التخلّق البشري
إعداد: الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي
القسم الأول
إعداد: الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي
القسم الأول
لست فيلسوفًا، ولكنني رجل علم فقط، قضيت الشطر الأكبر من حياتي في المعمل أدرس الكائنات الحية، والشطر الباقي في العالم الفسيح أراقب بني الإنسان، وأحاول أن أفهمهم، ومع ذلك فإنني لا أدعي أنني أعالج أمورًا خارج نطاق حقل الملاحظة العلمية.. بهذه الكلمات افتتح الطبيب والجرّاح الفرنسي الشهير ألكسي كاريل، الحائز جائزة نوبل في الطب عام 1912، أشهر كتبه "الإنسان ذلك المجهول" الذي يشتمل على تجاربه عن الإنسان من وجهة النظر العلمية البحتة.
لقد ظل هذا الإنسان عبر القرون ومنذ آلاف السنين حتى يومنا هذا على رأس اهتمامات العلماء والأطباء، وبرغم ذلك فلا يزال هذا الإنسان يجهل من هو الإنسان، ولا يزال هذا المخلوق العجيب محيّر ومثير! هذا المجهول هو أذكى مخلوقات الله على أرضه، حيث يحتوي دماغه فقط على أكثر من تريليون خلية عصبية، ولكنه في الوقت نفسه أكثر الكائنات الحية تعقيدًا، وكلما تقدّم العلم اكتشف من عجائب هذا الكائن المجهول حقائق مذهلة تدل على عظمة خالقه سبحانه وتعالى.
وبرغم التقدم المعرفي الكبير الذي اكتسح ثنايا هذا الكائن المجهول، والتطور التقني المذهل الذي تغلغل في خلاياه، فلا تزال هناك خبايا وأسرار في خلق هذا الإنسان العجيب، لم تكتشف بعد، وأنه لا يزال "الإنسان ذلك المجهول". فعلم الدماغ، ومركّبات الأنسجة والسوائل المختلفة في جسد هذا الإنسان وتفاعلها مع بعضها بعضًا لا تزال مناطق مظلمة لم تصلها أنوار المعرفة بعد، وإذا ما دلفنا إلى مناطق المشاعر والإدراك وصلاتها وتفاعلاتها بالجوانب العضوية، فلا نكاد نرى أكثر من ظنون وتخرصات، وإذا ما خطونا خطوة أخرى نحو العالم الوجداني والروحي وجدنا أنفسنا في متاهات وسراديب أكثر ظلمة. وكلما تقدّم الإنسان إلى الأمام في مجال علوم الإنسان وجد الطريق أمامه أحلك ظلمة وأكثر تشعّبًا مما يظن ويتوهّم.
لا يوجد شيء في الوجود يضاهي خلق هذا الإنسان المجهول، ولذلك فهو درة هذا الكون المتفرّد في خلقه، المصطفى والمفضل على كثير ممن خلق الله سبحانه وتعالى، وهو محور الهداية الربانية وهدفها، ولذلك سخر لهذا المخلوق المكرّم العاقل المكلّف هذا الكون كلّه وبما فيه وأمر الملائكة عند خلقه أن يسجدوا له سجود تحية وتسليم وإكرام، ورهن نهاية هذا الكون على عظيم ما فيه بنهاية حياة هذا الإنسان المجهول على الأرض وبداية يوم القيامة.
يمر خلق هذا الإنسان العجيب، جسدًا وروحًا، بمراحل وتطورات معقدة جدًّا تدعو للتفكير والتدبر في عظمة الخالق سبحانه وتعالى، حيث لا يزال العلم بكل أدواته ومعارفه المتراكمة يقف عاجزًا عندها. فالبداية كانت من خلق الإنسان الأول وهو آدم -عليه السلام-، حيث خلقه الله عزّ وجلّ من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض، والأحمر، والأسود، وبين ذلك، والسهل، والحزن، وبين ذلك، والخبيث، والطيب، وبين ذلك. وخلق نسل آدم من نطفة مرّت بأطوار مختلفة ثم صارت علقة، ثم صارت مضغة مخلّقة وغير مخلّقة، ثم صارت عظامًا، فكسيت تلك العظام لحمًا إلى أن صار بشرًا سويًّا، وهذا ما تصفه هذه الآيات من سورة المؤمنون بدقّة:
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16)}
وفي هذه الآية من سورة الحج..
