الجوانب الخفية لحالات وأسباب فشل الهجمات المضادة الأوكرانية المبدئية والنهائية

إنضم
9 يوليو 2010
المشاركات
3,059
التفاعل
4,157 20 0
الجوانب الخفية لحالات وأسباب فشل الهجمات المضادة الأوكرانية المبدئية والنهائية

كان الإيهام العام بل ووهم الناتو أن الهجوم المضاد الأوكراني في مقاطعة زابورجيا سوف يكون مثل الهجوم السابق في مقاطعة خاركييف أو خاركوف وفق التسمية الروسية، الذي أدى إلى انهيار سريع من قبل في الجبهات الروسية، وذلك وفق تصريح ضابط ميداني أوكراني صرح بذلك لأهم الصحف الأمريكية، المناوئة للجبهة الروسية!

لكن هذا التقدير والظن كان قريب من الواقع لأنه كي لا نبالغ كانت الخطوط الدفاعية الروسية من الناحية الهيكلية الشكلية تشبه الخطوط الدفاعية بالحرب العالمية الثانية حتى أنياب التنين استخدمتها من قبل القوات الألمانية النازية، وضرب نقاط المقاومة القوية كان أمر سهل أمام مدافع دبابات ليوبارد القوية الألمانية التي مثلت مدافع شتوك تري المدرعة والمجنزرة قاهرة التحصينات السوفيتية.

لذلك كاد هذا الوهم بتكرار الحدث والنكبة الروسية في خاركييف يصبح حقيقة فعلية، فقد بدء الهجوم المضاد الأوكراني بقصف مدفعي هائل وكثيف على خطوط الألغام الروسية نفذته مئات القطع المدفعية وعشرات الراجمات الصاروخية، بالساعات الليلية لليوم الثالث من الشهر السادس الذي مضى، تبعه مع أول ساعات الصباح لليوم الرابع بدء عملية الاختراق الواعدة للخط الأول من الدفاعات الروسية، مع وجود نيران مدفعية مواكبة وأخرى مسددة من فوهات الدبابات المهاجمة وخاصة الألمانية، مع عميلة تشوش ميدانية لعزل هذا الخط الدفاعي الروسي الذي كان من المفترض أن يكون منيع، وفق التقديرات الغربية!

كان ظاهر الهجوم الأوكراني هو النجاح النموذجي خصوصاً مع تقهقر روسي متدرج وملامح انهيار سريع للخط الدفاعي الروسي الأول، مع انهيال القذائف المدفعية والصاروخية على هذا الخط المدافع، الذي كان سريع التقهقر والانهيار!

ويبدو أن المرحلة الثانية من هذا الهجوم المضاد كانت استهداف نقاط القوة في الخط الدفاعي الروسي الثاني بطريقة جراحية بالذخائر المتخصصة الذكية المدفعية والصاروخية وليست دقيقة وإغراقيه مباعدة، كما هو الحال مع الخط الأول.

ولكن كان نجاح ذلك مستبعد نسبياً هذه المرة، ضد الروس لأنه كان من يقود العميلة الدفاعية الروسية ثعالب الحرب الروس الجنرالين غراسيموف رئيس أركان الحرب الروسية والجنرال سروفيكن مخطط الدفاعات الناجحة الروسية.

وبالفعل بدأت تتغير معطيات المعركة النموذجية الأوكرانيةـ فقد نشطت مجموعات محترفة روسية مستقلة بقراراتها القتالية عن القيادة المركزية، وبذلك لن تحتاج إلى اتصالات لاسلكية في ظل تأثير تشويش المنظومات الأمريكية الأرضية الالكترونية، والتي منها واعني المجموعات المستقلة الروسية، مجموعات صيد الدروع الروسية النشطة الحركية المزودة بصواريخ موجهة مضادة للدروع ليزرية التوجيه بطريقة عكسية وآخري ابترونية سلكية، أحدثت خسائر وفوض نسبية بأرتال الهجوم المدرعة الأوكرانية، التي تقدمت على أساس التعامل مع خطوط دفاعية ثابتة، كحد أقصى ممكن أن تكون خفية.

وكذلك الأمر تجدد مع مجموعات الاستكشاف المتقدمة المستقلة الخفية الظليه تابعة لقوات باراس الخاصة وللقوات المجوقلة الروسية التي بدأت بتفعيل الألغام الذكية الوثابة المضادة للدروع بطريقة الهجوم من الأعلى من خلال إشارات تفعيل مشفرة لاسلكية.

