الهندسة العنكبوتية
إعداد: الدكتور/ أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
إعداد: الدكتور/ أحمد مُحمَّد زين المنّاوي
القسم الأول
عندما يشهد العلم الحديث بصدق القرآن يجب أن ينصت الجميع للشهادة..
فما بالنا لو كان ما يتضمنه من حقائق علمية مضى عليها أكثر من 1400 عام!
فهو إذًا لا يصدم فقط معاصريه، بل يصدم من يعيشون في عصرنا هذا؟!
كي نعي ذلك إليكم السؤال التالي: هل يمكن لأحدكم أن يتخيل طائرة جامبو عملاقة معلّقة على ضفيرة من خيوط العنكبوت لا يتجاوز سُمكها إبهام الأصبع؟!
بالطبع السؤال في غاية الغرابة! لكن الأغرب منه أن إجابته نعم!!
قبل الخوض في تفاصيل هذه المغالطة العجيبة تدبّر هذه الآية الكريمة من سورة العنكبوت..
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)}
ورد لفظ { الْعَنْكَبُوت } في القرآن مرتين في هذه الآية فقط.
والعنكبوت هي أنثى حيوان صغير ينتمي إلى فصيلة العناكب، يُطلق على الذكر منها اسم العنكَّب.
في الآية الكريمة السابقة شبّه الله تعالى حال المشركين الذين يتخذون آلهة من دون الله لينصروهم ويرزقوهم بحال بيت العنكبوت في ضعفه ووهنه. وتهدف هذه الآية إلى تسليط الضوء على هشاشة موقف المشركين بالله، بيد أن لها هدفًا آخر يتمثل في التأمّل في القوة الخفية لهذا الكائن الواهن الضعيف، فالعنكبوت تبني بيتها بخيوط شديدة الحساسية للاهتزاز، تشبَّع هذه الخيوط بمادة صمغية تمثل فخًّا عنيدًا تلتصق به أي حشرة يقودها حظها العاثر إلى الاقتراب من براثنه.
تأمّل معنا للحظات ما تحويه هذه الآية من دقّة علمية التعبير، حيث يقول الله تعالى: { كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا }، والعنكبوت المذكورة في الآية "أنثى"! وهذه إشارة علمية في غاية الدقة للدلالة على أن التي تقوم ببناء البيت الأنثى وليس الذكر، وأن الذكر أي العنكّب لا شأن له بذلك. وفي كلمة { اتَّخَذَتْ } ردّ شافٍ على من يقولون إن لفظة "عنكبوت" تطلق على الذكر والأنثى على حد سواء. وهذه الحقيقة العلمية ما كان أحد مطلقًا يفطن إليها وقت نزول القرآن، ولكن لما انشغل علماء الأحياء حديثًا بدراسة الحشرات، وتطورت الأجهزة والوسائل التي تعينهم على ذلك، تبيّنت لهم هذه الحقائق العلمية المذهلة التي سبقهم القرآن في الإشارة إليها قبل قرون خلت وفي زمن لم تكن فيه أبسط الحقائق العلمية عن العناكب متاحة لأحد من البشر، ولذلك خُتمت الآية بقوله تعالى: { لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }.
سبحان الله! ثبت علميًّا أن العنكّب (ذكر العنكبوت) لا يستطيع أن يبني بيتًا، وإنما الأنثى هي التي تضطلع بهذه المهمة الشاقّة، حيث تقوم بنسج البيت من خيوط حريرية، تعتمد في ذلك على ثلاثة مغازل أسفل بطنها، متصلة بغدد صغيرة تفرز المادة التي تتشكّل منها هذه الخيوط، وهذه كلها مقومات لا يمتلكها الذكر! وخيط العنكبوت هو لعابها، يخرج من فمها ويتجمَّد في الهواء.
وعادة لا تبدأ الأنثى بناء البيت إلا حينما تصل إلى مرحلة البلوغ والاستعداد للزواج، حيث تقوم ببناء بيتها كعامل جذب تستقطب به الذكر، وبعد أن تتم مرحلة التزاوج، تقوم الأنثى بقتل الذكر وأكله بعد الانتهاء من عملية التلقيح، وتحدث عملية الاغتيال هذه بين معظم فصائل العناكب، خاصة العنكبوت التي تُعرف باسم الأرملة السوداء. في المقابل، تترك بعض أنواع العناكب الذكر ليعيش بعد عملية التلقيح، لكن لفترة ليست بالطويلة؛ إذ تدَّخره لأبنائها الذين يقومون بقتله وأكله عقب خروجهم من البيض! من ناحية أخرى، هناك أنواع من العناكب تقوم الأم بتغذية صغارها حتى إذا ما اشتد عودها تقوم بقتلها وأكلها.