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)}
يعدُّ خلق الإنسان من آيات الله العظيمة، خاصة إذا علِمنا أن كل طور من هذه الأطوار يعدُّ آية في ذاته، وتبين هذه الآيات بالتفصيل تباين أطوار تخلق الجنين في تعبيرات وصفية دقيقة تؤكد الأطوار الفعلية للجنين التي توصّل إليها العلم الحديث بعد تقدم أدوات البحث والتصوير. وقد ظل الفهم الخاطئ لعملية خلق الإنسان يهيمن على عقول الفلاسفة والأطباء قرونًا طويلة، حتى ظهور المجهر لأوّل مرّة في القرن السابع عشر، أي بعد ألف عام من نزول القرآن الكريم. ولم يسبق في تاريخ البشرية أن وجد مثل هذا الوصف الدقيق لتخلق الإنسان في أي كتاب آخر غير القرآن الكريم الذي تضمّن عشرات الآيات التي تبيّن خلق هذا الإنسان بدقّة مدهشة فاقت جميع المعطيات العلمية في عصر التقدّم العلمي والتقني الذي نعيشه اليوم.
تحتوي الآيات السابقة أهم أطوار تخلّق الجنين في بطن أمه، وتصف كل طور من هذه الأطوار بدقة متناهية، في زمن لم يكن أحد على وجه الأرض يعرف عنها شيئًا، لأنها مراحل لا يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة، وليس من علم تشريحي أو طبي يبين للناس في ذلك الزمان حال تخلق الإنسان في رحم أمه، وأنه يمر بهذه المراحل المعقّدة من نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى عظام ثم إلى إكساء العظام لحمًا، خاصة إذا علمنا أن المراحل الأولى للجنين تبلغ من الضآلة والدقة ما يجعل رؤيتها بالعين المجرّدة أمرًا مستحيلًا في زمن لم يكن للإنسان أي من وسائل التكبير أو التصوير أو الفحص المتوافرة اليوم.
لم يكتشف العلماء نطفة الرجل إلا في الربع الأخير من القرن السابع عشر (1677) دون أن يعرف أحد من البشر في ذلك الزمان دور هذه النطفة في عملية تكوين الجنين في رحم الأم، أما بويضة المرأة فلم يتم اكتشافها إلا في الثلث الأوّل من القرن التاسع عشر (1827)، أي بعد مئة وخمسين عامًا من اكتشاف نطفة الرجل. ولم يكتشف العلماء أن تكوّن الجنين يتم من اتحاد ماءي الرجل والمرأة إلا في نهاية الربع الثالث من القرن الثامن عشر وتحديدًا في عام 1775، وكان القرآن قد نزل بهذه الحقيقة قبل ذلك بأكثر من أحد عشر قرنًا في عدد من الآيات. من ذلك يتضح سبق القرآن الكريم لجميع المعارف المكتسبة في التأكد من أن الجنين يخلق من التقاء ماءَي الرجل والمرأة، ولا يمكن لعاقل أن يتصور مصدرًا لهذا القرآن الذي نزل في القرن السابع الميلادي غير الله الخالق العظيم سبحانه وتعالى.
إن وصف القرآن الكريم لمراحل تطور الجنين في بطن أمه وصفًا يبلغ من الدقة ما لم تبلغه المعارف المكتسبة في علم الأجنّة، وذلك قبل ألف وأربعمئة عام، وفي بيئة معظم أهلها من الأميين ولم تتوافر لهم أي وسيلة من وسائل الكشف المجهري، يعد أوضح الأدلة على أن هذا القرآن هو كلام الخالق العظيم سبحانه وتعالى. بل إن القرآن وصف مراحل الجنين بأوصاف وسماها بتسميات تبلغ من الدقة والشمول ما لم تبلغه المعارف المكتسبة حتى في زماننا هذا، زمن التقدم العلمي والتقني المذهل الذي نعيشه الآن. فتأمّلوا على سبيل المثال أوّل آيتين في أوّل سورة نزلت من القرآن الكريم وهي سورة العلق:
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)}
توقّفوا عند آخر كلمة في هذا النص { عَلَق }..
كلمة من ثلاثة أحرف فقط تصف خلق الإنسان!
إذا تأمّلتم معاني هذه الكلمة في معاجم اللغة العربية تجدونها تحمل عشرات المعاني المختلفة!
وهذه بعض من هذه المعاني:
بِيَدِهِ عَلَقٌ: الطِّينُ الَّذِي يَعْلَقُ بِهَا!
عُلِّقَ فلانٌ امرأَةً إذا أَحبَّها!
العلوق: السائل المنوي!
عَلِقَتِ المرأة: حبلت أو حَمَلَت!
العَلَقة: قطعة من الدم الغليظ وهي طور من أطوار الجنين!
العَلَقةُ: دودة في الماء تمص الدم (مثل الجنين داخل الرحم)!
علِق الطِّفلُ بأمِّه: استمسك بها!
العلوق هو اللبن (ما بالناقة علوق أي ليس بها لبن)!
العُلْقة: كل ما يُتبلَّغ بهِ من العيش (أي الطعام)!
العليق: الشراب مثل الماء!
العلائق: البضائع والسلع!
