الدبابــــــــــة الأمريكيــــــــة التــــــي حملـــــــت الإســـــــم الساخــــــر
"قداحـــــــــــــــة رونســـــــــــــــــون"
"قداحـــــــــــــــة رونســـــــــــــــــون"
على الرغم من أن مواقع تخزين الذخيرة ammunition stowage تختلف بين عربة وعربة أخرى، إلا أنه بشكل عام، مخازن الذخيرة من العيار الصغير والكبير يمكن أن توجد تقريبا في كل موضع أو حيز متوفر لدى عربة القتال، بما في ذلك الرفوف الجاهزة وعنق البرج turret bustle. أيضاً مخزون إضافي متوفر في مقصورات الطاقم أو من خلال الصناديق المربوطة والمثبتة على الأسطح الخارجية. ويحرص المصممون على تفعيل إجراءات السلامة والنجاة قدر المستطاع، وذلك من خلال ترك فراغات بين الذخيرة مع وضع صفائح معدنية واقية بين مواضع التخزين بقصد تخفيض احتمالات الانفجار أو التشظي blast/fragment probability وبالتالي تحفيز وإيقاد الدوافع في القذائف المجاورة.
إن الخطر الحقيقي الذي تعرضه عموم أنواع الذخيرة يتركز على مستوى حساسيتهم المرتفع جداً تجاه الارتطامات الباليستية أو النيران الملتهبة. إذ تحتوي الذخيرة عادة على مكونات وتراكيب عالية الطاقة، التي أما أن تنفجر أو تحترق عندما تتعرض للصدم أو الغمر. فإذا تعرضت خراطيش القذائف للثقب وشحنات الدافع باشرت اشتعالها، فإن التصميم الصحيح والمرغوب فيه هو الذي يبقي خطر الانفجار والغازات الساخنة والحطام بعيداً عن أفراد الطاقم.. جدير بالذكر أن معظم التصاميم الغربية الحديثة تؤمن هذا الهدف، فتجد أن ترتيبات مخازن الذخيرة في دبابات المعركة الرئيسة تمتلك قابلية توجيه النيران وطاقة الانفجار وكذلك الحطام المتطاير بعيداً، ليس فقط عن الطاقم لكن أيضاً عن الذخيرة المجاورة adjacent ammunition.
خلال الحرب العالمية الثانية ، الدبابة الأمريكية المتوسطة من نوع "شيرمان" M4 Sherman كسبت سمعة لا تحسد عليها في سرعة الاشتعال عندما كانت تضرب بنيران مضادة للدبابات. في الحقيقة هي دعيت بأسلوب ساخر "قداحة رونسون" Ronson lighter، لأن هذه الأخيرة كانت قابلة لإيقاد الشعلة من أول استخدام !! وتشير الإحصاءات الأمريكية إلى أن ما يقارب 95% من الدبابات المتعذر إصلاحها كانت بسبب إيقاد شحنة خراطيش الذخيرة الرئيسة في الدبابة.
لتخفيض احتمالات الاشتعال هذه، تمت إضافة صفيحة تدريع خارجية عند موضع تخزين الذخيرة في الدبابة شيرمان. هذا الحل كان مؤقتاً لحين توفير تعديل أفضل يمكن أن يدمج في تصميم الدبابة. مفهوم "التعديل الأفضل" better modification كان يشير في أحد معانيه لوجوب إبعاد وإزالة الذخيرة المخزنة على جوانب الهيكل ونقل رفوف التخزين إلى مستوى منخفض من جسم الدبابة، مع دمج أغلفة أو ستر مائية water jackets إلى رفوف التخزين. فمن أجل المدفع عيار 75 ملم الذي يجهز الدبابة المتوسطة M4A3، جرى وضع عدد 10 صناديق تخزين على أرضية الهيكل، كل منها مزود بعدد 10 قذائف من عيار 75 ملم (الصناديق أو الحاويات موجهة بشكل عمودي) وتطلب الترتيب الجديد ما مجموعه 37.1 غالون من الماء وضع في ثلاثة حاويات خاصة محكمة الغلق. أربعة قذائف أخرى خزنت في رف جاهز على أرضية البرج turret floor، وحميت بغالون واحد من الماء.
أما بالنسبة للسلاح عيار 76 ملم الذي جهز سلسلة الدبابات M4A1/A2/A3، فقد تم وضع رف خاص لعدد 30 قذيفة من جهة عمود التدوير. ورف آخر لعدد 35 قذيفة على الجانب الآخر من أرضية الهيكل، حيث استعمل ما مجموعه 34.5 غالون من الماء لوقاية الذخيرة. رف جاهز على أرضية البرج حمل ستة قذائف واستعمل 2.1 غالون من الماء. لقد احتوى الماء المستخدم على مقدار من سائل غليكول الإيثيلين ethylene glycol لمنع التجمد، بالإضافة لمركب كيميائي لمنع التآكل والصدأ..
ورغم أن حاويات الماء هذه عملت على تأخير إيقاد شحنات الدافع وخفضت كثافة النيران بشكل نسبي، إلا أن الاختبارات أظهرت أن عملية تأخير أو إعاقة الإيقاد ignition delay لم تكن طويلة بما فيه الكفاية للسماح لأفراد الطاقم بالهروب من العربة (الفارق كان بضعة ثوان فقط) وكذلك الأمر بالنسبة لكثافة النار التي على الرغم من أنها خفضت وقللت، إلا أنها كانت لا تزال غير كافية لمنع الضرر البالغ إلى العربة وجرح طاقمها.