سبحان الله! هذا السلوك المتوحّش الذي يشير إلى ضعف الرابطة الأسرية بين العناكب قد يبرر (والله أعلم بمراده) مجيء اسم العنكبوت في الآية بالصيغة المفردة، وكذلك الحال مع تسمية السورة ذاتها، الشيء الذي فيه إشارة واضحة إلى الحياة الفردية التي تتسم بها حياة العناكب فيما عدا لحظات التزاوج، وأوقات فقس البيض.
وخيط العنكبوت الذي نراه بأعيننا المجرّدة ليس إلا مجموعة من الخيوط التي التف بعضها ببعض، أما خيط العنكبوت المفرد فهو رفيع لدرجة مُذهلة، حيث يبلغ سمكه في المتوسط واحدًا من المليون من البوصة المربعة! ولتقريب الصورة نجد أن سمك شعرة رأس الإنسان تزيد على سمك خيط العنكبوت الواحد بنحو 400 مرّة!
سبحان الله! برغم رقّته المتناهية، يُعد خيط العنكبوت من أصلب الألياف الطبيعية على الإطلاق، كما يعد أقوى مادة بيولوجية عرفها الإنسان حتى الآن، حيث تبلغ قوة احتماله 300 ألف رطل للبوصة المربعة، حيث يتمدد خيط العنكبوت إلى خمسة أضعاف طوله قبل أن ينقطع، ولذلك كله فإن قوّة تحمّل خيط العنكبوت للضغط تفوق قوة تحمّل الفولاذ، ولهذا السبب يُطلق على خيط العنكبوت الفولاذ البيولوجي أو الحيوي. وأكثر من هذا فإن خيط العنكبوت أقوى من مثيله طولًا وسماكة من الفولاذ المعدني العادي بعشرين مرّة!
وقد تم إنتاج مادة تشبه في تركيبها خيط العنكبوت تسمى بالكافلر، وتستعمل في صنع الدروع والقمصان الواقية من الرصاص. بل إذا قُدّر لك أن تصنع حبلًا من خيوط العنكبوت في سماكة إبهامك، فيمكنك أن تحمل به طائرة "جامبو" بكل سهولة ويُسر دون أن ينقطع!
وعلى الرغم من قوته الخرافية هذه يؤكد القرآن حقيقة أن بيت العنكبوت يعدّ من أوهن البيوت! فكيف يكون ذلك؟!
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)}
لو تدبّرت الآية في السياق الذي وردت فيه، فسوف تلاحظ أن الوهن المقصود في الآية الكريمة وهن معنوي واجتماعي لبيت العنكبوت، وهو البيت المحروم من معاني المودّة والرحمة التي تقوم على أساسها البيوت، فبيت العنكبوت هو أوهن البيوت على الإطلاق، إذ إن أنثى بعض العناكب تقضي على الذكر، وتلتهمه بمجرّد إتمام عملية الإخصاب، لأنها أكبر حجمًا وأكثر شراسة منه، بينما تعمد أنواع أخرى منها إلى التهام صغارها دون أدنى رحمة، وفي حالات أخرى تموت العنكبوت بعد إتمام إخصاب بيضها الذي عادة ما تحتضنه في كيس من الحرير، وعندما تخرج الصغار إلى الوجود تجد نفسها في مكان شديد الازدحام بالأفراد داخل كيس البيض، فيبدأ الأشقاء في الاقتتال من أجل الطعام والمكان في معركة حامية الوطيس تنتهي بهلاك الضعفاء، بينما ينتشر المنتصرون الأقوياء في البيئة المحيطة؛ حيث تبدأ الإناث في بناء بيوتها بينما يتهيأ الذكور للإخصاب، لتبدأ دورة جديدة من الشراسة والوحشية التي تخلو من أدنى أواصر التراحم والمودة والقربى!
فهذه صورة موجزة لبيت العنكبوت من الداخل، فهل رأيت أوهن منه في الوجود؟!
وهل علمت لماذا ضرب اللَّه عزّ وجلّ المثل ببيت العنكبوت دون سواه من البيوت؟!
وهل علمت لماذا نسب اللَّه عزّ وجلّ البيت إلى أنثى العنكبوت ولم ينسبه إلى الذكر؟!
لأن ذكر العنكبوت (عنكّب) لا يستطيع أن يبني بيتًا، والتي تقوم ببناء البيت هي الأنثى!
وأن بيت العنكبوت في حقيقته فخ وشَرَك منصوب لأي حشرة تقترب منه، أو تمرُّ عليه!
كما أن بيت العنكبوت أوهن البيوت اجتماعيًّا ومعنويًّا، فهو في الوقت نفسه أوهن البيوت على الإطلاق من حيث بنائه ودقة خيوطه التي لا تقي حرًّا ولا بردًا!