وكذلك إضاءة الدروع الأوكرانية بالليزر لتنزلق عليها القذائف المدفعية المباعدة بالتنسيق مع درونات الاستطلاع الروسية، التي تغيبت عند اختراق الخط الأول بسبب البيئة المركزة التشويشية.

وحينها ظهر سلاح الصدمة الروسي المتمثل بأنظمة الحرب الإلكترونية لتبدئ المرحلة الكارثية!

جوهر الهجوم الأوكراني كان يعتمد في الخط الدفاعي الثاني على تنفيذ مبدأ قهر الآلة المدرعة الروسية المرتدة والمتمركزة، والتحصينات الدفاعية الروسية، وحتى سلاح المدفعية ومراكز القيادة والمخازن اللوجستية، بالأسلحة الذكية الفائقة الدقة التوجيهية، البعيدة المدى أمثال قذائف إكسكاليبور المدفعية عيار 155 ملم الثنائية التوجيه بالقصور الذاتي وموجات التوجيه المطورة للأقمار الصناعية الملاحية، التي تطلقها مدافع ترابيل سفن الأمريكية حتى مدى 70 كم، وقذائف جملرس الصاروخية عيار 227 ملم الثنائية التوجيه أيضاً ذات الدقة المهولة التي تطلقها راجمات هيمارس الأمريكية حتى مدى 80 كم وكذلك قنابل القطر الصغير المعدة للإطلاق من هيمارس أيضاً حتى مدى 150 كم في عمق الدفاعات الروسية وبذات التوجيه الثنائي.

إلا أن نجاح العزل الإلكتروني الروسي المتطور والكثيف أبطل هذا التكتيك الذي كان يعتمد على المراقبة الأرضية الذي جهزت به المدرعات الأمريكية الناقلة للمشاة من نوع مجنزرة برادلي وعربات مراب، التي دمرتها مع ما ذكرناه سالفاً نيران حوامات التمساح الروسية الهجومية الذكية، مع دبابات ليوبارد الأقوى في دبابات الناتو.

مع قيام النفاثات التكتيكية من نوع سوخوي 25 التحت صوتية المدرعة، والنفاثات الفوق صوتية الاختراقية من سوخوي 34 بطة الجحيم القوية بأسلحة ذكية بإسكات مصادر الدعم المدفعي بالتدمير أو إجبارها على الاختفاء أو التنحي.

وتم ذلك كله بعد أن تمكنت وحدات متخصصة مظلية روسية من ضرب منظومات الحرب الإلكترونية ورادارات الدفاع الجوي المتقدمة النشطة، ومنصات الدفاع الصاروخية والمدفعية الالمانية غيبارد بدرونات لانسيت الكميكازية التي لا تصد ولا ترد لصعوبة كشفها لبراعتها التسللية.

وتكرار الهجوم بشكل مضاعف ومتوالي وفق تكيتيك المطرقة البريطانية، كانت مهمة الدبابات والمجنزرات المدرعة فيه الأساسية تدمير منظومات الحرب الإلكترونية خلف خط الدفاع الروسي الثاني ولكن مضاعفة النشاط الروسي الأرضي والحيوي الجوي صعد الكارثة الأوكرانية.

لذلك هذا الفشل جعل الصحف الأجنبية المعادية للروس يعيدون النظر بما حدث من قبل في خاركييف، وبدأوا يحللون أن ما حدث حينئذ ما كان إلا انسحاب تكتيكي روسي!

فأصبحت غاية الهجمات الشبه انتحارية هي الاستطلاع التصويري المسجل للمواضع وتكتيكات الدفاعات الروسية، ولكن وجدنا الروس حريصين على عدم نجاة هذه الآليات الاستطلاعية.

لذا فإن هذا الإجراء الأخير كان مدعم بمراقبة الأقمار المغناطيسية البصرية ذات المدارات المتوسطة الاستخباراتية، خوفاً من قيام الروس بعمليات الاعماء او التعطيل الليزري والتشويش على اتصالات الأقمار ذات المدارات القريبة الكهروبصرية، كانت الغاية من كل ذلك تجميع بنك من المعلومات الاستطلاعية تحضيراً لعملية كبيرة مضادة سرية!