العِلْق هو النفيس الغالي من كل شيء يَتَعَلق به القلبُ!
عَلَقَ فلانٌ فلانًا: فاقَه في إِحراز النفائس في مقام التفاخر!
رجلٌ عَلاقِيَةٌ: أي إذا عَلِقَ بشيءٍ لم يُقلِع عنهُ!
عَلَقَ فلان فلانًا: شتمه!
العلاقي: الخصيم شديد الخصومة!
المعلاق: صاحب اللسان الفصيح!
العلاقة: التباعد والكره!
العلاقي: الألقاب!
علق في الشيء: نشب فيه!
علقت نفسه بالشيء: لهجت به!
عَلَّقَ عليه آماله: بنى عليه آماله!
علَّق أمرهُ: لم يصرمهُ ولم يتركهُ ومنهُ تعليق أفعال القلوب!
المعلَّقة: المرأة التي فُقد زوجها فهي لا متزوجة ولا مطلَّقة!
المرأة العلوق: التي لا تحب زوجها!
العَلاقة: المنيَّة أو الموت!
فتأمّلوا هذا الثراء اللغوي الذي لا نظير له! لفظة واحدة فقط من ثلاثة أحرف { عَلَق } تعطي عشرات المعاني المختلفة التي إذا تدبّرتها تجدها قد تضمّنت بشمولية كاملة أي إنسان على وجه الأرض.. نشأته وبيئته وأصله وفصله ونوعه وصفاته وطباعه وسلوكه!
لقد تضمّنت معاني كلمة (علق) جميع صفات الإنسان التشريحية والفسيولوجية والنفسية والعاطفية والاجتماعية والاقتصادية.. من قبل أن يكون جنينًا في بطن أمه حتى يصبح إنسانًا ناضجًا إلى أن يدركه الموت!
سبحان من أودع كل هذه المعاني وغيرها في لفظة واحدة من ثلاثة أحرف { عَلَق }!
بل إنكم إذا تأمّلتم الكلمة السابقة لها { مِنْ } تجدونها للتبعيض، إذ إن أي إنسان في كل زمان ومكان، يأخذ لنفسه بعضًا من هذه المعاني الشمولية لكلمة { عَلَق }! وهكذا يتحدّى القرآن أساطين الفصاحة وجهابذة اللغة ليس في سورة أو آية وإنما في كلمة واحدة من ثلاثة أحرف! وهو الكتاب المعجز بكل ما فيه، في بيانه وبلاغته وفصاحته ونظمه ودلالته، لدرجة أنك لو نزعت كلمة واحدة من إحدى آياته وبحثت في جميع معاجم اللغة العربية لتجد بديلًا لها ما وجدته.
إن وجدتم هذا البديل يقوم مقام الكلمة لغويًّا فلن يقوم مقامها رقميًّا..
لتتأكدّوا من ذلك بأنفسكم تأملوا سورة العلق وهي أوّل سورة نزلت من القرآن..
يأتي ترتيب سورة العلق قبل 18 سورة من نهاية المصحف..
وسورة العلق هي السورة الوحيدة في القرآن كلّه التي تبدأ بآية من 18 حرفًا..
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)}
أوّل حرف نزل من القرآن هو حرف الألف في مقدمة هذه الآية.
حرف الألف تكرّر في سورة العلق 61 مرّة!
سورة العلق هي السورة الوحيدة التي تكرّر حرف الألف فيها 61 مرّة!
61 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 18
الحرف رقم 61 من نهاية سورة العلق هو حرف الألف..
والحرف رقم 18 من نهاية سورة العلق هو حرف الألف أيضًا!
الحرف رقم 61 من بداية سورة العلق هو حرف العين في بداية الآية الخامسة..
{ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}
حرف العين ترتيبه الهجائي رقم 18 والآية نفسها عدد حروفها 18 حرفًا..
حرف الألف في بداية الآية التالية هو الحرف رقم 144 من بداية سورة العلق..
{ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11)}
العدد 144 يساوي 18 × 8 والآية نفسها عدد حروفها 18 حرفًا..
جاء التكرار رقم 61 لحرف الألف من بداية المصحف في بداية كلمة { النَّاسِ } في هذه الآية..
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)} [البقرة]
كلمة { النَّاسِ } هي الكلمة رقم 61 من بداية سورة البقرة!
كلمة { النَّاسِ } جاءت بعد 122 نقطة من بداية سورة البقرة، ويساوي 61 + 61
كلمة { النَّاسِ } نفسها تتألّف من أربعة أحرف هجائية مجموع ترتيبها يساوي 61
61 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 18
18 هو عدد النقاط على حروف هذه الآية نفسها..
وحرف الألف ورد للمرّة الأخيرة في القرآن في كلمة { النَّاسِ } أيضًا!
