10 ديسمبر 1777.. المغرب يطلق "تصريح مكناس" من أجل حقوق الإنسان والأسرى والرق

الشبح

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
9 مارس 2008
المشاركات
7,006
التفاعل
26,223 136 0
الدولة
Morocco
1688151337128.jpeg

السلطان محمد الثالث (سيدي محمد بن عبد الله)
في 7 شعبان 1191هـ الموافق لـ 10 ديسمبر 1777م أعلن المغرب عن ميثاق أو "تصريح مكناس" وهو تصريح صادر عن العاهل المغربي، السلطان محمد الثالث، يهدف هذا التصريح إلى منع الرق وتحسين أوضاع الأسرى المسلمين والمسيحيين لدى الجانبين، وقد جاءت هذه المبادرة بعد قرون من هجمات القرصنة المتبادلة بين ولايات شمال إفريقيا العثمانية والمغرب من جهة وبين دول أوروبا الجنوبية من جهة أخرى في المجال الممتد من البحر الأبيض المتوسط بالنسبة لهذه الدول، بالإضافة إلى المحيط الأطلسي بالنسبة للمغرب، وينظر على هذا التصريح على أنه الأول من نوعه الذي يهتم بهذا الأمر.

وتذكر المصادر التاريخية أن السلطان المغربي محمد الثالث (محمد بن عبد الله) ألهمه الله، ذات يوم من أيام ملكه، وهو يتلو الآية الكريمة : " يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة " إلى الدعوة إلى منع الرّق والعبودية وإحسان معاملة الأسرى، بإعداده لمشروع معاهدة تقضي بدعوة سائر ملوك العالم إلى إلغاء الرّق والإفراج عن سائر الأسرى، ولا يخفى هنا أن الآف الأسرى من الجانبين المسلم والمسيحي كانوا يقضون في بعض الأحيان سنوات طويلة في الأسر والعبودية، ومنهم من لم يعد لوطنه أبدا.

ولم يكتف السلطان محمد الثالث بالإعلان عن هذا التصريح، بل جند عددا من سفرائه الذي أرسلهم إلى بلاد أوروبا وكذا آسيا ليطلب إلى تلك الدول، بدون استثناء، أن تنضم إلى هذا التصريح الغير المسبوق. وفِي طليعة هؤلاء السفراء نجد السفير محمد بن عبد الوهاب بن عثمان المكناسي (ابن عثمان) الذي ذهب إلى كل من اسبانيا ونابولي ومالطة وإيطاليا و السفير محمد بن عبد الملك الذي مثل المملكة المغربية بكل من سان بطرسبورغ (روسيا )و فيينا ( النمسا ). أضف إلى ذلك السفير والقائد المغربي الطاهر فنيش الذي ذهب إلى باريس عقب غرق سفينة فرنسية بشواطئ رأس بوجدور (الصحراء الغربية) والتي أسعفها المغاربة.
ذلك أن مهمة السفير فنيش هذا كانت تتناول أيضا تبليغ الجهات الفرنسية بأمر هذا الاتفاق، بل ومفاتحة سائر البعثات الدبلوماسية الأجنبية المعتمدة بالعاصمة الفرنسية بشأنه.


ibnothman.jpg

السفير المغربي محمد بن عبد الوهاب المكناسي

بورتريه-للسفير-محمد-بن-عبد-الملك-يعكس-أهمية-المهمة-الدبلوماسية-التي-أوكلت-إليه-في-النمسا.jpeg

السفير المغربي محمد بن عبد الملك

وكما التحقت دول أخرى بهذا الاتفاق كهولندا و كذا السويد، فسفير ستوكهولم بالمغرب الكولونيل البارون سطرومفيل شهد بدوره اتفاق المغرب والسويد حول هذا التصريح.

ويتمحور التصريح حول خمس فصول هي:



141601643_749586979277023_545843598540863986_n.jpg

نص التصريح
الفصل الأول: إن العمل في فداء الأسارى مسلمين ونصارى رأس برأس مسلم في نصراني ونصراني في مسلم ولا يزاد على ذلك من الجانبين.

الفصل الثاني: إذا كان لكم أسارى عندنا ولكم يكن عندكم أساري مسلمين تفدون بهم إخوانكم أو كان لنا أسارى عندكم ولم يكن عندنا من جنسكم ما نفدي به أسارانا فإن الجانب الذي لم يكن عنده أسرى يعطي ماية ريال كبيرة عن كل أسير والأسارى كلهم سواء لا يعتبر فيهم غني ولا فقير ولا مرتبة.

الفصل الثالث: عند رأس كل سنة يكون فداء الأسرى على الوجه المذكور وهو رأس برأس إذا كان الأسرى موجودين في الجانبين أو ماية ريال عن كل أسير على الجانب الذي لم يكن عنده أسارى ولا يبقى الأسير في الأسر أكثر من سنة وإذا كان أسير عند أحد من الرعية فالسلطان يلزمه الفداء على الوجه المذكور.

الفصل الرابع: الشيخ الذي جاوز سبعين سنة والمرأة مطلقا كيفما كانت كبيرة أو صغيرة لا سبيل لأحد عليهم ولا يؤسرون.

الفصل الخامس: المركب الحامل للقوت وهو القمح والشعير والروز وجميع الحبوب وأما الادام مثل الزيت والسمن واللحم والعسل فليسوا من القوت وسواء حمل القوت من بلاد المسلمين أو من بلاد النصارى فلا يتعرض له أحد من المسلمين ولا من النصارى لأنه يمكن أن يكون متوجها به إلى قوم جائعين فإذا حيل بينهم وبين ذلك القوت هلكوا ويكون متسببا في هلاك طائفة من المخلوقات وقد قال نبينا صلى الله عليه وسلم : في كل ذي كبد حراء أجر ، وإذا كان في مركب القوت مال أو سلعة فإن السلعة والمال يوخذ والمركب والبحرية والقوت لا يتعرض لهم أحد."


كتاب "موقف المغرب من قضايا حقوق الإنسان" ج 1، ص 287 إلى 292
 
جميل، بارك الله لنا في هذا البلد و امد له في خيراته و مواقفه رجالاته
 
من قاع الخابية ، الله يعطيك الصحة .

عبق من تاريخ المملكة المغربية ، كل شخص يدخل هذه البلاد يشمه و يحسه من الوهلة الاولى .
 
عودة
أعلى