اختتم الله عزّ وجلّ الآية الكريمة بقوله: { لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }! لأن المشركين ما كانوا يعلمون هذه الحقائق عن العنكبوت، لأنهم لو علموها لعرفوا لماذا ضرب اللَّه عزّ وجلّ المثل ببيت العنكبوت دون سواه من البيوت؟! ولعرفوا لماذا نسب اللَّه عزّ وجلّ البيت إلى أنثى العنكبوت ولم ينسبه إلى الذكر؟! ولأدركوا لماذا كان بيت العنكبوت أوهن البيوت اجتماعيًّا ومعنويًّا!
سبحان الله! لم يتوصّل العلم إلى هذه الحقائق العلمية المدهشة إلا منذ وقت قريب، بينما ذُكرت في القرآن العظيم منذ ما يزيد على 1400 عام، الشيء الذي يؤكد حقيقة أن هذا القرآن هو كلام الله عزّ وجلّ الذي أنزله على خاتم رسله وأنبيائه سيدنا مُحمَّد –صلى الله عليه وسلّم-.
والآن.. من البيت إلى السورة..
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)} [العنكبوت]
لفظ { الْعَنْكَبُوت } ورد للمرّة الأولى في ترتيب الكلمة رقم 588 من بداية السورة!
والعدد 588 يساوي 14 × 14 × 3
عدد آيات سورة العنكبوت 69 آية، وهذا العدد يساوي 14 + 41 + 14
تأمّلوا هذه اللّوحة العنكبوتية العجيبة!
تأمّلوا العدد الأوسط 41 وهو رقم الآية نفسها!
وتأمّلوا الكلمة رقم 14 في الآية نفسها { الْبُيُوت }..
وتأمّلوا أوّل آية يرد فيها لفظ { الْبُيُوت } في القرآن..
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)} [البقرة]
هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 196، وهذا العدد = 14 × 14
وانتبهوا إلى أن لفظ { الْبُيُوت } ورد في هذه الآية مرّتين!
والآن تأمّلوا أين ورد لفظ { الْبُيُوت } للمرّة الثالثة في القرآن..
{ وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15)} [النساء]
لقد ورد لفظ { الْبُيُوت } في ترتيب الكلمة رقم 14 من بداية الآية!
وتأمّلوا أين ورد لفظ { الْبُيُوت } للمرّة الرابعة في القرآن..
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)} [العنكبوت]
لقد ورد لفظ { الْبُيُوت } في ترتيب الكلمة رقم 14 من بداية الآية!
لفظ { الْبُيُوت } معرّفًا بالألف واللام لم يرد في القرآن إلا في هذه الآيات فقط!
الآن اجمعوا الآيات الثلاث..
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)} [البقرة]
{ وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15)} [النساء]
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)} [العنكبوت]
تذكّروا أن الآية الأولى ترتيبها من بداية المصحف رقم 196، وهذا العدد = 14 × 14
الآن تأمّلوا أوّل كلمة في الآية الأولى { يَسْأَلُونَكَ }..
تكرّرت أحرف كلمة { يَسْأَلُونَكَ } في الآيات الثلاث 196 مرّة!
والعدد 196 يساوي 14 × 14
الآن تأمّلوا الكلمة رقم 14 من بداية الآية الأولى..
كلمة { مِنْ } هي الكلمة رقم 14 من بداية الآية الأولى..
كلمة { مِنْ } هي الكلمة رقم 14 من نهاية الآية الأولى..
كلمة { مِنْ } تتألّف من حرفين هما الميم والنون..
حرف الميم تكرّر في الآية الأولى 5 مرّات وحرف النون تكرّر 9 مرّات، ومجموعهما 14
حرف الميم تكرّر في الآيات الثلاث 15 مرّة وحرف النون تكرّر 27 مرّة، ومجموعهما 42
والعدد 42 يساوي 14 + 14 + 14
لفظ { الْبُيُوت } ورد للمرّة الأولى في ترتيب الكلمة رقم 3535 من بداية المصحف!
تأمّلوا هذا العدد جيِّدًا وانتبهوا إلى هذه الحقائق..
مجموع أرقام هذه الآيات الثلاث 245، وهذا العدد = 35 × 7
مجموع حروف هذه الآيات الثلاث 315 حرفًا، وهذا العدد = 35 × 9
مجموع تراتيب السور الثلاث التي وردت فيها الآيات= 35
لاحظوا أن الآية الأخيرة جاءت في سورة العنكبوت..
تأملوا هاتين الآيتين من سورة العنكبوت نفسها ..
{ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}
{ قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32)}
تكرّرت أحرف لفظ هذه الآيات الثلاث في كل آية من الآيتين 35 مرّة.
