للتاريخ قصة مدينة
مدينة الملك خالد العسكرية
مدينة الملك خالد العسكرية
البداية :
بداية أود التوضيح أن هذه السلسلة هي لسرد أحداث وقصة النجاح التي حدثت في هذه المدينة وكيف استطاعت الدولة أن تصمم وتبني المدن وتحول الخيال إلى واقع ملموس وهو امتداد لما نعيشه اليوم وما سنراه في المستقبل.
مدينة الملك خالد العسكرية King Khalid Military City (KKMC) :
هي مشروع ضخم وهو جزء من جهود الدولة المستمرة والتي تقدر بمليارات الدولارات لتعزيز أمنها مع تحديث مرافق التدريب العسكري لجيشها العسكري.
لم تستغرق سوى 8 سنوات لتكتمل بعد أن كانت صحراء قاحلة، لتعطي درساً للعالم أجمع ومفاده بأن الأحلام دائما ما تصبح حقيقة في السعودية.
قُدرت كُلفة تسليم المخطط الرئيسي والرسومات الإنشائية لهذه المدينة التي تستوعب أكثر من 65 الف شخص ومباني من جميع الأنواع (مدارس، وصالات للألعاب الرياضية، ومنازل، ومساجد، ومكاتب، ومرافق عسكرية) وبناءها بنحو 7 مليار دولار أي حوالي 26 مليار ريال سعودي.
لك أن تتخيل أنه تم صرف أكثر من 550 مليون دولار ولم يتم إنشاء مبنى دائم واحد بعد، وكل ذلك لأعمال البنى التحتية. كما بُني مقر للملك خالد رحمه الله أثناء حضوره لمراسم وضع حجر الأساس الرسمية.كل هذه مؤشرات على عظم وضخامة وأهمية هذا المشروع.
في فبراير 1978، استقبل نائب رئيس الوزراء، ولي العهد الأمير فهد بن عبد العزيز آنذاك، الملك خالد في الاحتفال لتدشين بدء الأعمال في الموقع.وفي أبريل ١٩٨٥، افتتح الملك فهد مدينة الملك خالد العسكرية، بعد اكتمال المشروع وجميع مرافق القوات والمساكن الخاصة باللواء الثاني
بداية القصة بدأت حينما أرادت الدولة في عام ١٩٦٤ ببناء ثلاث تجمعات عسكرية في تبوك وخميس مشيط والقيصومة. وبحلول أوائل السبعينات كان هناك توجه لبناء معسكر في القيصومة يتسع لـ ١٥ألف شخص.
بعد ذلك زاد الطموح لمضاعفة هذا العدد لتصبح قاعدة تتسع للواءين مكونة من ٣٥ ألف شخص بعدها أمر الأمير سلطان وزر الدفاع آنذاك بجعلها مدينة عسكرية تتسع لأكثر من 65 ألف شخص.
تعاقدت الدولة مع سلاح المهندسين بالجيش الامريكي والذي كان له سابقة أعمال مع العديد من الدول في المنطقة. ومع هذا المشروع الطموح فقد بدت جميع المشاريع المماثلة والسابقة صغيرة مقارنة بحجمه.
تم تغيير الموقع لاحقا في عام ١٩٧٣ كما سنعرف لاحقا ليصبح في موقعه الحالي بالقرب من حفر الباطن والذي يبعد عنها قرابة ٧٠ كلم جنوب حفر الباطن في منطقة صحراوية غير مأهولة.
كان من المتوقع أن هذه القاعدة أو المعسكر سيُبنى بعد القاعدة العسكرية في خميس مشيط. وقد بدأ تصميمه المسبق بالفعل قبل العمل في قاعدة تبوك.
في ديسمبر 1966، تعاقد سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي مع BATMED، وهو تحالف بين ثلاث شركات معمارية وهندسية للقيام بأعمال التصميم والرفوعات المساحية والتخطيط وإدارة المشروع.
مع مرور الوقت، تغيرت الأولويات. كما كان لدى BATMED عقد مخطط رئيسي في تبوك، وكان العمل في تبوك له الأسبقية. ومع ذلك، استمر تصميم المشروع والذي كان من المقرر أن يكون في القيصومة.
في أواخر سبتمبر 1968، قدمت BATMED المخطط الرئيسي للأمير سلطان. بين عامي 1968 و1970، استغرق العمل في خميس مشيط وتبوك وقتًا أطول بكثير مما كان متوقعًا في البداية، مما أدى إلى إبطاء استكمال المخطط النهائي لمدينة الملك خالد العسكرية.
عاد اهتمام الدولة مرة أخرى بمعسكر القيصومة مرة أخرى في أواخر عام 1971 وأوائل عام 1972. وعندما استؤنف العمل في فبراير 1973، أجرى فريق فني فحوصات ميدانية وتقييمات هندسية في خميس مشيط وتبوك لتحديد طرق تحسين تصميم معسكر القيصومة.
أشار تقييم الفريق إلى أن تكلفة تعديل التصميمات السابقة اقتربت من تكلفة إعادة التصميم الكاملة وإنشاء مخطط جديد للمشروع. وفي مايو 1973، أجرى سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي مسحًا جويًا للمنطقة وخلص إلى أن الموقع القريب من القيصومة غير ملائم.
وأوصوا بوضع المشروع في موقع بديل، حفر الباطن، جنوب غرب الموقع الأصلي. كانت التكاليف الإجمالية المقدرة لمشروع حفر الباطن في حدود 8 مليار دولار إلى 15 مليار دولار، على الرغم من أن التقديرات اللاحقة كانت أقل بكثير.
هذا التصور الجديد لمشروع مدينة الملك خالد العسكرية كان قد قزم النطاق المتصور عن أي مشروع سابق قام به سلاح المهندسين بالجيش الأمريكي في أي مكان في العالم.
يعتبر سلاح مهندسي الجيش الأمريكي أحد الوكالات التابعة لوزارة الدفاع الأمريكي وتعتبر من أكبر وكالات الهندسة والتصميم والانشاءات وإدارة المشروعات. فهي من قام بالعمل على قناة بنما والبنتاغون ونصب واشنطن وغيرها من مشاريع السدود والقنوات المائية.
في عام ١٩٧٣ قام مكتب Brown Daltas & Associates وهو المكتب المصمم للمشروع بالتواصل مع مكتب Bill LeMessurier لرؤية ما إذا كان بإمكانه العمل على مشروع قائم على الخرسانة مسبقة الصب في الشرق الأوسط.
تم إضافة Sippican Consultant Internationals لهذا التحالف وذلك لاستكمال بقية الأعمال الهندسية بالمشروع والتي كان لهم فيها سابقة أعمال في مشروعي قاعدة خميس مشيط وقاعدة تبوك.
في مايو 1975 تم إطلاع وزارة الدفاع والطيران على مفهوم التصميم والمخطط الرئيسي لتجميع لواء واحد في حفر الباطن. وافق الأمير سلطان رحمه الله، على الخطوط العريضة لتصميم الفكرة أثناء العرض، لكنه قال أيضًا إنه يريد إضافة لواءين إضافيين إلى المدينة العسكرية.
يتبع .........