في آخر سورة من سور القرآن (سورة الناس) تكرّر حرف الألف 18 مرّة..
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)}
سورة الناس هي السورة الوحيدة التي تكرّر حرف الألف فيها 18 مرّة!
والتكرار رقم 61 لحرف الألف من نهاية المصحف جاء في كلمة { النَّاسَ } أيضًا في هذه الآية من سورة النصر..
{ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)}
حرف الألف الثاني في كلمة { النَّاسَ } هو الحرف رقم 61 من نهاية المصحف!
وأوّل حرف في هذه الآية نفسها هو الحرف رقم 61 من نهاية سورة النصر!
سورة الناس هي آخر سورة في القرآن وسورة النصر آخر سورة نزلت من القرآن!
سورة الناس عدد حروفها 80 حرفًا وسورة النصر عدد حروفها 80 حرفًا أيضًا!
تأمّلوا هذه الموازين الرقمية القرآنية العجيبة!
الآن اجمعوا الآيتين..
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)} [البقرة]
{ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)} [النصر]
التكرار رقم 61 لحرف الألف من بداية المصحف جاء في كلمة { النَّاسِ } في الآية الأولى..
التكرار رقم 61 لحرف الألف من نهاية المصحف جاء في كلمة { النَّاسَ } في الآية الثانية..
مجموع كلمات الآيتين 18 كلمة
61 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 18
تكرّرت أحرف لفظ { النَّاسِ } في الآيتين 53 مرّة!
وحاصل جمع 53 + 61 يساوي 114 وهو عدد سور القرآن الكريم!
حقائق رقمية قرآنية دامغة!
تذكّروا .. سورة العلق هي أوّل سورة نزلت من القرآن..
سورة النصر هي آخر سورة نزلت من القرآن..
سورة الناس هي آخر سورة في ترتيب القرآن..
سورة العلق هي السورة الوحيدة التي تكرّر حرف الألف فيها 61 مرّة!
وسورة العلق هي السورة الوحيدة في القرآن كلّه التي تبدأ بآية من 18 حرفًا..
61 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 18
التكرار رقم 61 لحرف الألف من بداية المصحف جاء في بداية كلمة { النَّاسِ }..
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)} [البقرة]
كلمة { النَّاسِ } هي الكلمة رقم 61 من بداية سورة البقرة!
حرف الألف ورد للمرّة الأخيرة في القرآن في كلمة { النَّاس } في خاتمة سورة الناس!
وسورة الناس هي السورة الوحيدة التي تكرّر حرف الألف فيها 18 مرّة!
التكرار رقم 61 لحرف الألف من نهاية المصحف جاء في كلمة { النَّاسَ } أيضًا في هذه الآية من سورة النصر..
{ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)
أوّل آية في القرآن تكرّر حرف الألف فيها 18 مرّة هي أوّل آية رقمها 80 في القرآن وهي هذه الآية من سورة البقرة..
{ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80)}
تكرّرت أحرف لفظ { النَّاس } في الآية 61 مرّة!
61 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 18
حقائق رقمية قرآنية دامغة!!
ومعجزات مركبة بعضها فوق بعض! كيف يجرؤ بعضهم على تكذيبها؟!
معجزة واحدة منها كافية بإقناع المكذبين! فكيف بها مجتمعة؟!
مزيد من التأكيد.. تأمّلوا هذه الآية من سورة الأحزاب..
{ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)}
عدد كلمات هذه الآية 18 كلمة وعدد النقاط على حروفها 18 نقطة..
هذه الآية عدد حروفها غير المنقوطة 72 حرفًا، ويساوي 18 × 4
كلمة { إِلَّا } في هذه الآية تبدأ بحرف الألف وتنتهي بحرف الألف..
كلمة { إِلَّا } في هذه الآية هي الكلمة رقم 396 من بداية سورة الأحزاب..
وهذا العدد 396 يساوي 18 × 22
22 هو رقم الآية نفسها!!
تكرّرت أحرف كلمة { إِلَّا } في الآية 54 مرّة، ويساوي 18 × 3
3 هو عدد حروف الكلمة نفسها!!
تكرّرت أحرف لفظ { النَّاس } في الآية 61 مرّة!
61 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 18
حقائق رقمية قرآنية في غاية الدقّة والوضوح!
فهل بعد هذه الحقائق الدامغة عاقل يكذّب بهذا القرآن؟!
عودة إلى سورة العلق.. هذه أوّل آية في أوّل سورة نزلت من القرآن
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)}
والعلق هي السورة الوحيدة في القرآن كلّه التي تبدأ بآية من 18 حرفًا!
هذه الآية تبدأ بلفظ { اقْرَأْ }..
كلمة { اقْرَأْ } في مطلع سورة العلق هي أوّل كلمة نزلت من القرآن..
انطلقوا من هذه الحقيقة وتأمّلوا سورة الفاتحة أولى سور القرآن..
