التصورات الافتراضية لآخر السيناريوهات المتوقعة الهجومية الروسية والأوكرانية

إنضم
9 يوليو 2010
المشاركات
3,059
التفاعل
4,157 20 0
التصورات الافتراضية لآخر السيناريوهات المتوقعة الهجومية الروسية والأوكرانية



مقدمة هامة:

قبل الخوض في صلب المقال أريد أن أنوه بشيء من التفصيل أنه وفقاً للمخططات الأمريكية لدحر أو إفشال هجوم الشتاء الروسي، والذي يتركز على ضرب نقاط ارتكازية هامة، وجملة من الأهداف الجوهرية، والذي من المحتمل أن يحدث وأعني هجوم الشتاء الروسي، خلال وقت ليس بالبعيد من هذا الشتاء القارص في أوكرانيا، فإن المخابرات الأمريكية المركزية والعسكرية بدأت بالفعل ببعض إجراءاتها السرية، لتحقيق جزء من هذه الاستراتيجية الجراحية!

والتي أهمها نقل منظومات باتريوت جديدة أرسلتها ألمانيا بناءاً على طلب الولايات المتحدة الأمريكية بطريقة سرية ونقل مجموعة جديدة من صواريخ سكود الجوية البريطانية (ستورم شادو) والفرنسية (سكالب) إلى مخازن سرية غرب أوكرانيا، وبطاريات الباتريوت نشرت بطريقة سرية لحماية ثلاثة قواعد جوية اختارها الناتو ليقلع منها مقاتلات ف 16 الأمريكية لتنفيذ عمليات هجومية بصواريخ كروز الجوية ألأوربية، بعد تدمير أكثر وأفضل القاذفات الأوكرانية المعدلة للقيام بهذه المهمة والتي هي من نوع سوخي 24 ام السوفيتية.

ولحماية بطاريات باتريوت الجديدة وهم بطارية من نوع باك 2 وبطارية باك 3 الأقل مدى والأكثر تقنية، من براثن طائرات العرسة المتوحشة الروسية المتخصصة بإخماد الدفاعات الجوية الأرضية والجوية، تم نشر هذه البطاريات بطريقة احترافية ودون أدنى نشاط الكترومغناطيسي، من خلال الرادارات والاتصالات اللاسلكية.

كما قاموا بنقل مكونات خمسة مقاتلات ف 16 بولندية غالباً أجرت أمريكا عليها تعديلات جوهرية، ثم تم تفكيكها ونقلها مفككة وبطريقة برية سرية، إلى أحد القواعد الجوية الأوكرانية المختارة لتقلع منها هذه المقاتلات الضاربة الأمريكية، بعد أن يتم تجميع أجزائها من جديد، على أن يتم عودتها إلى قواعد جوية أوربية!

وهو تكتيك خبيث ليس من الناحية العسكرية فقط! ولكن أيضاً من الناحية السياسية، إذ أنها بهذا الشكل لا تخضع لشروط سريان التهديد الروسي بالضربات الانتقامية! فهي بهذا الشكل أي نعم أقلعت من قواعد جوية أوكرانية، ولكنها عادت إلى قواعدها الأوربية التي لم تقلع منها أصلاً! وهو ما يبدد حق روسيا بضرب القواعد الجوية الأوربية! لأنها لم تكون مصدر لتنفيذ هذه العمليات العدوانية!

على أن ينقل بهذا الشكل ما مجموعه 15 مقاتلة فالكون ف 16 بولندية توزع على القواعد الجوية الأوكرانية المختارة لتنفيذ هذه العمليات السرية، في ظل تفعيل بطاريات باتريوت الصاروخية الدفاعية، على أن تكون ثلاثة منها لأغراض السيطرة الجوية، مزودة بصواريخ أمرام المتوسطة المدى الرادارية وصواريخ سايد ويندر القصيرة المدى الحراري، ولا أستبعد أن تجرب أمريكا مبدئ الجناح المخلص من خلال قيادة كل مقاتلة من الثلاثة لأربع درونات كميكازية فوق صوتية من نوع "فيروي" Fury تتقدم أمام طائرة الفالكون التحكمية القيادية لتحميها من الأخطار الدفاعية الجوية والأرضية بما في ذلك الصواريخ الطبقية، المنطلقة المضادة المعادية! بطريقة كميكازية، وتؤمن بهذا الشكل مسار وتحليق آمن لباقي النفاثات الضاربة الأساسية!

إلا أنه على ما يبدو أن الاستخبارات الفيدرالية والعسكرية الروسية، أدركوا هذا المخطط الخبيث ورأوا من الأفضل إحباطه بطريقة وقائية، واوكلوا هذا لسرب متخصص من مقاتلات صائدات الثعالب MIG-31MP أطلقت 12 صاروخ كينجال فرط صوتي من مسافة 2000 كم وسرعة تصل إلى أكثر من 10 أضعاف سرعة الصوت في المرحلة النهائية، ضد تلك الأهداف المرصودة والمحصنة في مخابئ أرضية، والتي تشمل بطاريات الباتريوت الجديدة وطائرات فالكون ف 16 المفككة مع ذخائرها الأوربية.

ويبدو أن صواريخ كينجال (الخنجر) لم تدمر عدد من منصات بطاريات باتريوت المؤمنة (البطارية مكونة من أربع منصات إطلاق باك 3 أو ستة منصات باك 2 ورادار ووحدة سيطرة وقيادة مركزية وأخرى للارتباطات الخارجية ووحدة للتغذية المركزية الكهربائية)، فتم نقل ما تبقى من قواعدها الصاروخية المتحركة! إلى إقليم خيرسون لتنفيذ كمائن جوية انتقامية بعد أن مضى وقت لا باس منه على تصفير الخسائر الجوية الروسية! بسبب تزايد اعتمادها على قنابل فاب المعدلة لتصبح انزلاقية ذكية يصل مداها إلى نحو 70 كم عن الهدف! مع الارتداد الفوري للطائرة القاذفة، يجعلها بمنأى عن اخدار الدفاعات الجوية لأن القنبلة تنطلق بنظام توجيه ببرمجة مسبقة ذاتية معززة بتوجيه من الأقمار الصناعية الملاحية غلوناس، إضافة إلى حالة الشبحية لقاذفات بطة الجحيم الحاملة لها، والتي تؤخر كشفها للنظم الرادارية، والمعززة بنظم التشويش والتضليل الإلكترونية المطورة الجديدة.

