عندما نقف على حقيقة الهيكل الذي نسج اليهود المعاصرون حوله أسطورة كبيرة، ويتخذونها اليوم ذريعة، لتنفيذ مخططاتهم الخبيثة لهدم المسجد الأقصى، ندرك للوهلة الأولى أنه ليس للهيكل وجود حقيقي، بل هو أسطورة يهودية نسجتها أيدي أحبار وحاخامات اليهود، ثم نسبتها إلى نبي الله سليمان - عليه السلام-، والثابت تاريخيًا - وكما جاء في السنة النبوية - أن سليمان، عليه السلام، لم يبنِ هيكلاً كما تزعم التوراة، بل الثابت أنه بنى لله تعالى مسجدًا وهو المسجد الأقصى، وإن قصة الهيكل كما ترويها الكتب المقدسة عند اليهود قصة خرافية، والهيكل نفسه ليس له وجود حقيقي في التاريخ.
ويدل على ذلك الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد أن أبا ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت: ثم أي قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة".
وجاء في شرح الحديث في فتح الباري لابن حجر العسقلاني وتفسير ابن كثير، أن أول من أسس مسجد بيت المقدس، وهو المسجد الأقصى هو آدم عليه السلام ؛ ليكون قبلة لبعض ذريته، وذكر بعض أهل العلم أن أول من بنى المسجد الأقصى هو إبراهيم عليه السلام، وأن داود عليه السلام أراد تجديد ذلك البناء، ولكنه لم يكمله فأكمله ابنه سليمان عليه السلام وأتمه وبناه بناء عظيمًا.
وفي ذلك يقول العلامة عبد الرحمن بن خلدون في مقدمته "أراد داود عليه السلام بناء مسجده علي الصخرة فلم يتم له ذلك وعهد به إلى ابنه سليمان فبناه لأربع سنين من ملكه ولخمسمائة سنة من وفاة موسي عليه السلام واتخذ عمده من الصفر وجعل به صرح الزجاج "انه صرح ممرد من قوارير" وغش أبوابه وحيطانه بالذهب وصاغ هياكله وتماثيله ومنارته ومفتاحه من الذهب وجعل في ظهره قبرا ليضع فيه تابوت العهد وهو التابوت الذي فيه الألواح وجاء به من صهيون بلد أبيه داود تحمله الاسباذ والكهونيه حتى وضعه في القبر ووضعت القبة والأوعية والمذبح كل واحد حيث أعدله من المسجد.(1)
ولم تستمر الدولة العبرية التي أقامها داود وسليمان في القدس طويلا، فقد انقسمت في عهد أبناء سليمان إلى مملكتين هما إسرائيل ويهود، التي اتخذت من القدس عاصمة لها، وتعرضت المملكتين للتدمير الشامل علي يد الآشوريين في القرن الثامن قبل الميلاد، والذين أسروا سكانها اليهود فيما عرف باسم "السبي الأول" ثم علي يد البابليين بقيادة بيختنصر عام 587 ق.م، والذي حطم مدينة القدس واخرج اليهود منها وأخذهم إلى بابل كأسري وهو ما يعرف بالسبي الثاني.(2)
ويدل على ذلك الحديث الشريف الذي رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد أن أبا ذر رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله أي مسجد وضع في الأرض أول ؟ قال: "المسجد الحرام"، قال: قلت: ثم أي قال: "المسجد الأقصى"، قلت: كم كان بينهما؟ قال: "أربعون سنة".
وجاء في شرح الحديث في فتح الباري لابن حجر العسقلاني وتفسير ابن كثير، أن أول من أسس مسجد بيت المقدس، وهو المسجد الأقصى هو آدم عليه السلام ؛ ليكون قبلة لبعض ذريته، وذكر بعض أهل العلم أن أول من بنى المسجد الأقصى هو إبراهيم عليه السلام، وأن داود عليه السلام أراد تجديد ذلك البناء، ولكنه لم يكمله فأكمله ابنه سليمان عليه السلام وأتمه وبناه بناء عظيمًا.