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}
تكرّرت أحرف لفظ { اقْرَأْ } في سورة الفاتحة 61 مرّة!
يتبع القسم الثاني والأخير
لقد ظل هذا الإنسان عبر القرون ومنذ آلاف السنين حتى يومنا هذا على رأس اهتمامات العلماء والأطباء، وبرغم ذلك فلا يزال هذا الإنسان يجهل من هو الإنسان، ولا يزال هذا المخلوق العجيب محيّر ومثير! هذا المجهول هو أذكى مخلوقات الله على أرضه، حيث يحتوي دماغه فقط على أكثر من تريليون خلية عصبية، ولكنه في الوقت نفسه أكثر الكائنات الحية تعقيدًا، وكلما تقدّم العلم اكتشف من عجائب هذا الكائن المجهول حقائق مذهلة تدل على عظمة خالقه سبحانه وتعالى.
وبرغم التقدم المعرفي الكبير الذي اكتسح ثنايا هذا الكائن المجهول، والتطور التقني المذهل الذي تغلغل في خلاياه، فلا تزال هناك خبايا وأسرار في خلق هذا الإنسان العجيب، لم تكتشف بعد، وأنه لا يزال "الإنسان ذلك المجهول". فعلم الدماغ، ومركّبات الأنسجة والسوائل المختلفة في جسد هذا الإنسان وتفاعلها مع بعضها بعضًا لا تزال مناطق مظلمة لم تصلها أنوار المعرفة بعد، وإذا ما دلفنا إلى مناطق المشاعر والإدراك وصلاتها وتفاعلاتها بالجوانب العضوية، فلا نكاد نرى أكثر من ظنون وتخرصات، وإذا ما خطونا خطوة أخرى نحو العالم الوجداني والروحي وجدنا أنفسنا في متاهات وسراديب أكثر ظلمة. وكلما تقدّم الإنسان إلى الأمام في مجال علوم الإنسان وجد الطريق أمامه أحلك ظلمة وأكثر تشعّبًا مما يظن ويتوهّم.
لا يوجد شيء في الوجود يضاهي خلق هذا الإنسان المجهول، ولذلك فهو درة هذا الكون المتفرّد في خلقه، المصطفى والمفضل على كثير ممن خلق الله سبحانه وتعالى، وهو محور الهداية الربانية وهدفها، ولذلك سخر لهذا المخلوق المكرّم العاقل المكلّف هذا الكون كلّه وبما فيه وأمر الملائكة عند خلقه أن يسجدوا له سجود تحية وتسليم وإكرام، ورهن نهاية هذا الكون على عظيم ما فيه بنهاية حياة هذا الإنسان المجهول على الأرض وبداية يوم القيامة.
يمر خلق هذا الإنسان العجيب، جسدًا وروحًا، بمراحل وتطورات معقدة جدًّا تدعو للتفكير والتدبر في عظمة الخالق سبحانه وتعالى، حيث لا يزال العلم بكل أدواته ومعارفه المتراكمة يقف عاجزًا عندها. فالبداية كانت من خلق الإنسان الأول وهو آدم -عليه السلام-، حيث خلقه الله عزّ وجلّ من قبضة قبضها من جميع الأرض، فجاء بنو آدم على قدر الأرض، فجاء منهم الأبيض، والأحمر، والأسود، وبين ذلك، والسهل، والحزن، وبين ذلك، والخبيث، والطيب، وبين ذلك. وخلق نسل آدم من نطفة مرّت بأطوار مختلفة ثم صارت علقة، ثم صارت مضغة مخلّقة وغير مخلّقة، ثم صارت عظامًا، فكسيت تلك العظام لحمًا إلى أن صار بشرًا سويًّا، وهذا ما تصفه هذه الآيات من سورة المؤمنون بدقّة:
{ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ (14) ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُونَ (15) ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ (16)}
وفي هذه الآية من سورة الحج..
{ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّى وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5)}
يعدُّ خلق الإنسان من آيات الله العظيمة، خاصة إذا علِمنا أن كل طور من هذه الأطوار يعدُّ آية في ذاته، وتبين هذه الآيات بالتفصيل تباين أطوار تخلق الجنين في تعبيرات وصفية دقيقة تؤكد الأطوار الفعلية للجنين التي توصّل إليها العلم الحديث بعد تقدم أدوات البحث والتصوير. وقد ظل الفهم الخاطئ لعملية خلق الإنسان يهيمن على عقول الفلاسفة والأطباء قرونًا طويلة، حتى ظهور المجهر لأوّل مرّة في القرن السابع عشر، أي بعد ألف عام من نزول القرآن الكريم. ولم يسبق في تاريخ البشرية أن وجد مثل هذا الوصف الدقيق لتخلق الإنسان في أي كتاب آخر غير القرآن الكريم الذي تضمّن عشرات الآيات التي تبيّن خلق هذا الإنسان بدقّة مدهشة فاقت جميع المعطيات العلمية في عصر التقدّم العلمي والتقني الذي نعيشه اليوم.
