ما الذي يعرفه ولي العهد السعودي ، و نحن لا نعرفه ؟

باشق

مراسلين المنتدى
إنضم
4 أكتوبر 2021
المشاركات
6,283
التفاعل
20,166 443 3
الدولة
Saudi Arabia
F7V9s9EWQAAKdPo



"عندما كنت أعمل في البنتاغون، كان عقيد في مكتبي يسأل في كثير من الأحيان :"كيف يمكن أن يفتقد الكثير من الناس القدرة على رؤية الأمر فائق الوضوح ويركزون أنظارهم على أجزاء غير واضحة ومربكة من الصورة؟"

ينطبق هذا السؤال الآن على المملكة العربية السعودية الصاعدة، ولكن البعض يختار الابتعاد عن الحقائق الواضحة للتركيز عمداً على القضايا التي تصرف الانتباه عن تحول عالمي و خلاق في السلطة مع آثـار مباشرة على الولايات المتحدة والعالم

.على سبيل المثال، أصبح من الشائع لبعض الصحفيين ووسائل الإعلام من اليسار أن يلاحقوا المملكة العربية السعودية من أجل ما يسمونه بهتاناً "الغسيل الرياضي" يشير المصطلح إلى البلدان أو الأنظمة التي تستخدم الرياضة لتحسين سمعتها المشوهة في الأسبوع الماضي قفزت سي إن بي سي مرة أخرى إلى تلك العربة بمقال بعنوان يقول" ولي العهد السعودي إنه سيواصل "الغسل الرياضي" مع تزايد الانتقادات لهذه الممارسة.

يدور المقال حول مقابلة أجراها ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع فوكس نيوز، والتي تم بثها الأسبوع الماضي. ركزت سي إن بي سي على اقتباسين. قال ولي العهد: "حسنا، إذا كان الغسيل الرياضي سيزيد من الناتج المحلي الإجمالي الخاص بالمملكة بنحو واحد في المائة، فسأستمر في القيام بالغسل الرياضي".ثم تابع :"لا يهمني ... أنا أهدف إلى واحد ونصف آخر في المائة. سمّها ما تريد سنحصل على تلك النسبة المئوية ونصف."في محاولة لملاحقة المملكة العربية السعودية، لم يلاحظ المراسل ومحرروه التساؤل والسخرية في صوت ولي العهد.

لقد تعامل هو وحكومته مع هذا الاتهام لبضع سنوات حتى الآن.لطالما أكد النقاد من اليسار أن المملكة العربية السعودية تستخدم استثماراتها المتنامية في عالم الرياضة الأكبر كوسيلة لكسب النفوذ السياسي مع إصلاح سمعة المملكة من الاتهامات التي يكيلها اليسار المتنمر على السعودية بما يصفه بانتهاكات حقوق الإنسان في حين يبدو أن الكثيرين في اليسار المتطرف من الاعلاميين و الكتاب يركزون على هذه الرسوم، ماذا لو كان الأمر بسيطا كما أوضح ولي العهد - أن الاستثمارات الرياضية التي تقوم بها المملكة العربية السعودية هي ممارسات تجارية سليمة تحقق للمملكة أرباحاً عالية؟

ولكن … إذا كانت سي إن بي سي CNBC قلقة حقاً بشأن استخدام "الغسل الرياضي" كغطاء لانتهاكات حقوق الإنسان، فإنني أقترح أن ينظروا إلى الداخل في شركتهم الأم، أثناء البحث عن تعريف كلمة "النفاق". في فبراير 2022 بثت إن بي سي وإن بي سي الرياضية الألعاب الأولمبية الشتوية من الصين، مما حقق عشرات الملايين من الدولارات من الأرباح غير عابئة بملف حقوق الانسان في الصين.

هل المراسلون والمحررون من سي إن بي سي مهتمون بانتهاكات حقوق الإنسان التي تحدث في الصين؟ مثل سجن وتعذيب وقتل الآلاف من الأويغور من تركستان الشرقية وغيرهم من المسلمين - بما في ذلك النساء والأطفال - في معسكرات العمل القسري في مقاطعة شينجيانغ ؟ هل قامت سي إن بي س و شركاتها التابعة CNBC و NBC و NBC Sports بأي تقارير متعمقة الفظائع أثناء وجودها في البلاد؟ بالطبع لم تفعل لأن حديثها المنمق عن حقوق الانسان مـا هـو إلّا ضربٌ مـن النفاق .

هل ستقول "سي إن بي سي" إن الصين استخدمت "إن بي سي" و "إن بي سي سبورتس" كمركبات للغسل الرياضي"؟ هذه هي نفس الصين التي حذر منها مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي كريستوفر راي خلال خطاب ألقاه العام الماضي في مكتبة ومتحف رونالد ريغان الرئاسي، قائلا: "إن التهديد الذي تشكله الحكومة الصينية هنا في الداخل لأمننا الاقتصادي وحرياتنا وصل إلى مستوى جديد - أكثر وقاحة وأكثر ضرراً من أي وقت مضى، ومن الأهمية بمكان - الحيوي - أن نركز جميعا على هذا التهديد معا".