مجموع كلمات الآيتين يساوي 35 كلمة!
إليكم الأعجب.. تأمّلوا هذه الآيات الثلاث..
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)} [البقرة]
{ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)} [يوسف]
{ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)} [النور]
تكرّرت أحرف لفظ { الْبُيُوت } في كل آية من الآيات الثلاث 35 مرّة.
عدد حروف كل آية من الآيات الثلاث 70 حرفًا، وهذا العدد = 35 + 35
عدد النقاط على حروف كل آية من الآيات الثلاث 31 نقطة!
مجموع أرقام هذه الآيات الثلاث يساوي 127
127 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 31
مزيد من التأكيد.. تأمّلوا هاتين الآيتين من سورتي هود والنمل..
{ وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64)} [هود]
{ أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64)} [النمل]
تكرّرت أحرف لفظ { الْبُيُوت } في كل آية من الآيتين 35 مرّة.
عدد النقاط على حروف كل آية من الآيتين 37 نقطة!
مجموع كلمات الآيتين يساوي 37 كلمة!
ومجموع حروف الآيتين 148 حرفًا، وهذا العدد = 37 × 4
رقم كل آية من الآيتين هو 64، والعدد 64 = 4 × 4 × 4
تأمّلوا هذا النسيج الرقمي المذهل!
تذكّروا .. هذه أوّل آية يرد فيها لفظ { الْبُيُوت } في القرآن..
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)} [البقرة]
رقم هذه الآية هو 189، وهذا العدد = 21 × 9
انتبهوا إلى أن الكلمة رقم 21 من بداية هذه الآية هي كلمة { الْبُيُوت } نفسها.
انتقلوا الآن إلى سورة العنكبوت وتأمّلوا هذه الآيات الأربع ..
{ وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (11)}
{ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (15)}
{ إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34)}
{ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66)}
تكرّرت أحرف لفظ { الْبُيُوت } في كل آية منها 21 مرّة.
مجموع أرقام هذه الآيات 126، وهذا العدد يساوي 21 × 6
مجموع النقاط على حروف هذه الآيات 82 نقطة، ويساوي 41 + 41
ورد لفظي { الْبُيُوت } و { الْعَنْكَبُوت } في الآية رقم 41 من سورة العنكبوت
وهكذا عدنا إلى الآية نفسها التي افتتحنا بها هذا المشهد..
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)}
لفظ { الْبُيُوت } ورد للمرّة الأخيرة في القرآن في هذه الآية!
وهذه الآية نفسها ترتيبها من بداية المصحف رقم 3381، وهذا العدد = 21 × 161
الآن تأمّلوا هاتين الآيتين من سورة العنكبوت نفسها..
{ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24)}
{ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)}
تكرّرت أحرف لفظ { الْبُيُوت } في كل آية من الآيتين 41 مرّة.
مجموع رقمي الآيتين = 73 وهو عدد أوّليّ ترتيبه في الأعداد الأوّليّة رقم 21
روابط رقمية قرآنية مذهلة!
لمزيد من الهندسة الرقمية العنكبوتية انتقلوا إلى أولى سور القرآن..
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
تكرّرت أحرف لفظ { الْبُيُوت } في سورة الفاتحة 73 مرّة!
73 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 21
المعنى نفسه والدلالة الرقمية ذاتها!
تأمّلوا آخر آية في القرآن لم يرد فيها أي حرف من أحرف لفظ { الْبُيُوت }..
{ ثُمَّ نَظَرَ (21)} [المدثر]
سورة المدثر يأتي ترتيبها في المصحف بعد 73 سورة مباشرة!
{ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21)}
الآية الأخيرة رقمها 21
أوّل كلمة في هذه الآية ترتيبها رقم 63 من بداية السورة، ويساوي 21 × 3
هذه الآية نفسها تأتي بعد 252 حرفًا من بداية السورة، ويساوي 21 × 12
هذه الآية لم يرد فيها أي حرف من أحرف لفظ (البيوت)..
تكرّرت أحرف لفظ (البيوت) في هذه الآيات 105 مرّات!
وهذا العدد يساوي 21 × 5
5 هو عدد حروف الآية نفسها!
5 هو عدد النقاط على حروف الآية نفسها!
يتبع القسم الثاني والأخير
فما بالنا لو كان ما يتضمنه من حقائق علمية مضى عليها أكثر من 1400 عام!
فهو إذًا لا يصدم فقط معاصريه، بل يصدم من يعيشون في عصرنا هذا؟!
كي نعي ذلك إليكم السؤال التالي: هل يمكن لأحدكم أن يتخيل طائرة جامبو عملاقة معلّقة على ضفيرة من خيوط العنكبوت لا يتجاوز سُمكها إبهام الأصبع؟!
