الفرعون / إعداد: د. أحمد محمد زين المنّاوي

Nabil

خـــــبراء المنتـــــدى
إنضم
19 أبريل 2008
المشاركات
23,846
التفاعل
19,666 126 0
الفرعون

إعداد: الدكتور أحمد محمد زين المنّاوي


عبر تاريخ البشرية.. هناك الكثير والكثير من الطغاة والجبابرة..
واحد منهم فقط هو من تجرأ وقال: أنا ربكم الأعلى!
إنسان واحد فقط أرسل الله له نبيين اثنين.. دفعة واحدة! إنه فرعون موسى.. الفرعون الأشهر!
الطاغية الذي لحق بموسى عليه السلام ليقتله هو ومن آمن معه من بني إسرائيل، وحينما اعترضهم البحر أنجى الله موسى عليه السلام ومن معه من المؤمنين، وأغرق فرعون وجنوده. ويؤكد العلم الحديث ما ورد في القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 عام، من أن الفرعون مات غرقًا بالفعل، وأن جثته لم تمكث في الماء مدة طويلة، إذ لم تظهر عليها أي علامات للتلف التام، الذي يسببه عادة المكوث في الماء طويلًا.
فسبحان من علم الإنسان في قرآنه الكريم هذه الأسرار قبل عصر التقدم العلمي بمئات السنين.

والآن تأمّلوا هذه الآيات من سورة يونس، والتي تصّور مشهد غرق الفرعون:

{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)} [ يونس].

هذا مجمل ما قاله فرعون عندما أدركه الغرق كما ورد في القرآن الكريم:
{ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ }.
لقد قال فرعون عندما أدركه الغرق 49 حرفًا، ويساوي 7 × 7
وأوّل آية في المصحف يرد فيها اسم (فِرْعَوْن) هي هذه الآية من سورة البقرة:

{ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)} .

الآية رقمها 49، ويساوي 7 × 7
كما أن اسم (فِرْعَوْنَ) هو الكلمة رقم 14 من نهاية الآية، ويساوي 7 + 7
ويأتي اسم (فِرْعَوْنَ) بعد 14 حرفًا من بداية الآية، ويساوي 7 + 7
وأطول كلمة في هذه الآية وهي تأتي بعد اسم (فِرْعَوْنَ) مباشرة وهي كلمة { يَسُومُونَكُمْ }، ترتيبها رقم 700 من بداية سورة البقرة.
عجيب! لابد أن للفرعون قصّة مثيرة مع الرقم 7

تأملوا معي تفاصيل هذه القصة..
لقد ورد اسم (فِرْعَوْنَ) في سورة يونس 6 مرّات في 5 آيات..

{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75)}
{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ
(79)}
{ فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83)}
{ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88)}
{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)}

اسم (فِرْعَوْنَ) جاء بعد 7 كلمات من بداية الآية الأولى!
اسم (فِرْعَوْنَ) هو الكلمة رقم 7 من نهاية الآية الأولى نفسها!
كما أن الآية الأولى جاءت بعد 74 آية من بداية سورة يونس!
74 هو تكرار اسم (فِرْعَوْنَ) في القرآن الكريم بالكامل!

الآن تأملوا مراتب الفرعون في الآيات الخمس:
(فِرْعَوْنَ) هو الكلمة رقم 8 من بداية الآية الأولى..
(فِرْعَوْنَ) هو الكلمة رقم 2 من بداية الآية الثانية..
(فِرْعَوْنَ) هو الكلمة رقم 11 ورقم 16 من بداية الآية الثالثة، حيث ورد مرتين في هذه الآية!
(فِرْعَوْنَ) هو الكلمة رقم 6 من بداية الآية الرابعة..
(فِرْعَوْنَ) هو الكلمة رقم 6 من بداية الآية الخامسة..
مجموع المراتب التي احتلها (فِرْعَوْنَ) من بداية الآيات الخمس هو 49، ويساوي 7 × 7