إلا أن الأجهزة الأمنية الفيدرالية والاستخباراتية العسكرية الروسية GRUـ وفقاً لحملتها الوقائية الاستباقية كانت تتابع الاستعدادات والتجهيزات الخاصة بهذه العملية التمهيدية المرعبة والجراحية التي سوف تفعل عميلة الاختراق الأوكرانية بتشكيلات محترفة أوكرانية احتياطية محلية مكونة من 65 ألف محارب أي 13 لواء قتالي مدرب تدريب عالي على يد الناتو وبتجهيزات أكثرها غربية.

ومقومات ومكونات أو لنقل أصول هذه العملية السرية هي بتقديري من 30 إلى 36 راجمة هيمارس مهمتها إطلاق قنابل القطر الصغير لضرب أهداف هامة بطريقة جراحية في البنية الدفاعية الروسية وأيضاً لإطلاق صواريخ أتاكمس التكتيكية الناشرة للذخائر العنقودية الكروية زنة 450 غرام التي يقارب عددها في كل صاروخ 1000 كرية تنتشر على امتداد 600 متر بقطر انتشار 400 متر، أو تنشر ذخائر فرعية فائقة الذكاء من حواضن أفكوسيكت التي تنشر أسطوانات اسكت الباحثة الذكية، حيث ينشر الصاروخ الواحد 24 حاضنة أو عصية، والأصل الأخير المحاط بغاية السرية هي قاذفات سوخوي 24 السوفيتية التي خضعت لتعديلات جوهرية غربية!

فأوكرانيا كانت تملك أكبر أسطول من هذه القاذفات الفوق صوتية بعد روسيا الأم، إذ يقدر ما لديها بثلاثة أفواج قتالية، أي اثنى عشر سرب كل سرب مكون من 12 قاذفة إلا أن العامل فيها نتيجة ضعف الاقتصاد الحربي الأوكراني قبل الحرب فقط 14 قاذفة، كانت هدف للضربات الجوية الروسية منذ الأيام الأولى من الحرب، بسبب خطورتها الاختراقية، فهي قادرة على التحليق المنخفض الفوق صوتي لمئات الكيلومترات ذهاباً وإياباً بطريقة شبه آلية معتمدة على توجيه القصور الذاتي الملاحي مع وجود التوجيه بالأقمار الصناعية وتتبع ومطابقة التضاريس الأرضية، وحمولتها تصل إلى 8 طن من الذخائر المتفجرة.

وهذه القاذفات على ما يبدو قام الناتو بتفكيكها ونقلها إلى بولندا لأجراء عليها تعديلات جوهرية بإلكترونيات الطياران وجعلها تستخدم التحكم بالسلك بدل النظام الهيدروميكانيكي السوفيتي مما يزيد من مناورتها القتالية ويبدو أنها طليت بطلاء شبحي لتصغير بصمتها الرادارية وتأخير كشفها من طائرات السيطرة الجوية الروسية، كما تم تعديلها للتعامل مع الذخائر الذكية الغربية والتي أهمها صواريخ ستورم شادو البريطانية التي يمكنها إطلاقها بعد تحليق منخفض يصل إلى 300 متر حتى مدى 300 كلم بسرعة فوق صوتية حتى أكثر من 2.1 ماك أي أكثر من 700 م/ث، ثم تخفض سرعتها حتى 0.9 ماك أي أكثر من 295 م/ث لتطلق الكروز البريطاني بسرعة تزيد عن 275 م/ث حتى مدى 250 كم على ارتفاع شديد الانخفاض، تفادياً لوسائط الرصد والكشف الروسية.

ويبدو أن الناتو كان مقرر توجيه هذه الصدمة العسكرية المهولة التي كان المقدر أن تنفذها 96 قاذفة من نوع سوخوي 24 معدلة على أسس غربية، يمكن للواحدة منها حمل أربعة صواريخ ستورم شادو أن نظيره الفرنسي سكالب، إضافة إلى راجمات هيمارس عددها ما بين 30 إلى 36 راجمة، تطلق منها على الأقل 24 راجمة 24 صاروخ أتاكمس، والباقي تطلق 72 قنبلة قطر صغير، وكلها ضد أهداف منتقاة بعناية.

إلا أن الروس باغتوا الجميع بضربة وقائية جادة قوية جوية وجوية صاروخية وصاروخية بحرية بعيدة المدى عالية الدقة، دمرت أكثر الأصول من راجمات (24) وقاذفات (36)، وكافة الذخائر الفرعية، قبل اجتماع الناتو بأوكرانيا بيوم.

وهذه المفاجأة الروسية أنهت فكرة ضم أوكرانيا إلى الناتو التي كانت الغاية منها احتواء ردة الفعل الروسية التي قدرت أن تكون نووية تكينيكية!