بالطبع السؤال في غاية الغرابة! لكن الأغرب منه أن إجابته نعم!!
قبل الخوض في تفاصيل هذه المغالطة العجيبة تدبّر هذه الآية الكريمة من سورة العنكبوت..
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)}
ورد لفظ { الْعَنْكَبُوت } في القرآن مرتين في هذه الآية فقط.
والعنكبوت هي أنثى حيوان صغير ينتمي إلى فصيلة العناكب، يُطلق على الذكر منها اسم العنكَّب.
في الآية الكريمة السابقة شبّه الله تعالى حال المشركين الذين يتخذون آلهة من دون الله لينصروهم ويرزقوهم بحال بيت العنكبوت في ضعفه ووهنه. وتهدف هذه الآية إلى تسليط الضوء على هشاشة موقف المشركين بالله، بيد أن لها هدفًا آخر يتمثل في التأمّل في القوة الخفية لهذا الكائن الواهن الضعيف، فالعنكبوت تبني بيتها بخيوط شديدة الحساسية للاهتزاز، تشبَّع هذه الخيوط بمادة صمغية تمثل فخًّا عنيدًا تلتصق به أي حشرة يقودها حظها العاثر إلى الاقتراب من براثنه.
تأمّل معنا للحظات ما تحويه هذه الآية من دقّة علمية التعبير، حيث يقول الله تعالى: { كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا }، والعنكبوت المذكورة في الآية "أنثى"! وهذه إشارة علمية في غاية الدقة للدلالة على أن التي تقوم ببناء البيت الأنثى وليس الذكر، وأن الذكر أي العنكّب لا شأن له بذلك. وفي كلمة { اتَّخَذَتْ } ردّ شافٍ على من يقولون إن لفظة "عنكبوت" تطلق على الذكر والأنثى على حد سواء. وهذه الحقيقة العلمية ما كان أحد مطلقًا يفطن إليها وقت نزول القرآن، ولكن لما انشغل علماء الأحياء حديثًا بدراسة الحشرات، وتطورت الأجهزة والوسائل التي تعينهم على ذلك، تبيّنت لهم هذه الحقائق العلمية المذهلة التي سبقهم القرآن في الإشارة إليها قبل قرون خلت وفي زمن لم تكن فيه أبسط الحقائق العلمية عن العناكب متاحة لأحد من البشر، ولذلك خُتمت الآية بقوله تعالى: { لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }.
سبحان الله! ثبت علميًّا أن العنكّب (ذكر العنكبوت) لا يستطيع أن يبني بيتًا، وإنما الأنثى هي التي تضطلع بهذه المهمة الشاقّة، حيث تقوم بنسج البيت من خيوط حريرية، تعتمد في ذلك على ثلاثة مغازل أسفل بطنها، متصلة بغدد صغيرة تفرز المادة التي تتشكّل منها هذه الخيوط، وهذه كلها مقومات لا يمتلكها الذكر! وخيط العنكبوت هو لعابها، يخرج من فمها ويتجمَّد في الهواء.
وعادة لا تبدأ الأنثى بناء البيت إلا حينما تصل إلى مرحلة البلوغ والاستعداد للزواج، حيث تقوم ببناء بيتها كعامل جذب تستقطب به الذكر، وبعد أن تتم مرحلة التزاوج، تقوم الأنثى بقتل الذكر وأكله بعد الانتهاء من عملية التلقيح، وتحدث عملية الاغتيال هذه بين معظم فصائل العناكب، خاصة العنكبوت التي تُعرف باسم الأرملة السوداء. في المقابل، تترك بعض أنواع العناكب الذكر ليعيش بعد عملية التلقيح، لكن لفترة ليست بالطويلة؛ إذ تدَّخره لأبنائها الذين يقومون بقتله وأكله عقب خروجهم من البيض! من ناحية أخرى، هناك أنواع من العناكب تقوم الأم بتغذية صغارها حتى إذا ما اشتد عودها تقوم بقتلها وأكلها.
سبحان الله! هذا السلوك المتوحّش الذي يشير إلى ضعف الرابطة الأسرية بين العناكب قد يبرر (والله أعلم بمراده) مجيء اسم العنكبوت في الآية بالصيغة المفردة، وكذلك الحال مع تسمية السورة ذاتها، الشيء الذي فيه إشارة واضحة إلى الحياة الفردية التي تتسم بها حياة العناكب فيما عدا لحظات التزاوج، وأوقات فقس البيض.