وفي ذلك يقول العلامة عبد الرحمن بن خلدون في مقدمته "أراد داود عليه السلام بناء مسجده علي الصخرة فلم يتم له ذلك وعهد به إلى ابنه سليمان فبناه لأربع سنين من ملكه ولخمسمائة سنة من وفاة موسي عليه السلام واتخذ عمده من الصفر وجعل به صرح الزجاج "انه صرح ممرد من قوارير" وغش أبوابه وحيطانه بالذهب وصاغ هياكله وتماثيله ومنارته ومفتاحه من الذهب وجعل في ظهره قبرا ليضع فيه تابوت العهد وهو التابوت الذي فيه الألواح وجاء به من صهيون بلد أبيه داود تحمله الاسباذ والكهونيه حتى وضعه في القبر ووضعت القبة والأوعية والمذبح كل واحد حيث أعدله من المسجد.(1)
ولم تستمر الدولة العبرية التي أقامها داود وسليمان في القدس طويلا، فقد انقسمت في عهد أبناء سليمان إلى مملكتين هما إسرائيل ويهود، التي اتخذت من القدس عاصمة لها، وتعرضت المملكتين للتدمير الشامل علي يد الآشوريين في القرن الثامن قبل الميلاد، والذين أسروا سكانها اليهود فيما عرف باسم "السبي الأول" ثم علي يد البابليين بقيادة بيختنصر عام 587 ق.م، والذي حطم مدينة القدس واخرج اليهود منها وأخذهم إلى بابل كأسري وهو ما يعرف بالسبي الثاني.(2)
الهيكل عند اليهود
وإذا نظرنا إلى الهيكل من وجهة النظر اليهودية، نجد أن الهيكل عندهم يعني بالعبرية "بيت همقداش" أو "البيت المقدس" أو "هيخال"، وتعني البيت الكبير في كثير من اللغات السامية، ومن أهم أسماء الهيكل عندهم: "يهوه" وهو إله اليهود، أي "بيت الإله"، وأُعِد أساسا ليكون مسكنا للإله، كما يزعم الكتاب المقدس في سفر الملوك الإصحاح الثامن الفقرتان 12-13
ولكنه بعد ذلك أصبح مكانا للعبادة وأداء الطقوس وتقديم القرابين، ويزعم اليهود أن الهيكل بناه سليمان عليه السلام في الفترة 960-953 ق.م، وقد بناه فوق جبل موريا وهو جبل بيت المقدس، حيث يوجد الآن المسجدان الأقصى وقبة الصخرة. ويسمي اليهود هذا الجبل بجبل الهيكل، وجاءت قصة بناء سليمان للهيكل في سفري الملوك الأول وأخبار الأيام.(3)
وقد هدم هذا الهيكل - كما يزعمون - على يد نبوخت نصر البابلي عام 586ق.م . ثم أعاد اليهود بناءه في سنة 520-515 ق.م، والباني له يهودي اسمه "زور بابل"، ويذكر اليهود انه بني بأمر من الرب.
وهدم هذا الهيكل الثاني على يد القائد الروماني تيطس سنة 70 ميلادي. والذي أقدم على تدمير القدس، ولم يترك فيها حجراً على حجر, وبطش بالذين حلوا بها من اليهود.
وعبر القرون توالت الفتاوى، حول ضرورة بناء الهيكل، والذي أصّل لذلك "موسى بن ميمون" الطبيب اليهودي في البلاط الأندلسي، الذي زار القدس عام 1267م، ولفت انتباه اليهود إلى ضرورة بناء هيكل، ليكون رمزاً لوحدتهم.. هيكل مركزي وحيد موحد يكون بديلاً عن أماكن عبادتهم في الكنس , بحيث يتوقف عصر الحاخامات ويبدأ عصر الكهنة ممن يعودون بالعبادة من بدعه المزامير إلى عادة تقديم الأضاحي والقرابين. وذهب موسى بن ميمون إلى أن الهيكل الثالث لن يُبْنى بأيدٍ بشرية، وإنما سينزل كاملاً من السماء.(4)
واختلفت في الهيكل الأفهام وتنوعت الرؤى وتعددت الفتاوى غير أن إقدام أوروبا المسيحية على دفع اليهود إلى داخل العمق العثماني لأسباب مفهومة أذكت من جديد مشاريع بناء الهيكل، إلى أن ابتدع لهم أحد الحاخامات عام 1567م فكرة النواح عند حائط البراق الذي سموه "حائط المبكى" , ومنذئذ وهم يملأون العالم عويلاً وبكاءً ونواحاً: "لأجل الهيكل العظيم نبكي وحدنا وننوح".
وهم يزعمون أن "حائط المبكى" هذا من بقايا الهيكل القديم، وهذه قضية فصلت فيها بشكل حاسم لجنة دولية عام 1929م، حيث جاء في تقرير لجنة تقصى الحقائق، التي أوفدتها عصبة الأمم السابقة على الأمم المتحدة: "إن حق ملكية حائط البراق، وحق التصرف فيه وفيما جاوره من الأماكن، موضع البحث في هذا التقرير، هو للمسلمين لأن الحائط نفسه جزء لا يتجزأ من الحرم الشريف".(5)
ولكنه بعد ذلك أصبح مكانا للعبادة وأداء الطقوس وتقديم القرابين، ويزعم اليهود أن الهيكل بناه سليمان عليه السلام في الفترة 960-953 ق.م، وقد بناه فوق جبل موريا وهو جبل بيت المقدس، حيث يوجد الآن المسجدان الأقصى وقبة الصخرة. ويسمي اليهود هذا الجبل بجبل الهيكل، وجاءت قصة بناء سليمان للهيكل في سفري الملوك الأول وأخبار الأيام.(3)
وقد هدم هذا الهيكل - كما يزعمون - على يد نبوخت نصر البابلي عام 586ق.م . ثم أعاد اليهود بناءه في سنة 520-515 ق.م، والباني له يهودي اسمه "زور بابل"، ويذكر اليهود انه بني بأمر من الرب.
