خلال النصف الثاني من القرن السابع الهجري ،الثالث عشر ميلادي ،ابتدأ المغاربة يستعملون الآلات القاصفة التي تقذف الكرات الملتهبة، وترمي الحصون والأسوار، وقد تم استخدامها على يد ثلاثة من ملوك الدولة المرينية في أربع معارك، وهذا ما تستعرضه هذه المقدمة فيما يلي:
في عهد يعقوب بن عبد الحق المريني عند حصار سجلماسة عام 672 هـ / 1273 م، قال ابن خلدون (1) لدى حديثه عن هذا الحصار:
"ونصب عليها – يعقوب المريني على سجلماسة – آلات الحصار: من المجانيق (2) والعرادات (3) وهندام النقط القاذف بحصى الحديد، ينبعث من خزنة أمام النار الموقدة في البارود، بطبيعة غريبة ترد الأفعال إلى باريها".
ونقله الناصري (4) وعلق عليه بقوله: "وفيه فائدة: أن البارود كان موجودا في ذلك التاريخ، وأن الناس كانوا يقاتلون به ويستعملونه في محاصراتهم وحروبهم يومئذ".
وبعد الناصري يعلق جرجي زيدان (5) على نفس النص ويقول: "وفي هذا القول شاهد صريح أن البارود كان معروفا عند العرب، وكانوا يستخدمونه في حروبهم قبل شوارتز (Schwarz) بنحو نصف قرن".
ب – في عهد أبي الحسن علي بن أبي سعيد المريني، وذلك في الدفاع عن الجزيرة الخضراء جنوب إسبانية سنة 746 هـ / 1342 – ورد في "حضارة العرب": الترجمة العربية (6).
"وتثبت مخطوطات ذلك الزمن: أن الأسلحة النازية شاعت بين العرب بسرعة، فاستخدموها على الخصوص للدفاع عن مدينة الجزيرة التي هاجمها الأدفونش الحادي عشر سنة 1342 م – 742 هـ، وجاء في تاريخ الأدفونش الحادي عشر أن مغاربة المدينة – يقصد المرينيين – كانوا يقذفون بكثير من الصواعق على الجيش فيرمون عليه عدة قنابل كبيرة من الحديد كالتفاح الكبير، وذلك إلى مسافة بعيدة من المدينة، فيمر بعضها من فوق الجيش، ويسقط بعضها عليه".
ج – في عهد أبي عنان بن أبي الحسن المريني الذي استخدمها في حربه مع بني زيان ملوك تلمسان، ويستفاد هذا من بيتين اثنين وقعا أثناء قصيدة لابن الخطيب (7)، خاطب بها أبا عنان عقب الانصراف من بابه في غرض السفارة، وقد تعرض في القصيدة لاستصراخه لفائدة الأندلس، وجاء فيها هذان البيتان:
والروم فارم بكل رجم ثاقـب
يذكى بأربعها شواظ لهيب
بذوابل السلب التي تركت بني
زيان بين مجــدل وسليــب
د – في عهد أبي عنان – أيضا – في حصار بجاية، ذكر هذا في "فيض العباب" (8) في صدد الحديث عن مناورة قام بها الأسطول العناني خارج بجابة وهذه عبارته:
"وأتت – الأساطيل – من ألفاظها (9) بكل متأجج الشواظ، يجول دويه بين الألسنة والألفاظ، مرسل في الجو ذؤابه كعقيقة البرق، منذرة للسامعين بالصدق، ومالئة بالهوبها ما بين الغرب والشرق"
هذا ويظهر أن أسطول سبتة – بالخصوص – كان مجهزا بهذه الألفاظ فقد وصف ابن الخطيب (10) هذه المدينة بأنها ذات الأسطول الموهوب، المحذور الألهوب" ومما يؤكد هذا ورود كلمة الألهوب في هذا النص، بعدما رأينا "فيض العياب" – آنفا – يصف دخان النفط بالألهوب.
