لو كنت متابعا للحرب في سوريا, قد تتذكر انه مع بداية التدخل التركي في الشمال ضد مواقع الجيش الحكومي, فشل البانتسير السوري بتصيد طائرات البيرقدار التركية, و ظهرت للعلن لاول مرة الفيديوهات التي ستتحول فيما بعد لظاهرة مرافقة لكثير من انظمة الدفاع الجوي الروسي: الفيديو الذي يظهر النظام الروسي من كاميرا الدرون التي تصوب عليه دون ان يلتقطها, قبل ان تطلق درون اخرى قذيفة على العربة تحيلها لكتلة من اللهب.
قد تكون, مثلي و مثل كثيرين اخرين , قد تفاجات حين رايت الفيديوهات لاول مرة ..فهذه انظمة تفشل في المهمة التي خصصت من اجلها (نذكر هنا ميم you had one job المشهور).
ولكن هل تستطيع ان تحزر من لم يتفاجئ مما حصل وقتها؟
ان كان جوابك "القيادة العسكرية السورية " التي تلقت الضربة, فتهانينا ..اجابتك صحيحة ...
في مقالة اسرائيلية على موقع الدفاع الاسرائيلي, ينقل لنا الموقع عن موقع زمان الوصل السوري المعارض (يبدو ان المقالة المذكورة حذفت من الموقع الاصلي) قصة مثيرة للاهتمام ..
يدعي كاتب المقالة الاصلي, انه تواصل مع عدة ضباط منشقين لمحاولة معرفة سبب الاداء السيء لانظمة بانتسير في سوريا. سواء ضد الدرونز التركية او ضد القذائف الاسرائيلية , حيث سجلت تلك الانظمة اسوأ النتائج مقارنة بانظمة اخرى تعادلها او حتى اقدم منها.
ففيما يبدو ان البتشورا و البوك هم افضل الموجود لدى الجيش الحكومي لاعتراض قذائف الستاند-اوف , سجل ايضا السام-٥ (اس-٢٠٠) العتيق اصابة يتيمة لـاف-١٦ صوفا اسرائيلية, فيما ظل البانتسير بصواريخه و رشاشاته دون اصابات مؤكدة.
تخبرنا المقالة الاسرائيلية -نقلا عن المقالة السورية- انه في عام ٢٠١٢- تشكلت لجنة من الدفاع الجوي السوري و خبراء مركز البحوث في سوريا (المؤسسة المعنية في الابحاث العسكرية و كانت وراء البرنامج الصاروخي و الكيماوي) لتقييم البانتسير المباع لسوريا قبل استلامه بشكل رسمي.
اثناء التقييم, تمت ملاحظة ان ارقام الاداء لهذه المنظومات اقل من الارقام المنشورة في دليل المستخدم لهذه للمنظومات التصديرية.
يومها, رد الروس على الادعاءات السورية بنفس الرد التقليدي : المنظومات سليمة واي خطاء في ارقام الاداء هي نتيجة ضعف الطواقم الفنية السورية.
يبدو ان السوريين صعدوا لهجتهم و اكدوا ان طواقمهم شغلت المنظومة وفقا للتعليمات الروسية. لحل الخلاف, تقرر عمل فحص نهائي في شهر ابريل من عام ٢٠١٢ على ان تتم ادارة المنظومات باطقم روسية اثناء الاختبار.
تشكلت لجنة التقييم من قيادة الدفاع الجوي و مخابرات سلاح الجو و مركز البحوث. وكان هدف الاختبار هو معرفة قدرة المنظومة على التعامل مع الاهداف اثناء تعرضها للتشويش. و كما كان الاتفاق, قام الروس بتشغيل المنظومة بينما قام السوريون بلعب دور الخصم عن طريق مروحية مي-١٧ تابعة للسرب الجوي التاسع و الخمسون و مجهزة بنظام تشويش كوري شمالي.
تم الاختبار -لسخرية الاقدار- في قاعدة حميميم ..نفس القاعدة التي سيشغلها الروس بعد بضع سنوات.
لسوء حظ الروس, ما ان بدأ الاختبار حتى بدا واضحا انه -حتى مع الاطقم الروسية- لم يستطع النظام العمل او الاطباق على الاهداف دون ان يستطيع الخبراء الروس -الذين طلبوا اطفاء نظام التشويش- معرفة سبب الفشل بدقة.
رفعت اللجنة كتابها لوزارة الدفاع, توصي برفض استلام الطلبية كونها مخالفة للمواصفات التي عرضها الروس.
قد تتوقع ان القصة انتهت هنا, ولكن -لسبب ما- وصل رد وزارة الدفاع انه بامر من القائد العام للجيش و القوات المسلحة -رئيس الجمهورية- تقبل المنظمات المسلمة على حالها و تلحق بملاك الدفاع الجوي السوري.
قبلت المنظومات في ملاك الدفاع الجوي السوري و دفعت للجبهات لتلحق بها هزيمة تلو الهزيمة .. ويبق اللغز قائما: مالذي دار في اروقة وزارة الدفاع السورية و القصر الجمهوري و الكريملين حتى تم التغاضي عن عيوب المنظومات و القبول بها؟
Source