الأمة بين النموذج السعودي أو الصومالي!
النظام العربي أو الإقليمي الذي بدأت ملامحه تظهر بعد قمة جدة الأخيرة، هو نظام إقليمي يضم الدول العربية، ويمكن أن يضم في مرحلة لاحقة حتى دول الإقليم المؤثرة مثل إيران وتركيا وإسرائيل وإثيوبيا، فالاتحاد الأوروبي على سبيل المثال يضم أمماً تنتمي إلى أعراق ولغات وأديان مختلفة، كي يسهم النظام الإقليمي الجديد ودوله في تحقيق الحلم السعودي ورؤية ولي العهد السعودي من ضرورة إيقاف النزاعات والحروب بالمنطقة والتحول بها إلى أوروبا الجديدة.
***
ويقوم النظام الإقليمي «الضرورة» على أنقاض الفوضى والاضطراب والنزاع وتساقط دول المنطقة الواحدة تلو الأخرى في أتون الحروب الأهلية وحروب الوكالة، والنظام الإقليمي الجديد ليس سفينة نوح التي ستضم الجميع، حيث لا يمكن لدول ارتضت تقديم الحروب والأيديولوجيا المفرقة على السلام والمصالح المشتركة، أن تكون ضمن ركاب مركب الخير، بل ستبقى في بحور النزاعات والحروب حتى تغيير مسارها وتنضم للركب.
***
آخر محطة:
ستكتشف دول المنطقة إنها أمام خيارين إما الأخذ بمسار السعودة أي مسار السلام والحوار والتنمية والاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية والبشرية لخلق مستقبل مشرق للشعوب، وإما خيار الصوملة أي تقديم الأدلجة وعقلية الصراع، والدخول بالتبعية في حروب لا نهاية لها وما ينتج عنها من مجاعات وفقر وجهل واستخدام الموارد الشحيحة لشراء السلاح للاقتتال مع الشركاء في الوطن والإقليم... الخيار لدول المنطقة وشعوبها سيكون بين البقاء عبر السعودة أو الفناء عبر الصوملة ولا خيار ثالث!
جريدة النهار الكويتية