وخيط العنكبوت الذي نراه بأعيننا المجرّدة ليس إلا مجموعة من الخيوط التي التف بعضها ببعض، أما خيط العنكبوت المفرد فهو رفيع لدرجة مُذهلة، حيث يبلغ سمكه في المتوسط واحدًا من المليون من البوصة المربعة! ولتقريب الصورة نجد أن سمك شعرة رأس الإنسان تزيد على سمك خيط العنكبوت الواحد بنحو 400 مرّة!
سبحان الله! برغم رقّته المتناهية، يُعد خيط العنكبوت من أصلب الألياف الطبيعية على الإطلاق، كما يعد أقوى مادة بيولوجية عرفها الإنسان حتى الآن، حيث تبلغ قوة احتماله 300 ألف رطل للبوصة المربعة، حيث يتمدد خيط العنكبوت إلى خمسة أضعاف طوله قبل أن ينقطع، ولذلك كله فإن قوّة تحمّل خيط العنكبوت للضغط تفوق قوة تحمّل الفولاذ، ولهذا السبب يُطلق على خيط العنكبوت الفولاذ البيولوجي أو الحيوي. وأكثر من هذا فإن خيط العنكبوت أقوى من مثيله طولًا وسماكة من الفولاذ المعدني العادي بعشرين مرّة!
وقد تم إنتاج مادة تشبه في تركيبها خيط العنكبوت تسمى بالكافلر، وتستعمل في صنع الدروع والقمصان الواقية من الرصاص. بل إذا قُدّر لك أن تصنع حبلًا من خيوط العنكبوت في سماكة إبهامك، فيمكنك أن تحمل به طائرة "جامبو" بكل سهولة ويُسر دون أن ينقطع!
وعلى الرغم من قوته الخرافية هذه يؤكد القرآن حقيقة أن بيت العنكبوت يعدّ من أوهن البيوت! فكيف يكون ذلك؟!
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)}
لو تدبّرت الآية في السياق الذي وردت فيه، فسوف تلاحظ أن الوهن المقصود في الآية الكريمة وهن معنوي واجتماعي لبيت العنكبوت، وهو البيت المحروم من معاني المودّة والرحمة التي تقوم على أساسها البيوت، فبيت العنكبوت هو أوهن البيوت على الإطلاق، إذ إن أنثى بعض العناكب تقضي على الذكر، وتلتهمه بمجرّد إتمام عملية الإخصاب، لأنها أكبر حجمًا وأكثر شراسة منه، بينما تعمد أنواع أخرى منها إلى التهام صغارها دون أدنى رحمة، وفي حالات أخرى تموت العنكبوت بعد إتمام إخصاب بيضها الذي عادة ما تحتضنه في كيس من الحرير، وعندما تخرج الصغار إلى الوجود تجد نفسها في مكان شديد الازدحام بالأفراد داخل كيس البيض، فيبدأ الأشقاء في الاقتتال من أجل الطعام والمكان في معركة حامية الوطيس تنتهي بهلاك الضعفاء، بينما ينتشر المنتصرون الأقوياء في البيئة المحيطة؛ حيث تبدأ الإناث في بناء بيوتها بينما يتهيأ الذكور للإخصاب، لتبدأ دورة جديدة من الشراسة والوحشية التي تخلو من أدنى أواصر التراحم والمودة والقربى!
فهذه صورة موجزة لبيت العنكبوت من الداخل، فهل رأيت أوهن منه في الوجود؟!
وهل علمت لماذا ضرب اللَّه عزّ وجلّ المثل ببيت العنكبوت دون سواه من البيوت؟!
وهل علمت لماذا نسب اللَّه عزّ وجلّ البيت إلى أنثى العنكبوت ولم ينسبه إلى الذكر؟!
لأن ذكر العنكبوت (عنكّب) لا يستطيع أن يبني بيتًا، والتي تقوم ببناء البيت هي الأنثى!
وأن بيت العنكبوت في حقيقته فخ وشَرَك منصوب لأي حشرة تقترب منه، أو تمرُّ عليه!
كما أن بيت العنكبوت أوهن البيوت اجتماعيًّا ومعنويًّا، فهو في الوقت نفسه أوهن البيوت على الإطلاق من حيث بنائه ودقة خيوطه التي لا تقي حرًّا ولا بردًا!
اختتم الله عزّ وجلّ الآية الكريمة بقوله: { لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ }! لأن المشركين ما كانوا يعلمون هذه الحقائق عن العنكبوت، لأنهم لو علموها لعرفوا لماذا ضرب اللَّه عزّ وجلّ المثل ببيت العنكبوت دون سواه من البيوت؟! ولعرفوا لماذا نسب اللَّه عزّ وجلّ البيت إلى أنثى العنكبوت ولم ينسبه إلى الذكر؟! ولأدركوا لماذا كان بيت العنكبوت أوهن البيوت اجتماعيًّا ومعنويًّا!
سبحان الله! لم يتوصّل العلم إلى هذه الحقائق العلمية المدهشة إلا منذ وقت قريب، بينما ذُكرت في القرآن العظيم منذ ما يزيد على 1400 عام، الشيء الذي يؤكد حقيقة أن هذا القرآن هو كلام الله عزّ وجلّ الذي أنزله على خاتم رسله وأنبيائه سيدنا مُحمَّد –صلى الله عليه وسلّم-.
والآن.. من البيت إلى السورة..
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)} [العنكبوت]
لفظ { الْعَنْكَبُوت } ورد للمرّة الأولى في ترتيب الكلمة رقم 588 من بداية السورة!
والعدد 588 يساوي 14 × 14 × 3
عدد آيات سورة العنكبوت 69 آية، وهذا العدد يساوي 14 + 41 + 14
تأمّلوا هذه اللّوحة العنكبوتية العجيبة!
تأمّلوا العدد الأوسط 41 وهو رقم الآية نفسها!
وتأمّلوا الكلمة رقم 14 في الآية نفسها { الْبُيُوت }..
وتأمّلوا أوّل آية يرد فيها لفظ { الْبُيُوت } في القرآن..
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)} [البقرة]
هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 196، وهذا العدد = 14 × 14
وانتبهوا إلى أن لفظ { الْبُيُوت } ورد في هذه الآية مرّتين!
والآن تأمّلوا أين ورد لفظ { الْبُيُوت } للمرّة الثالثة في القرآن..
{ وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15)} [النساء]
لقد ورد لفظ { الْبُيُوت } في ترتيب الكلمة رقم 14 من بداية الآية!
وتأمّلوا أين ورد لفظ { الْبُيُوت } للمرّة الرابعة في القرآن..
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)} [العنكبوت]
لقد ورد لفظ { الْبُيُوت } في ترتيب الكلمة رقم 14 من بداية الآية!
لفظ { الْبُيُوت } معرّفًا بالألف واللام لم يرد في القرآن إلا في هذه الآيات فقط!
الآن اجمعوا الآيات الثلاث..
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)} [البقرة]
{ وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْكُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّى يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا (15)} [النساء]
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)} [العنكبوت]
تذكّروا أن الآية الأولى ترتيبها من بداية المصحف رقم 196، وهذا العدد = 14 × 14
الآن تأمّلوا أوّل كلمة في الآية الأولى { يَسْأَلُونَكَ }..
تكرّرت أحرف كلمة { يَسْأَلُونَكَ } في الآيات الثلاث 196 مرّة!
والعدد 196 يساوي 14 × 14
الآن تأمّلوا الكلمة رقم 14 من بداية الآية الأولى..
كلمة { مِنْ } هي الكلمة رقم 14 من بداية الآية الأولى..
كلمة { مِنْ } هي الكلمة رقم 14 من نهاية الآية الأولى..
كلمة { مِنْ } تتألّف من حرفين هما الميم والنون..
حرف الميم تكرّر في الآية الأولى 5 مرّات وحرف النون تكرّر 9 مرّات، ومجموعهما 14
حرف الميم تكرّر في الآيات الثلاث 15 مرّة وحرف النون تكرّر 27 مرّة، ومجموعهما 42
والعدد 42 يساوي 14 + 14 + 14
لفظ { الْبُيُوت } ورد للمرّة الأولى في ترتيب الكلمة رقم 3535 من بداية المصحف!
تأمّلوا هذا العدد جيِّدًا وانتبهوا إلى هذه الحقائق..
مجموع أرقام هذه الآيات الثلاث 245، وهذا العدد = 35 × 7
مجموع حروف هذه الآيات الثلاث 315 حرفًا، وهذا العدد = 35 × 9
مجموع تراتيب السور الثلاث التي وردت فيها الآيات= 35
لاحظوا أن الآية الأخيرة جاءت في سورة العنكبوت..
تأملوا هاتين الآيتين من سورة العنكبوت نفسها ..
{ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (20)}
{ قَالَ إِنَّ فِيهَا لُوطًا قَالُوا نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَنْ فِيهَا لَنُنَجِّيَنَّهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ كَانَتْ مِنَ الْغَابِرِينَ (32)}
تكرّرت أحرف لفظ هذه الآيات الثلاث في كل آية من الآيتين 35 مرّة.
مجموع كلمات الآيتين يساوي 35 كلمة!
إليكم الأعجب.. تأمّلوا هذه الآيات الثلاث..
{ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (29)} [البقرة]
{ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ (83)} [يوسف]
{ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمٌ (15)} [النور]
تكرّرت أحرف لفظ { الْبُيُوت } في كل آية من الآيات الثلاث 35 مرّة.