هل كانت "إن بي سي" تركز على هذا التهديد؟ هل تركز شركة أبل وغيرها من شركات التكنولوجيا الكبرى على هذا التهديد لأنها تجني مليارات الدولارات بشكل جماعي في الصين؟ماذا عن هوليوود؟ هل يركز رؤساء الاستوديو هناك على التهديد الذي تشكله الصين على أمريكا مع الشراكة المستمرة مع نظرائهم الصينيين وهم بجنون المليارات من اعمالهم في الصين ؟ماذا عن العديد من الكليات والجامعات الأمريكية التي تأخذ مئات الملايين من الدولارات من الصين؟عندما يتعلق الأمر ب "الغسل الرياضي" و"الغسل الترفيهي" و "غسل الأعمال"، فإن البعض في وسائل الإعلام إما لديهم رؤية يحكمها النفاق السياسي الأعمى أو المصالح الضيقة لا المبادئ الديمقراطية التي ما فتئوا يتشدقون بها ولها كل عشية وضحاها.

من المؤكد أن قتل صحفي واحد من قبل أي شخص، أو أي حكومة، أمر مروع. ولكن بافتراض أننا جميعا نتفق على ذلك، ماذا نسمي قتل و سجن وتعذيب الآلاف من الرجال والنساء والأطفال في معسكرات العمل القسري في الصين؟

نظرا لأن البعض في وسائل الإعلام الامريكية والاوربية يركزون بشكل مهووس على "الغسل الرياضي" الذي يزعمون ان المملكة العربية السعودية تقوم به لأهداف سياسية وليست اقتصادية و هذا منافٍ للحقيقة، أود أن أؤكد أنهم يفتقدون الصورة الأكبر بكثير متناسين انالمملكة العربية السعودية هي الآن واحدة من أقوى الدول وأكثرها قوة و هي ليست اكثر القوى الكبرى نفوذاً في العالم فحسب، بل تبتعد عن الولايات المتحدة ببعض الطرق الحقيقية من أجل التحوط من رهاناتها و تعمل على بناء اقتصاد مستقل عن الغرب والشرق و تضع نفسها في عمق سلاسل الامداد العالمية التي لا يمكن للغرب ولا الشرق تجاوزها

قد يكون السؤال الأفضل للبعض في وسائل الإعلام هو: "ماذا يرى ولي عهد المملكة العربية السعودية البالغ من العمر 38 عاما أن الآخرين مشوشون في رؤيتهم و احكامهم المقولبة و المسيسة عندما يتعلق الأمر بوضع المملكة و حماية مصالحها وأمنها ؟ "هل يرى الولايات المتحدة في تراجع ؟ هل يرى ان السعودية قوة حقيقية صاعدة تتعامل مع القوى القديمة بثقة كما تتعامل مع الصين وروسيا الباقية على قيد الحياة حيث تقودها مصالحها غير عابئة بما يقوله الآخرون عنها؟

ولي العهد السعودي كان واضحاً في حديثه الرائع في مقابلته مع "فوكس نيوز"فقد قال : لا يعنيني ما يقولون طالما ان هذا المهم يحقق مصالح بلدي وشعبي ! هل كان اليساريون المنافقون في الغرب عادلين من الموقف السعودي المسالم و المتزن في ادارة علاقة مع إيران تحقق السلم العالمي بالرغم من المحاولات الإيرانية المتزايدة لزعزعة استقرار الشرق الأوسط ؟

هل يرى ولي العهد السعودي محمد بن سلمان شراكة متنامية بين أمته وجيرانها بما في ذلك اعدائها التاريخيين؟ هل يرى ولي العهد مستقبلا للطاقة الخضراء" المستدامة الفعلية مع الاعتراف بأن الوقود الأحفوري سيزود العالم بالطاقة في المستقبل المنظور ؟

الأهم من ذلك، هل يلجأ المزيد والمزيد من القادة الوطنيين وقادة الشركات إلى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لأنهم ينظرون الآن إلى المملكة العربية السعودية - مع الاقتصاد الكبير الأسرع نموا في العالم - كقوة عالمية تستند إلى حد كبير إلى الإصلاحات التي وضعها؟ وبسبب هذا النجاح وغيره …هل يرى المزيد من القادة الآن ولي العهد كواحد من أكثر الأصوات نفوذا في العالم؟في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينيات، تم بث واحدة من أشهر الإعلانات التجارية على الإطلاق بانتظام.

كان ذلك لشركة استثمار تحمل شعار "عندما يتحدث إي إف هوتون، يستمع الناس".الآن تصمت الألسن على الفور لسماع كلمات الحكمة" تجري الآن على المسرح العالمي وذلك عندما يتحدث ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان يبدو بل من المؤكد أن بعض القادة يصمتون لسماع كل كلمة !!! لماذا؟

العالم يتغير…الطاقة تتغير…يتم إنشاء التحالفات أو إعادة اختراعها والمملكة العربية السعودية وولي العهد السعودي وراء وقائد الكثير من التغيير .حان الوقت لدينا في الغرب للتركيز على الحقيقة والبعد عن النفاق السياسي و ادعاء الديمقراطية العرجاء .


الكاتب: دوغلاس ماكينون
كاتب و مفکر امريكي و مستشار سياسي واستشاري في مجال الاتصالات، وكان كاتباً في البيت الأبيض للرئيسين رونالد ريغان وجورج إتش دبليو بوش، والمساعد الخاص السابق للسياسة والاتصالات في البنتاغون خلال السنوات الثلاث الأخيرة من إدارة بوش الاب..
 
عودة
أعلى