وهدم هذا الهيكل الثاني على يد القائد الروماني تيطس سنة 70 ميلادي. والذي أقدم على تدمير القدس، ولم يترك فيها حجراً على حجر, وبطش بالذين حلوا بها من اليهود.
وعبر القرون توالت الفتاوى، حول ضرورة بناء الهيكل، والذي أصّل لذلك "موسى بن ميمون" الطبيب اليهودي في البلاط الأندلسي، الذي زار القدس عام 1267م، ولفت انتباه اليهود إلى ضرورة بناء هيكل، ليكون رمزاً لوحدتهم.. هيكل مركزي وحيد موحد يكون بديلاً عن أماكن عبادتهم في الكنس , بحيث يتوقف عصر الحاخامات ويبدأ عصر الكهنة ممن يعودون بالعبادة من بدعه المزامير إلى عادة تقديم الأضاحي والقرابين. وذهب موسى بن ميمون إلى أن الهيكل الثالث لن يُبْنى بأيدٍ بشرية، وإنما سينزل كاملاً من السماء.(4)
واختلفت في الهيكل الأفهام وتنوعت الرؤى وتعددت الفتاوى غير أن إقدام أوروبا المسيحية على دفع اليهود إلى داخل العمق العثماني لأسباب مفهومة أذكت من جديد مشاريع بناء الهيكل، إلى أن ابتدع لهم أحد الحاخامات عام 1567م فكرة النواح عند حائط البراق الذي سموه "حائط المبكى" , ومنذئذ وهم يملأون العالم عويلاً وبكاءً ونواحاً: "لأجل الهيكل العظيم نبكي وحدنا وننوح".
وهم يزعمون أن "حائط المبكى" هذا من بقايا الهيكل القديم، وهذه قضية فصلت فيها بشكل حاسم لجنة دولية عام 1929م، حيث جاء في تقرير لجنة تقصى الحقائق، التي أوفدتها عصبة الأمم السابقة على الأمم المتحدة: "إن حق ملكية حائط البراق، وحق التصرف فيه وفيما جاوره من الأماكن، موضع البحث في هذا التقرير، هو للمسلمين لأن الحائط نفسه جزء لا يتجزأ من الحرم الشريف".(5)
معتقدات الهيكل
وللهيكل مكانة كبيرة في معتقدات اليهود وفي وجدانهم الديني، يقول المؤرخ "ول.ديورانت" في كتابه "قصة الحضارة" متحدثا عن مكانة الهيكل وقدسيته لدى اليهود:"كان بناء الهيكل أهم الحادثات الكبرى في ملحمة اليهود... ذلك أن هذا الهيكل لم يكن بيتا ليهوه "إله اليهود" فحسب، بل كان أيضا مركزا روحيا لليهود وعاصمة ملكهم، ووسيلة لنقل تراثهم، وذكرى لهم، كأنه علم من نار يتراءى لهم طوال تجوالهم الطويل المدى على ظهر الأرض.(6)
وللهيكل موقع خاص في نفوسهم ووجدانهم يستوي في ذلك المتدين والعلماني, وهم يبالغون في نظرتهم لمكانة الهيكل إلى حد وضعه في مركز العالم , وحسب تعبير الباحث محمد حماد الطل: "لأنه بني في وسط القدس الكائنة في مركز الدنيا، وقدس الأقداس الذي يقع في وسط الهيكل هو بمنزلة سُرة العالم، ويوجد أمامه حجر الأساس النقطة التي عندها خلق العالم. والهيكل عندهم كنز ثمين بل هو أثمن ما في السموات الأرض، لأن الله - كما يزعمون- خلق السموات والأرض بيد واحدة بينما خلق الهيكل بيديه كلتيهما، بل إن الإله قرر بناء الهيكل بنفسه قبل خلق الكون نفسه".
ولديهم تأملات شيطانية كثيرة بخصوص الهيكل، فالفناء المحيط بالهيكل بمنزلة البحر والمقدس هي الأرض وقدس الأقداس هي السماء، ولما هدم الهيكل في 70م، ولم يستطع اليهود إعادة بنائه ابتدعوا جملة من الأساطير جعلوها عقائد وطقوس لهم، فهم يذكرون الهيكل في كل المناسبات كالولادة والزواج والمرض وصلاة منتصف الليل وعند الوجبات والوفاة , فعند الزواج مثلاً يحطم العروسان كوباً فارغاً للتذكير بدمار الهيكل، وقد ينثر بعض الرماد على جبهة العريس لتذكيره بهدم الهيكل.
وجاء في دائرة المعارف البريطانية: أن اليهود يتطلعون إلى افتداء إسرائيل، واجتماع الشعب في فلسطين، واستعادة الدولة اليهودية، وإعادة بناء هيكل سليمان، وإقامة عرش داود في القدس وعليه أمير من نسل داود.
