قالت وسائل إعلام روسية وحسابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي
إن قائدًا بالقوات الخاصة الجوية الروسية في سوريا قُتل إثر قصف نفذته “هيئة تحرير الشام” استهدف موقعًا عسكريًا بريف اللاذقية.
بلدية بودبوروجي الروسية ذكرت عبر موقع “VK” (أكبر موقع للتواصل الاجتماعي في روسيا) عن مقتل مواطنها العقيد أوليغ فيكتوروفيتش بيتشفيستي، خلال أدائه مهام قيادية في سوريا.
وبحسب المعلومات التي وفرها حساب البلدية الروسية عن الضابط، فقد خاض أعمالًا عسكرية في بلدان عدة من بينها الشيشان، أوسيتيا الجنوبية، واستقر في سوريا منذ عام 2020، حيث كان يرأس قسم استخدام وحدات القوات الخاصة للقيادة العليا المحمولة جوًا.
حساب إخباري موالٍ للحكومة الروسية نشر عبر الموقع نفسه معلومات عن أن العقيد قُتل خلال هجوم نفذته “تحرير الشام” في 25 من أيار الحالي، دون الإشارة إلى موقعه الجغرافي.
وأرفق الحساب صورة لرسالة أرسلتها القيادة العسكرية التي ينتمي إليها الضابط الروسي (غير واضحة في النص)، إلى أحد أفراد عائلته (امرأة)، تبلّغها بوفاة العقيد خلال أداء مهامه العسكرية.
ما علاقة “تحرير الشام”؟
“تحرير الشام” لم تعلن مسؤوليتها عن مقتل الضابط الروسي بشكل رسمي حتى لحظة تحرير هذا الخبر، لكنها نشرت خلال النطاق الزمني نفسه معلومات عن تنفيذها عمليات استهداف وقصف لمواقع عسكرية في ريف محافظة اللاذقية.أحدث هذه العمليات نشرها حساب “الإعلام العسكري” المقرب من “الهيئة” في 26 من أيار الحالي، أي عقب يوم واحد من مقتل الضابط الروسي، قال إنها استهداف لمقر قيادة عمليات النظام في بلدة الجب الأحمر شمالي اللاذقية.
وأرفق الحساب منشوره بتسجيل مصوّر يظهر تصاعد الدخان من إحدى التلال بريف اللاذقية بعد استهدافه براجمات الصواريخ وقذائف الهاون، بحسب “الإعلام العسكري”.
وعقب يوم واحد على استهداف “تحرير الشام” للموقع، أغارت طائرات حربية روسية على قرية فليفل بجبل الزاوية جنوبي محافظة إدلب، بحسب مراصد عسكرية مختصة برصد حركة الطيران في المنطقة، دون معلومات عن أضرار حتى لحظة تحرير هذا الخبر.
تصعيد بعد هدوء
القصف الجوي الروسي لمناطق نفوذ المعارضة جاء بعد تهدئة استمرت لأشهر، إذ لم تقصف روسيا جويًا المنطقة منذ مطلع العام الحالي، باستثناء قصف مدفعي يُنسب للنظام السوري، يعتبر شبه يومي لريف إدلب الجنوبي، بحسب ما رصدته عنب بلدي عبر معرفات “الدفاع المدني” المسؤول عن عمليات الإنقاذ في المنطقة.أحدث عمليات الاستهداف الجوي الروسي لشمال غربي سوريا، بحسب حسابات إخبارية محلية، كان في كانون الأول 2022، عندما قصفت مقاتلات روسية جوًا خطوط التماس بين النظام والمعارضة على محاور تلال الكبينة بريف اللاذقية، دون معلومات عن حجم الأضرار.
القيادي الروسي الذي قُتل في سوريا لا يعتبر الأول، إذ سبق أن قُتل اللواء فاليري أسابوف، أحد كبار مجموعة المستشارين العسكريين الروس في سوريا، في 24 من أيلول 2017، بالقرب من مدينة دير الزور، إثر هجوم بقذائف الهاون من قبل عناصر من تنظيم “الدولة الإسلامية”، بحسب وكالة “تاس” الروسية.
وفي 17 من آذار 2016، قُتل الملازم أول ألكسندر بروخورينكو بمنطقة تدمر، خلال توجيهه الطائرات الروسية لشن ضربات على بعض الأهداف، وفق الوكالة نفسها.
ودشّنت روسيا بقاعدة “حميميم” الجوية الروسية في سوريا نصبين تذكاريين للضابطين في قواتها بروخورينكو وأسابوف، خلال احتفال رسمي في 11 من أيار الحالي.