وبعد هذا نذكر أنه كان بفاس في القرن 8 هـ - 14 م صناع اختصاصيون في آلات النفط النازية، وقد جاء ذكرهم عند ابن الخطيب في "نفاضة الجراب" بعبارة: "قادحي شعل الأنفاظ ونافضي ذوايب المجانيق" وذلك ضمن الصناع الذين استدعاهم الوزير المريني عمر بن عبد الله الفودودي (12) استعدادا لمرافعة جيش عبد الحليم بن أبي علي المريني حيث كان يحاصر فاسا الجديد وسلطانها تاشفين بن أبي الحسن المريني بتاريخ 7 محرم عام 763 هـ - 1362 م.
وهكذا يتبين من هذا العرض أسبقية المغرب لاستخدام الأسلحة النارية، مع تسمية مقذوفاتها "بالبارود" من طرف كل من ابن خلدون والناصري وزيدان.
أما عن الآلات القاذفة للبارود فقد رأينا تسميتها بالأنفاظ عند مؤلف "فيض العباب"، تعبيرا عما صار يسمى – من بعد – "باسم المدفع"، وفي النصف الثاني من المائة التاسعة للهجرة، يتحدث مؤلف مغربي (13) عن تجهيز مدينة طنجة – من طرف المعنيين المغاربة – بالألفاظ العظيمة والمدافع.
ولا شك أن هذه الأسلحة النازية: بارودا ومدافع وبندقيات، ثلاثتها تستلزم قيام معامل مغربية لإنتاجها، غير أننا لا نعثر على ذكر لهذه المعامل إلا في النصف الأول من المائة العاشرة، حيث بنى السلطان أبو العباس الوطاسي معملا للسلاح بالقصر الملكي من فاس الجديد، وصار يستخدم لإنتاج الأنفاظ والبندقيات والبارود، زيادة على صناعة الأقواس والنبال وغير ذلك (14).
وتعتبر الفترة السعدية العصر الذهبي لهذه الصناعة، وأقدم مدفع مغربي هو الذي يرجع إلى عهد محمد الشيخ الأول عام 952 هـ.
ثم تكاثر هذا الجهاز فيما بعد بالمغرب السعدي، فقد هاجم عبد الله الغالب مدينة البريحة بأربعة وعشرين مدفعا في مقدمتها واحد يسمى ميمونة (15)، وكان في غاية الكبر، وبعد هذا تشتمل بعض "محلات" محمد المتوكل على أكثر من مائة وخمسين نفظا (17).
ولما بويع عبد الملك المعتصم اهتم – أكثر – بإنتاج المدافع التي كان عارفا بصناعتها وأشرف – بنفسه – على إعداد نحو ثمانية منها (18)
وقد بنى المنصور السعدي "دار العدة" على مقربة من قصر البديع بمدينة مراكش، وهي التي يقول عنها الفشتالي (19): وأما ما يفرغ مع الأيام من مدافع النار ومكاحلها بدار العدة المائلة قرب أبوابهم الشريفة من قصبتهم المحروسة... فشيء غصت به الخزائن السلاحية والديار العادية".
وقد كان ضمن الجيش المنصوري أربع فرق مدفعية تسمى بجيوش النار أو عساكر النار، قال الفشتالي: "والترتيب الذي جرى عليه العمل في عساكر النار بالحضرة: أن يتقدم – أولا – جيش السوس، ثم يردفه جيش الشرافة، ثم يردفهما العسكران العظيمان: عسكر الموالي المعلوجين ومن انضاف إليهم، وعسكر الأندلس ومن لبس جلدتهم ودخل في زمرتهم":
وعن مدى أثر الآلات النازية في المواقع، يسجل نفس المصدر (21) أن جيوش المنصور قاذفة بشواظ النار، وحصباء البندق المنهل بسحائب البارود المركوم. تزجيه الرعود القاصفة، والصواعق الراجفة.
