رحيل الشاعر العربي المعاصر كريم العراقي

300ZX

Where There is No One
مراسلين المنتدى
إنضم
24 سبتمبر 2022
المشاركات
7,233
التفاعل
25,830 365 7
الدولة
Saudi Arabia
-:-

ضَاقت عليّ كأنهَا تابوتُ
لكنّمَا يأّبَى الرجاءُ يموتُ

والصبرُ يَعرفُ مَن أَنا مُنذُ الصِّبا
وَشمٌ لَهُ في أضّلُعي مَنحوتُ

فَنشأتُ تحتَ الضيمِ غَير مرفهٍ
ما رَاعني الحِرمانُ والطاغوتُ

وأنا الذي دَفن اللِئامُ مَنابعي
وَطَوى يَديَّ بِسحرهِ هَاروتُ

أَرَأيتَ حيّاً ميّتاً مُتَماسِكاً
مُتَفائلاً وَ لهُ الأمَاني قوتُ

هَذا أنَا .. سَرقت شَبابي غُربتي
وتَنكّرت لي أعّينٌ وَبيوتُ

فَرجٌ قَريبٌ و الوِلادةٌ صعبةٌ
والصَّابِرون على القضاءِ سكوتُ

-:-

رحم الله الشاعر المعاصر ( كريم العراقي ) الذي إنتقل إلى جوار ربه فجر الجمعة عن عمر ناهز
68 عاماً بعد مُعاناة مع المرض ، تاركا سجلاً شعريا كبيراً ، وأحدثت وفاته صدمة في الوسط الفني والثقافي العربي.

من هو كريم العراقي
؟

هو شاعر عراقي، ولد في منطقة الشاكرية كرادة مريم في بغداد عام 1955م ، وهو حاصل على دبلوم علم النفس وموسيقى الأطفال من معهد المعلمين في بغداد.

حصل كريم العراقي على جائزة منظمة "يونسيف" لأفضل أغنية إنسانية عن قصيدة "تذكّر" التي لحنها وغناها الفنان كاظم الساهر، كما حصل على جائزة الأمير عبدالله الفيصل العالمية للشعر العربي عام 2019.

وكتب "العراقي" مئات القصائد والأغاني الشعبية، وتعاون مع كبار المطربين العراقيين والعرب أبرزهم كاظم الساهر، ومن أشهر أعماله ديوان "للمطر وأم الضفيرة"، "الخنجر الذهبي"، "ذات مرة" و"سالم يا عراق".

كذلك تنوعت اهتماماته وشملت كتابة الشعر الشعبي والأغنية والأوبريت والمسرحية والمقالة، بالإضافة إلى اهتمامه بالثقافة والأدب منذ الصغر



-:-
‏لَا اليَأسُ ثَوبِي وَلَا الأحزانُ تَكسِرُنِي
جُرحي عَنِيدٌ بِلَسعِ النَّارِ يَلتَئِمُ

اشرَب دُمُوعَكَ وَاجرَع مُرَّهَا عَسَلًا
يَغزُو الشُّمُوعَ حَرِيقٌ وَهِيَ تَبتَسِمُ

وَالجِم هُمُومَكَ وَاسرِج ظَهرَهَا فَرَسًا
وَانهَض كَسَيفٍ إذَا الأنصَالُ تَلتَحِمُ

IMG_4328.jpeg


.
 
من أروع أبياته والتي أتخذها منهجاً في حياتي الشخصية

لا تشكُ للناسِ جرحاً انتَ صاحبهُ .. لا يؤلمُ الجرحَ ...الا منْ به المُ
شكواكَ للناسِ يا ابن الناس منقصةٌ .. ومن من الناسِ صاحٍ ما بهِ سقمُ
فالهمُ كالسيلِ والامراضُ زاخرةٌ .. حمرُ الدلائلِ مهما اهلها كتمُ
فان شكوتَ لمنْ طابَ الزمانُ لهُ .. عيناكَ تَغلي ومنْ تشكو لهُ صنمُ
واذا شكوتَ لمنْ شكواكَ تُسعدهُ .. أضفتَ جرحاً لجرحكَ.. اسمهُ الندمُ
هلْ المواساةُ يوماً حررتْ وطناً .. ام التعازي بديلٌ ان هوى العَلمُ
منْ يندبُ الحظُ يطفئُ عينَ همِتَّهُ .. لاعينَ للحظِ ان لمْ تبصرْ الهممُ
كمْ خابَ ظني بمنْ اهديتهُ ثقتي .. فأجبرتني على هِجرانِهُ التهمُ
كمْ صِرتُ جسراً لمنْ احببتهُ فمشى .. على ضلوعي وكمْ زلّتْ به قدمُ
فداسَ قلبي وكانَ القلبُ منزلهُ .. فما وفائي لخلٍ مالهُ قيمُ
لا الياسُ ثوبي ولا الاحزانُ تكسرني .. جرحي عنيدٌ بلسعِ النارِ يلتئمُ
اشربْ دموعَكَ واجرعْ مرهَّا عسلاً .. يغزو الشموعَ حريقٌ وهي تبتسمُ
والجِمْ همومَكَ واسرجْ ظهرهَّا فرساً .. وانهضْ كسيفٍ اذا الانصالُ تلتحمُ
عدالةُ الارضْ مذْ خلقتْ مزيفةُ .. والعدلُ في الارضِ لاعدلٌ ولا ذممُ
والخيرُ حَملٌ وديعٌ طيبٌ قَلِقٌ .. والشرُ ذئبٌ خبيثٌ ماكرٌ نَهمُ
كل السكاكينْ صوبُ الشاةِ راكضةٌٌ .. لِتطُمئنُ الذئبَ ان الشملَ ملتئمُ
كنْ ذا دهاءٍ وكنْ لصاً بغيرِ يدٍ .. ترى الملذاتِ تحتَ يديكَ تزدحمُ
المالُ والجاهُ تمثالانِ مِنْ ذهبٍ .. لهما تصلي بكلِ لغاتِها الاممُ
والاقوياءُ طواغيتٌ فراعنةٌٌ .. واكثرْ الناسَ تحتَ عروشِهمْ خَدَمُ
شكواكَ شكواي يا منْ تكتوي الماً .. ما سالَ دمعٌ على الخدينِ سالَ دمُ
ومنْ سوى اللهِ نأوي تحتَ سدرَتهِ .. ونستغيثُ بهِ عوناً ونعتصمُ
كنْ فيلسوفا ترى انَ الجميعَ هنا .. يتقاتلونَ على عدمٍ وهمْ عدمُ


رحم الله الشاعر كريم العراقي 💔
 
عودة
أعلى