إلا أن منصات الباتريوت تمكنت من خلال كمين جوي بدون منظومات تحكم تابعة لها، ورادارات كشف وتعقب وتوجيه أرضي! من اسقاط ثلاثة نفاثات من نوع بطة الجحيم الروسية! وأكد حدوث هذا الكمين الجوي واسقاط القاذفات الروسية موقع ريبار العسكري!

وتبين وفق تحليل موقع ريبار العسكري أن هذه المنصات الصاروخية تم التحكم بها وتوجيه صواريخها بطريقة مبدئية بواسطة طائرات أواكس الرادارية الأمريكية التي كانت تحلق فوق أراضي أوربا الشرقية!

إلا أن الروس عاودوا ضرب مواقع عسكرية أوكرانية في خيرسون بثلاثة نفاثات جديدة من بطة الجحيم ولكن بقنابل فاب معدلة المعززة المدى بإضافة محركات دفع توربينية نبضيه، زادت مدى هذه القنابل الذكية حتى 120 كم أي بزيادة 50 كم وزادت سرعتها الانزلاقية، وجعلت نفاثات بطة الجحيم بمنأى عن أخطار صواريخ باتريوت المضادة الأمريكية.

ولم يكتفي الروس بذلك! بل قاموا بمراقبة قواعد إطلاق الباتريوت غالباً مراقبة فضائية وتتبعوها حتى دخلت مخابئها ليستهدفوها بثلاثة صواريخ كينجال إضافية!



والآن نعود إلى موضوع مقالتنا ونقول: هناك تساؤلات كثيرة عن مدى الأهداف الخاصة بالهجمات المتوقعة الروسية في شتاء أوكرانيا، والحقيقة أن روسيا لم تعلن بشكل عملي أو إعلامي عن أي نوايا مبيته لدا الروس لأي هجمات اجتياحيه داخل العمق الأوكراني.

وكل ما أعلنته روسيا في هذا المضمار هو الحفاظ على مكتسباتها الأساسية وضم ما تبقى منها وفق حدود تلك الأقاليم من الناحية الإدارية، في المناطق المنضمة للأراضي الروسية نتيجة الاستفتاءات الشعبية التي تراها روسيا أنها شرعية! يضاف لها مساحات فاصلة تأمينية ويمكن أن تسمي جزء منها رمادية! تشمل إقليم خاركييف، ومنطقة فاصلة تأمينية! وغير ذلك ما هو إلا عبارة عن إيحاءات تروجها البروباغندا الغربية! لشحذ القوى الدولية ضد روسيا وأطماع روسيا المتوقعة المستقبلية في التوسع تجاه أراضي الناتو! وقد قطع بوتين عليهم الطريق بالإعلان بأن روسيا ليس لها أي مطامع استعمارية بأوروبا، بل على العكس لدا روسيا رغبة عارمة بإعادة تبادل المصالح التجارية، وتقوية العلاقة الاقتصادية، وخلق حالة من التسويات الدبلوماسية.

ولكن يأتي هنا السؤال في حقيقة الأمر ما هو مدى الطموحات الروسية في أوكرانيا وفق الواقع الملموس؟

نقول الحقيقة المنطقية التي كسبتها روسيا من تجاربها القتالية في أوكرانيا هي تجنب الاختراقات العميقة والسريعة داخل الأراضي الأوكرانية، دون دراسات دقيقة وعميقة تحضيرية، لما يتبع ذلك من مشاكل لوجستية ومفاجئات قتالية تكتيكية غربية! ولكن بأقنعة أوكرانية، فروسيا أصبحت على يقين أنها بالواقع تقاتل الناتو في أوكرانيا!

فمما تقدم نجد أنه إذا راعت روسيا هذه المخاطر التجريبية، فلن تقدم على أي هجمات عميقة شتوية! ولكن طموحاتها الأيدولوجية والجغرافية المستقبلية اليوم تنتهي بنصف أوكرانيا الشرقية، التي تحوي الأغلبية الروسية والثروات المعدنية والنفطية والغازية إضافة إلى جزء مهم من الثروة الزراعية، والحرص ما أمكن على الحصول على ما يمكن عليه من الموارد البشرية الأوكرانية، لتقوية الجيش الروسي الذي قدم الكثير من التضحيات في هذه الحرب! على الأقل لحماية مناطقها الحدودية الجديدة التي تشمل تلك الأراضي الأوكرانية المضافة الجديدة للأراضي الروسية، بالإضافة إلى زيادة القدرة الصناعية والإنتاجية والزراعية بكوادر مدربة محلية، لأن الغرب جر روسيا إلى تقديم الكثير من التضحيات وأفقد أوكرانيا وفقاً لقناة تلفزيونية محلية أوكرانية، مليون وثلاثمائة ألف أوكراني بين قتيل وجريح ومأسور ومعاق ومفقود، نعم الأوكران فقدوا في هذه الحرب ثلاثة تشكيلات رئيسية عامة لقواتهم المسلحة، على مستوى جيوش الأول تشكيلات القتال للقوات الرئيسية ثم جيوش التشكيلات الاحتياطية القتالية المركزية، وأخيراً الاحتياطيات الاستراتيجية والإقليمية، التي تتداعى اليوم أمام آلة الحرب الروسية.

لذلك روسيا اليوم تدفع الأوكران المقاتلين لتسليم أنفسهم لإعادة تجنيدهم ضمن القوات المسلحة الروسية، عندما تنتهي الحرب.

