الحجر المحجور
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
عندما يقف العقل البشري في أعلى قدراته عاجزًا عن تفسير أو فهم ظاهرة تحدث أمامه، وبرغم ذلك يجد من يقدم له رصدًا للظاهرة في كتاب عرفه الإنسان منذ أكثر من ألف وأربعمئة عام!!
ألا يدعوه ذلك للاستسلام وإعلان التصديق والتسليم للتفسير الوحيد المقدم له في هذا الكتاب؟!
هذا منطق العقلاء.. منطق الباحثين عن الحقيقة.. لأنها الهدف المنشود..
وهل يجب أن يبحث العقلاء عن غيرها؟!!
نحن اليوم نعيش في عصر العلم والمعرفة، ولا أحد منا ينكر ما وصل إليه العلم الحديث من حقائق حول بحار كوكب الأرض ومحيطاته وأنهاره من حيث دراسة مياه كلٍّ منها، والوقوف على خصائصها وكثافتها، وما يميز كلًا منها عن الآخر، لكن ما عجز العلم عن تفسيره لمدة طويلة هو ما يحدث بالمنطقة التي يصب فيها النهرُ ماءه في البحر.
يلتقي الماء العذب بالماء المالح ويختلطان ظاهريًّا دون أن يبغي أو يطغى أحدهما على خصائص الآخر؛ إذ يظل لكل منهما صفاته الطبيعية والكيميائية! سبحان الله!
عالمان متجاوران ومتناقضان يفصل بينهما حاجز عجيب: العالم الأول هو المياه العذبة بما تحويه من أسماك ومخلوقات نهرية والعالم الثاني هو المياه المالحة بمخلوقاتها البحرية المختلفة ويفصل بين العالمين برزخ كيميائي عجيب!
فتأمّل كيف لخّص القرآن ذلك كلّه في كلمتين اثنتين فقط في خاتمة هذه الآية..
{ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)} [الفرقان]
كلمة الحجر يُقصد بها المكان الذي تنزل به مياه الأنهار فيحجزها الله عزّ وجلّ عن البحر ويجعلها منفصلة عنه تمامًا، أي مكانًا معزولًا تمامًا عن كل من البحر ومجرى النهر، وهو في العادة يتسع ويضيق وفقًا لقوة اندفاع مياه النهر، وهو يعرف علميًّا بمصب النهر. أما كلمة المحجور فتعني تلك الحياة المحجورة على نوع معين من الأسماك والأحياء المائية؛ إذ نجد أن هذا النوع محجور في منطقة مصبات الأنهار بحيث لا يمكنه العيش في مياه البحار ولا في مياه الأنهار. فالكائنات التي تعيش في الماء المالح لا تستطيع الحياة في الماء العذب، والكائنات التي تعيش في الماء العذب أيضًا لا يمكنها أن تعيش في الماء المالح للسبب ذاته، أما الكائنات التي تعيش في المنطقة الفاصلة بين النهر والبحر فهي أيضًا لا يمكنها أن تعيش خارج هذه المنطقة المحجورة.
وهكذا فإن القرآن الكريم يحتوي على درر خفية لا ينضب لها معين، يأخذ منها كل أهل عصر بحسب المعطيات التي يتيحها لهم تطور المعارف والعلوم في عصرهم. فمع أي اكتشاف لحقيقة علمية كونية جديدة يُزاح الستار أمام أعين الناس عن درة وكنز جديد من درر القرآن الكريم وكنوزه كانت خافية لقرون عدة، فيكتشفون حينها أن ما توصل له علماء عصرهم من اكتشاف مذهل، موجود في كتاب الله الكريم منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنًا من الزمان.
فسبحان الذي شق الأرض ورفع السماء فوقها بغير عمد يراها الناس، مؤمنهم وكافرهم في ذلك سواء فأنى يؤفكون! وهو الذي أجرى سبحانه وتعالى سحابه في سمائه، وأنزل ماءه من مزنه، وهو الذي مرج البحرين فأرسلهما عذبًا ومالحًا، وهو الذي جعل بينهما برزخًا يحجزهما وحجرًا محجورًا، وهو الذي فعل كل هذا وكان ربك أيها الإنسان قديرًا.
لقد توصّل العلم الحديث إلى حقيقة علمية في غاية الأهميّة، مفادها أن منطقة امتزاج الماء العذب وماء البحر تعتبر منطقة معزولة، لأن الله تعالى جعلها محميّة ببعض القيود الدقيقة الصارمة المحكمة على كل ما يدخل إليها أو ما يخرج منها من الكائنات الحيّة. ففضلًا عن أن الخصائص الفيزيائية والكيميائية لهذه المنطقة أو البيئة تختلف عن تلك الموجودة في كل من منطقتي المياه العذبة والمياه المالحة، حيث توجد فروقات كبيرة في كثافة المياه ودرجة ملوحتها ودرجة حرارتها من لحظة لأخرى ومن فصل لآخر؛ فإن الحيوانات التي تعيش فيها ينطبق عليها القول ذاته. وفي الآية الكريمة التي تتصدر هذا المشهد، يقدّم لنا القرآن العزيز وصفًا دقيقًا وباهرًا لهذه الظاهرة التي توجد عند مصبات الأنهار حيث تمتزج مياهها العذبة بمياه البحار المالحة.
