قالت صحيفة "فايننشال تايمز"، امس الجمعة
إن الحكومة البريطانية وجهت الدعوة إلى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لزيارة لندن خلال الفترة المقبلة من دون أن تحدد موعداً لها
أو تنقل تأكيد الرياض قبول القيام بالزيارة، كما لم يرد المتحدث باسم حكومة بريطانيا على طلب من وكالة "رويترز" للتعليق.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن مصادر وصفتها بالمطلعة قولها إن الجدول الزمني للزيارة المرتقبة
متوقع أن يكون في أكتوبر (تشرين الأول) أو نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل
لكن لم يتم الاتفاق بعد على أجندة رحلة ولي العهد السعودي إلى المملكة المتحدة أو التجهيزات اللوجيستية الدقيقة لها.
ورداً على سؤال الصحيفة حول توقيت الزيارة
قال مسؤول حكومي بريطاني "الأمر متروك لهم، بالنظر إلى أننا في حاجة إليهم أكثر مما يحتاجون إلينا".
وأشارت صحيفة "فايننشال تايمز" في تقريرها إلى أن "الحكومة البريطانية تهدف إلى تعميق وتعزيز علاقتها مع الرياض
إذ تتطلع لندن إلى عقد صفقات استثمارية مع دول الخليج العربي في أعقاب خروجها من الاتحاد الأوروبي والسوق الأوروبية عام 2020".
علاقات وطيدة
من جهته أوضح السفير البريطاني لدى السعودية نيل كرمبتون، في حواره مع صحيفة "الرياض" أن التنسيق السياسي بين قيادتي البلدين مستمر وعلى أعلى مستوياته، وهو ما عكسته الزيارات الرسمية المتبادلة والمستمرة خلال السنوات الأخيرة، لافتاً إلى أن بريطانيا والسعودية تتمتعان بعلاقات دبلوماسية خاصة، تتميز بالصداقة والتواصل المستمر، وكذلك الثقة الوطيدة والعلاقات التجارية القوية، إذ إن لديهما كثيراً من المصالح المشتركة، أبرزها التزام حماية المناخ ومكافحة الإرهاب على الصعيد الدولي.
ولفت السفير البريطاني إلى تعاون السعودية مع بلاده لا سيما خلال فترة الأزمات
مشيراً إلى العمل المشترك الذي قامت به عقب اندلاع الحرب في السودان 15 أبريل (نيسان) الماضي
حين قامت بدور فاعل ورئيس في إجلاء أكثر من 200 شخص من الرعايا البريطانيين العالقين بالخرطوم عبر مدينة جدة، وكذلك دور الرياض التنسيقي مع لندن في شأن التحديات الناشئة عن الحرب في أوكرانيا، سواء في تهدئة الصراع، أو التبعات الناجمة عنه، وأبرزها قضيتا الأمن الغذائي والطاقة.
ونوه كرمبتون بدور الأمير محمد بن سلمان في عملية إطلاق سراح عدد من الأسرى
بينهم ستة بريطانيين في الخريف الماضي، وكذلك إرسال السلطات السعودية ممثلين رفيعي المستوى إلى مؤتمر إعادة إعمار أوكرانيا، الذي استضافته لندن خلال الأسابيع الماضية.
زيارات غربية
وعلى مدى العامين الماضيين تواصل زعماء غربيون بشكل متزايد مع الرياض في سعيهم إلى الحصول على تعاون في قضايا اقتصادية وسياسية
تتضمن استقرار أسواق الطاقة ودعم سياساتهم في الشرق الأوسط، وكذلك الحرب الروسية - الأوكرانية وفرص نسج خيوط الوساطة بين موسكو وكييف.
واستقبلت الرياض في مارس (آذار) العام الماضي
رئيس الوزراء البريطاني وأجرى محادثات مع ولي العهد السعودي، في وقت شهدت فيه أسواق الطاقة ارتفاعاً حاداً جراء الحرب الروسية - الأوكرانية مصحوباً برفض "أوبك بلس" زيادة الإنتاج، كما التقى الأمير محمد بن سلمان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في مدينة جدة في 2021 ديسمبر (كانون الثاني) بهدف "إعادة تحسين العلاقات" بين السعودية ولبنان.
وعلى رغم تعهده بمعاملة السعودية كدولة منبوذة أثناء حملته الانتخابية للرئاسة الأميركية
بادر رئيس الولايات المتحدة جو بايدن بلقاء الأمير محمد بن سلمان في جدة خلال يوليو (تموز) العام الماضي
حين سعى إلى الحصول على مساعدة الرياض في خفض أسعار النفط المرتفعة التي أعقبت الحرب الروسية - الأوكرانية.
المستشار الألماني أولاف شولتز توجه إلى السعودية في أول زيارة للمنطقة خلال سبتمبر (أيلول) الماضي
لمحاولة عقد شراكات في مجال الطاقة في مواجهة أزمة الغاز الأوروبية الناجمة عن الحرب الروسية - الأوكرانية.
وبدعوة من الرياض، وصل الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينكسي، إلى السعودية
لحضور قمة جامعة الدول العربية في مايو (أيار) الماضي، حيث ألقى كلمة أمام الوفود العربية
والتقي ولي العهد السعودي وعقد اجتماعات ثنائية عدة خلال زيارته.
وشهدت العاصمة الفرنسية باريس زيارتين لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى باريس خلال 10 أشهر
في فترة تشهد كثيراً من التطورات على الصعيدين الإقليمي والدولي، في مقدمتها المصالحة مع إيران وعودة سوريا إلى حضن الجامعة العربية
وذلك في ظل التوجه المتزايد لدول الجنوب لتنويع تحالفاتها الاستراتيجية، خصوصاً بعد التداعيات التي نتجت عن الحرب الروسية - الأوكرانية.
المملكة المتحدة توجه دعوة إلى ولي العهد السعودي لزيارة لندن
الحكومة البريطانية تهدف إلى تعميق وتعزيز علاقتها مع الرياض، إذ تتطلع لندن إلى عقد صفقات استثمارية مع دول الخليج العربي في أعقاب خروجها من الاتحاد الأوروبي والسوق الأوروبية عام 2020
www.independentarabia.com