ولكن هنا يأتي السؤال المهم، وهو: ما سر الحشود الروسية الضخمة الغير مسبوقة شرق أوكرانيا وشمالها داخل الأراضي البيلاروسية؟

الجواب ربما للتخويف من ناحية الشمال أي الحدود الروسية والبيلاروسية، من احتمالات هجومية ضخمة، من باب الحرب النفسية، ومن ناحية الشرق لإشغال كافة جبهات الشرق الأوكراني بتوقيت واحد لإحراز تقدمات نوعية والتصعيد بالهجوم المتدرج البطيء من ناحية إقليم خاركييف، بطريقة القضم والهضم بعد استنزاف القوات الدفاعية الأوكرانية، وهذا ما يحدث بالفعل بالمرحلة الحالية! وقد تكون هذه الحشود الضخمة الروسية في شرق أوكرانيا، من باب آخر تحسباً للهجوم القادم بالربيع الذي سوف يكون بتخطيط وقيادة أمريكية وتنفيذ أوكراني مع قوى مرتزقة غربية، لأنه غالباً سوف يكون كبير وبتدابير أكثر احترازية، وبتجهيزات أكبر وأحدث من التجهيزات التي كانت لدا الهجوم المضاد الفاشل الذي مضى وانتهى مع دخول الشتاء وتشكل الأوحال والطين اللزج في الطرق والأراضي الأوكرانية الترابية، بعد خسارة الأوكران لنحو 125 الف قتيل (25 لواء مقاتل) وأكثر من 16 ألف دبابة ومدرعة وآلية وفق أخر تصريحات وزارة الدفاع الروسية، خلال أكثر من ستة أشهر من هذه العمليات القتالية، كل ما ذكرناه وارد الحصول ومنطقي وأكثر واقعية، ولكن أهمها هو رسم حدود جديدة خارج الحدود الروسي الأساسية مع أوكرانيا لدرء مخاطر امتدادات حلف الناتو المستقبلية، وهذا المطمع الروسي المفصلي، هو السبب الأساسي لدخول هذه الحرب لأنه يمس صلب الأمن القومي الروسي، ووحدة الأراضي الروسية، من الناحية المستقبلية؛ إلا أن الروس لم يعد تمديد الوقت بهذه الحرب في صالحهم من الناحية القتالية، على الأقل من الناحية السياسية، بعد أن حققوا أكثر أهدافهم العسكرية والاستراتيجية وإعادة بناء ترسانتهم التسليحية القوية، فالانتخابات الرئاسية على الأبواب مع دخول العام الجديد 2024، وكي يدعم الرئيس بوتين موقفة لولاية جديدة، يجب أن يتوج ذلك بانتصار سياسي وعسكري في المناطق الأوكرانية ذات الأكثرية الروسية.

لذلك الهجوم الحاسم أمر جد وارد رغم خطورته! لضرورة اضطرارية، إن لم تنجح جهود روسيا بالضغوط الخارجية، وأعني إعادة إثارة القضية الفلسطينية من الناحية العسكرية بطريقة غير مسبوقة! كما نرى اليوم في غزة الفلسطينية.

أو فتح جبهة جديدة معقدة مثل جبهة الحوثيين باليمن بسبب الاعتداءات المستمرة البحرية، من خلال حليفتها إيران المؤثر والداعم الأكبر على الحوثين، من خلال إغرائهم وأعني إيران بدعم تقني غير مسبوق! وتزويدهم بأسلحة نوعية يكون للحوثيين فيها نصيب، أو بعملية استعراضية عسكرية في جنوب اللبنان.

أما على صعيد التجهيزات العسكرية الروسية للهجوم، فروسيا عوضت ما خسرته في مراحل حربها الأولى من دبابات بأكثر من ضعفين الكمية بتقنيات أحدث وحماية وتدريع أكبر وأكثر مناعة وثبات من الناحية القتالية، رغم أن ما خسرته من الدبابات فقط وصل إلى ألفين دبابة وفق توثيق مدونة أوريكس الاستخباراتية، وكذلك طورت ذخائر هذه الدبابات وركزت على النوعية الذكية ذات الفتك الترادفي الاختراقي الحراري النوعي، ومن ناحية سلاح الجو فقد ضاعفت عدد نفاثة ملكة المقاتلات سوخوي 35 اس دبل بلاس من الجيل الرابع الكاملة الأدوار والمهام القتالية، التي تسلم منها الروس حتى كتابة هذه المقالة، في هذا العام أكثر من خمسة دفعات جديدة مزودة بكامل التجهيزات الاعتيادية، هذا إذا أهملنا برنامج تصنيع النفاثة الموازية لملكة المقاتلات والتي تنتج اليوم بطريقة فيها سرية واعني مقاتلة SU-30 SM2 التامة الأدوار أيضاً والأقل كلفة من الناحية الاقتصادية، وتنتج المعامل وورشات الإنتاج بالطاقة القصوى نفاثة بطة الجحيم سوخوي 34 ام بلاس، بعد ترقيتها إلى المستوى دبل بلاس وجعلها متسللة وشبحية بمستوى مجدي من الناحية العملية، ومزودة بأحدث تقنيات التشويش الإلكتروني وتزويد الكثر منها بالحماية القريبة بالطاقة الليزرية! لذلك فهي اليوم عماد الضربات الجوية الروسية في العمق.

كما تم رفع عدد قاتلة الرادارات أو ما يعرف بالمجرم الجبار سوخوي 57 العالية الشبحية إلى أكثر من أربعة أضعاف عددها قبل الحرب، بعد أن دخلت بالإنتاج التسلسلي.

ودخلت الحرب أيضاً طائرة نقطة الارتكاز الجبارة ميغ 35 القوية الأكثر تطوراً في عائلة مؤسسة ميغويان، والتي لا زالت تتمتع بمواصفات تقنية سرية، وذلك لدعم مجهود دبابة الجو التحت صوتية أو الخفاش الروسي سوخوي 25 بالذخائر البعيدة والمتوسطة المدى الذكية، ضد الجبهة القريبة والمتوسطة العمق الأوكرانية، إضافة للحراسة ضد الأخطار الجوية والأرضية، ولترويج بيعها لأصدقاء روسيا من الناحية التسويقية، وقد امن الروس في الآونة الأخيرة قواعدهم الجوية بمنظومات تشويش إلكترونية لا تشويش على إشارات توجيه الأقمار للذخائر المعادية الذكية وحسب، وإنما على رؤية وكشف تلك الأقمار الملاحية الصناعية الفضائية، وجعلت حماية الطائرات فيها من الناحية المادية بواسطة شبكة قوية متداخلة من الأسلاك المعدنية المركبة والمتراكبة العالية المتانة الصدية، التي تقيها من الشظايا والذخائر العشوائية الفرعية الناتجة عن الرؤوس العنقودية، لذلك ليس من المستبعد أن تعتمد أمريكيا قذائف فرعية من نوع "بات" (الخفاش) تتفرع عن صواريخ أتاكمس بطريقة توجيه سلبية ذاتية.