ويصوم اليهود يوما في كل عام، هو يوم التاسع من أغسطس احتفالا بذكرى هدم الهيكل، لأنه هدم في ذلك اليوم، ولهم صلاة خاصة في منتصف الليل حتى يعجل الإله بإعادة بناء الهيكل.(7)
ومن هنا فان الحديث عن الهيكل يأخذ مساحة كبيرة في التراث اليهودي القديم، وكذا في تراثهم الحديث، ويد التحريف اليهودية تزيد في المبالغة في الكلام عن الهيكل في كل عصر عن العصر الذي سبقه، ومن مقولات قادتهم السياسيين، وعلى رأسهم "بن جوريون" أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني:"لا معنى ولا قيمة لإسرائيل بدون أورشليم ولا قيمة لأورشليم بدون الهيكل"(8)
وللهيكل موقع خاص في نفوسهم ووجدانهم يستوي في ذلك المتدين والعلماني, وهم يبالغون في نظرتهم لمكانة الهيكل إلى حد وضعه في مركز العالم , وحسب تعبير الباحث محمد حماد الطل: "لأنه بني في وسط القدس الكائنة في مركز الدنيا، وقدس الأقداس الذي يقع في وسط الهيكل هو بمنزلة سُرة العالم، ويوجد أمامه حجر الأساس النقطة التي عندها خلق العالم. والهيكل عندهم كنز ثمين بل هو أثمن ما في السموات الأرض، لأن الله - كما يزعمون- خلق السموات والأرض بيد واحدة بينما خلق الهيكل بيديه كلتيهما، بل إن الإله قرر بناء الهيكل بنفسه قبل خلق الكون نفسه".
ولديهم تأملات شيطانية كثيرة بخصوص الهيكل، فالفناء المحيط بالهيكل بمنزلة البحر والمقدس هي الأرض وقدس الأقداس هي السماء، ولما هدم الهيكل في 70م، ولم يستطع اليهود إعادة بنائه ابتدعوا جملة من الأساطير جعلوها عقائد وطقوس لهم، فهم يذكرون الهيكل في كل المناسبات كالولادة والزواج والمرض وصلاة منتصف الليل وعند الوجبات والوفاة , فعند الزواج مثلاً يحطم العروسان كوباً فارغاً للتذكير بدمار الهيكل، وقد ينثر بعض الرماد على جبهة العريس لتذكيره بهدم الهيكل.
وجاء في دائرة المعارف البريطانية: أن اليهود يتطلعون إلى افتداء إسرائيل، واجتماع الشعب في فلسطين، واستعادة الدولة اليهودية، وإعادة بناء هيكل سليمان، وإقامة عرش داود في القدس وعليه أمير من نسل داود.
ويصوم اليهود يوما في كل عام، هو يوم التاسع من أغسطس احتفالا بذكرى هدم الهيكل، لأنه هدم في ذلك اليوم، ولهم صلاة خاصة في منتصف الليل حتى يعجل الإله بإعادة بناء الهيكل.(7)
ومن هنا فان الحديث عن الهيكل يأخذ مساحة كبيرة في التراث اليهودي القديم، وكذا في تراثهم الحديث، ويد التحريف اليهودية تزيد في المبالغة في الكلام عن الهيكل في كل عصر عن العصر الذي سبقه، ومن مقولات قادتهم السياسيين، وعلى رأسهم "بن جوريون" أول رئيس وزراء للكيان الصهيوني:"لا معنى ولا قيمة لإسرائيل بدون أورشليم ولا قيمة لأورشليم بدون الهيكل"(8)
التناقض حول مكان الهيكل
ورغم أن موضوع هيكل سليمان له أصل في التراث الديني القديم والحديث عند اليهود، وأنه ذكر في "الكتاب المقدس" (التوراة وبقية الأسفار)، وفي التلمود، وهي كتب تم تحريفها بأيدي الأحبار والرهبان، ويحتل مساحة من تاريخهم القديم والحديث وأدبياتهم، إلا أنه من الناحية العلمية الموضوعية، فإن التاريخ لا يثبت وجود هذا الهيكل، بل يُعِدُّه من الأساطير والخرافات المؤسسة للعقيدة اليهودية.
ويمكن الرد على المزاعم اليهودية بخصوص الهيكل من وجوه عدة، من أهمها التناقض والاضطراب والاختلاف الموجود بين نصوص الكتاب المقدس حول مكان وجود الهيكل، ثم الاختلاف بين الطوائف اليهودية في المكان الذي بني فيه الهيكل، فاليهود السامريون يعتقدون انه بني على جبل "جرزيم" في مدينة نابلس، ولا يعترفون بالمزاعم اليهودية، ويستدلون على ذلك بسفر التثنية أحد أسفار التوراة الخمسة.
أما اليهود المعاصرون من الحاخامات والعلماء الباحثين، وخاصة القادمين من أمريكا وبريطانيا "الإشكناز" فهم يعتقدون أن هيكل سليمان تحت الحرم القدسي، ولكنهم مختلفون فيما بينهم في تحديد مكان الهيكل، واختلافاتهم تصل إلى خمسة أقوال كلها مختلفة ومتناقضة، فمنهم من يزعم انه تحت المسجد الأقصى، ومنهم من يزعم أنه تحت قبة الصخرة، ومنهم من يزعم أنه خارج منطقة الحرم، ومنهم من يزعم انه على قمة الألواح وهي في منطقة الحرم بعيدا عن المسجدين.