إن الاكتشاف المُذهل لحقيقة "الحجر المحجور" لا يترك لأي إنسان عاقل ومنصف مجالًا للشك في صدق هذا القرآن الكريم الذي أشار إلى وجود هذا الحجر المحجور وبيّن مواصفاته ودوره في منع مياه البحار المالحة من الامتزاج بالمياه العذبة برغم اختلاطهما الظاهري. وقد جعل الله عزّ وجلّ هذا النظام المائي البديع رحمة للناس بالحفاظ على عذوبة مياه الأنهار برغم اتصالها المباشر بالمياه المالحة. فمعظم الأنهار تصبّ في بحار مالحة، لكن لا أحد منها يتغير ماؤه العذب بسبب اختلاطه بماء البحر المالح، ويعزى ذلك إلى وجود هذا البرزخ العجيب! وإن معظم البشر اليوم وهم يعيشون في القرن الواحد والعشرين يجهلون هذه الحقيقة العلمية برغم أهميتها، فهل يمكن لبشر عاش قبل أربعة عشر قرنًا أن يتكلم عنها ويصفها بهذه الدقّة، وهو لم ير البحر في حياته كلها!
إن لفظ { مَرَجَ } في الآية الكريمة التي تصدّرت هذا المشهد يدل على التردد مجيئًا وذهابًا والاختلاط والاضطراب، أما كلمة البحر فهي ترد في القرآن بمعنى البحر المالح أو النهر العذب، ولذا فإن النص القرآني { مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ } يدل على أن التقاء البحرين أو البحر والنهر لا يفضي إلى كمال امتزاجهما ولا يستلزم تغيير أحدهما لصفات الآخر، وكأن السبب وجود برزخ أو حاجز كيميائي يسمح للمياه بالمرور من بحر إلى آخر لكنه يمنع الخصائص الموجودة في بحر بأن تطغى أو تبغي على ميزات وخصائص البحر الآخر. فالبحار تتلاطم أمواجها وتموج وتضطرب، ولكن بلا اختلاط صفاتها مع بعضها بعضًا، وكأن بينهما حواجز تحول دون حصول ذلك.
جاك إيف كستو (1910م ــــ 1997م) هو عالم البحار والمحيطات الفرنسي المعروف، وصاحب السلسلة الوثائقية التلفزيونية الشهيرة "أسرار البحار". جاب هذا العالِم مختلف بحار العالَم ومحيطاته لمدة 60 عامًا على سفينته كاليبسو. وجد كستو بمضيق جبل طارق أن مياه البحر الأبيض المتوسط لا تختلط بمياه المحيط الأطلسي، كما وجد أن لكل منهما صفاته الفيزيائية والكيميائية والإحيائية التي تميزه عن الآخر، وفي الوقت ذاته اكتشف وجود مياه ثالثة تعمل كحاجز بين البحرين وتختلف عنهما في مختلف الصفات، كما تختلف بالقدر نفسه خصائص الكائنات الحيّة التي تعيش في هذا الحاجز. وعندما أخبر علماء ألمانيين باكتشافه، أكدوا له ملاحظتهم للظاهرة نفسها بمضيق باب المندب (بين البحر الأحمر والمحيط الهندي). وعندما روى كستو قصته للجراح الفرنسي موريس بوكاي الذي أسلم بعد دراسته للقرآن، أخبره الأخير أن القرآن الكريم تحدّث عن هذه الظاهرة منذ 1400 عام، فكان ذلك سببًا في إسلامه.
فسبحان من صمم هذه الأنظمة المائية الدقيقة المحكمة، بل والعجيبة المهيبة! وسبحان الذي أنزل هذه الحقائق العلمية عن عالم البحار في محكم كتابه قبل 1400 عام، وهي حقائق لم يصل إليها العلم إلا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. وكلنا يعلم، وحتى المنكرون والمكذبون لكلام الله تعالى، أن مُحمَّدًا –صلى اللَّه عليه وسلّم- لم يركب البحر ولا مرة واحدة في حياته، فهل يُعقل أن يصف لنا بدقة خصائص هذا الحجر المحجور الذي يفصل بين البحار المختلفة، لو لم يكن رسولًا من عند الله تعالى؟
لقد رأينا جانبًا من العجائب العلمية لهذه الآية التي تصدّرت هذا المشهد، أعرض عليكم في المساحة المتبقّية بعض ملامح النظم الرقمي العجيب لهذه الآية نفسها:
{ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)} [الفرقان]
53 هو رقم هذه الآية ، 53 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 16
عدد حروف هذه الآية 64 حرف، وهذا العدد = 16 × 4
تكرّرت أحرف الكلمة الأولى { وَهُوَ } في الآية 16 مرّة!