ويبدو أن الهجوم الشتوي الروسي الكبير إن كان مقرر أن يحدث، فهو مرتبط بزوال عائقين كبيرين بالدرجة الأولى؛ الأول إعادة السيطرة على كوبيانسك في الشمال الشرقي للجبهة الروسية في أوكرانيا، لما لهذه المدينة من مكانة وأهمية استراتيجية، من ناحية توفير وتسهيل الامدادات اللوجستية، وهو أمر مهم جداً لما فيها من سكك حديدة تؤمن كميات كبيرة من هذه الإمدادات المنشودة، لتسهيل العمليات الهجومية.

لذلك نجد الجهود حثيثة لدا الروس لسرعة استعادتها في ظل المعاندة والممانعة الأوكرانية، حيث تحاول روسيا بأربعة ألوية مشاة ميكانيكية ولواء مشاة بنادق آلية، وتشكيلات مضافة جديدة من جيش الأسلحة المشتركة 25 وعدد غير محدد من الكتائب المدرعة التكتيكية المستقلة، الوصول إلى نهر أوسكال وتخطيه للتمكن من بدء تطويق كوبيانسك من الناحية الجنوبية كما تمكنت من تطويقها من الناحية الشمالية بنجاح، إلا أن هذه المحاولات والهجمات الشرقية، يقابلها من الجانب الأوكراني ستة ألوية مشاة ميكانيكية جنوب شرق مدينة كوبيانسك الاستراتيجية، لذلك اتجهت القوات الروسية وأعني تشكيلات جديدة نحو الجنوب الموازي لمدينة كراسني ليمان في محاولة تخطي نهر زربس، ومن ليمان يتم الاتجاه نحو الشمال أي كوبيانسك، وفي محاولة لصد هذا الهجوم قامت القوات الأوكرانية بهجمة معاكسة إحباطيه، أما لواء شمال كوبيانسك فإنهار وبدء ينضم إلى اللواءين داخل المدينة، والغريب أن روسيا لم تستجلب إلى الآن أي تعزيزات إضافية! والتي سوف تكون غالباً من جيش الأسلحة المشتركة 25.

إلا أنه حدث شيء غريب جعل أكثر الألوية القتالية الميكانيكية أمام نهر أوسكال وخلف نهر زربس تنسحب من خطوط المواجهة الأمامية واحتج الأوكران بالصقيع الذي عطل الآلة العسكرية واجبرهم على ترك مواقعها القتالية! وهذا برأي محض هُراء، لأن الآلة العسكرية المدرعة أوكرانية إما سوفيتية أو حتى غربية مهيئة لأجواء الصقيع إضافتاً إلى أن الأرض بدأت تتجلد ولم تعد طينية!

والذي حدث واحد من أمرين؛ الأول هو انهيار تلك الجبهة نتيجة كثافة القصف المباعد المركز والدقيق الجوي والمدفعي الروسي، والأمر الثاني أن روسيا بدأت باستخدام قنبلة الأفوغا الإلكترومغناطيسية ولكن يبدو أنها فئة موجات الميكروويف العالية الطاقة التعطيلية، التي شلت الآليات والمدافع وأخرجتها عن العمل وأصبحت بذلك أهداف ثابتة سهلة المنال للذخائر الأرضية والجوية الغبية منها والذكية.

أما المحور الثاني الذي تركز عليه روسيا اليوم هو الحصن الحصين وآخر واقوى القلاع الأوكرانية المنيعة الاستراتيجية، ألا وهو مدينة أفيديفكا الأكثر تحصين من جميع القلاع الأوكرانية السابقة، إلا أن الروس هناك أحرزوا تقدم ملحوظ في المنطقة الصناعية شمال المدينة بعد ضربة جوية شاملة بطريقة التفافية من الشمال الغربي بطريقة دقيقة جراحية بالذخائر الذكية الشديدة الانفجار والعنقودية الذكية حتى بذخائرها الفرعية! ألقتها من مسافات آمنة قاذفات بطة الجحيم الروسية مثلت صدمة قوية للحشود الأوركراينة، ليتمكن بعدها لواءين ميكانيكيين روسيين مع بضعة كتائب مدرعة تكتيكية من إحداث تقدم وخرق واضح بالمنطقة الصناعية، هدد القوات المتحصنة في المدينة بالتطويق من الشمال والغرب، وبعدها قامت مجموعة ضاربة من مقاتلات ميغ 35، وكانت هذه الطائرة تشارك لأول مرة بتوجيه ضربة جراحية شاملة مؤثرة في اللواء الميكانيكي 53 الأوكراني، أحدثت به خسائر كبيرة أجبرته على التقهقر إلى الخلف وكشف مواقع لواء الحماية الرئيسي للمدينة وجعله منفرد وهو اللواء الميكانيكي 110 الأوكراني، الذي أضحى أيضاً مطوق بثلاثة ألوية أحدهم جبلي وهو الأقوى الروسي 55 المتقدم من ناحية الشرق ولواءين ميكانيكيين من الشمال الشرقي والجنوب الشرقي، وهو ما ينذر بانهيار الدفاع الأساسي بالمدينة بعد إشغال ثلاثة ألوية ميكانيكية في الشمال الغربي وتحييد اللواء 53 وبقاء لواءين بالمواجهة من أصل ستة! هذا عدا عملية عزل المدينة عن الإمدادات الخارجية اللوجستية والداعمة القتالية! من خلال نشر ألغام وثابة ذكية أطلقتها، راجمات متخصصة روسية، ومما زاد الطين بلة تمكن الروس من الاستيلاء على مدينة ميرينكا جنوب أفيديفكا والاستيلاء على أهم أحياء تلك الأخيرة! ومدينة ميرينكا لها مفترق طرقات مفيدة من الناحية اللوجستية مهمة للقوات الأوكرانية وحتى الروسية فيما بعد.