ولقد أثبت علماء الآثار من اليهود والأوروبيين والأمريكان الذين نقّبوا واشتغلوا بالحفريات والأنفاق تحت الحرم القدسي الشريف، أنه لا يوجد أثر واحد لهيكل سليمان تحت الحرم القدسي .. لا تحت المسجد الأقصى ولا تحت قبة الصخرة، وشاركهم في هذا الرأي كثير من الباحثين اليهود والغربيين، مما دفع بعضهم إلى أن يقول إن الهيكل قصة خرافية ليس لها وجود، ومن أشهر هؤلاء العلماء اليهود "إسرائيل فلنتشتاين" من جامعة تل أبيب ونشرت آراؤه منذ فترة قريبة، وغيره كثير.(9)
ولقد فنّدت دراسات أجراها باحثون وعلماء آثار يهود فكرة وجود هيكل سليمان في الحرم القدسي الشريف.. بل ذهب بعضهم إلى أن الهيكل قد بناه سليمان خارج الحرم القدسي، بل هناك دراسة حديثة لعلماء يهود تنص صراحة على أن منطقة الحرم القدسي الشريف خارجة عن المنطقة المقدسة لدى اليهود.
ويمكن الرد على المزاعم اليهودية بخصوص الهيكل من وجوه عدة، من أهمها التناقض والاضطراب والاختلاف الموجود بين نصوص الكتاب المقدس حول مكان وجود الهيكل، ثم الاختلاف بين الطوائف اليهودية في المكان الذي بني فيه الهيكل، فاليهود السامريون يعتقدون انه بني على جبل "جرزيم" في مدينة نابلس، ولا يعترفون بالمزاعم اليهودية، ويستدلون على ذلك بسفر التثنية أحد أسفار التوراة الخمسة.
أما اليهود المعاصرون من الحاخامات والعلماء الباحثين، وخاصة القادمين من أمريكا وبريطانيا "الإشكناز" فهم يعتقدون أن هيكل سليمان تحت الحرم القدسي، ولكنهم مختلفون فيما بينهم في تحديد مكان الهيكل، واختلافاتهم تصل إلى خمسة أقوال كلها مختلفة ومتناقضة، فمنهم من يزعم انه تحت المسجد الأقصى، ومنهم من يزعم أنه تحت قبة الصخرة، ومنهم من يزعم أنه خارج منطقة الحرم، ومنهم من يزعم انه على قمة الألواح وهي في منطقة الحرم بعيدا عن المسجدين.
ولقد أثبت علماء الآثار من اليهود والأوروبيين والأمريكان الذين نقّبوا واشتغلوا بالحفريات والأنفاق تحت الحرم القدسي الشريف، أنه لا يوجد أثر واحد لهيكل سليمان تحت الحرم القدسي .. لا تحت المسجد الأقصى ولا تحت قبة الصخرة، وشاركهم في هذا الرأي كثير من الباحثين اليهود والغربيين، مما دفع بعضهم إلى أن يقول إن الهيكل قصة خرافية ليس لها وجود، ومن أشهر هؤلاء العلماء اليهود "إسرائيل فلنتشتاين" من جامعة تل أبيب ونشرت آراؤه منذ فترة قريبة، وغيره كثير.(9)
ولقد فنّدت دراسات أجراها باحثون وعلماء آثار يهود فكرة وجود هيكل سليمان في الحرم القدسي الشريف.. بل ذهب بعضهم إلى أن الهيكل قد بناه سليمان خارج الحرم القدسي، بل هناك دراسة حديثة لعلماء يهود تنص صراحة على أن منطقة الحرم القدسي الشريف خارجة عن المنطقة المقدسة لدى اليهود.
مكانة الهيكل في السياسة "الإسرائيلية"
وإذا نظرنا إلى موقف السياسة الإسرائيلية من الهيكل، نجد أن معتقدات الساسة اليهود بالنسبة لفلسطين ثلاثة10)
الأول: عودة شعب إسرائيل إلى أرض الميعاد، وقد عادوا.
الثاني: إقامة دولة لهذا الشعب، تكون أورشليم "مدينة الرب" عاصمة لها، وقد حققوا هذا عام 1948 و1967م
الثالث: إقامة هيكل الرب في جبل "موريا" على الأرض التي اشتراها داود عليه السلام من أرونا اليبوسي، حيث بناه ولده سليمان.. وهذا المعتقد يسعون إلى تحقيقه على أرض الواقع، وهناك مخططات يهودية لهدم المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل مكانه، ويكفي أن نعلم أنهم أعدوا الخرائط والمخططات الهندسية، ولديهم مجسّم معماري للهيكل يحتل جزءا من مساحة غرفة كبيرة، وكذلك مواد البناء أصبحت جاهزة، وهي محفوظة في مكان سري، وأعدوا أثواب الحرير الخالص التي يرتديها الحاخامات في الهيكل.
الأول: عودة شعب إسرائيل إلى أرض الميعاد، وقد عادوا.