والي عهد المنصور يرجع بناء أٍربعة عشر برجا مدفعيا تسمى "بستيونات" (23)، وتتنوع بين أربع مدائن مغربية: واحد منها في مدينة تازا، واثنان بمرسى العرائش، وتسعة تحف بأسوار فاس الجديد، واثنان خارج فاس العتيق على مقربة من باب الفتوح وباب محروق، وقد كان هذا الأخير يعرف ببرج النار، تدليلا على مهمته المدفعية، ثم تنكب السكان هذا التعبير واستبدلوه باسم "برج النور".
وقد جهز نفس السلطان هذه الأبراج الأربعة عشر بالمدافع وأسكن بها الحاميات المختصة، وكانت مدافع حصني فاس القديمة تقذف بالبارود والنار، وبالأكر المعدنية والحجرية (23).
ومما يسجل للمنصور أن في عصره ظهرت بالمغرب عادة ضرب المدافع بمناسبة العيدين: عيد الفطر والأضحى، وعند ورود بشارة، قال الفشتالي عن مدافع فاس:
"وإذا استهلت رعودها في العيدين من المصلي أو لورود بشارة عظمى، فلا تسأل عن دوي الأرض وجفانها... ويمتد على البلدين ركام البارود كأنما هو ليل مطبق"
وبعد هذا السلطان ينتقل نشاط هذه الصناعة إلى أيام ابنه زيدان، وسنذكر – وشيكا – أنه لا يزال، على قيد الوجود أحد المدافع التي صنعت برسمه.
وقد وظف السلطان زيدان في بلاطه الشهاب الحجري كترجمان وكاتب باللغة الإسبانية، وقام هذا – بعد رحلته عن المغرب بترجمة عن الإسبانية لكتاب في فن المدفعية وسمى الترجمة: "كتاب العز والرفعة والمنافع، للمجاهدين في سبيل الله بالمدافع".
وقد جاء في خاتمة الكتاب عن السلطان زيدان أنه كان يبذل عطاء سخيا لمسيحي كشف له عن بعض أسرار الصناعة المدفعية (25).
والظاهر أن نشاط صناعة الأسلحة النارية لم يتوقف نهائيا بعد وفاة زيدان، فقد أفاد مصدر أجنبي أن هولندا كانت تستورد من المغرب البارود وملحه، لاسيما خلال محاربتها للإسبان عام 1628 م (26). ومن المعروف أن هذا التاريخ يوافق أيام عيد الملك الثاني بن زيدان: 1038 هـ.
والآن نذكر أن بعض المدافع السعدية لا يزال على قيد الوجود، حيث كانت موضوعة بحديقة عمالة مدينة طنجة، ومنها مدفع لمحمد الشيخ الأول، كتب في أعلاه بالخط المغربي: "صنع لمولاي محمد الشريف نصره الله نصرا عزيزا، وفي أسفله: عمل منصو العلج عام اثنين وخمسين وتسعمائة"، ومدفع آخر للسلطان زيدان، كتب عليه بالخط الشرقي الثلثي: "أمر بعمله عبد الله أمير المؤمنين مولانا زيدان المظفر بالله، ابن أمير المؤمنين مولانا أحمد، بن أمير المؤمنين مولانا محمد الشيخ أيده الله". ويتوسط هذه الكتابة شكل مستطيل يشتمل على علامة زيدان (27)...
ونسجل – في خاتمة هذا العصر – أن الأدب المغربي ساهم بنصيب في تجميل بعض المدافع السعدية، فقد جاء في ترجمة محمد بن علي الوجدي الغماد الفاسي، ذكر أربع نتف شعرية من نظمه، حيث كتب على مدافع صنعت برسم المأمون السعدي أيام ولايته للعهد بفاس (28).
وفي العصر العلوي عمل السلطان محمد الثالث لإحياء صناعة الأسلحة النارية والرماية المدفعية، واستقدم – لهذه الغاية – بعثة من الأستانة عاصمة الخلافة العثمانية، وقد وفدت هذه البعثة عام 1181 هـ / 1767 – 1768 م، وكانت تتركب من ثلاثين خبيرا توزعوا – حسب اختصاصاتهم – إلى أربع شعب:
- صناع السفن الحربية - صناع القنابل المحرقة
- صناعة المدافع ومدافع الهاون
- اختصاصيين في الرماية بمدافع الهاون
وقد بعث السلطان المغربي بمعلمي المراكب الجهادية إلى العدوتين، فدخلوا دار الصنعة بالرباط وصاروا يشتغلون إلى جانب المعلمين المغاربة (29)، ويلاحظ مؤرخ معاصر (30) أن الأتراك كانوا أحكم صنعة، بينما تفوق المغاربة في اتفاق تفصيل المراكب.