العدد 64 يتألّف من الرقمين 6 و4
أوّل حرف في الآية (الواو) تكرّر فيها 6 مرّات..
ثاني حرف في الآية (الهاء) تكرّر فيها 4 مرّات..
الآية نفسها تضمّنت 6 أحرف هي (الباء ، الحاء ، الذال ، اللام ، الميم ، الهاء) تكرّر كل منها 4 مرّات..
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف الستة = 90، ومجموع تكرارها في الآية = 24
مجموع العددين 90 + 24 يساوي 114، وهذا هو عدد سور القرآن!
حقيقة رقمية دامغة!
تأمّل الأعجب.. ورد لفظ { حِجْر } في القرآن 5 مرّات في هذه الآيات الخمس..
{ وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138)} [الأنعام]
{ وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80)} [الحِجْر]
{ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22)} [الفرقان]
{ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)} [الفرقان]
{ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5)} [الفجر]
ورد لفظ { حِجْر } للمرّة الأولى في ترتيب الكلمة رقم 5 من بداية الآية!
ورد لفظ { حِجْر } للمرّة الأخيرة في آية رقمها 5
ورد لفظ { حِجْر } للمرّة الثانية في آية عدد كلماتها 5 كلمات.
ورد لفظ { حِجْر } للمرّة الثانية في آية عدد حروفها 25 حرفًا، ويساوي 5 × 5
ورد لفظ { حِجْر } للمرّة الثالثة في آية عدد نقاط حروفها 25 نقطة، ويساوي 5 × 5
ورد لفظ { حِجْر } للمرّة الثالثة في سورة الفرقان وهي السورة رقم 25، ويساوي 5 × 5
ورد لفظ { حِجْر } للمرّة الرابعة في سورة الفرقان وهي السورة رقم 25، ويساوي 5 × 5
ورد لفظ { حِجْر } للمرّة الخامسة قبل 25 آية من نهاية سورة الفجر، ويساوي 5 × 5
تأمّل كيف ارتبط لفظ { حِجْر } في المواضع جميعها بالرقم 5 وهو تكرار لفظ { حِجْر } في القرآن!
تأمّل الأعجب.. في القرآن سورة اسمها (الحِجْر) وهي السورة رقم 15 في المصحف..
تكرّرت أحرف لفظ { الْحِجْر } في الآيات الخمس 114 مرّة!
114 هو عدد سور القرآن!
سورة الحجر ترتيبها في المصحف رقم 15 ، وعدد آياتها 99 آية..
حاصل جمع العددين 15 + 99 يساوي 114
النتيجة نفسها والدلالة الرقمية ذاتها
الآن تأمّل الآية رقم 15 في سورة الحجر نفسها..
{ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)}
تكرّرت أحرف لفظ { الْحِجْر } في الآية 15 مرّة!
ورد لفظ { حِجْر } للمرّة الأولى في القرآن في هذه الآية من سورة الأنعام..
{ وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138)}
هذه الآية عدد كلماتها 26 كلمة وعدد حروفها 117 حرفًا..
إذا استبعدت لفظ { حِجْر } من هذه الآية يصبح عدد حروفها 114 حرفًا.
إذا استبعدت لفظ { حِجْر } من هذه الآية يصبح عدد كلماتها 25 كلمة، ويساوي 5 × 5
العجيب أن هذه الآية عدد النقاط على حروفها 47 نقطة!
47 عدد أوّليّ ترتيبه رقم 15، وهذا هو ترتيب سورة الحِجْر في المصحف!
تأمّل هذا النسيج الرقمي القرآني العجيب!
لفظ { حِجْر } ورد للمرّة الأولى في سورة الأنعام وهي السورة رقم 6 في ترتيب المصحف..
فتأمّل إذًا هذه الآيات الست من سورة الأنعام نفسها..
{ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)}
{ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101)}
{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)}
{ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106)}
{ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)}
{ وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120)}
تكرّرت أحرف لفظ { الْحِجْر } في كل آية من الآيات الست 19 مرّة.
مجموع تكرار أحرف لفظ { الْحِجْر } في الآيات الست يساوي 114
مجموع أرقام هذه الآيات 570، وهذا العدد يساوي 114 × 5
114 هو عدد سور القرآن الكريم!
5 هو تكرار لفظ { حِجْر } في القرآن!