عدد حروف كل آية من الآيات الثلاث 70 حرفًا، وهذا العدد = 35 + 35
عدد النقاط على حروف كل آية من الآيات الثلاث 31 نقطة!
مجموع أرقام هذه الآيات الثلاث يساوي 127
127 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 31
مزيد من التأكيد.. تأمّلوا هاتين الآيتين من سورتي هود والنمل..
{ وَيَا قَوْمِ هَذِهِ نَاقَةُ اللَّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ (64)} [هود]
{ أَمَّنْ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَمَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (64)} [النمل]
تكرّرت أحرف لفظ { الْبُيُوت } في كل آية من الآيتين 35 مرّة.
عدد النقاط على حروف كل آية من الآيتين 37 نقطة!
مجموع كلمات الآيتين يساوي 37 كلمة!
ومجموع حروف الآيتين 148 حرفًا، وهذا العدد = 37 × 4
رقم كل آية من الآيتين هو 64، والعدد 64 = 4 × 4 × 4
تأمّلوا هذا النسيج الرقمي المذهل!
تذكّروا .. هذه أوّل آية يرد فيها لفظ { الْبُيُوت } في القرآن..
{ يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ وَلَيْسَ الْبِرُّ بِأَنْ تَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ ظُهُورِهَا وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنِ اتَّقَى وَأْتُوا الْبُيُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (189)} [البقرة]
رقم هذه الآية هو 189، وهذا العدد = 21 × 9
انتبهوا إلى أن الكلمة رقم 21 من بداية هذه الآية هي كلمة { الْبُيُوت } نفسها.
انتقلوا الآن إلى سورة العنكبوت وتأمّلوا هذه الآيات الأربع ..
{ وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ (11)}
{ فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَصْحَابَ السَّفِينَةِ وَجَعَلْنَاهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ (15)}
{ إِنَّا مُنْزِلُونَ عَلَى أَهْلِ هَذِهِ الْقَرْيَةِ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (34)}
{ لِيَكْفُرُوا بِمَا آتَيْنَاهُمْ وَلِيَتَمَتَّعُوا فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (66)}
تكرّرت أحرف لفظ { الْبُيُوت } في كل آية منها 21 مرّة.
مجموع أرقام هذه الآيات 126، وهذا العدد يساوي 21 × 6
مجموع النقاط على حروف هذه الآيات 82 نقطة، ويساوي 41 + 41
ورد لفظي { الْبُيُوت } و { الْعَنْكَبُوت } في الآية رقم 41 من سورة العنكبوت
وهكذا عدنا إلى الآية نفسها التي افتتحنا بها هذا المشهد..
{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ (41)}
لفظ { الْبُيُوت } ورد للمرّة الأخيرة في القرآن في هذه الآية!
وهذه الآية نفسها ترتيبها من بداية المصحف رقم 3381، وهذا العدد = 21 × 161
الآن تأمّلوا هاتين الآيتين من سورة العنكبوت نفسها..
{ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (24)}
{ بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الظَّالِمُونَ (49)}
تكرّرت أحرف لفظ { الْبُيُوت } في كل آية من الآيتين 41 مرّة.
مجموع رقمي الآيتين = 73 وهو عدد أوّليّ ترتيبه في الأعداد الأوّليّة رقم 21
روابط رقمية قرآنية مذهلة!
لمزيد من الهندسة الرقمية العنكبوتية انتقلوا إلى أولى سور القرآن..
{ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
تكرّرت أحرف لفظ { الْبُيُوت } في سورة الفاتحة 73 مرّة!
73 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 21
المعنى نفسه والدلالة الرقمية ذاتها!
تأمّلوا آخر آية في القرآن لم يرد فيها أي حرف من أحرف لفظ { الْبُيُوت }..
{ ثُمَّ نَظَرَ (21)} [المدثر]
سورة المدثر يأتي ترتيبها في المصحف بعد 73 سورة مباشرة!
{ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ (2) وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ (3) وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ (6) وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ (7) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10) ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ (18) فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (19) ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ (20) ثُمَّ نَظَرَ (21)}
الآية الأخيرة رقمها 21
أوّل كلمة في هذه الآية ترتيبها رقم 63 من بداية السورة، ويساوي 21 × 3
هذه الآية نفسها تأتي بعد 252 حرفًا من بداية السورة، ويساوي 21 × 12
هذه الآية لم يرد فيها أي حرف من أحرف لفظ (البيوت)..
تكرّرت أحرف لفظ (البيوت) في هذه الآيات 105 مرّات!
وهذا العدد يساوي 21 × 5
5 هو عدد حروف الآية نفسها!
5 هو عدد النقاط على حروف الآية نفسها!
يتبع القسم الثاني والأخير