وقد استمرت الضربات وخاصة ضد القاذفات الأوكرانية، حتى أنهم تمكنوا بيوم واحد من تدمير تحصينات عالية القوة موجودة بثلاثة قواعد جوية، وذلك بصواريخ كينجال الفرط صوتية دمرت 42 قذفة سوخوي 24، ولم يبقى اليوم من هذه القاذفات سوى عشرة قاذفات للعمليات الخاصة فقط، والتي للحفاظ عليها جهزت لتنطلق من غير القواعد الجوية من طرق ترابية واسمنتية ضمن مناطق خاصة حرشيه سرية، والتي سوق تسلح بصواريخ توروس الجوالة الألمانية المضاعفة المدى الأدق والأكثر شبحية وقدرة تسللية وقوة اختراقية مقارنة مع النماذج البريطانية وحتى الفرنسية.

كما أنهت هذه الضربات المنتظمة الجراحية الروسية، فكرة نجاح الهجوم المضاد النهائي الأوكراني، وأطلقت الهجوم الروسي الآمن تجاه مقاطعة خاركييف لقوات زيد العاصفة التعاقدية، ولكن بطريقتين الأولى تجاه كوبيانسك بطريقة المشاركة الدفاعية بوحدات من الجيش السادس المشترك، وذلك لاحتواء أي هجمات أوكرانية ارتدائه، والثاني تجاه كرسني ليمان بطريقة الجنرال سروفيكن أي القضم والهضم بإنشاء تحصينات دفاعية مع كل مسافة تقدم لتثبيت وتمكين هذا التقدم، ورغم أنه لا زال هادئ بعد زوال خطر الذخائر القاهرة للاختراق الذكية، فهو استمر كذلك لعدة أسباب الأول للتخلص من أي مشاكل لوجستية، والسبب الثاني التخوف من نتائج الهجمات الارتدادية الكبرى الأوكرانية، التي يتم تجنبها بالاستطلاع المبكر قبل متابعة الهجمات، والأهم من ذلك كله الوصول إلى حالة الانهيار بالجبهات الأوكرانية قبل الدخول بمرحلة الاجتياح.

وقد حاول الأوكران تعطيل الهجوم الروسي العكسي، باستخدام استراتيجية هجوم الصدمة الذي يستخدم آليات وقوات منتخبة تظهر بشكل مفاجئ ومباغت تلاحمي يحيد دور الاسناد الجوي ويصعب عمليات الدعم الروسي المدفعي، إلا أن المفاجئ بالأمر أن الروس تحسبوا لذلك وقاموا باختبار أحد أهم أسلحتهم الميدانية الجديدة، كانت مع وحدات خاصة تابعة لفرقة الثيران الحمراء الروسية المظلية، تمثل بجيل جديد من درونات لانسيت الكميكازية الأنبوبية الإطلاق تهاجم بشكل جماعي الذاتية التوجيه بالذكاء الصناعي تعرف بالمنتج 53 كانت عالية الدقة والفاعلية ضد كافة المدرعات والآلة القتالية الأوكرانية، مع قدرة فريدة على نجاح عملها حتى في حالة التشويش على مصدر تتبعها وتوجيهها الأساسي، مع تنسيق وتوزيع مهام لاسلكية فريد فيما بينها.

وقد نجحت هذه التجربة التقنية العسكرية بشكل نموذجي لدرجة جعلت بوتين يعلن في اليوم التالي، أمام الرئيس البيلاروسي عن فشل الهجوم المضاد الأوكراني!

والحقيقة أن القوات المسلحة الأوكرانية بدأت تتلاشى، فقد زجت أوكرانيا على كافة الجبهات بشكل تدريجي 20 لواء محترف جيد التجهيز أي 100 الف محارب رممت وجودها بقوات احتياط مدني منخفضي وعديمي التدريب، ثم زجت بقوات الاحتياط المحلي المحترفة وقوامها 13 لواء أي 65 ألف محارب، والآن تحرك لواءين هما اللواء 82 واللواء 46 من قوات الاحتياط الاستراتيجي المتمثلة بالجيش العاشر الذي قوامه 12 لواء عالي التدريب والتجهيز والذي بتلاشيه نهاية أوكرانيا من الناحية العسكرية، لذلك الناتو بدء يشكل ما يعرف بالألوية القتالية الأجنبية أو الدولية.