الآن تأملوا مراتب الفرعون من نهاية الآيات الخمس نفسها:
(فِرْعَوْنَ) هو الكلمة رقم 7 من نهاية الآية الأولى..
(فِرْعَوْنَ) هو الكلمة رقم 5 من نهاية الآية الثانية..
(فِرْعَوْنَ) هو الكلمة رقم 7 و12 من نهاية الآية الثالثة، حيث ورد مرتين في هذه الآية.
(فِرْعَوْنَ) هو الكلمة رقم 24 من نهاية الآية الرابعة..
(فرعون) هو الكلمة رقم 22 من نهاية الآية الخامسة..
مجموع المراتب التي احتلها (فِرْعَوْنَ) من نهاية الآيات الخمس = 77

تمهلوا ولا تتعجلوا..
إن رحلة الفرعون الأشهر مع العدد 7 لا تنتهي..
مجموع المراتب التي احتلها (فِرْعَوْنَ) من نهاية الآيات الخمس = 77
مجموع المراتب التي احتلها (فِرْعَوْنَ) من بداية الآيات الخمس = 7 × 7
العجيب أن مجموع كلمات هذه الآيات الخمس 98 كلمة، ويساوي 7 × 7 + 7 × 7
كما أن حرف الألف هو أوّل الحروف الهجائية وتكرّر في هذه الآيات الخمس 77 مرّة!
سبحان من هذا كلامه..

تأمّلوا وزير الفرعون..
كقاعدة عامة في النسيج الرقمي القرآني فإن كل ما سكتت عنه الألفاظ أفصحت عنه الأرقام بوضوح..
تأمّلوا اسم (هامان) وزير الفرعون ليس له أي ذكر في هذه الآيات الخمس من سورة يونس.. تأكّدوا جيِّدًا:
والعجيب أن اسم (هامان) له حضور مميّز في النظام الرقمي لهذه الآيات الخمس.. حيث تكرّرت حروف اسم (هامان) في الآيات الخمس 245 مرّة، ويساوي 7 × 7 × 5
تذكّروا أن 5 هو عدد الآيات نفسها..
ومجموع المراتب التي احتلها (فِرْعَوْنَ) من بداية الآيات الخمس = 7 × 7
ومجموع المراتب التي احتلها (فِرْعَوْنَ) من نهاية الآيات الخمس = 77
ومجموع كلمات هذه الآيات الخمس 98 كلمة، ويساوي 7 × 7 + 7 × 7
وحرف الألف هو أوّل الحروف الهجائية وتكرّر في هذه الآيات الخمس 77 مرّة!
ومجمل ما قاله الفرعون حينما أدركه الغرق 49 حرفًا، ويساوي 7 × 7
تأمّلوا هذا النظام السُباعي المحكم الذي يرتبط بالفرعون وبكل ما يحيط به!

مزيد من التأكيد..
أرأيتم كيف ارتبط الفرعون ووزيره بالرقم 7 برغم أن اسم (هامان) لم يرد في هذه الآيات!
عليكم أن تنتبهوا دائمًا إلى أن العرب لم يعرفون الترتيب الهجائي للحروف إلا بعد 80 عامًا من انقطاع الوحي!

روابط رقمية مذهلة..
الآيات الخمس المرتبطة بالفرعون لا تقودنا فقط إلى الرقم 7، بل هي غنية بروابط رقمية مذهلة لا حصر لها..
فهل تعلمون أن هذه الآيات الفرعونية الخمس تنطق بكلمة "الوحي"؟!
تأملوا عجائب القرآن..
تكرّرت حروف كلمة { الْوَحْيّ } في الآيات الخمس 188 مرّة، ويساوي 114 + 74
عدد سور القرآن + تكرار اسم (فِرْعَوْنَ) في القرآن!

تذكّروا معي..
ورد اسم (فِرْعَوْنَ) في القرآن 74 مرّة..
وما هو المصير الذي لقيه (فِرْعَوْنَ) نتيجة تكبّره وعناده؟
لقد كان مصيره (الغرق) كما جاء في الآية الأخيرة من الآيات الفرعونية الخمس..
مجموع الترتيب الهجائي لحروف لفظ (الغرق) = 74
74 هو تكرار اسم (فِرْعَوْنَ) في القرآن!
تأمّلوا كيف تصوّر الأرقام مشهد الغرق!