أما صناع المدافع ومدافع الهاون فقد أرسلوا إلى فاس فأقاموا بها إلى أن أدركتهم الوفاة هناك، ولم يذكر الزياني (31) ما إذا كانوا قد اشتغلوا بصناعة هذه الآلات، غير أن مصدرا أجنبيا (32) يؤكد أن السلطان محمد الثالث أسس مصانع لتذويب نحاس المدافع وجلب لذلك خبراء من الأستانة.
وقد أسس نفس السلطان مصنعا بتطوان لإنتاج القنابل الثقيلة تحت إشراف المتخصصين الأتراك، الذي تعلم منهم هذه الصناعة بعض التطوانيين (33)، وقد يكون من إنتاج هذا العمل القنابل الضخمة التي استخدمت في حصار مدينة الجديدة لتحريرها من حكم البرتغال، ويصفها البعض بأنها على شكل قدور تزن الواحدة منها ما يزيد على القنطار (34).
وإذا كنا لا نعرف أسماء الاختصاصيين الأتراك في الشعب الثلاثة الأولى، فإننا نستطيع أن نعرف اسم كل من الاثنين المختصين في الرماية بمدافع الهاون، ويسمى أولهما بإسماعيل الدريزي، أما الثاني: فيعرف باسم "بابا سليمان الدريزي"، والحاج سليمان البنباجي على طريقة النسبة التركية إلى صناعة البنب التي هي القنابل المحرقة، وقد اشتهر هذا الأخير بالمغرب، وكان عارفا برماية المدافع ومدافع الهاون، قال الضعيف "وهو الذي علم أولاد الرباط وسلا وغيرهم". والظاهر أن هذا هو الذي يقول عنه الزياني (36) بعد ذكر مدينة رباط الفتح: "فكان يعلم بها الطبجية من أهل سلا والرباط وتخرج على يديه نجباء، ومن ثم توارث أهل العدوتين هذه الصناعة مدة"، ويذكر عنه الزياني – أيضا – أنه أبلى بلاء حسنا في فتح مدينة الجديدة (37).
وقد اشتهر في هذه الفترة وبعدها جماعة من الرماة المدفعيين: فكان منهم – في الرباط – المعلم العناية البعودي، وكان عارفا بضرب المهراس، وهو الذي ضيق على الإسبان في حصار سبتة أيام السلطان اليزيد، فقتلوه ومثلوا به في موقعة كانت يوم الخميس 24 حجة عام 1205 هـ - (38) 1791 م.
ومن سلا: نقدم ثلاثة: الأول: الحاج عبد الله يعقوب المتوفى نحو عام 1200 هـ، قال عنه ابن زيدان (39) أثناء ترجمة محمد الثالث: "كان السلطان المترجم كلفه بسائر ثغور إيالته من مرسى مليلية إلى أطراف السوس، وأسند إليه سائر ما يرجع لأبراج الثغور ومدافعها ومهاريسها ومتعلقاتها: من بارود وبنب وكور وتنظيم رجال، وإصلاح أحوال، حسبما أفصحت عن ذلك ظهائره المولوية التي خاطبه بها، تاريخ أولها سنة 1177، وتاريخ آخرها سنة ?
1193"، وسنذيل هذه الدراسة بثلاثة من هذه المراسيم.
الثاني: (40) محمد بن محمد بن حسين فنيش المتوفى بفاس عام 1236 هـ / 1820 – 1821 م
الثالث: محمد بن عبد الله ملاح (41)
ومن تطوان: نذكر أحمد عنيقد، المتوفى – بفاس – عام 1236 هـ / 1820 – 1821 م، وكان – حسب أكنسوس (42) – لا نظير له، وعبارة الاستقصا (43): "وكان عجبا في صناعة الرمي بالمهراس".