وفي حالة التلاشي المنتظر للقوات الأوكرانية سوف تفعل روسيا الاجتياح الهجومي العام فها هي تقوم بطلاء دباباتها ومدرعاتها الهجومية بطلاء خاص ماص للموجات الكشفية الرادارية الجوية والفضائية، إضافة لوجود أردية خاصة تضلل وسائل الكشف الابترونية (الكهروبصرية) ويزيد من امتصاص وتشتيت الموجات الرادارية، وهو ما يسهل الاجتياح العام تجاه خاركييف وكييف، ويؤخر كشفه، أما الحلول اللوجستية المتوقعة فسوف تكون بالطريقة التناوبية، حيث تقوم الموجة الهجومية الأولى بالتقدم إلى حد متقدم ما للتوقف وتفتح المجال للموجة الثانية لتقوم الموجة الأولى بإعادة التجهيزات اللوجستية وهكذا.

أما عن استراتيجيات استمرار الهجوم المضاد بطريقة استنزافية، فقد بدء الأوكران بطريقة هجوم غيرت النتائج بشكل جزئي وهي التمهيد المدفعي الميداني والصاروخي ضد الأماكن التي من المفترض وفق التجارب الميدانية أن يظهر بها مقاومة ثم بدء الاختراق فإن واجه الاختراق مقاومة ارتد بعد رصد نقاط المقاومة وفتح نيران المدفعية من جديد وقد استخدم الأوكران قذائف عيار 155 ملم تطلقها مدفعية ترابيل سفن المقطورة ومدفعية بلادين الذاتي الحركة الأمريكية أيضاً، تنشر 88 ذخيرة فرعية متعددة الأغراض ضمن مساحة ملعب كرة قدم، وقد كانت استراتيجية الروس ضد هذا التكتيك هو نرك المواضع الأمامية إلى أخرى خلفية ثم تنفيذ هجوم مرتد مناسب في ظروف قتالية مناسبة تفسد التكتيكات الأوكرانية، وترد الوحدات المهاجمة على أعقابها من جديد، بعد أن تحدث بها خسائر كبيرة بالأرواح والعتاد.

وقد كان هذا التكتيك الأوكراني هو من أفضل التكتيكات القتالية في ظل العزل الإلكتروني للقوات الأوكرانية في المناطق الرمادية القتالية، مع غياب عمليات الدعم الجوي.

ولتجاوز ثغرات ونقاط ضعف هذا التكتيك الناجح نسبياً، فقد قامر رئيس الأركان الأمريكي مارك ميلي على القوات الاحتياطية الأكثر تدريب على يد قوات الناتو وخاصة الأمريكية والأفضل تجهيز بالعتاد الأمريكي والبريطاني والأفضل مناورة قتالية، وكان السر في هذا التفوق هذه المرة هو تزويد هذه التشكيلات المحترفة بدرونات بيرقدار التركية المصنعة بأوكرانية والمجهزة بإلكترونات ألمانية متطورة جداً أعطتها ميزة الذكاء الصناعي للقيام بتحكم محدود للأقمار الصناعية بسبب برمجيات تحكم ذاتية فائقة التعقيد يجعلها أفضل حظ مع الإجراءات الإلكترونية الروسية، وجعل ما يسقط منها محصور بالقوة النارية المضادة الروسية فقط، والتي غالباً جوية أي بالنفاثات التكتيكية وبالحوامات الهجومية وبالدرونات الضاربة الروسية، لأنها غالباً تحلق على ارتفاعات شاهقة تتراوح بين 40 أل 45 ألف قدم، لتغيب عن كافة وسائل الكشف الأرضي الروسية الرادارية والحرارية والابتروينة، وحتى اللواقط الصوتية السلبية!

ومهمة هذه الدرونات الضاربة العالية التقنية ضرب أهداف أرضية منتقاة بذخائر موجهة بالليزر ذاتية وإضاءة بالليزر لقذائف مدفعية عيار 155 ملم من نوع كوبرهيد الأمريكية، وتعين الأهداف لنيران المدفعية الميدانية والصاروخية، والكشف المبكر للأخطار والنشاطات الأرضية الدفاعية الروسية للقوات المهاجمة الأوكرانية.

وهو ما مكن الأوكران من احداث تقدمات ملفتة مقارنتاً مع الحالات الأولية وكان الإجراء المضاد الروسي هو تفعيل العواصف الجوية الروسية والهجمات العكسية الارتدادية، ولكن الجديد الذي كان مقلق للروس هو ارتفاع فاتورة الخسائر الحربية.

