سجل تاريخ 29 رجب 751 هجرية / 14 شتنبر 1350 رسالة من السلطان أبي الحسن علي بن سعيد المريني، إلى ملك أراغون "پيير الرابع" كتبت بظاهر "مليانة" أثناء زحف السلطان على دولة بني عبد الواد.
ويراسله فيها حول حادثة في القرقورة بالأندلس أُخذ فيها خدام السلطان ومن معهم من لدن ميورقة التابعة لملك أراغون.
وقد أخبر فيها سلطان المغرب ملك أراغون، باستيلاء ولده الأمير الناصر، على مدينة "المدية".
صورة الرسالة الأصلية مرفوقة تحت مع نصها :
"بسم الله الرحمن الرحيم، صلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
من عبد الله علي أمير المسلمين، ابن مولانا أمير المسلمين أبي سعيد، ابن مولانا أمير المسلمين أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق.
سلطان فاس ومراكش وسجلماسة ودرعة وسلا ومكناسة وتازى وطنجة وجبل الفتح ورندة ومربالة وبلاد الريف والجزائر والمدية ومليانة ويركش، بما قلده الله من ذلك أيده الله و نصره.
إلى السلطان الكبير الشهير الخطير الأضخم الأوفى براً، سلطان أرغون وبلنسية ومريوقة وسردانية وقرشقة وبرشلونة ورشيور، ابن السلطان الكبير الشهير الخطير الأضخم الاوفى ألفونش وفقه الله وأرشده، سلام يراجع سلامك.
أما بعد حمدِ الله تعالى و الصلاة التامة على سيدنا ومولانا محمد نبيه الكريم، ورسوله المصطفى، والرضى عن آله وصحبه الأعلام الأسلام وأئمة دين الرشد والهدى وصلة الدعاء، لهذا الأمر العلي المؤيد المنصور العلوي بدوام النصر الأعز...فإنا كتبناه إليك من منزلنا بظاهر مليانة أمّنه الله تعالى ولا جريد ولا الصنع الجميل والمن الجزيل والحمد لله حق حمده، ووفاؤك عندنا مقابل بمثله، وعهدك في المصالحة لدينا متصل إلى أمده ومحله.
وإلى هذا فقد وصل كتابك عرفت بوصول كتابنا إليك في شأن القرقورة التي أُخذ فيها ومن كان معهم من المسلمين، نطلبك فيه بما يجب عليك في دينك من الوفاء بالعهد الذي بيننا وفينك إلى القضاء أمَدِه، وأن عبد الرحمن بن محمد العدوي ومسعود الترجمان أوصلا إليك وألقيا لك ما ألقي إليهما من الكلام، وذكرت أنك لما وجدت كتابنا من غير طابع شمعٍ وقع عندك ارتياب فتوقفت في أمر القرقورة إلى واليك بميورقة بأن يوقف جميع ما كان فيها من الوشق حتى تتحقق أن الكتاب الذي وصلك لهو كتابنا، واعلم أن العلامة التي نوقع في آخر كتابنا بخط يدنا هي علامة الصحة على ما كتبناه فوقها.
أما طابع الشمع فلا عبرة به وإنما عُمل حياطة على الكتاب أن يُفكّ فيقرأ، وقد ذكر لنا عبد الرحمن ومسعود المذكوران أنك لما فككت الكتاب ورأيت العلامة في آخره عقلتها و قلت هذه علامة السلطان والشهادة على الخطوط تقطع بها الحقوق، ثم وقف معك الوهم بعد ذلك وذكرت في كتابك أنك إذ أثبتا عندك أن الكتاب هو كتابنا تعمل الواجب في هذا وغيره لأجل الصلح الذي بيننا وبينك كما يعمل السلاطين للسلاطين، وهذا الذي ذكرت من الوفاء هو الذي يليق بسلطان كبير مثلك، ويصلك كتابنا هذا إن شاء الله تعالى تأكيداً للأول، فأوف بالعهد وأْمُر برد جميع ما أخذ فيها من أخذ كما هو المعهود من وفائك، وقد قالت الحكماء "الملك رحم" فيجب على الملوك المراعاة فيما بينهم.
وقد كان سلطان قشتالة حين كماينة* القيروان انتعر إلينا، ولو وجد السبيل لمصارحتنا لفعل وبعث أجفانه المرة بعد المرة لتعرف أخبارنا، ووصلنا منها اثنان إلى الجزائر فيها إرساله بكتابه إلينا يقرر ما عنده من وفاء العهد فأجبناه نشكر وفاءه، وحين وصل جوابه أراد أن يقلع عن جبل الفتح وفاءً بالعهد، فعاجلَته الوفاة، ولما وصلتها القرقورة التي حملت أثقالنا من تونس وحوائجنا، أمر بتفريغ جميع ما فيها بالجزيرة......