الثاني: إقامة دولة لهذا الشعب، تكون أورشليم "مدينة الرب" عاصمة لها، وقد حققوا هذا عام 1948 و1967م
الثالث: إقامة هيكل الرب في جبل "موريا" على الأرض التي اشتراها داود عليه السلام من أرونا اليبوسي، حيث بناه ولده سليمان.. وهذا المعتقد يسعون إلى تحقيقه على أرض الواقع، وهناك مخططات يهودية لهدم المسجد الأقصى، وإقامة الهيكل مكانه، ويكفي أن نعلم أنهم أعدوا الخرائط والمخططات الهندسية، ولديهم مجسّم معماري للهيكل يحتل جزءا من مساحة غرفة كبيرة، وكذلك مواد البناء أصبحت جاهزة، وهي محفوظة في مكان سري، وأعدوا أثواب الحرير الخالص التي يرتديها الحاخامات في الهيكل.
هل المسجد الأقصى بني علي أنقاض هيكل سليمان؟
ولو افترضنا جدلا وجود الهيكل اليهودي الأول والثاني، وتدمير الهيكل الثاني عام 70م – كما يزعمون - فهل المسجد الأقصى بني علي أنقاض هيكل سليمان؟
إن الحقائق التاريخية تكذب ادعاء اليهود بأن المسجد الأقصى قد بني علي ارض الهيكل اليهودي أو علي أنقاضه، فالثابت أن مكان المسجد الأقصى كان فضاء خاليا من أي بناء أو أنقاض بناء، عندما أسري بالنبي – صلي الله عليه وسلم – إلى بيت المقدس، وأن المسلمين عندما فتحوا القدس في عهد عمر بن الخطاب لم يكن هناك بناء قائم مكان المسجد الأقصى، بل إن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – هو الذي أزال الزبل والأتربة والقاذورات من علي الصخرة المشرفة التي أسري بالنبي – صلي الله عليه وسلم – إليها، ومنها كان عروجه إلى السماء، واختط عمر مسجده هناك، حتى جاء الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، فبني المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وادعاء اليهود بأن حائط البراق الذي يطلقون عليه "حائط المبكي" هو جزء من الهيكل الثاني الذي هدمه تيطس، ليس صحيحا، فالهيكل الثاني – كما تذكر كتبهم - هدمه " تيطس" الروماني عام 70 م، وأزال آثاره بالكامل هدريان الروماني عام 135م، وهو الذي هدم جميع القدس وأزال حجارة الهيكل الثاني وبعثرها، وهذا لم يمنع استعمالها في إنشاءات مختلفة منذ عام 135م، وخلال العصور المتوسطة، ولذلك فان وجود شيء من هذه الحجارة في أي موقع، لا يعني أن الهيكل كان قائما في هذا الموقع، علاوة علي أنه لا يوجد دليل قاطع بأن هذه الحجارة هي أصلا من حجارة الهيكل.
كما أن المسلمين علي مر العصور، لم يعتدوا علي أية أبنية أو أثار يهودية، سواء بالهدم أو عن طريق المصادرة، كما أنهم لم يشيدوا المسجد الأقصى فوق هيكل سليمان، بل جاء في موقعه الحالي علي أساس قدسية هذه البقعة المباركة بنص القرآن الكريم والحديث الشريف، فهذا الموقع مرتبط ارتباطا وثيقا بالعقيدة الإسلامية.
وحائط البراق الذي يدعي اليهود ملكيته وأنه من بقايا الهيكل يعتبر وقفا إسلاميا، وهو الجزء الجنوبي الغربي من جدار الحرم الشريف ويبلغ طوله نحو 48مترا وارتفاعه نحو 17مترا.(11)
إن الحقائق التاريخية تكذب ادعاء اليهود بأن المسجد الأقصى قد بني علي ارض الهيكل اليهودي أو علي أنقاضه، فالثابت أن مكان المسجد الأقصى كان فضاء خاليا من أي بناء أو أنقاض بناء، عندما أسري بالنبي – صلي الله عليه وسلم – إلى بيت المقدس، وأن المسلمين عندما فتحوا القدس في عهد عمر بن الخطاب لم يكن هناك بناء قائم مكان المسجد الأقصى، بل إن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – هو الذي أزال الزبل والأتربة والقاذورات من علي الصخرة المشرفة التي أسري بالنبي – صلي الله عليه وسلم – إليها، ومنها كان عروجه إلى السماء، واختط عمر مسجده هناك، حتى جاء الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، فبني المسجد الأقصى وقبة الصخرة، وادعاء اليهود بأن حائط البراق الذي يطلقون عليه "حائط المبكي" هو جزء من الهيكل الثاني الذي هدمه تيطس، ليس صحيحا، فالهيكل الثاني – كما تذكر كتبهم - هدمه " تيطس" الروماني عام 70 م، وأزال آثاره بالكامل هدريان الروماني عام 135م، وهو الذي هدم جميع القدس وأزال حجارة الهيكل الثاني وبعثرها، وهذا لم يمنع استعمالها في إنشاءات مختلفة منذ عام 135م، وخلال العصور المتوسطة، ولذلك فان وجود شيء من هذه الحجارة في أي موقع، لا يعني أن الهيكل كان قائما في هذا الموقع، علاوة علي أنه لا يوجد دليل قاطع بأن هذه الحجارة هي أصلا من حجارة الهيكل.