الآيات عددها 6 فتأمّل رقم الآية الأخيرة 120، ويساوي 114 + 6
مزيد من الدهشة..
لفظ { الْحِجْر } ورد في سورة الحِجْر مرّة واحدة وجاء في هذه الآية..
{ وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80)}
تأمل الآية الأولى من السورة :
{ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1)}
تأمّل الآية رقم 25 من السورة:
{ وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25)}
عدد حروف كل آية من الآيات الثلاث السابقة هو 25 حرف.
انطلاقًا من هذه الحقائق الواضحة تأمّل هذه الآيات..
{ فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239)} [البقرة]
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152)} [الأعراف]
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63)} [الحج]
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)} [الأنبياء]
{ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28)} [المؤمنون]
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15)} [النمل]
{ يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63)} [الأحزاب]
{ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)} [يس]
عدد كلمات كل آية من الآيات الثماني هو 15 كلمة.
تكرّرت أحرف لفظ { الْحِجْر } في كل آية من الآيات الثماني 25 مرّة.
مجموع أرقام هذه الآيات الثمان 625، وهذا العدد = 25 × 25
مجموع كلمات هذه الآيات 120 كلمة، وهذا العدد = 114 + 6
مجموع النقاط على حروف هذه الآيات 216 نقطة، ويساوي 6 × 6 × 6
وورد لفظ { حِجْر } للمرّة الأولى في القرآن في سورة الأنعام السورة رقم 6
مجموع تكرار أحرف لفظ { الْحِجْر } في هذه الآيات يساوي 200
مجموع حروف هذه الآيات يساوي 493
الآية رقم 493 من بداية المصحف هي الآية الأخيرة من سورة آل عمران..
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)}
رقم الآية هو العدد 200 نفسه وتكرّرت أحرف لفظ { الْحِجْر } في هذه الآية 25 مرّة! 200 = 25 × 8
أنت الآن تقف على ملامح عامة من عظمة النسيج الرقمي القرآني!
تأمّل كيف يربط هذا النسيج المذهل بين الحروف والألفاظ والآيات والسور!!
هذه هي أوّل آية في سورة الحِجْر..
{ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1)}
عدد حروفها 25 حرف والحرف رقم 25 من بداية السورة هو حرف النون..
حرف النون هو الحرف رقم 25 في قائمة الحروف الهجائية!
والآن ننتقل من الحرف رقم 25 إلى الكلمة رقم 25 من سورة الحِجْر..
{ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4)}
الكلمة رقم 25 من بداية سورة الحِجْر هي كلمة { إِلَّا }..
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمة { إِلَّا } = 25 أيضًا!
الحرف رقم 25 من بداية سورة الحِجْر ترتيبه الهجائي = 25
والكلمة رقم 25 من بداية السورة تتألّف من ثلاثة أحرف مجموع ترتيبها الهجائي = 25
ننتقل إلى الكلمة رقم 50 من بداية سورة الحِجْر:
{ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7)}
الكلمة رقم 50 من بداية سورة الحجر هي كلمة { كُنْتَ } في الآية السابعة..
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمة { كُنْتَ } = 50 أيضًا!
50 = 25 + 25
ورد لفظ { الْحِجْر } في سورة الحجر مرّة واحدة فقط وجاء في هذه الآية:
{ وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80)}
وهذا يعني أن هذه الآية هي التي منحت السورة اسمها (الْحِجْرِ)!
وهذه الآية عدد حروفها 25 حرفًا أيضًا!
لفظ { الْحِجْر } في هذه الآية هو الكلمة رقم 541 من بداية السورة!
541 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 100، ويساوي 25 × 4
25 هو ترتيب سورة الفرقان في المصحف!
وسورة الفرقان هي السورة الوحيدة التي تكرّر فيها لفظ { حِجْر } وجاء في هاتين الآيتين..
{ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22)}
{ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)}
مجموع كلمات الآيتين = 25 كلمة! ومجموع رقمي الآيتين 75، ويساوي 25 × 3
حقًّا.. { ... وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} [النساء]!!
يتبع القسم الثاني والأخير
ألا يدعوه ذلك للاستسلام وإعلان التصديق والتسليم للتفسير الوحيد المقدم له في هذا الكتاب؟!
هذا منطق العقلاء.. منطق الباحثين عن الحقيقة.. لأنها الهدف المنشود..
وهل يجب أن يبحث العقلاء عن غيرها؟!!
نحن اليوم نعيش في عصر العلم والمعرفة، ولا أحد منا ينكر ما وصل إليه العلم الحديث من حقائق حول بحار كوكب الأرض ومحيطاته وأنهاره من حيث دراسة مياه كلٍّ منها، والوقوف على خصائصها وكثافتها، وما يميز كلًا منها عن الآخر، لكن ما عجز العلم عن تفسيره لمدة طويلة هو ما يحدث بالمنطقة التي يصب فيها النهرُ ماءه في البحر.
يلتقي الماء العذب بالماء المالح ويختلطان ظاهريًّا دون أن يبغي أو يطغى أحدهما على خصائص الآخر؛ إذ يظل لكل منهما صفاته الطبيعية والكيميائية! سبحان الله!
عالمان متجاوران ومتناقضان يفصل بينهما حاجز عجيب: العالم الأول هو المياه العذبة بما تحويه من أسماك ومخلوقات نهرية والعالم الثاني هو المياه المالحة بمخلوقاتها البحرية المختلفة ويفصل بين العالمين برزخ كيميائي عجيب!
فتأمّل كيف لخّص القرآن ذلك كلّه في كلمتين اثنتين فقط في خاتمة هذه الآية..
{ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)} [الفرقان]
كلمة الحجر يُقصد بها المكان الذي تنزل به مياه الأنهار فيحجزها الله عزّ وجلّ عن البحر ويجعلها منفصلة عنه تمامًا، أي مكانًا معزولًا تمامًا عن كل من البحر ومجرى النهر، وهو في العادة يتسع ويضيق وفقًا لقوة اندفاع مياه النهر، وهو يعرف علميًّا بمصب النهر. أما كلمة المحجور فتعني تلك الحياة المحجورة على نوع معين من الأسماك والأحياء المائية؛ إذ نجد أن هذا النوع محجور في منطقة مصبات الأنهار بحيث لا يمكنه العيش في مياه البحار ولا في مياه الأنهار. فالكائنات التي تعيش في الماء المالح لا تستطيع الحياة في الماء العذب، والكائنات التي تعيش في الماء العذب أيضًا لا يمكنها أن تعيش في الماء المالح للسبب ذاته، أما الكائنات التي تعيش في المنطقة الفاصلة بين النهر والبحر فهي أيضًا لا يمكنها أن تعيش خارج هذه المنطقة المحجورة.
وهكذا فإن القرآن الكريم يحتوي على درر خفية لا ينضب لها معين، يأخذ منها كل أهل عصر بحسب المعطيات التي يتيحها لهم تطور المعارف والعلوم في عصرهم. فمع أي اكتشاف لحقيقة علمية كونية جديدة يُزاح الستار أمام أعين الناس عن درة وكنز جديد من درر القرآن الكريم وكنوزه كانت خافية لقرون عدة، فيكتشفون حينها أن ما توصل له علماء عصرهم من اكتشاف مذهل، موجود في كتاب الله الكريم منذ ما يزيد على أربعة عشر قرنًا من الزمان.
فسبحان الذي شق الأرض ورفع السماء فوقها بغير عمد يراها الناس، مؤمنهم وكافرهم في ذلك سواء فأنى يؤفكون! وهو الذي أجرى سبحانه وتعالى سحابه في سمائه، وأنزل ماءه من مزنه، وهو الذي مرج البحرين فأرسلهما عذبًا ومالحًا، وهو الذي جعل بينهما برزخًا يحجزهما وحجرًا محجورًا، وهو الذي فعل كل هذا وكان ربك أيها الإنسان قديرًا.
لقد توصّل العلم الحديث إلى حقيقة علمية في غاية الأهميّة، مفادها أن منطقة امتزاج الماء العذب وماء البحر تعتبر منطقة معزولة، لأن الله تعالى جعلها محميّة ببعض القيود الدقيقة الصارمة المحكمة على كل ما يدخل إليها أو ما يخرج منها من الكائنات الحيّة. ففضلًا عن أن الخصائص الفيزيائية والكيميائية لهذه المنطقة أو البيئة تختلف عن تلك الموجودة في كل من منطقتي المياه العذبة والمياه المالحة، حيث توجد فروقات كبيرة في كثافة المياه ودرجة ملوحتها ودرجة حرارتها من لحظة لأخرى ومن فصل لآخر؛ فإن الحيوانات التي تعيش فيها ينطبق عليها القول ذاته. وفي الآية الكريمة التي تتصدر هذا المشهد، يقدّم لنا القرآن العزيز وصفًا دقيقًا وباهرًا لهذه الظاهرة التي توجد عند مصبات الأنهار حيث تمتزج مياهها العذبة بمياه البحار المالحة.