وتغير التكتيك الروسي في الحرب اليوم يكمن في زيادة اعتماده الواضح على سلاحه الحيوي وأعني القوى الجوية وعلى ذخائره الموجهة وخاصة القنابل الانزلاقية بشكل غير مسبوق خفف الضغط على سلاح المدفعية، الذي أصبح يركز أيضاً على النوعيات الطويلة المدى المحدثة من المدافع المتحركة الميدانية حتى مدى 70 كم، وراجمات الصواريخ الحرارية المساحية التأثير والموجهة الذخائر التي يصل مداها مبدئياً اليوم حتى 120 كم.

والجديد ميدانياً الذي ينذر باقتراب هجوم الشتاء الروسي، هو انتهاء الروس من إضافة دروع سلبية من اللدائن البتروكيميائية عازلة لحرارة الدبابة بروريف (الاختراق) والنشاط الإلكترومغناطيسي الداخلي في الدبابة، وماص للجزء الأكبر من الموجات المرتدة الرادارية، هذا عدا عن رداء خاص خارجي خاص مضاف، يخمد ما تبقى من الأثر الحراري والارتدادات الرادارية، ويضلل حتى المراقبة الكهروبصرية، وهو ما جعل هذه الدبابة جد عصية على وسائل الغرب الأرضية والجوية وحتى الفضائية، ويؤخر عملية الكشف والإنذار لتحركات هذه الدبابات الرئيسية الاختراقية، ويمكنها من تنفيذ الصدمة والمباغتة النارية والقتالية أثناء التمهيد والمواكبة الداعمة النارية المباعدة الأرضية والجوية.

ونتيجة زيادة الاعتماد الغير مسبوق على سلاح الطيران الضارب الروسي تمكن الروس من التقدم على كافة المحاور ومنها محور رابوتينو في زبوروجيا أما محور باخموت فيتم حشد 80 ألف محارب من قوات المتعاقدين الجدد المعروفين بقوات العاصفة زيد وهذا الحشد يمثل 10% من عموم هذه القوات المتعاقدة، وهم ضمن هذا الحشد، مكونين من 21 فوج مجوقل (42 ألف) و15 كتيبة تكتيكية مستقلة (15 ألف) و19 كتيبة (19 ألف) قتالية مشاة ميكانيكية وراجلة والباقي قوات خدمات إدارية ولوجستية.

وهذه القوة رغم ضخامتها ليس ضمن قوة الهجوم الشامل! إنما غالباً مهمتها إتمام السيطرة على باقي إقليم دونيتسك الذي بات يعتبر روسي وفق الاستفتاءات بالاستقلال عن الإدارة الأوكرانية! وكان هذا الجشد نواة عودة الهجوم كافة الجبهات وإعادة اشعالها بوقت واحد.

ويبدو أن الأوكران قد سلموا بهذا الأمر وبدأوا ببناء خطوط دفاعية تشبه خطوط سورفيكين الدفاعية وراء الحدود الإدارية الروسية، لأنه إن فعلوا غير ذلك سحقت روسيا هذه الجهود بطريقة الضربات الاستباقية.

والآن نأتي إلى صلب المقالة والذي هو يمثل آخر تصورات سيناريو هجوم الروسي الشتوي في أوكرانيا.

ففي حالة انهيار جبهتي أفيديفكا وكوبيانسك وبدء تجلد أو تجمد التربة الأوكرانية وتشكل الثلج غالباً سوف يزيد الضغط العسكري الروسي على عموم جبهات القتال وخاصة الجبهة الشرقية تجاه غرب أوكرانيا وخاصة إقليم خاركييف، ويزيد النشاط المدفعي المسدد الأهداف الانتقائية، الذي يعتمد على تعينات الأهداف المكتشفة بواسطة الدرونات الاستطلاعية والفردية الصغيرة التي يزيد نشاطها اليوم وتزيد أهميتها بشكل كبير من الناحية الاستطلاعية والمراقبة الآنية، وكذلك كوسائل مساعدة لنيران الجبهة الداعمة إما ضاربة أو كميكازية.

كما سوف يزيد نشاط السلاح الحيوي الروسي واعني سلاح الطيران الضارب بشكل ملفت وأكثر فاعلية، وهو ما يعني زيادة نشاط نظم الكشف والمراقبة العسكرية والاستخباراتية الأرضية والجوية والفضائية الروسية، لتحديد الأهداف وفق الأولية المعجلة الاستهداف والأهداف المقدر أن تكون معرقلة لبدء الهجوم الكبير التي غالباً سوف تكون مؤجلة الاستهداف لوقت الهجوم، والسبب بتقديري حتى لا يقوم الأوكران بإجراءات احترازية جديدة، يصعب التعامل معها وقت بدء الهجوم، لذلك من الأفضل عند الروس تأجيل الاستهداف مع دوام المراقبة لها بطريقة مستمرة وآنية، حتى لا تتغير تلك التموضعات، أو يتم جعلها خداعية.

وعندما تكون مقومات الهجوم جاهزة في إقليم خاركييف، حيث يصبح ذاك المخطط الاستراتيجية على أهبة الاستعداد للتنفيذ، عندما تتخطى القوات الروسية نهر أوسكال وتبدء بالتموضع على الضفة الأخرى من هذا النهر؛ وغالباً حينها سوف تتقدم دبابات الاختراق بروريف T-90M بهدوء ليلاً مستغلة ما زودت به من تقنيات التخفي الراداري والحراري دون أي نشاط لاسلكي ومعتمدة بالتقدم المخطط والمبرمج له على المستشعرات السلبية وذلك بغية أخذ مواضع متقدمة لتشكل حالة اشتباك مباغتة ضد التموضعات الدفاعية المتقدمة المعادية، وربما تستخدم لتغطية هذه الحالة التسللية نيران المدفعية ولكن بطريقة اعتيادية غير ملفتة لحدوث حالة هجومية.