تحتوي الآيات السابقة أهم أطوار تخلّق الجنين في بطن أمه، وتصف كل طور من هذه الأطوار بدقة متناهية، في زمن لم يكن أحد على وجه الأرض يعرف عنها شيئًا، لأنها مراحل لا يمكن رؤيتها بالعين المجرّدة، وليس من علم تشريحي أو طبي يبين للناس في ذلك الزمان حال تخلق الإنسان في رحم أمه، وأنه يمر بهذه المراحل المعقّدة من نطفة إلى علقة إلى مضغة إلى عظام ثم إلى إكساء العظام لحمًا، خاصة إذا علمنا أن المراحل الأولى للجنين تبلغ من الضآلة والدقة ما يجعل رؤيتها بالعين المجرّدة أمرًا مستحيلًا في زمن لم يكن للإنسان أي من وسائل التكبير أو التصوير أو الفحص المتوافرة اليوم.
لم يكتشف العلماء نطفة الرجل إلا في الربع الأخير من القرن السابع عشر (1677) دون أن يعرف أحد من البشر في ذلك الزمان دور هذه النطفة في عملية تكوين الجنين في رحم الأم، أما بويضة المرأة فلم يتم اكتشافها إلا في الثلث الأوّل من القرن التاسع عشر (1827)، أي بعد مئة وخمسين عامًا من اكتشاف نطفة الرجل. ولم يكتشف العلماء أن تكوّن الجنين يتم من اتحاد ماءي الرجل والمرأة إلا في نهاية الربع الثالث من القرن الثامن عشر وتحديدًا في عام 1775، وكان القرآن قد نزل بهذه الحقيقة قبل ذلك بأكثر من أحد عشر قرنًا في عدد من الآيات. من ذلك يتضح سبق القرآن الكريم لجميع المعارف المكتسبة في التأكد من أن الجنين يخلق من التقاء ماءَي الرجل والمرأة، ولا يمكن لعاقل أن يتصور مصدرًا لهذا القرآن الذي نزل في القرن السابع الميلادي غير الله الخالق العظيم سبحانه وتعالى.
إن وصف القرآن الكريم لمراحل تطور الجنين في بطن أمه وصفًا يبلغ من الدقة ما لم تبلغه المعارف المكتسبة في علم الأجنّة، وذلك قبل ألف وأربعمئة عام، وفي بيئة معظم أهلها من الأميين ولم تتوافر لهم أي وسيلة من وسائل الكشف المجهري، يعد أوضح الأدلة على أن هذا القرآن هو كلام الخالق العظيم سبحانه وتعالى. بل إن القرآن وصف مراحل الجنين بأوصاف وسماها بتسميات تبلغ من الدقة والشمول ما لم تبلغه المعارف المكتسبة حتى في زماننا هذا، زمن التقدم العلمي والتقني المذهل الذي نعيشه الآن. فتأمّلوا على سبيل المثال أوّل آيتين في أوّل سورة نزلت من القرآن الكريم وهي سورة العلق:
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)}
توقّفوا عند آخر كلمة في هذا النص { عَلَق }..
كلمة من ثلاثة أحرف فقط تصف خلق الإنسان!
إذا تأمّلتم معاني هذه الكلمة في معاجم اللغة العربية تجدونها تحمل عشرات المعاني المختلفة!
وهذه بعض من هذه المعاني:
بِيَدِهِ عَلَقٌ: الطِّينُ الَّذِي يَعْلَقُ بِهَا!
عُلِّقَ فلانٌ امرأَةً إذا أَحبَّها!
العلوق: السائل المنوي!
عَلِقَتِ المرأة: حبلت أو حَمَلَت!
العَلَقة: قطعة من الدم الغليظ وهي طور من أطوار الجنين!
العَلَقةُ: دودة في الماء تمص الدم (مثل الجنين داخل الرحم)!
علِق الطِّفلُ بأمِّه: استمسك بها!
العلوق هو اللبن (ما بالناقة علوق أي ليس بها لبن)!
العُلْقة: كل ما يُتبلَّغ بهِ من العيش (أي الطعام)!
العليق: الشراب مثل الماء!
العلائق: البضائع والسلع!
العِلْق هو النفيس الغالي من كل شيء يَتَعَلق به القلبُ!
عَلَقَ فلانٌ فلانًا: فاقَه في إِحراز النفائس في مقام التفاخر!
رجلٌ عَلاقِيَةٌ: أي إذا عَلِقَ بشيءٍ لم يُقلِع عنهُ!