إن الاكتشاف المُذهل لحقيقة "الحجر المحجور" لا يترك لأي إنسان عاقل ومنصف مجالًا للشك في صدق هذا القرآن الكريم الذي أشار إلى وجود هذا الحجر المحجور وبيّن مواصفاته ودوره في منع مياه البحار المالحة من الامتزاج بالمياه العذبة برغم اختلاطهما الظاهري. وقد جعل الله عزّ وجلّ هذا النظام المائي البديع رحمة للناس بالحفاظ على عذوبة مياه الأنهار برغم اتصالها المباشر بالمياه المالحة. فمعظم الأنهار تصبّ في بحار مالحة، لكن لا أحد منها يتغير ماؤه العذب بسبب اختلاطه بماء البحر المالح، ويعزى ذلك إلى وجود هذا البرزخ العجيب! وإن معظم البشر اليوم وهم يعيشون في القرن الواحد والعشرين يجهلون هذه الحقيقة العلمية برغم أهميتها، فهل يمكن لبشر عاش قبل أربعة عشر قرنًا أن يتكلم عنها ويصفها بهذه الدقّة، وهو لم ير البحر في حياته كلها!
إن لفظ { مَرَجَ } في الآية الكريمة التي تصدّرت هذا المشهد يدل على التردد مجيئًا وذهابًا والاختلاط والاضطراب، أما كلمة البحر فهي ترد في القرآن بمعنى البحر المالح أو النهر العذب، ولذا فإن النص القرآني { مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ } يدل على أن التقاء البحرين أو البحر والنهر لا يفضي إلى كمال امتزاجهما ولا يستلزم تغيير أحدهما لصفات الآخر، وكأن السبب وجود برزخ أو حاجز كيميائي يسمح للمياه بالمرور من بحر إلى آخر لكنه يمنع الخصائص الموجودة في بحر بأن تطغى أو تبغي على ميزات وخصائص البحر الآخر. فالبحار تتلاطم أمواجها وتموج وتضطرب، ولكن بلا اختلاط صفاتها مع بعضها بعضًا، وكأن بينهما حواجز تحول دون حصول ذلك.
جاك إيف كستو (1910م ــــ 1997م) هو عالم البحار والمحيطات الفرنسي المعروف، وصاحب السلسلة الوثائقية التلفزيونية الشهيرة "أسرار البحار". جاب هذا العالِم مختلف بحار العالَم ومحيطاته لمدة 60 عامًا على سفينته كاليبسو. وجد كستو بمضيق جبل طارق أن مياه البحر الأبيض المتوسط لا تختلط بمياه المحيط الأطلسي، كما وجد أن لكل منهما صفاته الفيزيائية والكيميائية والإحيائية التي تميزه عن الآخر، وفي الوقت ذاته اكتشف وجود مياه ثالثة تعمل كحاجز بين البحرين وتختلف عنهما في مختلف الصفات، كما تختلف بالقدر نفسه خصائص الكائنات الحيّة التي تعيش في هذا الحاجز. وعندما أخبر علماء ألمانيين باكتشافه، أكدوا له ملاحظتهم للظاهرة نفسها بمضيق باب المندب (بين البحر الأحمر والمحيط الهندي). وعندما روى كستو قصته للجراح الفرنسي موريس بوكاي الذي أسلم بعد دراسته للقرآن، أخبره الأخير أن القرآن الكريم تحدّث عن هذه الظاهرة منذ 1400 عام، فكان ذلك سببًا في إسلامه.
فسبحان من صمم هذه الأنظمة المائية الدقيقة المحكمة، بل والعجيبة المهيبة! وسبحان الذي أنزل هذه الحقائق العلمية عن عالم البحار في محكم كتابه قبل 1400 عام، وهي حقائق لم يصل إليها العلم إلا في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي. وكلنا يعلم، وحتى المنكرون والمكذبون لكلام الله تعالى، أن مُحمَّدًا –صلى اللَّه عليه وسلّم- لم يركب البحر ولا مرة واحدة في حياته، فهل يُعقل أن يصف لنا بدقة خصائص هذا الحجر المحجور الذي يفصل بين البحار المختلفة، لو لم يكن رسولًا من عند الله تعالى؟
لقد رأينا جانبًا من العجائب العلمية لهذه الآية التي تصدّرت هذا المشهد، أعرض عليكم في المساحة المتبقّية بعض ملامح النظم الرقمي العجيب لهذه الآية نفسها:
{ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)} [الفرقان]
53 هو رقم هذه الآية ، 53 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 16
عدد حروف هذه الآية 64 حرف، وهذا العدد = 16 × 4
تكرّرت أحرف الكلمة الأولى { وَهُوَ } في الآية 16 مرّة!
العدد 64 يتألّف من الرقمين 6 و4
أوّل حرف في الآية (الواو) تكرّر فيها 6 مرّات..
ثاني حرف في الآية (الهاء) تكرّر فيها 4 مرّات..
الآية نفسها تضمّنت 6 أحرف هي (الباء ، الحاء ، الذال ، اللام ، الميم ، الهاء) تكرّر كل منها 4 مرّات..
مجموع الترتيب الهجائي لهذه الأحرف الستة = 90، ومجموع تكرارها في الآية = 24
مجموع العددين 90 + 24 يساوي 114، وهذا هو عدد سور القرآن!
