لا تتسرعوا فهذ الفيلق لم يعد الى زمننا هذا عودة حقيقة لكننا اردنا ان ننفض الغبار عن مسيرة رجال حاربوا بقوة تعبر عن اصالتهم ومعدنهم الاصيل وبكل امانة رغم انها حروب لم تكن لهم فيها ناقة ولا جمل
للاسف لا احد يعرف عن هؤولاء في بلدي شيئا ون يعرف النزر اليسير يظن انهم خونة وعملاء او مرتزقة لكننا لسنا هنا لنحكم عليهم فالحق ماشهدت به الاعداء ففرنسا الى اليوم لا تنسى لهم مواقعهم الحربية التي ابلوا فيها البلاء الحسن بل حتى الروس والميكسيكيين الى اليوم يشهدون لهم بقوتهم وشراستهم .
اليوم ساتحدث عن احد ثلاثة فيالق كونتها فرنسا من الجزائريين وهو فيلق قسنطينة والذي ضم خيرة شباب الشرق والجنوب الجزائري .
انشئ هذا الفيلق سنة 1852 اي سنة واحدة قبل حرب القرم والتي ارسل اليها الكثير من الجزائريين وهي معلومة لا يعرفها اغلب الجزائريين والى يومنا هذا تشهد ارض معركة الما على بطولاتهم بل وانشئ لهم نصب تذكاري في جسر الجزيرة
وقد استقبلت عاصمة الشرق قسنطينة اول مقر رسمي لهذا الفيلق سنة 1904
صورة لخريطة تبين مقر الفيلق بمدينة قسنطينة
كانت بداية الانضمام لهذه الفيالق صعبة وتقتصر على من يقبلون بالتعامل مع فرنسا كوطن ام وهذا في بدايات الاستعمار لكن مع توسع فرنسا بكامل التراب الجزائري وصدور قوانين تعتبر الجزائريين فرنسيين اصبح التجنيد اجباريا خصوصا في اوقات الحرب اما في اوقات السلم فقد كانت الاغراءات المالية والمناصب هي الدافع الرئيسي للانضمام
ولان فرنسا كانت تريد طمس هوية الجزائريين باي شكل فقد جلعت لباس هؤولاء الجنود بالوان العلم الفرنسي الاحمر والابيض والازرق فكان لون السروال احمرا ولون السترة ازرقا ولون القميص ابيضا كما كانت اناشيدهم كلها بالفرنسية وكلها تمجيد لفرنسا وتاريخها وللسيطرة على هؤولاء الرجال بشكل افضل في خدمة فرنسا فقد لجات الى اسلوب دنيئ جدا حيث زجت بهم في قمع المقاومات الشعبية بالجزائر كمعركة الزعاطشة على سبيل المثال وذلك بهدف زرع الفتنة في وسط المجتمع الجزائري وان الحل الوحيد هو البقاء تحت مظلة الجيش الفرنسي للحصول على الحماية والامن
لم تكن فرنسا تنظر لهذه الفيالق وهؤولاء الرجال الا كوقود رخيص للحرب فلايهم عدد الاصابات او القتلى في صفوفهم ولا ادل على ذلك من ابادة كتائب باكملها امام رشاشات الغاتلينغ الالمانية سنة 1870 حتى تعجب الالمان للامر ووقفوا وقفة اعجاب بهؤولاء الرجال الذين هاجموا الرشاشات الالمانية بلا خوف او تراجع
شارك هذا الفيلق في حروب عديدة كتبت بماء الذهب على العلم الفرنسي الخاص بالفيلق فحاربوا في حرب القرم سنة 1853 ومعركة وسيباستوبول كما قلنا تشهد على شجاعتهم
وشاركوا في الحرب الالمانية الفرنسية 1870 حيث تسبح مدينة سيدان باسمائهم الى اليوم
وفي المكسيك والمغرب وتونس وايطاليا ومن منا لا يذكر معركة فيردان حين يتحدث عن الحرب العالمية الاولى
رغم كل هذه التضحيات لم تكن فرنسا لتثق في هؤولاء الرجال الاشاوس وكانت دائما تنظر اليهم نظرة الانديجان او الاهالي فكانت قيادة هذه الفيالق توكل دائما لقادة فرنسيين
نصب تذكاري لرجال الفيلق تحت جسر الما 1853 معركة الما
واترككم مع هذا الفيديو النادر للفيلق الثالث القسنطيني
اتمنى يعجبكم الموضوع واعتذر عن قلة المعلومات والمرة الجاية مع فيلق وهران فيلق التنين
التعديل الأخير: