تاريخ الدولة السعودية
في البداية قام " مانع المريدي " من قبيلة ( بكر بن وائل ) بترك مدينة القطيف وتأسيس مدينة الدرعية في نجد عام 1446موفي عام 1517م حدثت معركة اخري هي الريدانية بين المماليك بقيادة طومان باي وسليم الأول انتهت بسقوط الدولة المملوكية وسيطرت الدولة العثمانية علي أملاك دولة المماليك
في هذه المرحلة سلم شريف مكة " الشريف بركات الثاني " مفاتيح الحرمين للسلطان سليم الأول ومن حينها سيطرت الدولة العثمانية علي بلاد الحجازوكانت هذه المنطقة ذات أهمية قصوي بالنسبة لها حيث تضمن لنفسها السلطة الدينية علي العالم الإسلامي
علي كل حال لم تكن الدولة العثماينة تسيطر علي كل الجزيرة العربية في هذه المرحلة حيث :
كانت اليمن تحكمها الدولة القاسمية
عمان يحكمها سلالة اليعاربة
الإحساء يحكمها بني خالد " تابعين للدولة العثمانية "
الحجاز يحكمها الأشراف " تابعين للدولة العثمانية "
نجد كان بها العديد من الامراء وكل امير يحكم مدينة او منطقة معينة ويقول المؤرخ " محمود شاكر في كتابه التاريخ الإسلامي " ( ان نجد احياناً كان يحكمها بنو خالد واحياناً الاشرف )
وقد اعلن محمد بن عبد الوهاب رفض ما يلي :
الطواف حول قبور الصحابة والائمة وطلب العون من الاموت والتمسح والتبرك بالشجر والحجر والاعتقاد بنهم سبب في الانجاب او الزواج
وقد اعتبر محمد بن عبد الوهاب ان هذه الأشياء شرك بالله ويجب منعها وعند عودته لمدية حريملاء بدء محمد دعوته وانتشرت واصبح له العديد من الاتباع وكذلك أعداء فترك حرميلاء وذهب للعينه وتوجه لأميرها " عثمان بن معمر " الذي اقتنع بافكار ودعوة محمد بن عبد الوهاب وهدموا قبر زيد بن الخطاب وطبق عبد الوهاب احكام الامر بالمعروف والنهي عن المنكر وبرز نجمه لذلك اشتكي مجموعة من العلماء لحاكم الاحساء " سلميان بن محمد " واتهوه انه خرج عن اجماع المسلمين ويدعوا للفتنة
فطلب الأخير من عثمان بن معمر قتل محمد بن عبد الوهاب لكنه اكتفي بطلب الرحيل عن العينه فخرج منها وتوجه للدرعية التي كان يحكمها في تلك الفترة " محمد بن سعود " حفيد مانع المريدي مؤسس الدرعية وقد اقتنع محمد بن سعود ايضاً بدعوته وافكاره وتم عقد ميثاق الدرعية بينهما وبهذا تأسست الدولة السعودية الاولي عام 1744م وقد سميت بسعودية نسبة لأبو الأمير محمد ( سعود بن محمد بن مقرن ) وكان يطلق عليهم الوهابيين نسبة للشيخ محمد بن عبد الوهاب
علي كل حال تلقب محمد بن سعود بالأمام ولم يكن يأخذ أي قرار دون استشارة الشيخ محمد بن عبد الوهاب الذي انتشرت دعوته وافكاره وانضمت مدن كثيرة للدولة السعودية مثل ( العينه – ضرما – منفوحة – حريملاء ) وقد توسعت ومع هذا التوسع بدء الصراع بينها وبين الرياض بقيادة اميرها " دهام بن دواس " اكبر خصوم الدولة السعودية لمدة 27 سنة
وقد تمكن دهام بن دواس من دخول الدرعية عام 1747م وقتل أولاد الأمير محمد بن سعود ( فيصل و سعود ) وحدثت بين الرياض والدولة السعودية 17 معركة قتل فيها 4000 شخص
كما هجم امراء الاحساء بنو خالد علي الدولة السعودية وتحالفوا مع قوات نجران التي هزمت الدولة السعودية الاولي في معركة الحاير 1764م التي كادت ان تقضي علي الدولة السعودية لولا حدوث صلح بين الطرفين وتبادلوا بموجبه الأسري
وفي عام 1765م مات الأمير محمد بن سعود وحكم من بعده ابنه " عبد العزيز بن محمد " الذي زادت في عهده الدولة السعودية الأولي بشكل كبير حيث سطيرت علي ( نجد كلها – قطر – الرياض " بعد هروب دهام بن دواس " ) ولم يتبقي للدولة السعودية الأولي سوى بنو خالد في الاحساء والاشراف في الحجاز
وقد تجددت الحرب بين بنو خالد والدولة السعودية الاولي وانتصر عبد العزيز بن محمد بن سعود في معركة الشيط 1792م ودخل الاحساء وقدم القباب والأضرحة ونشر الدعوة السلفية ولم تستقر له الأمور الا بعد معركة الرقيقة عام 1796م والتي قضت فيها الدولة السعودية علي بنو خالد
وتقدم الأمير عبد العزيز ناحية الشمال حتي وصل جنوب العراق ووصل مدينة كربلاء وهدم ضريح الحسين بن علي واخذ مقتنياته لهذا ترك شخص يقال ان اسمه عثمان ترك كربلاء ودخل الدرعية وقتل الأمير عبد العزيز ( ويقول المؤرخ بن بشر انه قتل الأمير عبد العزيز وهو يصلي العصر ) علي كل حال حكم بعده ابنه سعود الكبير ولم يكن هناك منافس للدولة السعودية الاولي سوي الاشراف التابعين للدولة العثمانية واستمرت الحروب بينهم لمدة 26 سنة حتي تمكن الأمير سعود الكبير من حصار مكة ودخولها عام 1805م هنا ادرك شريف مكة " الشريف غالب " انه لا فائدة من حربه مع الدولة السعودية فدخل في طاعة آل سعود ( ويقول الجبرتي في كتابه عجائب الاثار ان القوات السعودية اخذت عند دخلوها المدينة مقتنيات الحجرة المشرفة وهي عبارة عن أسلحة وجواهر ونقولها للدرعية ) وقد استولت القوات السعودية علي جدة والطائف بعد معركة لمدة 3 أيام وتوسعت ايضاً ناحية الشمال حتي وصلت لجنوب العراق وجنوب الشام وفي الجنوب سيطرت الدولة السعودية الاولي علي عمان لفترات معينة وفي اليمن حدثت هدنة بين امام صنعاء " الامام منصور علي " والدولة السعودية الاولي وفي الشارقة حدث صلح بن القوامس والدولة السعودية الاولي بعد استجابتهم للدعوة السلفية وهدم الاضرحة كما سيطرت علي البحرين ولكن لم تكن سيطرة كاملة حيث انها كانت منطقة صراع بين بريطانيا والدولة العثمانية ولعدم امتلاك الدولة السعودية اسطول بحري تستطيع من خلاله السيطرة علي البحرين بشكل كامل كما أرسلت حملة بقيادة قائدها "إبراهيم بن عفيضان" ولكن فشلت في السيطرة علي الكويت وبذلك تكون وصلت الدولة السعودية الاولي لاقصي امتداد لها
وبالفعل جهز محمد علي حملة خصوصاً بعد قضاءه علي المماليك وجعل قيادتها لأبنه طوسون ووصلت الحملة لمدينة لينبع 1811م وكانت مكونة من 8000 جندي من الاتراك والألبان وغيرهم حيث لم يكن محمد علي قد أسس الجيش المصري بعد وقد حدثت معركة وادي الصفراء التي هزم فيها جيش محمد علي بقيادة طوسون وجيش سعود الكبير بقياده ابنه عبد الله بن سعود وقد انتصرت القوات السعودية انتصار كبير لدرجة انه لم يتبقي مع طوسون سوي 3000 جندي لكن لحسن حظ الأخير انه السعوديين لم يتقدموا ويستغلوا هذا الانتصار مما اعطي فرصة لطوسون لطلب الدعم وإعادة تنظيم صفوفه وكسب بعض القبائل كما حاصر المدينة وسيطر عليها بالإضافو لمكة والطائف
ولكن انتصرت القوات السعودية في معركة تربة والحناكية مما استدعي قيادة محمد علي للمعركة بنفسه وهاجم معكسرات السعوديين ولكنه فشل في التوسع
وفي عام 1814م مات سعود الأمير سعود الكبير وتولي من بعده بنه " عبد الله بن سعود " ولكنه لم يكن بنفس قوة ابيه فسيطر محمد علي باشا علي الحجاز كما وصل لجنوب عسير بعد مقاومة القوات السعودية واستبسال القادة أمثال ( بخروش بن علاس – طامي بن شعيب ) وعلي كل حال عاد محمد علي الي مصر حيث حصلت بعد الاضطرابات الداخلية واشاعات بهروب نابليون واحتماليه قيامه بحملة اخري علي مصر
( يقول بن بشر في كتابه تاريخ نجد ان طوسون تقدم حتي وصل لمدينة الرس والخبراء واستمرت المعارك لمدة شهرين حتي تم توقيع صلح بين الطرفين ) وكان من شروط الصلح استقلال عبد الله بن سعود بنجد وتظل الحجاز تحت حكم محمد علي باشا والدولة العثمانية وبعد هذا الصلح عاد طوسون لمصر وتوفي عام 1816م وسواء مات بسبب اصاباته في معركة تربة مع القوات السعودية او مرض الطاعون الا ان محمد علي قد رفض الصلح وارسل ابنه إبراهيم باشا بحملة جديدة وهو قائد قوي سيهزم فيما بعد الدولة العثمانية نفسها وقد تعلم محمد علي من الحملة الاولي فأرسل مع الحملة أطباء وخبراء عسكريين ومنهم الظابط الفرنسي فاسيير الذي شارك في جيش نابليون واستطاع إبراهيم باشا الشيطرة علي ( القصيم – الوشم – شقراء – ضرما ) بعد مقاومة وتقدم حتي وصل الدرعية عام 1818م وحدثت العديد من المعارك مثل ( غبيراء – العلب – سمحة النخل – السلماني – غيرها ) وحرقت القوات السعودية مستودع للسلاح تابع لأبراهيم باشا الأمر الذي لم يوقف إبراهيم باشا عن حصارة للدرعية الذي استمر لمدة 6 شهور حتي طلب عبد الله بن سعود الصلح ومن شروطه تسليم عبد الله بن سعود لنفسه لأبراهيم باشا مع الدرعية بشرط امان مدينة الدرعية فوافق إبراهيم باشا ولكن مع دخوله الدرعية هدم البيوت وقطع النخل وقتل عدد كبير من آل سعود واهل الدرعية وقتل 1300 شخص من أهالي نجد علي يد قوات إبراهيم باشا
بعدها ارسل إبراهيم عبد الله بن سعود لمصر ( يقول الجبرتي في كتابه عجائب الآثار انه وصل مع عبد الله بن سعود 400 شخص من اهل الدرعية ) وقد استقبله محمد علي وارسله للسلطان العثماني وتم عقد محاكمة صورية وطافوا به في الشوارع لمدة ثلاثة أيام ثم تم إعدامه وقطع رأسه وصلبه في أيا صوفيا وبموته أغلقت صفحة الدولة السعودية الاولي ولكن هرب " مشاري بن سعود " من مصر وعاد للدرعية وأسس الدولة السعودية الثانية ........................ يتبع