضحة حتى الآن توضح مصير الرجل الذي كانت عملية اغتياله من أغرب عمليات الاختطاف والاغتيال التي نفذتها المخابرات المغربية، بل وفي الشرق الأوسط على الإطلاق.
استدرجوه لفرنسا ثم قتلوه وأخفوا جثته.. هكذا اغتالوا المعارض المغربي المهدي بن بركة
اغتيال المهدي بن بركة، قصة اغتيال لأحد أبرز المعارضين المغاربة في العام 1965، رجل سياسي اختفى في ظروف غامضة ولا يعرف مصير جثمانه حتى اليوم.
كان المهدي بن بركة زعيم المعارضة المغربية المنفي ولد في العام 1920، ودرس الدراسات الإسلامية وعرف بتفوقه أثناء فترة دراسته.
كان يحلم بركة بأن يستكمل دراسته في فرنسا، لكن الحرب العالمية الثانية حين اندلعت قضت على أحلامه، فاتجه للجزائر التي كانت واقعة تحت سطوة الاحتلال الفرنسي آنذاك ليكمل بها دراسته.
في العام 1944، كان بركة حينها يبلغ من العمر 24 عاماً، بدأ نشاطه السياسي والعمل العام، إذ وقع على وثيقة مطالبة فرنسا بالرحيل عن المغرب، وتسليم الحكم لسلطة شرعية.
أحدث صدور الوثيقة موجة تظاهرات في المغرب، حشود خرجت إلى الشوارع تؤيد ما جاء فيها، فكان لزاماً أن تتدخل فرنسا لتمنع التظاهرات، وبالفعل شنت حملة اعتقالات واسعة طالت العديد من الشبان الذين وقعوا عليها ومن بينهم بركة.
نشط بركة في العمل السياسي، وحين استقل المغرب عن الاحتلال الفرنسي أصبح من كبار السياسيين، وأصبح من المعارضين للمؤسسة الملكية.
اشتهر المهدي بن بركة بمعارضته للحكم في بلاده، حتى أنه بدأ في سلسلة من الجولات العالمية التقى فيها بقادة سياسيين حول العالم وبالزعيم اليساري تشي غيفارا وظل على مدار سنوات أحد أبرز الوجوه المعارضة للسلطة في المغرب.
اختطاف ثم اختفاء..
وفي صباح 29 أكتوبر/تشرين الأول 1965، بالقرب من مقهى ليب وسط العاصمة باريس، كان بن بركة على موعد مع أحد العاملين في حقل الإخراج التلفزيوني، لإنتاج فيلم وثائقي عن حركات التحرر العالمية.فجأة اقترب شرطيان من المقهى، وطلبا منه الصعود إلى السيارة، وبعد أن تأكد من هويتهما ركب معهما وكانت هنا بداية النهاية.
اختطف بن بركة، وحسب جورج فيغون، أحد الضابطين اللذين كانا مسؤولين عن اختطافه، فقد اقتاداه إلى فيلا تقع في ضواحي مدينة باريس الفرنسية، وأن بركة ساورته شكوك في البداية أنه تم اختطافه إلا أنهما أكدا له أن تواجده فقط للقاء مسؤول فرنسي بعيداً عن وسائل الإعلام.
وفي موقع الجريمة وبعد ساعات كان الجنرال العسكري المغربي محمد أوفقير الذي كان وزيراً للداخلية آنذاك والجنرال أحمد الدليمي هناك، وبعدها لا أحد يعلم ما الذي جرى داخل الفيلا، وأين اختفى بركة وأين ذهبت جثته.
انتشرت أقاويل حينها أن بركة تم استدراجه لفرنسا عن طريق عملاء في الموساد الإسرائيلي، استعانت بهم الحكومة المغربية لإسكات صوته
الحسن الثاني: أنا بريء من دم المهدي
خلال سؤال طرحه الصحفي الفرنسي "إيريك لوران" على الحسن الثاني، بخصوص مقتل المهدي بنبركة، أكد الملك الراحل أنه "وُضع أمام الأمر الواقع في حادثة موت معارِضِه"."أنا بريء تماماً من اختفاء بن بركة، ولم تكن لي يد في وفاته، سواء بإصدار الأوامر لتنفيذها، أو غضّ النظر عنها"، يؤكد العاهل الراحل الذي علم بما حصل لأستاذه القديم الذي كان يدرسه مادة الرياضيات في البكالويا، عن طريق الصحافة، متابعاً: "لم أكن على علم باختطاف بنبركة، ولو علمت به لأعلنت إدانتي له".
شارل ديغول يدعي جهله بالاختطاف..
أثارت عملية الاختطاف غضب شارل ديغول، الرئيس الفرنسي آنذاك، الذي قال إنه لم يكن يعرف شيئاً عنها.وفي العام 1967، سُجِنَ عميلان فرنسيان بتُهمة اختطاف بن بركة، لكن أصابع الاتهام ظلت تشير إلى وزير الداخلية المغربي محمد أوفقير، الذي قتل نفسه عام 1972، بعد محاولة انقلابٍ فاشلة على الملك الحسن الثاني.
وعلى مدار عقود أدّت التحقيقات المتقطّعة في قضية بن بركة إلى تعقيد العلاقات بين فرنسا وبين المغرب، في الوقت الذي قالت فيه عائلة بن بركة إنّ الدولتين ماطلتا في التحقيقات لأسبابٍ سياسية.
حتى الآن لم يعثر على جثة المعارض المغربي، وانتشرت التكهنات حول مصيرها، فرواية تقول إنه دُفِن على جزيرةٍ وسط نهر السين وأخرى تقول إنّ جثته أُرسِلت إلى المغرب، حيث جرت إذابتها في الأحماض. وقالت روايةٌ ثالثة إنّها غُلّفت بالأسمنت ودُفِنَت بالقرب من باريس -باستثناء الرأس، الذي نُقِل إلى المغرب بواسطة أوفقير داخل حقيبة يد.
ومع كل هذه التكهنات لا توجد رواية واضحة حتى الآن توضح مصير الرجل الذي كانت عملية اغتياله من أغرب عمليات الاختطاف والاغتيال التي نفذتها المخابرات المغربية، بل وفي الشرق الأوسط على الإطلاق.