وأخيرا نذكر من مدينة فاس – سعيد العلج العارف بالرمي (44).
ومن مظاهر النشاط الصناعي لإنتاج بعض الأسلحة النازية في هذا العهد، أن المغرب استطاع أن يصدر إلى الخارج أربعة آلاف قنطار من ملح البارود المصنوعة بالمغرب، في شكل مساعدة للدولة العثمانية (45).
كما أن نشاط هذه الصناعة انعكس أثره على ميدان التأليف، فظهرت – نفس العصر – دراسات منثورة ومنظومة في صدد الرماية المدفعية وما إليها، ونقدم منها خمسة لا تزال كلها مخطوطة الأول: "النشر اللائق نمو أراد الجهاد بالصواعق" لمؤلف مجهول الاسم كان يعيش أيام السلطان محمد الثالث، وضعه باقتراح من بعض أصدقائه، وسجل في افتتاحيته ولوع هذا السلطان باستخدام القنابل المحرقة في المعارك الجهادية، وهو يصنفه في عشرة أبواب وخاتمة حسب المواضيع التالية:
- صفة تحضير ملح البارود
- طبيعة الأجزاء التي يتركب منها الفتيل، وهو الذي كانت القنابل توقد به في هذا العهد.
- طريقة صنع الفتيل
- طريقة معرفة سعة فم المدفع
مقدار ما يوضع من البارود في نوع من المدافع
- كيفية وضع القنبلة في المدافع
- صفة جعل الفتيلة في القنبلة
- معرفة البعد الواقع بين المدافع والهدف المعين
- قواعد حسابية وهندسية موضوعية في البابين التاسع والعاشر
- خاتمة في توصيات للرماة
ومن الجدير بالذكر أن هذه الرسالة تتخللها رسوم توضيحية، وتوجد منها بضع نسخ خاصة وعامة، وتحمل مخطوطة خ. ع. رقم د 1342. ومخطوطة المكتبة الملكية رقم 490، وكلتاهما ضمن مجموع.
أما الدراسة الثانية فقد جاءت منظومة في أرجوزة يشبه أن تكون ترجيزا للرسالة قبلها، وتسمى: "روض الجهاد الفائق، لمن أراد الغزو بالصواعق" نظم محمد بن أحمد الريفي التمسماني العرائشي الدار، في أبيات 142، وفرغ من نظمها في ربيع النبوي عام 1195 هـ، توجد منها مخطوطتان خ. ع. د 3368، وأخرى بالمكتبة الملكية رقم 490، وهما – معا – ضمن مجموع.
الدراسة الثالثة: رسالة تحمل اسم "نزهة الناظرين، وتعليما للمجاهدين، وإعانة على جهاد أعداء الله الكافرين" لؤلف غير معروف، جمعها عن الحاج سليمان التركي سابق الذكر، وكان يعيش أيام السلطان محمد الثالث، وقد تناول فيها صنع البارود وكيفية جعله في المدافع ومدافع الهاون، ?
وقدر ما جعل لكل واحد وطريقة قذف القنابل منها (46).
الرابعة: أرجوزة في صواعق البنيات، وهي القنابل المحرقة، لناظم كان يعيش أيام السلطان، وتقع في 143 بيتا، وجاءت نسبتها لأحمد التمسماني آنف الذكر في مخطوطة خ. ع. د 1342، ووردت غير منسوبة في نسخة المكتبة الملكية رقم 1043.
الخامس: خاتمة رسالة في العمل بالكرة الفلكية لمؤلف زار المغرب أيام السلطان محمد الثالث، ويسمى نفسه محمد بن عبد القادر، وقد ذبل هذه الرسالة بخاتمة في شرح طريقة الرماية بالمدافع، وهي مخطوطة عند البعض بمدينة وزان.
وتقدم ثلاثة من المراسيم الصادرة عن السلطان محمد بن عبد الله للرئيس الحاج عبد الله يعقوب السلاوي (47)
نص الأول وفيه مواضيع لا تقرأ:
"خديمنا القائد عبد الله بن محمد الرحماني. والقائد عبد الهادي... سلام عليكما ورحمة الله تعالى وبركاته
وبعد: فحامله: خديمنا المعلم الحاج عبد الله يعقوب، قد جعلناه كبيرا على جميع طبجية المدافع بثغري سلا والرباط، وأدنا له أن يتفقد في كل جمعة أحوال المدافع بالثغرين المذكورين، بحيث يمسحهم ويصلح ما شاء من أمرهم فتأمر.... أن يقدروه قدره... ولا يخالفوه، فقد وليناه أمرهم، وجعلناه رئيسهم، ونأمركما.... أن تشدا عضده، وتكونا له خير معين، وحيث يقرأ هذا... الكريم على الطبجية ليمتثلوا أمره المطاع، يبقى ظهيره بيد الحاج عبد الله المذكور، والسلام. في سابع جمادى الثانية 1177"
ونص الظهير الثاني:
"خديمنا عبد الله يعقوب، سلام عليك ورحمة الله تعالى وبركاته.
وبعد، نأمرك أن تعلمنا بعدد الأنقاض الذين بثغر العرائش من غير سرائر، ولا تذكر لنا إلا الأنقاض المعترين، وأما المدافع المتلاشون الذين لا يقدرون على الخدمة فلا تذكرهم لنا، وكذلك أعلمنا بعدد المدافع الذين بثغر العرائش، لنعلم ما بقي لكمال المائة مدفع ونكملها إن شاء الله، والسلام، في ثالث ذي القعدة الحرام، سنة 1183".
ونص الثالث:
"خديمنا عبد الله يعقوب، سلام الله عليك ورحمة الله وبركاته.
وبعد: فنأمرك أن تقدم لفضالة وتقف على المدافع حتى ينزلون "كذا" في الموضع الذي فيه الخشب، وخرجهم أنت وبوعز بن فاتح: عمارة للواحد، وها نحن أمرنا خديمنا السيد محمد بن أحمد ينزل عشرة من الخيام يعسون عليها، والسلام، في العشرين من صفر الخير عام 1186"
المصادر
(1) "العبر" "المطبعة الأميرية" بالقاهرة – ج 7 ص 188.
(2) مدافع ترمي بالحجارة على المحصورين، ولهذا تسمى – أيضا – بالمدافع الحجارة.
(3) نوع صغير من المجانيق
(4) "الاستقصا" مطبعة القاهرة ج 2 ص 18
(5) "تاريخ التمدن الإسلامي" مطبعة الهلال بمصر سنة 1922 – ج 1 ص 181
(6) تأليف الدكتور غوستاف لوبون، (Gustave Lebon) ترجمة عادل زعيتر، الطبعة الثانية، مطبعة "دار أحياء الكتب العربية" – ص 579
(7) القصيدة واردة في ديوان "الصيب والجهام": النسخة الثانية، "مخطوطة خاصة".
(8) مخطوطة المكتبة الملكية بالرباط رقم 3267 – ص 130.
(9) هكذا ورد في هذه المخطوطة بالظاء المشالة، وقد فسر مدلوله سياق النص
(10) "معيار الاختيار" مطبعة أحمد بمني بفاس – ص 38.
(11) مصورة معهد مولاي الحسن بتطوان رقم 27 – ج 2 لوحة 127.
(12) أنظر عن هذا الوزير: "العبر" ج 7 ص 212 – 224.
(13) هو عبد الله بن أحمد بن سعيد الزموري في تعليقه على الشفا لعياض، وقد سماه "إيضاح اللبس والخفا، عن ألفاظ الشفا"، حسب مكتبة القرويين رقم 2798.
(14) "عروسة المسائل، فيما لبني وطاس من الفضائل" أرجوزة لمحمد الكراسي، المطبعة الملكية بالرباط – ص 36.
