تغيير شامل في قمة السعودية: من الحديث في السياسة إلى الأمن الغذائي

إنضم
1 مارس 2008
المشاركات
1,748
التفاعل
2,904 140 3
الدولة
United Arab Emirates

تغيير شامل في قمة السعودية: من الحديث في السياسة إلى الأمن الغذائي

السعودية تريد الابتعاد عن الكلاسيكيات السياسية خلال القمة والتركيز على القضايا الضاغطة بما يتعلق بالاقتصاد والأمن الغذائي

السعودية ساهمت بـ10 مليارات دولار لمساعدة الدول العربية


saud_1.jpg


الرياض- تستعد السعودية لتغيير شامل في نغمة الموضوعات التي تطرحها القمم العربية، وبادرت بوضع الأمن الغذائي العربي على طاولة الزعماء العرب مما يسجل قطيعة كاملة مع إيقاع القمة السابقة في الجزائر التي يمكن وصفها بقمة الشعارات.

وشهد الاجتماع الوزاري التمهيدي للقمة العربية الثانية والثلاثين إعداد جملة من مشاريع القرارات لعرضها على القمة العربية التي ستستضيفها السعودية يوم الجمعة القادم.

وذكّر وزير المالية السعودي محمد بن عبدالله الجدعان بمساهمة بلاده في الأمن الغذائي العربي وتقديمها 10 مليارات دولار كحزمة دعم مالي لمساعدة الدول العربية على مواجهة مخلفات الأزمة العالمية.

وتنظر بعض الدول العربية إلى السعودية بعين اللوم على تقصيرها في دعم اقتصاداتها المرهقة، لكن تصريحات الجدعان تبدو كتذكير بالدعم الذي تقدمه الرياض ضمن سياقات مختلفة لا ترتبط بالمنح المالية والقروض والودائع أو حتى الاستثمارات.

وقال مراقبون إن السعودية تريد لهذه القمة الابتعاد عن الكلاسيكيات السياسية والتركيز على القضايا الضاغطة -خاصة ما تعلق منها بالاقتصاد والأمن الغذائي- وإيلائها ما تستحقه من عناية، وهو ما يهتم به الناس ويجعل القمة ونقاشاتها قريبة إليهم بدلا مما كان يحدث في قمم سابقة لم تكن تحظى بالاهتمام بسبب الروتين الذي طغى عليها.

ويرى المراقبون أن أوضح دليل على سلبية القمم السابقة التي لا يهتم لها الناس هو قمة الجزائر الأخيرة، التي ركزت على الشعارات العامة واستعادت خطابات وتقسيمات قديمة تهدف إلى الاستثمار السياسي أكثر مما تهدف إلى التوافق والبحث عن حلول للأزمات العربية المشتركة.

وقادت الأجندة الجزائرية في قمة “لمّ الشمل” إلى غياب عدد من قادة الدول العربية المؤثرة. لكن المؤشرات تظهر أن قمة السعودية ستكون مختلفة وستشهد حضورا مكثفا في ظل الحرص على إبعاد عناصر الخلاف والتركيز على المواضيع التي تهم الجميع وتحتاج إلى قرارات عربية عاجلة مثل موضوع الأمن الغذائي.

وحذرت تقارير متخصصة من أن بعض الدول العربية ليست بمنأى عن زيادة مستويات الجوع وانعدام الأمن الغذائي الذي تتسع دائرته لتشمل أفريقيا جنوب الصحراء وشمال أفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط، وهو ما يتطلب تحركا عربيا مشتركا على المدى المتوسط والبعيد، وليس أقدر من القمة العربية على إثارة مثل هذه القضايا والبحث عن حلول لها.

وأشار وزير المالية السعودي إلى أن الأزمات العالمية المتتالية أظهرت أهمية التكامل الاقتصادي بين الدول العربية، وضرورة رفع مستوى التعاون بينها، والعمل على تطوير نماذج اقتصادية ومالية مستدامة تُسهم في رفع مستويات المرونة في مواجهة جميع التحديات والمخاطر.

وأكد الجدعان أن بلاده تسعى دائما إلى توفير الظروف الملائمة لتحقيق الاستقرار الاقتصادي في المنطقة، من خلال إطلاقها العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى دعم العمل العربي المشترك.

ولفت إلى أن السعودية حرصت على حشد الجهود لمواجهة التحديات المرتبطة بالديون، من خلال إطلاق إطار العمل المشترك لمعالجة مسألة الديون، والذي تمت الموافقة عليه من قبل قادة دول مجموعة العشرين في قمة الرياض السابقة، وهو الإطار الوحيد المتفق عليه دوليًا لإعادة هيكلة ديون الدول التي تواجه تحديات في سداد ديونها، إلى جانب العون الإنمائي والإنساني الذي تقدمه المملكة دعما للدول النامية، وخاصة دول المنطقة.

وأعرب الجدعان عن تطلعه إلى العمل مع الدول الأعضاء للدفع بعملية التكامل الاقتصادي والاجتماعي العربي.

وبدأت الاثنين، في مدينة جدة السعودية، اجتماعات المجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري، وذلك في إطار التحضيرات الجارية لعقد القمة العربية بدورتها العادية الثانية والثلاثين التي تستضيفها السعودية.


 
عودة
أعلى