والتسلل الأول قد يصحبه تسلل جديد لما يعرف بالدبابة الطائرة T-80UM التي جرى ويجري إعادة تأهيلها لتكون البديل المؤقت لدبابة المستقبل الروسية أرماتا، من ناحية قوة النيران ومداها ونظام حمايتها وقد يتم طلائها بطلاء خاص ماص لموجات الكشف الرادارية وعازل للمنعكسات الحرارية، وسوف يكون معها مجنزرات الحماية الناقلة للجند من الجيل الثالث ومدرعات ترميناتور (الفاني) المتعددة التسليح بالنيران الرشاشة والمقذوفة المباشرة التسديد المختلفة الأعيرة والموجهة الذكية.

وقد يتم ذلك ضمن نشاط جوي ملحوظ ضارب ضد شريحة واسعة من الأهداف المعادية تكون أكثرها جراحية بذخائر ذكية لتسهيل عملية الاختراق الأرضي للروس والاشغال عن العملية التسللية الليلية التي غالباً سوف يسبقها عملية تمشيط متقدم استطلاعية تسللية ايضاً لقوات الكوماندوس المتخصصة الروسية بوجود درونات فردية صامتة صغيرة.

على أن تبدأ في مصباح اليوم التالي بعد إتمام العملية التسللية، ما يمكن تسميته بالعاصفة الهجومية الروسية الاختراقية تحت غطاء جوي ودعم مدفعي كبير.

الهجوم سوف يكون عائقه الوحيد هي خطوط المواجهة الأولى وفق العقيدة الدفاعية الغربية التي تعتمد مبدئ تعزيز خطوط الدفاع الأمامية بإرسال قوات دعم خارجي تراكمية لأن هذه الخطوط من المفترض أن تكون منهكة بكافة المقاييس العسكرية المادية والمعنوية، لذلك قد يحتاج الأمر إلى إرسال قوات إضافية من العمق الأوكراني من القوات الاحتياطية الجديدة الإقليمية المسؤولة عن الدفاع عن باقي الأقاليم، بما فيها قوات العاصمة المركزية، التي قد تشمل قوات النخبة من قوات الحرس الوطني وحتى الحرس الرئاسي، وربما قوات الخطوط الاحتياطية الخاصة بجبهات المواجهة الأقل اشتعال، وهنا سوف يزيد نشاط قاذفات أسطول العاصفة الجوية الروسية، وخاصة المتعددة المهام القتالية، من نوع بطة الجحيم التي غالباً سوف تستهدف قوافل الدعم القتالي وقوافل الامدادات اللوجستية، بالقنابل العنقودية الذكية التوجيه ذات الذخائر الفرعية الموجهة الذكية بطريقة ذاتية، والمتخصصة بالدروع وذات الأدوار المتعددة الفرعية، وربما قنابل الأفوغا الالكترونية بموجات الميكروويف التعطيلية العالية الطاقة، أو البروتونات الحرة العالية التأثير ذات الطاقة التدميرية للذخائر بطريقة الصعق التفعيلي للطاقة الانفجارية، وسوف يبرز نشاط محموم لمقاتلات العرسة المتوحشة الخاصة بإخماد الدفاعات الجوية الأرضية وحتى الجوية، والتي غالباً سوف تتمثل بملكة المقاتلات (سوخوي 35 اس) وقاتلة الرادارات والمقاتلات المجرم الجبار (سوخوي 57) الخفية.

والغاية من ذلك تسهيل تنفيذ عمليات اقتحام مجوقل لفرقتين إلى ثلاثة فرق من قوات النخبة الاقتحامية الجوية الروسية بسلاح الحوامات القتالي والهجومية، التي من المفترض أن تكون جميعها محمية بمنظومات ملكة الحماية الجوية المضللة لكافة المضادات الجوية الغربية، على أن يتم الاقتحام على دفعات متوالية صوب الناحية الشرقية من العاصمة كييف بعد التمكن من اشغال أكثر القوة الأوكرانية بالجبهات الأمامية والتي تكون قد استجلبت أكثر قوات حماية العاصمة الأوكرانية، وباعتقادي من باب تأمين مسارات الاقتحام المجوقل الرئيسي سوف يتم نشر قوات حماية أرضية خاصة من قوات فوستوك الاقتحامية، وقوات السبتسناز (قوات العمليات الخاصة) نخبة النخبة الروسية، حيث يتم انزالها أيضاً بالحوامات بالمظلات والحبال المتدلية والطريقة الأرضية، ويتم دعمها لأنها بالعمق خلف خطوط العدو، بنفاثات الدبابات الطائرة والمروحيات المتنوعة الهجومية.

فالروس أسياد الإنزالات الجوية والحسم هذه المرة يحتاج إلى السرعة الخاطفة، وأسرع وسيلة للحسم تكون بحرب البرق التي أول من نفذها الألمان النازيين، ولكن هذه المرة بطريقة قطع الرأس وأعني السيطرة على مراكز القرار والقيادة الأوكرانية السياسية والعسكرية في العاصمة كييف، فالروس زرعوا قوة خفية من مجموعات كوماندوس السبتسناز BRU التابعة للمخابرات العسكرية الروسية GRU منذ بداية الحرب، مؤكد سوف يتم تعزيزها بطريقة سرية تسللية استخباراتية، من قوات فاغنر التي اكتسبت خبرة احترافية في تجربة باخموت الحضرية، لتسهيل ولوج قوات الاقتحام المجوقلة الروسية، ولا أستبعد أن روسيا في ظل إعلانها عن استئناف التجارب النووية، أن تٌفعل ذلك داخل أوكرانيا! بالجيل الأحدث من قنابلها النووية التكتيكية المحدودة التأثير ذات التقنية التخامدية للإصدارات الإشعاعية النووية المركزية، بطريقة ترفع قدرتها التأثيرية التدميرية مرة ونصف عن قدرتها الاعتيادية، ولكن على أن يتم الأمر بمكان خالي من السكن والسكان وغالباً ملوث بالمواد الإشعاعية النووية مثل الغابة الحمراء في شمال كييف الملوثة بالأشعة النووية، التي صدرت عن انفجار مفاعل تشرنوبل بإشعاعاته النووية، وذلك لهدفين الأول ردع الناتو عن أي ردة فعل تصعيدية عندما تصلها رسالة الجدية الروسية، وثانياً لتأمين أكبر إنزال روسي للقوات المظلية المتمثلة بفيلقين من فيالق الذئاب السيبيرية الاقتحامية موزعة حالياً على عدد كبير متباعد من القواعد الجوية البلاروسية والروسية ومجموعة كتائب ميكانيكية خاصة بالقوات المظلية بمدرعات مجنزرة وأخرى ذات عجلات قوية جداً مطاطية مثل مدرعات التايفون، التي سوف يتم انزالاها بالمظلات المتعددة الخاصة في بيئة إشعاعية، وأيضاً لإعادة هيبة الإنزالات الجوية الروسية الضخمة، التي اشتهرت بها في الحقبة السوفيتية.

ويوجد حالياً ملامح لخيار ثاني غير نووي لتأمين تلك الانزالات المظلية الضخمة، وقد يكون مع الخيار النووي! لزيادة المساحة التأمينية، وهو أن الروس بدأوا يسارعون بعملية بناء وتجهيز قاعدة جوية لتجربة قاذفتهم الشبحية الاستراتيجية المستقبلية باك دا Pak Da خليفة البجعة البيضاء الفوق صوتية، والتي يمكنها حمل حتى أربع مستودعات تفجيل من فئة أبو القنابل الفراغية بقوة تفجير 45 طن من مادة تروتيل تقريباً، والتي تملك خمسة أضعاف هذه القوة من الناحية التأثيرية، والمجربة من قبل في الساحة السورية، أو الأجيل الأقوى والأحدث الموجهة بالأقمار الصناعية، التي لا زالت بالأطوار التجريبية كالثنائية التأثير بقوة تفحير 175 طن تروتيل أو المتسلسلة التفاعلية الهائلة التأثير المجهولة من ناحية القوة التفجيرية، والقوة الأكبر التأثيرية.

ومهمة هذه القوات الضخمة الخاصة المظلية، التي يمكن أن يصل تعدادها حتى 70 ألف مظلي هو التأمين والتمهيد لقوات الهجوم الرئيسية، وتأمين إمداداتها اللوجستية، لقوات هائلة مدرعة ثقيلة، يمكن أن يصل تعدادها حتى 100 ألف محارب من قوات التدخل السريع الخارجية الروسية، التي غالباً سوف تكون مكونة من أقوى جيش مدرع روسي! وهو جيش الدببة السيبيرية المدرع الأول (الجيش 41) الذي يصل تعداده حتى 60 ألف محارب مع 800 دبابة قتال رئيسية يدعمهم 40 ألف محارب موزعين على 40 كتيبة هجومية مدرعة من مجموعات الكتائب المستقلة التكتيكية BTGs مجهزة بنحو 1200 دبابة قتال رئيسية، ليكون المجموع 2000 دبابة قتال رئيسية، وهذا يعني أن الهجوم الرئيسي سوف يكون من الشمال غالباً تحت مسمى عاصفة الشمال 2024، والذي غالباً سوف يكون مطرقة الهجوم على القوات الأوكرانية شمال خيرسون بعد كييف، لأن السندان هي القوات الروسية جنوب مقاطعة خيرسون.

وبهذا الشكل يكتمل تطويق القوات الأوكرانية الموجهة لجنوب مقاطعة دونيتسك شرقاً والمواجهة لمقاطعة زابورجيا في الجنوب.



ردود الفعل الأمريكية:

حقيقة الأمر من الحكمة إن اتباع الناتو الحكمة، وهي عدم الإتيان بأي اجراء عسكري أمام ما متوقع أن يصدر من الدب الروسي، في أوكرانيا في الشتاء، إلا مسألة الحفاظ على أوكرانيا الغربية، لسببين أساسين وهما عدم وجود مطامع جيوسياسية روسية في تلك المناطق التي أكثرها بالأصل تابعة لدول أوربا الشرقية وخاصة الحدودية على الأقل بالمرحلة الحالية، إضافة إلى أنها لا تشكل مطمع اقتصادي أو قومية للروس خاصة وأن الثروات الاقتصادية والانتماءات العرقية والقومية التي تهم روسيا تكمن في أوكرانيا الشرقية، ومن ناحية أخرى إذا اجتاحت روسيا أوكرانيا الغربية بالقوة، فسوف تتعرض لمقاومة وعمليات سرية مدعومة من الناتو وخاصة دول أوربا الشرقية، قد تقض مضجع الروس الذين بذلوا جل جهدهم لمنع تحول الأوكران وخاصة الفئة النازية إلى حرب عصابات ومقاومة سرية ضد التواجد الروسي، لما في ذلك من استنزاف للقوة الروسية في عموم أوكرانيا، علماً أن احتواء هذه المخاوف أسهل بكثير في أوكرانيا الشرقية! وقد يتجدد إن طالت حرب المقاومة والكمائن والعصابات، هذه مصير الاتحاد السوفيتي الذي كان أهم أسباب انهياره حرب المقاومة والعصابات الأفغانية!

لذلك إذا حاول الناتو السيطرة والاستيلاء على غرب أوكرانيا بالوكالة بقوى أوكرانية ومرتزقة غربية، سوف يتساهل الروس بردود الأفعال مقابل الجلوس على طاولة المفاوضات وتقسيم أوكرانيا إلى شرقية وغربية، خاصة إذا تمكنت روسيا من الاستحواذ على مقاطعة خيرسون وكافة الموانئ البحرية الأوكرانية على البحر الأسود.

أما إن دخلت الحرب القوات البولونية والرومانية مع عدد من مرتزقة باقي دول شرق أوربا، فسوف تجابه هذه القوات بقوات موازية بيلاروسية ومرتزقة روسية وأخرى من الدول الحليفة لروسيا الاتحادية.

ولكن الغالب أن أمريكا سوف تكمل حربها بالوكالة ضد روسيا حتى في حالة تمكن الروس من اجتياح نصف أوكرانيا الشرقي، حيث سوف يكون الجيش الذي سوف ينقذ القسم الغربي، مكون من قوات أوكرانية لجئت كأفراد من المدنيين لأوربا، وتم تدريبها للقتال في أوربا على أسلحة الناتو وخاصة الأمريكية! مع متطوعين من شباب أوربا الشرقية ومرتزقة محترفين من عموم الناتو، ويرجح ذلك قول الرئيس الأمريكي بأن أمريكا ملتزمة بتوفير اللوجستيات اللازمة لحرب الشتاء! وهذا يعني أن المعركة سوف تكون بالأسلحة والعتاد الأمريكي في دول أوربا الشرقة وفق قانون الإعارة والتأجير الذي أقرت بإعادة تفعيله الولايات المتحدة الأمريكية من جديد.

ومطالبة الجنرال الذي كان مبعد بواسطة زنيلسكي! وأعادته أمريكا لقيادة الجيش الأوكراني وأعني زيلوجني الذي طلب من الغرب لإنقاذ أوكرانيا، 17 مليون قذيفة مدفعية ميدانية وصاروخية غربية منها مليونين قذيفة موجهة مدفعية وصاروخية، إضافة إلى من 350 إلى 400 مليار دولار لإعادة تأهيل الجيش الأوكراني، ما هو إلا تنفيذ لقوة الحفاظ على أوكرانيا الغربية، وأي إجراء غير ذلك هو تحول إلى حرب عالمية وبداية متدرجة ولكن متسارعة لحرب نووية.

وهذا يلوح بوجود اتفاقات ضمنية متفق عليها بين الفريقين المتحاربين! مع وجود منغصات روسية من خلال تنفيذ ضربات جوية ضد القواعد الجوية في أوكرانيا الغربية، كورقة ضغط تسرع الجلوس على طاولة المفاوضات ومنع التواجد الجوي للقوى الجوية داخل الأراضي الأوكرانية، إلا مقابل تملك روسيا لكامل القواعد البحرية على البحر الأسود بما فيها ميناء أوديسا.

واختيار زيلوجني كقائد للحملة الأمريكية في الشتاء، رغم اتهامه بفشل الهجوم المضاد، لأنه كان هناك ثلاثة سيناريوهات للهجوم المضاد الأوكراني، الأول أمريكي مبني على مهاجمة محور واحد هو الأهم والأضعف وهو محور إقليم زبوروجيا حتى النفاذ إلى بحر أزوف ثم الالتفاف من هذا المحور نحو إقليم خيرسون، وأثناء ذلك تقوم باقي القوات المتواجدة أساساً بباقي المحاور بإشغال تلك المحاور بالاشتباكات الجبهوية ذات الطابع الدفاعي، والسيناريو الثاني بريطاني وهو مهاجمة ثلاثة محاور ولكن التركيز على محور واحد والذي كان المفترض هو محور إقليم خيرسون؛ أما السيناريو الثالث فهو الأوكراني الذي وضعه زيلوجني ونفذه الجيش الأوكراني هو سيناريو مهاجمة ثلاثة محاور بنفس القوة الهجومية وهم محور إقليم دونيتسك ومحور إقليم زبوروجيا ومحور خيرسون ثم التركيز على المحور الأضعف الذي أوهمهم به الروس وهو محور زبوروجيا!

وتحميل زيلوجني الفشل بهذا السيناريو لجعله يتقيد بشروط الهجوم الجديد الذي ينحسر فقط بأوكرانيا الغربية الذي يجب أن يكون مواقت لبدء الاجتياح الروسي الشتوي لكامل شرق أوكرانيا.

وهو ما قد يؤخر المواجهة المباشرة للناتو مع روسيا لمدة أقصاها عشرة سنوات وفق التقديرات والدراسات الاستراتيجية الألمانية.

وفي هذا الوقت المفضل هو وقف الحرب مع روسيا في أوكرانيا، لإعادة بناء وتطوير البنية التحتية التسليحية والتذخيرية لحلف الناتو مع زيادة الانفاق على البرامج التطويرية، وتطوير الحرب الاقتصادية الغير مباشرة، وزيادة الإجراءات المضادة الاستخباراتية.

لأن الحاصل اليوم أن روسيا طورت أساليبها التكتيكية وطورت أسلحتها النوعية، وزادت أو ضاعفت قوات الانتشار السريع من 600 ألف محارب إلى مليون ومئتين ألف محارب فيها مئة ألف جديدة تمثل القوى الجوية، وكانت تعتمد على التشكيلات الصغيرة الذكية على مستوى الكتائب التكتيكية والألوية المدرعة والميكانيكية ومشاة البنادق، إلى مستوى فرق الأسلحة المشتركة القتالية.

وزاد اعتماد الروس على الدرونات والذخائر الذكية، إضافة إلى تطوير زيادة الاعتماد على القوى الجوية، وزيادة أسرباها النفاثة الضاربة، كما أسلفنا بذكر ذلك في السطور السابقة ضمن هذا المقال.

وأخيراً ما يرجح أن طليعة الهجوم الروسي الشتوي إن كان لا بد حاصل، هي القوات المجوقلة (المحمولة جواً) الروسية سواءاً كان ذلك بقوات الاقتحام بالحوامات القتالية أو الإنزالات المظلية، سكوت روسيا عن إنشاءات الأوكران لخطوطهم الدفاعية وشبه انعدام ردود الفعل الوقائية، بما في ذلك خطوط شمال إقليم زابورجيا، وخطوط الدفاع في إقليم خاركييف.

ومن باب آخر نجد أن أكثر أخر التعزيزات الروسية في الجبهة الشرقية، من النخبة ونخبة النخبة المجوقلة الروسية! بما في ذلك القوات المتعاقدة (قوات العاصفة زيد) الجدد، والتي لاحظنا تزايدها بتشكيلاتها معاً، أثناء تبيان مكونات أحد تشكيلاتها المحتشدة في إقليم دونيتسك في الجبهة الشرقية!

أما عن ضرب روسيا لمكونات طائرات ف 16 الأمريكية بطريقة استباقية وقبل تجميعها حتى! باعتقادي ليس من باب خوف الروس من سطوة هذه الطائرات!

إنما التوقي من التصعيدات المستقبلية وردع الغرب عن احتمالية هذا التصعيد بطريقة وقائية، لأن الروس عندما تعمدوا في كثير من الأحيان تدمير مقاتلات وقذفات أوكرانيا في الجو كان هدفهم بعيد المدى، والذي يكمن في القضاء على الطواقم القيادية من طيارين وملاحين محترفين! جنباً إلى جنب مع طائراتهم.
 
عودة
أعلى