كما أن المسلمين علي مر العصور، لم يعتدوا علي أية أبنية أو أثار يهودية، سواء بالهدم أو عن طريق المصادرة، كما أنهم لم يشيدوا المسجد الأقصى فوق هيكل سليمان، بل جاء في موقعه الحالي علي أساس قدسية هذه البقعة المباركة بنص القرآن الكريم والحديث الشريف، فهذا الموقع مرتبط ارتباطا وثيقا بالعقيدة الإسلامية.
وحائط البراق الذي يدعي اليهود ملكيته وأنه من بقايا الهيكل يعتبر وقفا إسلاميا، وهو الجزء الجنوبي الغربي من جدار الحرم الشريف ويبلغ طوله نحو 48مترا وارتفاعه نحو 17مترا.(11)
وهناك مجموعة أخري من الأدلة نسوقها هنا، تؤكد أن المسجد الأقصى لم يبن مكان هيكل سليمان أو علي أنقاضه وهي :
أولا: أن الصخرة التي بساحة المسجد الأقصى، تختلف كل الاختلاف عن الصخرة التي يقدسها اليهود، طبقا لما هو وارد عنها في صحفهم فالتلمود – حسب أكاذيبهم – يذكر أن الصخرة التي يقدسها اليهود ترتفع عن مستوى الأرض بمقدار ثلاثة أصابع، وأيد ذلك مؤرخهم وكاهنهم "موسي بن ميمون" في كتابه "طقوس الغفران"، بينما الصخرة الشريفة الموجودة حاليا بالمسجد الأقصى ترتفع عن مستوي سطح الأرض بنحو متر كامل، ومحيطها يناهز العشرة أمتار، وتحتها فجوة هي بقية مغارة قديمة، عمقها أكثر من متر ونصف، تبدو الصخرة فوقها وكأنها ملعقة بين السماء والأرض وبين الصخرة وقاع المغارة دعامة من الخشب حتى لا تنهار.(12)
كما أن صخرة المسجد الأقصى، هي صخرة قديمة جدا، ويرجع تاريخها إلى عهد ضارب في القدم.. قدم مدينة القدس ذاتها، وعهدها يسبق النصرانية، بل ويسبق اليهودية التي تزعم أنها هي التي قدستها، فهذه البقعة الطيبة من مدينة القدس كانت مباركة منذ أقدم العصور، وعلي حد قول الدكتور حسن ظاظا، فان "الحرم" الإسلامي الذي يضم "المقدسات الإسلامية" أقيم في المنطقة التي كان "ملكي صادق" ملك بيت المقدس، يدعو فيها باسم الله العلي زمان إبراهيم الخليل، عليه السلام.(13)
ومن الذين شكوا في أن تكون الصخرة الشريفة هي الصخرة المعنية في التلمود الباحث الألماني "شيك" في أوائل هذا القرن حيث قال: "إن الصخرة الحالية لم تكن في يوم ما داخلة ضمن قدس الأقداس – ومقصده في ذلك هيكل سليمان- أما صخرة اليهود فالله أعلم، ماذا صنع بها بختنصر وانطيخوس ابيفاتوس ملك سوريا اليوناني وتيطس وهدريان قواد وأمراء وملوك الرومان، وكذلك الصليبيون وغيرهم ممن دمروا مدينة القدس مرارا وتكرارا، تدميرا يكاد يكون كاملا بعد استيلائهم عليها".
كما أن صخرة المسجد الأقصى، هي صخرة قديمة جدا، ويرجع تاريخها إلى عهد ضارب في القدم.. قدم مدينة القدس ذاتها، وعهدها يسبق النصرانية، بل ويسبق اليهودية التي تزعم أنها هي التي قدستها، فهذه البقعة الطيبة من مدينة القدس كانت مباركة منذ أقدم العصور، وعلي حد قول الدكتور حسن ظاظا، فان "الحرم" الإسلامي الذي يضم "المقدسات الإسلامية" أقيم في المنطقة التي كان "ملكي صادق" ملك بيت المقدس، يدعو فيها باسم الله العلي زمان إبراهيم الخليل، عليه السلام.(13)
ومن الذين شكوا في أن تكون الصخرة الشريفة هي الصخرة المعنية في التلمود الباحث الألماني "شيك" في أوائل هذا القرن حيث قال: "إن الصخرة الحالية لم تكن في يوم ما داخلة ضمن قدس الأقداس – ومقصده في ذلك هيكل سليمان- أما صخرة اليهود فالله أعلم، ماذا صنع بها بختنصر وانطيخوس ابيفاتوس ملك سوريا اليوناني وتيطس وهدريان قواد وأمراء وملوك الرومان، وكذلك الصليبيون وغيرهم ممن دمروا مدينة القدس مرارا وتكرارا، تدميرا يكاد يكون كاملا بعد استيلائهم عليها".
ثانيا: قام الأثريون اليهود بعد حرب يونيه 1967 بعمل حفريات في أساس حائط البراق،الذي يسميه اليهود "حائط المبكي"، فما وجدوا فيه شيئا يشير إلى أنه من بقايا هيكل سليمان، وكل ما عثروا عليه في الحجارة التي تحت الأرض فقرتان من سفر النبي أشعيا محفورتان بخط يجعل نسبة تلك الحجارة لداود وسليمان مستحيلة، ولأن الكشف لم يكن دسما من الناحية السياسية، كما تريد حكومة "إسرائيل"، فقد وضعوه في مقبرة الصمت، أو سجل النسيان كعادتهم في كثير مما لا يريدون أن يعرفه العالم عنهم .
ثالثا: أثبتت جميع الحفريات أن الهيكل الخاص باليهود اندثر تماما منذ آلاف السنين وورد ذلك صراحة في عدد كبير من المراجع اليهودية، وكثير من علماء الآثار النصارى أكدوا ذلك، وكان آخرهم عام 1968م عالمة الآثار البريطانية الدكتورة "كاتلين كابينوس"، وقت أن كانت مديرة للحفائر في المدرسة البريطانية للآثار بالقدس، فقد قامت بأعمال حفريات بالقدس، وطردت من فلسطين بسبب فضحها للأساطير الإسرائيلية، حول وجود آثار لهيكل سليمان أسفل المسجد الأقصى، حيث قررت عدم وجود أي آثار البتة لهيكل سليمان، واكتشفت أن ما يسميه "الإسرائيليون" مبنى إسطبلات سليمان ليس له علاقة بسليمان ولا إسطبلات أصلاً، بل هو نموذج معماري لقصر شائع البناء في عدة مناطق بفلسطين، وهذا رغم أن "كاثلين كينيون" جاءت من قبل جمعية صندوق استكشاف فلسطين لغرض توضيح ما جاء في الروايات التوراتية، لأنها أظهرت نشاطاً كبيراً في بريطانيا في منتصف القرن 19 حول تاريخ "الشرق الأدنى".
رابعا: أن المسجد الأقصى المبني حاليا في مدينة القدس، ليس في الزاوية التي بني عليها هيكل سليمان، كما يزعمون، لان المسجد الأقصى موجه إلي الكعبة الشريفة بمكة المكرمة، واتجاهه من الشمال إلى الجنوب، أما هيكل سليمان وإن كان علي نفس الجبل المسمي "موريا " إلا أنه كان مستطيل الشكل – كما ورد في كتب اليهود - ويتجه من الغرب إلى الشرق تجاه الشمس، ويعتقد بعض علماء الآثار أنه أخذ خطوطه الرئيسية من معبد آتون في تل العمارنة بمصر.(14) خامسا: أكد كثير من المهندسين العالميين، الذين درسوا التربة التي يقوم عليها المسجد الأقصى، وتعمقوا فيها، بأنه لا يوجد في ذلك المكان أي دليل أو شبهة لأي من أثر هيكل النبي سليمان، الذي تدعي الصهيونية أنه مدفون بجوار حائط المبكي الغربي بالمسجد الأقصى، بل إن كل الدراسات تنتهي بنتيجة واحدة هي أن هيكل سليمان لم يكن موجودا في هذه المنطقة علي الإطلاق، ولا يوجد أي دليل تاريخي واحد يقطع بـأن حائط البراق الذي يسميه اليهود "حائط المبكي" هو جزء من هيكل سليمان بل إن اسمه الحقيقي كما سماه المسلمون "حائط البراق" نسبة إلى البراق الذي ورد ذكره في حديث الإسراء والمعراج.(15)
سادسا : ذكر الدكتور حسن ظاظا، الأستاذ بكلية الآداب بجامعة الإسكندرية أن عاصمة الملك سليمان، خلال عهده في فلسطين، كانت تعادل ثلث حجم مدينة القدس الحالية، وأن هذه العاصمة مكانها حاليا بمدينة القدس ما يعرف بحارة اليهود، والذي كان به ما يسمي بهيكل سليمان، والمسافة بين حارة اليهود هذه حيث كان يوجد الهيكل وبين المقدسات الإسلامية توازي كيلوا مترا واحدا، مما يتبين معه أن المقدسات الإسلامية لم تبن إطلاقا علي هيكل سليمان كما يزعم اليهود.(16)
سابعا : أكد المهندس رائف نجم رئيس لجنة إعمار الأقصى المبارك – في مقابلة مع الكاتب – أن الحفريات اليهودية التي تمت في الحرم الشريف، منذ عام 1967 وحتى اليوم، لم تعثر علي أي أثر لهيكل سليمان، ولكنها اكتشفت آثارا إسلامية من العهد الأموي، وأخري بيزنطية ورومانية، وقال أنه دخل النفق الذي افتتحوه ووجد في داخله بعض الآثار الإسلامية، مثل الأعمدة والأقواس الإسلامية من العهد المملوكي، ولم يجد أي أثر يهودي.
منقول للاستفادة