......
واعلم أن ولدنا الأسعد الناصر أسعده الله قد أخذ "المدية" عنوة بالسيف وكان فيها نحو ألف من أشقياء "بني عبد الواد" فأُخِذوا بخيلهم وتدريعهم وما كان عندهم وصاروا في حكم الثقاف، ولمّا تخلص من أمر "المدية" توجه بالجيش المبارك وقبائل العرب فأخذ "مليانة" بعد أن هرب فيها جميع من كان من أشقياء مغراوة، وحين تحققوا خروجنا في حركتنا المباركة من الجزائر وكان سفرنا منها بالجيش المبارك وقبائل سليم ورياح وأشياخ بني ملك يوم السبت الثاني والعشرين من شهر التاريخ بأتم العزم، ولحقنا بولدنا وجيوشنا المبراكة بظاهر "مليانة" بعد أخذه لها بيومين، وفي غذ إن شاء الله تعالى نرحل ونُوالي الرحيل بالعزم حتى يأخذ الله كل معاند منافق حيث كان فيهم المولى ونعم النصير، والسلام يراجع سلامك.
وكُتب في يوم السبت التاسع والعشرين لشهر رجب الفرد المبارك من عام أحد وخمسين وسبع مائة، عرف الله خيره.
واعلموا أن الكتب التي نكتبها لمحل ولدنا السلطان الأصل لأبي الحجاج صاحب غرناطة، هي دون طابع لأن علامتنا بخطنا هي الأصل، فاعلموا ذالكم واعمل في الوفاء برد جميع ما أُخِذ في القرقورة ما يليق بالوفاء والصدق.
وعند كتب هذا الكتاب وصل الخبر بأخذ "شرشال" وثقاف جميع من كان بها من حصة الشقي المغراوي ودخولها في طاعتنا، قد علمت أنت وجميع ملوك الأرض ما فعلنا مع بني عبد الواد، حين أخذ تلمسان من حقد دمائهم والانعام عليهم فيهم عتقاء بسيوفنا، ولم يراعوا ذلك وخانوا وجحدوا النعمة، فأخذهم الله بغذرهم ويأخذهم إن شاء الله تعالى وكذلك يفعل الله بكل غاذر، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون بحول الله وقوته."
ويراسله فيها حول حادثة في القرقورة بالأندلس أُخذ فيها خدام السلطان ومن معهم من لدن ميورقة التابعة لملك أراغون.
وقد أخبر فيها سلطان المغرب ملك أراغون، باستيلاء ولده الأمير الناصر، على مدينة "المدية".
صورة الرسالة الأصلية مرفوقة تحت مع نصها :
"بسم الله الرحمن الرحيم، صلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
من عبد الله علي أمير المسلمين، ابن مولانا أمير المسلمين أبي سعيد، ابن مولانا أمير المسلمين أبي يوسف يعقوب بن عبد الحق.
سلطان فاس ومراكش وسجلماسة ودرعة وسلا ومكناسة وتازى وطنجة وجبل الفتح ورندة ومربالة وبلاد الريف والجزائر والمدية ومليانة ويركش، بما قلده الله من ذلك أيده الله و نصره.
إلى السلطان الكبير الشهير الخطير الأضخم الأوفى براً، سلطان أرغون وبلنسية ومريوقة وسردانية وقرشقة وبرشلونة ورشيور، ابن السلطان الكبير الشهير الخطير الأضخم الاوفى ألفونش وفقه الله وأرشده، سلام يراجع سلامك.
أما بعد حمدِ الله تعالى و الصلاة التامة على سيدنا ومولانا محمد نبيه الكريم، ورسوله المصطفى، والرضى عن آله وصحبه الأعلام الأسلام وأئمة دين الرشد والهدى وصلة الدعاء، لهذا الأمر العلي المؤيد المنصور العلوي بدوام النصر الأعز...فإنا كتبناه إليك من منزلنا بظاهر مليانة أمّنه الله تعالى ولا جريد ولا الصنع الجميل والمن الجزيل والحمد لله حق حمده، ووفاؤك عندنا مقابل بمثله، وعهدك في المصالحة لدينا متصل إلى أمده ومحله.