(15) "المعجم التاريخي" للأستاذ عبد العزيز بنعبد الله – ص 63
(16) تاريخ الدولة السعدية لمؤرخ مجهول الاسم، نشر جورج كولان (Georges Colin) بالمطبعة الجديدة بالرباط – ص 53.
(17) المصدر الأخير – ص 51.
(18) "المعجم التاريخي" – ص 28، 63.
(19) "مناهل الصفا في أخبار الملوك الشرفاء"، السفر المختصر المطبوع بتطوان – ص 246.
(20) المصدر الأخير – ص 165.
(21) ص 65.
(22) جمع بستيون بمعنى الحصن حسب التعبير الإسباني:
(23) "مناهل الصفا"، المطبوعة المتكررة الذكر – ص 183 – 185، وعن تحديد عدد أبراج فاس الجديد، يرجع إلى "المنتقى المقصور" لابن القاضي، مخطوطة المكتبة الملكية بالرباط رقم 1153، عند الباب العشرين، وقد أشار – أيضا – لأبراج فاس العتيقة والجديدة: المؤلف المجهول لتاريخ الدولة السعدية – ص 52، 65.
(24) مناهل الصفا – ص 184.
(25) كتاب "العز والمنافع"، خ. ع، ج 87 ورقة 114 ب، وانظر عن التعريف بنفس الكتاب: محمد المنوني "ظاهرة تعريبه في المغرب السعدي".
مجلة "دعوة الحق"، العدد الثالث، السنة العاشرة – ص 78 – 85.
(26) جريدة "العلم"، ع 874، السنة الرابعة.
(27) وقفت عليهما مع غيرهما بالمكان المشار له: عشية الجمعة 18 حجة عام 1375 هـ / 27 يوليوز سنة 1956 م
(28) "روضة الأس" للمقري، "المطبعة الملكية" بالرباط – ص 78.
(29) الزياني في الروضة السليمانية خ. ع، د 1275 – ورقة 119: أ. ب، مع خاتمة نشر المثاني المخطوط نسخة المكتبة الأحمدية – ورقة 343 ب، ويحدد هذا المصدر الثاني عدد أفراد البعثة في ستة عشر، ويثبت أن السلطان المغربي هو الذي استجلبها بواسطة سفيرين مغربيين أوفدهما لهذه الغاية، وهما قاضي مراكش السيد طاهر بناني وشيخ الركب النبوي الحاج الخياط عديل، على حين أن الزياني يجعل عدد أفراد البعثة ثلاثين، ويذكر أن السلطان العثماني بعث يهم ضمن هدية – مع السفير المغربي الحاج عبد الكريم راغون.
(30) القادري، عند الرقم المذكور من مخطوطة النشر الآنفة الذكر.
(31) الروضة السليمانية المخطوطة المشار لها – ورقة 119 . ب.
(32) العجم التاريخي – ص 43.
(33) الروضة السليمانية – ورقة 119. أ، ب، مع نشر المثاني المخطوط – ورقة 343.
(34) "الإعلام، بمن حل بمراكش وأغمات من الأعلام" ج 5 – ص 79.
(35) في تاريخه، خ. ع، د 1706 – ص 71.
(36) نقله في الاستقصا، نشر دار الكتاب بالبيضاء ج 8 ص 32.
(37) الروضة السليمانية ورقة 108. أ.
(38) "تاريخ الضعيف"، المخطوطة الآنفة الذكر – ص 152، والمهراس الوارد في هذا النص كان يطلق على مدفع الهاون.
(39) "إتحاف أعلام الناس" ج 3 ص 261.
(40) الجيش ج 1 ص 222، الاستقصا ج 8 ص 154.
(41) الاستقصا ج 9 ص 19.
(42) الجيش ج 1 ص 221.
(43) ج 8 ص 154.
(44) الاستقصا ج 8 ص 154.
(45) "إتحاف أعلام الناس" ج 3 ص 307، وانظر "تاريخ الضعيف" ص 94.
(46) "دليل مؤرخ المغرب الأقصى" رقم 2296.
(47) خ. ع "فيلم": 45. 48. 50، ج. ح. ني.