عَلَقَ فلان فلانًا: شتمه!
العلاقي: الخصيم شديد الخصومة!
المعلاق: صاحب اللسان الفصيح!
العلاقة: التباعد والكره!
العلاقي: الألقاب!
علق في الشيء: نشب فيه!
علقت نفسه بالشيء: لهجت به!
عَلَّقَ عليه آماله: بنى عليه آماله!
علَّق أمرهُ: لم يصرمهُ ولم يتركهُ ومنهُ تعليق أفعال القلوب!
المعلَّقة: المرأة التي فُقد زوجها فهي لا متزوجة ولا مطلَّقة!
المرأة العلوق: التي لا تحب زوجها!
العَلاقة: المنيَّة أو الموت!
فتأمّلوا هذا الثراء اللغوي الذي لا نظير له! لفظة واحدة فقط من ثلاثة أحرف { عَلَق } تعطي عشرات المعاني المختلفة التي إذا تدبّرتها تجدها قد تضمّنت بشمولية كاملة أي إنسان على وجه الأرض.. نشأته وبيئته وأصله وفصله ونوعه وصفاته وطباعه وسلوكه!
لقد تضمّنت معاني كلمة (علق) جميع صفات الإنسان التشريحية والفسيولوجية والنفسية والعاطفية والاجتماعية والاقتصادية.. من قبل أن يكون جنينًا في بطن أمه حتى يصبح إنسانًا ناضجًا إلى أن يدركه الموت!
سبحان من أودع كل هذه المعاني وغيرها في لفظة واحدة من ثلاثة أحرف { عَلَق }!
بل إنكم إذا تأمّلتم الكلمة السابقة لها { مِنْ } تجدونها للتبعيض، إذ إن أي إنسان في كل زمان ومكان، يأخذ لنفسه بعضًا من هذه المعاني الشمولية لكلمة { عَلَق }! وهكذا يتحدّى القرآن أساطين الفصاحة وجهابذة اللغة ليس في سورة أو آية وإنما في كلمة واحدة من ثلاثة أحرف! وهو الكتاب المعجز بكل ما فيه، في بيانه وبلاغته وفصاحته ونظمه ودلالته، لدرجة أنك لو نزعت كلمة واحدة من إحدى آياته وبحثت في جميع معاجم اللغة العربية لتجد بديلًا لها ما وجدته.
إن وجدتم هذا البديل يقوم مقام الكلمة لغويًّا فلن يقوم مقامها رقميًّا..
لتتأكدّوا من ذلك بأنفسكم تأملوا سورة العلق وهي أوّل سورة نزلت من القرآن..
يأتي ترتيب سورة العلق قبل 18 سورة من نهاية المصحف..
وسورة العلق هي السورة الوحيدة في القرآن كلّه التي تبدأ بآية من 18 حرفًا..
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)}
أوّل حرف نزل من القرآن هو حرف الألف في مقدمة هذه الآية.
حرف الألف تكرّر في سورة العلق 61 مرّة!
سورة العلق هي السورة الوحيدة التي تكرّر حرف الألف فيها 61 مرّة!
61 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 18
الحرف رقم 61 من نهاية سورة العلق هو حرف الألف..
والحرف رقم 18 من نهاية سورة العلق هو حرف الألف أيضًا!
الحرف رقم 61 من بداية سورة العلق هو حرف العين في بداية الآية الخامسة..
{ عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (5)}
حرف العين ترتيبه الهجائي رقم 18 والآية نفسها عدد حروفها 18 حرفًا..
حرف الألف في بداية الآية التالية هو الحرف رقم 144 من بداية سورة العلق..
{ أَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ عَلَى الْهُدَى (11)}
العدد 144 يساوي 18 × 8 والآية نفسها عدد حروفها 18 حرفًا..
جاء التكرار رقم 61 لحرف الألف من بداية المصحف في بداية كلمة { النَّاسِ } في هذه الآية..
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)} [البقرة]
كلمة { النَّاسِ } هي الكلمة رقم 61 من بداية سورة البقرة!
كلمة { النَّاسِ } جاءت بعد 122 نقطة من بداية سورة البقرة، ويساوي 61 + 61
كلمة { النَّاسِ } نفسها تتألّف من أربعة أحرف هجائية مجموع ترتيبها يساوي 61
61 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 18
18 هو عدد النقاط على حروف هذه الآية نفسها..
وحرف الألف ورد للمرّة الأخيرة في القرآن في كلمة { النَّاسِ } أيضًا!
في آخر سورة من سور القرآن (سورة الناس) تكرّر حرف الألف 18 مرّة..
{ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)}
سورة الناس هي السورة الوحيدة التي تكرّر حرف الألف فيها 18 مرّة!
والتكرار رقم 61 لحرف الألف من نهاية المصحف جاء في كلمة { النَّاسَ } أيضًا في هذه الآية من سورة النصر..
{ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)}
حرف الألف الثاني في كلمة { النَّاسَ } هو الحرف رقم 61 من نهاية المصحف!
وأوّل حرف في هذه الآية نفسها هو الحرف رقم 61 من نهاية سورة النصر!
سورة الناس هي آخر سورة في القرآن وسورة النصر آخر سورة نزلت من القرآن!
سورة الناس عدد حروفها 80 حرفًا وسورة النصر عدد حروفها 80 حرفًا أيضًا!
تأمّلوا هذه الموازين الرقمية القرآنية العجيبة!
الآن اجمعوا الآيتين..
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)} [البقرة]
{ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)} [النصر]
التكرار رقم 61 لحرف الألف من بداية المصحف جاء في كلمة { النَّاسِ } في الآية الأولى..
التكرار رقم 61 لحرف الألف من نهاية المصحف جاء في كلمة { النَّاسَ } في الآية الثانية..
مجموع كلمات الآيتين 18 كلمة
61 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 18
تكرّرت أحرف لفظ { النَّاسِ } في الآيتين 53 مرّة!
وحاصل جمع 53 + 61 يساوي 114 وهو عدد سور القرآن الكريم!
حقائق رقمية قرآنية دامغة!
تذكّروا .. سورة العلق هي أوّل سورة نزلت من القرآن..
سورة النصر هي آخر سورة نزلت من القرآن..
سورة الناس هي آخر سورة في ترتيب القرآن..
سورة العلق هي السورة الوحيدة التي تكرّر حرف الألف فيها 61 مرّة!
وسورة العلق هي السورة الوحيدة في القرآن كلّه التي تبدأ بآية من 18 حرفًا..
61 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 18
التكرار رقم 61 لحرف الألف من بداية المصحف جاء في بداية كلمة { النَّاسِ }..
{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُمْ بِمُؤْمِنِينَ (8)} [البقرة]
كلمة { النَّاسِ } هي الكلمة رقم 61 من بداية سورة البقرة!
حرف الألف ورد للمرّة الأخيرة في القرآن في كلمة { النَّاس } في خاتمة سورة الناس!
وسورة الناس هي السورة الوحيدة التي تكرّر حرف الألف فيها 18 مرّة!
التكرار رقم 61 لحرف الألف من نهاية المصحف جاء في كلمة { النَّاسَ } أيضًا في هذه الآية من سورة النصر..
{ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)
أوّل آية في القرآن تكرّر حرف الألف فيها 18 مرّة هي أوّل آية رقمها 80 في القرآن وهي هذه الآية من سورة البقرة..
{ وَقَالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80)}
تكرّرت أحرف لفظ { النَّاس } في الآية 61 مرّة!
61 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 18
حقائق رقمية قرآنية دامغة!!
ومعجزات مركبة بعضها فوق بعض! كيف يجرؤ بعضهم على تكذيبها؟!
معجزة واحدة منها كافية بإقناع المكذبين! فكيف بها مجتمعة؟!
مزيد من التأكيد.. تأمّلوا هذه الآية من سورة الأحزاب..
{ وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا (22)}
عدد كلمات هذه الآية 18 كلمة وعدد النقاط على حروفها 18 نقطة..
هذه الآية عدد حروفها غير المنقوطة 72 حرفًا، ويساوي 18 × 4
كلمة { إِلَّا } في هذه الآية تبدأ بحرف الألف وتنتهي بحرف الألف..
كلمة { إِلَّا } في هذه الآية هي الكلمة رقم 396 من بداية سورة الأحزاب..
وهذا العدد 396 يساوي 18 × 22
22 هو رقم الآية نفسها!!
تكرّرت أحرف كلمة { إِلَّا } في الآية 54 مرّة، ويساوي 18 × 3
3 هو عدد حروف الكلمة نفسها!!
تكرّرت أحرف لفظ { النَّاس } في الآية 61 مرّة!
61 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 18
حقائق رقمية قرآنية في غاية الدقّة والوضوح!
فهل بعد هذه الحقائق الدامغة عاقل يكذّب بهذا القرآن؟!
عودة إلى سورة العلق.. هذه أوّل آية في أوّل سورة نزلت من القرآن
{ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)}
والعلق هي السورة الوحيدة في القرآن كلّه التي تبدأ بآية من 18 حرفًا!
هذه الآية تبدأ بلفظ { اقْرَأْ }..
كلمة { اقْرَأْ } في مطلع سورة العلق هي أوّل كلمة نزلت من القرآن..
انطلقوا من هذه الحقيقة وتأمّلوا سورة الفاتحة أولى سور القرآن..
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)}
تكرّرت أحرف لفظ { اقْرَأْ } في سورة الفاتحة 61 مرّة!
يتبع القسم الثاني والأخير