وإلى هذا فقد وصل كتابك عرفت بوصول كتابنا إليك في شأن القرقورة التي أُخذ فيها ومن كان معهم من المسلمين، نطلبك فيه بما يجب عليك في دينك من الوفاء بالعهد الذي بيننا وفينك إلى القضاء أمَدِه، وأن عبد الرحمن بن محمد العدوي ومسعود الترجمان أوصلا إليك وألقيا لك ما ألقي إليهما من الكلام، وذكرت أنك لما وجدت كتابنا من غير طابع شمعٍ وقع عندك ارتياب فتوقفت في أمر القرقورة إلى واليك بميورقة بأن يوقف جميع ما كان فيها من الوشق حتى تتحقق أن الكتاب الذي وصلك لهو كتابنا، واعلم أن العلامة التي نوقع في آخر كتابنا بخط يدنا هي علامة الصحة على ما كتبناه فوقها.
أما طابع الشمع فلا عبرة به وإنما عُمل حياطة على الكتاب أن يُفكّ فيقرأ، وقد ذكر لنا عبد الرحمن ومسعود المذكوران أنك لما فككت الكتاب ورأيت العلامة في آخره عقلتها و قلت هذه علامة السلطان والشهادة على الخطوط تقطع بها الحقوق، ثم وقف معك الوهم بعد ذلك وذكرت في كتابك أنك إذ أثبتا عندك أن الكتاب هو كتابنا تعمل الواجب في هذا وغيره لأجل الصلح الذي بيننا وبينك كما يعمل السلاطين للسلاطين، وهذا الذي ذكرت من الوفاء هو الذي يليق بسلطان كبير مثلك، ويصلك كتابنا هذا إن شاء الله تعالى تأكيداً للأول، فأوف بالعهد وأْمُر برد جميع ما أخذ فيها من أخذ كما هو المعهود من وفائك، وقد قالت الحكماء "الملك رحم" فيجب على الملوك المراعاة فيما بينهم.
وقد كان سلطان قشتالة حين كماينة* القيروان انتعر إلينا، ولو وجد السبيل لمصارحتنا لفعل وبعث أجفانه المرة بعد المرة لتعرف أخبارنا، ووصلنا منها اثنان إلى الجزائر فيها إرساله بكتابه إلينا يقرر ما عنده من وفاء العهد فأجبناه نشكر وفاءه، وحين وصل جوابه أراد أن يقلع عن جبل الفتح وفاءً بالعهد، فعاجلَته الوفاة، ولما وصلتها القرقورة التي حملت أثقالنا من تونس وحوائجنا، أمر بتفريغ جميع ما فيها بالجزيرة......
......
واعلم أن ولدنا الأسعد الناصر أسعده الله قد أخذ "المدية" عنوة بالسيف وكان فيها نحو ألف من أشقياء "بني عبد الواد" فأُخِذوا بخيلهم وتدريعهم وما كان عندهم وصاروا في حكم الثقاف، ولمّا تخلص من أمر "المدية" توجه بالجيش المبارك وقبائل العرب فأخذ "مليانة" بعد أن هرب فيها جميع من كان من أشقياء مغراوة، وحين تحققوا خروجنا في حركتنا المباركة من الجزائر وكان سفرنا منها بالجيش المبارك وقبائل سليم ورياح وأشياخ بني ملك يوم السبت الثاني والعشرين من شهر التاريخ بأتم العزم، ولحقنا بولدنا وجيوشنا المبراكة بظاهر "مليانة" بعد أخذه لها بيومين، وفي غذ إن شاء الله تعالى نرحل ونُوالي الرحيل بالعزم حتى يأخذ الله كل معاند منافق حيث كان فيهم المولى ونعم النصير، والسلام يراجع سلامك.
وكُتب في يوم السبت التاسع والعشرين لشهر رجب الفرد المبارك من عام أحد وخمسين وسبع مائة، عرف الله خيره.
واعلموا أن الكتب التي نكتبها لمحل ولدنا السلطان الأصل لأبي الحجاج صاحب غرناطة، هي دون طابع لأن علامتنا بخطنا هي الأصل، فاعلموا ذالكم واعمل في الوفاء برد جميع ما أُخِذ في القرقورة ما يليق بالوفاء والصدق.
وعند كتب هذا الكتاب وصل الخبر بأخذ "شرشال" وثقاف جميع من كان بها من حصة الشقي المغراوي ودخولها في طاعتنا، قد علمت أنت وجميع ملوك الأرض ما فعلنا مع بني عبد الواد، حين أخذ تلمسان من حقد دمائهم والانعام عليهم فيهم عتقاء بسيوفنا، ولم يراعوا ذلك وخانوا وجحدوا النعمة، فأخذهم الله بغذرهم ويأخذهم إن شاء الله تعالى وكذلك يفعل الله بكل غاذر، وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون بحول الله وقوته."
التعديل الأخير: