{ الْقِبْلَة } في الإيقاع الخماسي / إعداد: د. أحمد مُحمَّد زين المنّاوي

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
23,817
التفاعل
19,642 126 0
{ الْقِبْلَة } في الإيقاع الخماسي

إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي



لا تصح الصلاة إلا بالتوجّه إلى القبلة، وبما أن الإيقاع الخماسي هو الإيقاع الحاكم لذكر الصلاة في القرآن، فإننا لن نفاجأ بضبط الإيقاع الخماسي نفسه لذكر { الْقِبْلَةَ } في القرآن أيضًا.. حيث إن لفظ { الْقِبْلَةَ } بصيغ مختلفة ورد في القرآن الكريم في 5 آيات أيضًا؟!.. تأمّل:

{ سَيَقُوْلُ السُّفَهَاءُ مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُلْ لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ (142) وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةًتَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوْا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُم مِّن بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ (145)} [البقرة]
{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوْسَى وَأَخِيْهِ أَنْ تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِيْنَ (87)} [يونس]

لفظ قبلة ورد في القرآن في 5 آيات، وتكرّر 7 مرّات، منها واحدة تخصّ أهل الكتاب { وَمَا أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ }.
ومنها أخرى تخص قوم موسى { تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوْا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً }.
وما تبقّى من عدد تكرار لفظ { قِبْلَة } مقصود بها قبلة المسلمين، وهو 5 مرّات!

كلمة { قِبْلَتَكَ } أي قبلتك يا "مُحمَّد" وردت مرّة واحدة، وقبلة المسلمين واحدة هي الكعبة المشرفة!
وكلمة { قِبْلَتَكَ } نفسها من 5 أحرف!
والأمر بالتوجّه في الصلاة شطر المسجد الحرام ورد 5 مرّات في القرآن تحديدًا!

تأمّل الآيات التالية وجميعها في سورة البقرة:

{ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوْهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُوْنَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُوْنَ (144)} البقرة
{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِنَّهُ لَلْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُوْنَ (149) البقرة
{ وَمِنْ حَيْثُ خَرَجْتَ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوْهَكُمْ شَطْرَهُ لِئَلَّا يَكُوْنَ لِلنَّاسِ عَلَيْكُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِيْنَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُوْنَ (150) البقرة

تأمّل..
قوله تعالى:
{ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ }
جاء من 5 كلمات، و 22 حرفاّ وتكرّرت 3 مرّات!
والعدد 22 = 5 + 17
عدد الصلوات المفروضة + عدد ركعاتها
وقوله تعالى:
{ فَوَلُّوْا وُجُوْهَكُمْ شَطْرَهُ } جاء من 3 كلمات، و 15 حرفًا وتكرّر مرّتين!
مجموع تكرار النصين { فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } و { فَوَلُّوْا وُجُوْهَكُمْ شَطْرَهُ } 5 مرات
5 عدد الصلوات المفروضة حيث يجب التوجه فيها الى القبلة
ورد لفظ { الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } في القرآن الكريم 15 مرّة، وورد لفظ { الْبَيْتَ الْحَرَامَ } مرّتين!
وبذلك يكون مجموع تكرار { الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ } و { الْبَيْتَ الْحَرَامِ } في القرآن 17 مرّة بعدد الركعات المفروضة!

مواقع القبلة
تأمّل المواقع التي احتلها لفظ القبلة في الآيات الخمس:

{ سَيَقُوْلُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ8 الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا قُل لِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيْمٍ (142) وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُوْنُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُوْنَ الرَّسُوْلُ عَلَيْكُمْ شَهِيْدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ15 الَّتِي كُنْتَ عَلَيْهَا إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ يَنْقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِنْ كَانَتْ لَكَبِيْرَةً إِلَّا عَلَى الَّذِيْنَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ الَلّهُ لِيُضِيْعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوْفٌ رَحِيْمٌ (143) قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً8 تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوِهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُوْنَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُوْنَ (144) وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِيْنَ أُوْتُوا الْكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ10 وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ14 وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ18 بَعْضٍ وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنَ الظَّالِمِيْنَ (145)} [البقرة]
{ وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيْهِ أَنْ تَبَوَّآ قَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوْتًا وَاجْعَلُوا بُيُوْتَكُمْ قِبْلَةً12 وَأَقِيْمُوا الصَّلَاةَ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِيْنَ (87)} [يونس]

تأمّل..
أوّل ما يلفت النظر تجاه آيات القبلة أنها جاءت في وسط سورة البقرة تمامًا!
جاء لفظ { الْقِبْلَةَ } في 4 آيات متتالية من سورة البقرة 142 – 143 – 144 – 145
الآية الأولى (142) جاءت بعد 141 آية من بداية سورة البقرة!
الآية الأخيرة (145) جاءت قبل 141 آية من نهاية سورة البقرة!
وكذلك موضع القبلة الكعبة المشرفة فهي مركز اليابسة على الكرة الأرضية!
فكما توسَّطت الكعبة اليابسة توسَّطت آيات القبلة سورة البقرة!

مجموع المواقع التي جاء فيها لفظ القبلة في الآيات الخمس = 85، وهذا العدد يساوي 5 × 17
عدد الصلوات المفروضة × عدد ركعاتها!

أقدس بقاع اللَّه في أرضه
تفكَّر في حال أهل القبلة.. في حال الأمَّة الإسلامية اليوم وهي منقسمة، كل فريق يرى أنه على الصواب، وكل فريق فرح بما عنده، فرق وطوائف وشيع وجماعات، والكل يستقطب ليعزِّز فريقه، وتأمّل في حال أهل المسجد الحرام والمسجد الأقصى والمسجد النبوي ومسجد الطور، وهذه المساجد الأربعة هي أقدس بقاع اللَّه في أرضه وأشرفها، ولا يمكن أن تجتمع على باطل أبدًا. وحتى عند ظهور المسيح الدّجال في آخر الزمان فإنه لا يدع بلدًا إلّا دخله، غير هذه البقاع المقدسة الأربع فإنه لا يستطيع دخولها أبدًا، واعلم أن هذه المساجد الأربعة لن تكون محظورة على مسيح الضلال إلّا إذا كانت على الحق. وبما أن الحق واحد، والباطل متعدِّد، فإنك إذا نظرت في حال أهل هذه المساجد الأربعة اليوم تجدهم جميعًا على منهاج واحد هو منهاج أهل السنَّة، حتى روايتهم واحدة من بين الروايات الصحيحة المتواترة وهي رواية حفص عن عاصم. فيا من تشعّبت به الطرقات، واختلطت عليه الأمور عليك أن تهتدي بمنهاج هذه المساجد الأربعة فهي أقدس البقاع عند اللَّه عز واجل ولن يدعها تجتمع على باطل أبدًا.
--------------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

بتصرف وتلخيص عن موقع طريق القرآن
 
عودة
أعلى