لذلك لجأت روسيا إلى استراتيجية تدمير البنية التحتية لهذه الدرونات أو المسيرات الضاربة، من خلال تدمير أماكن تجميعها وتصنيعها وأماكن تخزينها إضافة إلى قواعد انطلاقها الجوية، ويبدو أنهم نجحوا بذلك، لأن المانيا تريد أن تورد درون بديل ألماني يملك تقنيات أفضل وقدرة تسللية أكبر من بيراقدار التركية.

وهنا برز دور أمريكا وبريطانيا بالضغط على أوكرانيا بتفعيل دور قوات الاحتياط الاستراتيجي الأوكرانية، بعد فشل التشكيلات المشاركة من المرتزقة الدولية بتحقيق أي جديد على المستوى الميداني، والغريب أن أوكرانيا وافقت ولكن بشرط تفعيل القوى الجوية الأوكرانية بشكل فعال وعملي أمام خطر القوات الجوية الروسية!

وبالفعل حلقت أكبر مجموعة جوية أوكرانية منذ بداية الحرب حتى نقاط التماس القتالية، وعادت سالمة كما ذهبت!

وكان جوهر هذه الطائرات طائرات ميغ 29 المعدلة على أيدي القوى الغربية، والتي يبدو أنها تم طلائها بالمواد الماصة للموجات الرادارية والمجهزة بصواريخ مضادة للطائرات الروسية الاعتراضية والصواريخ المضادة للهوائيات الرادارية، والأهم من كل ذلك يبدو أنها زودت بحواضن حرب إلكترونية فائقة التطور مثل حواضن الأباتشي الصهيونية التي تعمي شاشات الكشف الراداري في مساحات كبيرة، أي أن الغرب أدخل ف 16 الحرب بصورة ميغ 29!

وهو ما شجع الأوكران على إدخال لواء من الاحتياط الاستراتيجي هو الأفضل والذي هدفه خرق خط بالخطوط الدفاعية والاستمرار باتباع ذلك بألوية إضافية وبوجود غطاء جوي منتظم حتى الوصول إلى مدينة مليتابول الاستراتيجية في زابورجيا المركز الأكبر للإمدادات اللوجستية الروسية في مقاطعتي دونيتسك وزبورجيا.

والحقيقة أن هذه الطائرات المطورة لعبت دور ناجح بضربات جراحية بقنابل جيدام المعززة المدى زنة 500 رطل وزنة 2000 رطل وقنابل القطر الصغير وصواريخ بريمستون تو التي تطلقها نفاثات سوخوي 25 التكتيكية.

وتمكن اللواء 82 من الدخول إلى قرية كانت تحت سيطرة القوات الروسية لكن الروس قهروا هذا الاختراق دون أن يلحقوا أي أذى بالقوات المتلاحمة معها الروسية أو أن تلحق أي دمار بالأبنية المدنية!

وظاهر الأمر هو أن الروس استخدموا جيل جديد من قذائف كراسنبول المدفعية الذكية ذاتية التوجيه التي تعمل على مبدأ أطلق وأنسى.

والباطن على ما يبدو تم تجربة قنبلة RBK-500U Drel دريل (المثقاب) العنقودية الانزلاقية التي يتراوح مداها ما بين 30 إلى 60 كم من الهدف وفق سرعة وارتفاع الطائرة القاذفة والتي تنشر القنبلة الوحدة منها 15 أسطوانة باحثة تغطي عموم دائرة بحثها ما بين 2 كم و6 كم وفقاً لارتفاع النشر، وتوجه بالليزر والحرارة والموجات الرادارية الميلمترية مع نظام فريد للتمييز بين الصديق والعدو يجعلها فعالة في المعارك التلاحميه، وقدرة فريدة على تدمير أعتى الدروع لأنها تستهدف الأجزاء العلوية بقذائف ذات سرعة انقضاض دوارة فرط صوتية.

والفاعلية المرعبة لهذا السلاح الجبار جعل المخابرات الأمريكية تقر بفشل الهجوم المضاد الأوكراني من الناحية الاختراقية والحفاظ على استمراره من الناحية الاستنزافية للقوات الروسية.

وفي النهاية فإن الهجوم المضاد الأوكراني الذي خطط له الناتو للاستمرار باستنزاف القوات الروسية ما كان له إلا أن يستنزف القوات الأوكرانية وأضاء لنا الحكمة الروسية بالتأخر لبدء عملياتها الهجومية.
 
عودة
أعلى