حقيقة رقمية دامغة!
تأمّل الأعجب.. ورد لفظ { حِجْر } في القرآن 5 مرّات في هذه الآيات الخمس..
{ وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138)} [الأنعام]
{ وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80)} [الحِجْر]
{ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22)} [الفرقان]
{ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)} [الفرقان]
{ هَلْ فِي ذَلِكَ قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ (5)} [الفجر]
ورد لفظ { حِجْر } للمرّة الأولى في ترتيب الكلمة رقم 5 من بداية الآية!
ورد لفظ { حِجْر } للمرّة الأخيرة في آية رقمها 5
ورد لفظ { حِجْر } للمرّة الثانية في آية عدد كلماتها 5 كلمات.
ورد لفظ { حِجْر } للمرّة الثانية في آية عدد حروفها 25 حرفًا، ويساوي 5 × 5
ورد لفظ { حِجْر } للمرّة الثالثة في آية عدد نقاط حروفها 25 نقطة، ويساوي 5 × 5
ورد لفظ { حِجْر } للمرّة الثالثة في سورة الفرقان وهي السورة رقم 25، ويساوي 5 × 5
ورد لفظ { حِجْر } للمرّة الرابعة في سورة الفرقان وهي السورة رقم 25، ويساوي 5 × 5
ورد لفظ { حِجْر } للمرّة الخامسة قبل 25 آية من نهاية سورة الفجر، ويساوي 5 × 5
تأمّل كيف ارتبط لفظ { حِجْر } في المواضع جميعها بالرقم 5 وهو تكرار لفظ { حِجْر } في القرآن!
تأمّل الأعجب.. في القرآن سورة اسمها (الحِجْر) وهي السورة رقم 15 في المصحف..
تكرّرت أحرف لفظ { الْحِجْر } في الآيات الخمس 114 مرّة!
114 هو عدد سور القرآن!
سورة الحجر ترتيبها في المصحف رقم 15 ، وعدد آياتها 99 آية..
حاصل جمع العددين 15 + 99 يساوي 114
النتيجة نفسها والدلالة الرقمية ذاتها
الآن تأمّل الآية رقم 15 في سورة الحجر نفسها..
{ لَقَالُوا إِنَّمَا سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا بَلْ نَحْنُ قَوْمٌ مَسْحُورُونَ (15)}
تكرّرت أحرف لفظ { الْحِجْر } في الآية 15 مرّة!
ورد لفظ { حِجْر } للمرّة الأولى في القرآن في هذه الآية من سورة الأنعام..
{ وَقَالُوا هَذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لَا يَطْعَمُهَا إِلَّا مَنْ نَشَاءُ بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لَا يَذْكُرُونَ اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاءً عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ (138)}
هذه الآية عدد كلماتها 26 كلمة وعدد حروفها 117 حرفًا..
إذا استبعدت لفظ { حِجْر } من هذه الآية يصبح عدد حروفها 114 حرفًا.
إذا استبعدت لفظ { حِجْر } من هذه الآية يصبح عدد كلماتها 25 كلمة، ويساوي 5 × 5
العجيب أن هذه الآية عدد النقاط على حروفها 47 نقطة!
47 عدد أوّليّ ترتيبه رقم 15، وهذا هو ترتيب سورة الحِجْر في المصحف!
تأمّل هذا النسيج الرقمي القرآني العجيب!
لفظ { حِجْر } ورد للمرّة الأولى في سورة الأنعام وهي السورة رقم 6 في ترتيب المصحف..
فتأمّل إذًا هذه الآيات الست من سورة الأنعام نفسها..
{ بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (28)}
{ بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَنَّى يَكُونُ لَهُ وَلَدٌ وَلَمْ تَكُنْ لَهُ صَاحِبَةٌ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (101)}
{ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ (102)}
{ اتَّبِعْ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (106)}
{ وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ (113)}
{ وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120)}
تكرّرت أحرف لفظ { الْحِجْر } في كل آية من الآيات الست 19 مرّة.
مجموع تكرار أحرف لفظ { الْحِجْر } في الآيات الست يساوي 114
مجموع أرقام هذه الآيات 570، وهذا العدد يساوي 114 × 5
114 هو عدد سور القرآن الكريم!
5 هو تكرار لفظ { حِجْر } في القرآن!
الآيات عددها 6 فتأمّل رقم الآية الأخيرة 120، ويساوي 114 + 6
مزيد من الدهشة..
لفظ { الْحِجْر } ورد في سورة الحِجْر مرّة واحدة وجاء في هذه الآية..
{ وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80)}
تأمل الآية الأولى من السورة :
{ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1)}
تأمّل الآية رقم 25 من السورة:
{ وَإِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَحْشُرُهُمْ إِنَّهُ حَكِيمٌ عَلِيمٌ (25)}
عدد حروف كل آية من الآيات الثلاث السابقة هو 25 حرف.
انطلاقًا من هذه الحقائق الواضحة تأمّل هذه الآيات..
{ فَإنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا فَإِذَا أَمِنْتُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَمَا عَلَّمَكُمْ مَا لَمْ تَكُونُوا تَعْلَمُونَ (239)} [البقرة]
{ إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ (152)} [الأعراف]
{ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ (63)} [الحج]
{ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25)} [الأنبياء]
{ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنْتَ وَمَنْ مَعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (28)} [المؤمنون]
{ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ عِلْمًا وَقَالَا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي فَضَّلَنَا عَلَى كَثِيرٍ مِنْ عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ (15)} [النمل]
{ يَسْأَلُكَ النَّاسُ عَنِ السَّاعَةِ قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا (63)} [الأحزاب]
{ لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (40)} [يس]
عدد كلمات كل آية من الآيات الثماني هو 15 كلمة.
تكرّرت أحرف لفظ { الْحِجْر } في كل آية من الآيات الثماني 25 مرّة.
مجموع أرقام هذه الآيات الثمان 625، وهذا العدد = 25 × 25
مجموع كلمات هذه الآيات 120 كلمة، وهذا العدد = 114 + 6
مجموع النقاط على حروف هذه الآيات 216 نقطة، ويساوي 6 × 6 × 6
وورد لفظ { حِجْر } للمرّة الأولى في القرآن في سورة الأنعام السورة رقم 6
مجموع تكرار أحرف لفظ { الْحِجْر } في هذه الآيات يساوي 200
مجموع حروف هذه الآيات يساوي 493
الآية رقم 493 من بداية المصحف هي الآية الأخيرة من سورة آل عمران..
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (200)}
رقم الآية هو العدد 200 نفسه وتكرّرت أحرف لفظ { الْحِجْر } في هذه الآية 25 مرّة! 200 = 25 × 8
أنت الآن تقف على ملامح عامة من عظمة النسيج الرقمي القرآني!
تأمّل كيف يربط هذا النسيج المذهل بين الحروف والألفاظ والآيات والسور!!
هذه هي أوّل آية في سورة الحِجْر..
{ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1)}
عدد حروفها 25 حرف والحرف رقم 25 من بداية السورة هو حرف النون..
حرف النون هو الحرف رقم 25 في قائمة الحروف الهجائية!
والآن ننتقل من الحرف رقم 25 إلى الكلمة رقم 25 من سورة الحِجْر..
{ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4)}
الكلمة رقم 25 من بداية سورة الحِجْر هي كلمة { إِلَّا }..
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمة { إِلَّا } = 25 أيضًا!
الحرف رقم 25 من بداية سورة الحِجْر ترتيبه الهجائي = 25
والكلمة رقم 25 من بداية السورة تتألّف من ثلاثة أحرف مجموع ترتيبها الهجائي = 25
ننتقل إلى الكلمة رقم 50 من بداية سورة الحِجْر:
{ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ وَقُرْآنٍ مُبِينٍ (1) رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) وَمَا أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا وَلَهَا كِتَابٌ مَعْلُومٌ (4) مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ (5) وَقَالُوا يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ (6) لَوْ مَا تَأْتِينَا بِالْمَلَائِكَةِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ (7)}
الكلمة رقم 50 من بداية سورة الحجر هي كلمة { كُنْتَ } في الآية السابعة..
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمة { كُنْتَ } = 50 أيضًا!
50 = 25 + 25
ورد لفظ { الْحِجْر } في سورة الحجر مرّة واحدة فقط وجاء في هذه الآية:
{ وَلَقَدْ كَذَّبَ أَصْحَابُ الْحِجْرِ الْمُرْسَلِينَ (80)}
وهذا يعني أن هذه الآية هي التي منحت السورة اسمها (الْحِجْرِ)!
وهذه الآية عدد حروفها 25 حرفًا أيضًا!
لفظ { الْحِجْر } في هذه الآية هو الكلمة رقم 541 من بداية السورة!
541 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 100، ويساوي 25 × 4
25 هو ترتيب سورة الفرقان في المصحف!
وسورة الفرقان هي السورة الوحيدة التي تكرّر فيها لفظ { حِجْر } وجاء في هاتين الآيتين..
{ يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلَائِكَةَ لَا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَحْجُورًا (22)}
{ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَحْجُورًا (53)}
مجموع كلمات الآيتين = 25 كلمة! ومجموع رقمي الآيتين 75، ويساوي 25 × 3
حقًّا.. { ... وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (82)} [النساء]!!
يتبع القسم الثاني والأخير