تأمّلوا ماذا تقول الآية:
{ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ }!

تكرّرت حروف لفظ { وَجُنُودُهُ } في الآيات الخمس 148 مرّة، ويساوي 74 + 74
74 هو تكرار اسم (فِرْعَوْنَ) في القرآن!

لقد غرق فرعون في البحر.. نعم غرق في { الْبَحْر }
تكرّرت حروف لفظ { الْبَحْر } في الآيات الخمس 163 مرّة، ويساوي 49 + 114
عدد سور القرآن + عدد حروف كلام فرعون!
كل ما قاله فرعون عندما أدركه الغرق في البحر 49 حرفًا..
{ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ }.
تأمّلوا كيف ابتلعه البحر وهو يقول هذه الكلمات!
وتأمّلوا كيف تصوّر الأرقام مشهد الغرق بوضوح!

تأملوا علاقة رقمية أخرى..ما هي أوّل كلمة نطق بها الفرعون عندما أدركه الغرق؟
نعم.. إنها كلمة { آمَنْتُ }..
تكرّرت حروف أوّل كلمة نطق بها الفرعون { آمَنْتُ } تكرّرت في الآيات الخمس 163 مرّة، ويساوي 114+ 49
عدد سور القرآن + عدد حروف كلام فرعون!

تأمّلوا الأعجب.. ما هي آخر كلمة نطق بها الفرعون عندما أدركه الغرق؟
إنها كلمة { الْمُسْلِمِينَ }..
تكرّرت حروف لفظ { الْمُسْلِمِينَ } في الآيات الخمس 228 مرّة، ويساوي 114 + 114
114 هو عدد سور القرآن الكريم.. دستور الإسلام والمسلمين!

تأملوا كذلك حروف اسم { مُحمَّد }..
تكرّرت حروف اسم { مُحمَّد } في الآيات الخمس 47 مرّة!
47 هو بالفعل ترتيب سورة مُحمَّد في المصحف!

وللتأكيد تأملوا لفظ { رَسُوْل }..
الآيات الخمس تربط بين لفظ { رَسُوْل } من جانب وعدد أعوام الوحي وعدد أركان الإسلام من جانب آخر..
تكرّرت حروف لفظ { رَسُوْل } في الآيات الخمس 115 مرّة، ويساوي 5 × 23
عدد أعوام نزول الوحي x عدد أركان الإسلام!
كما أن 5 هو عدد الآيات نفسها!
فسبحان من أحكم بناء هذا القرآن!

تأملوا الأعجب.. وعلاقة جديدة للفرعون مع العدد 11
اسم (فِرْعَوْنَ) جاء للمرّة الأولى في سورة يونس في ترتيب الكلمة رقم 1331 من بداية السورة..
هذا العدد العجيب 1331 يساوي 11 × 11 × 11
ولكن لماذا العدد11 ؟ ولماذا تكرّر العدد 11 ثلاث مرات؟
تأملوا وقولوا سبحان من أبدع هذا البناء الرقمي المذهل..
الإجابة ببساطة أن من بين الآيات التي ورد فيها اسم (فِرْعَوْن) هناك 3 آيات أرقامها 11 وهي:

{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ } (11) [آل عمران]
{ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11)} [الشعراء]
{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11)} [التحريم]

وتأملوا أيضاً أين جاء التكرار رقم 11 لاسم (فِرْعَوْن) من بداية المصحف:

{ وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُوا يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الْأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ (137)} [الأعراف]

تأملوا رقم هذه الآية 137 وهو عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 33 ، وهذا الأخير يساوي 11 + 11 + 11
تأملوا هذا الترابط الرقمي المذهل! هل يستطيعه بشر؟! إنه كلام الله لا ريب..
----------------------------------------------------------------
المصدر:
مصحف المدينة المنَّورة برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

بتصرف عن موقع طريق القرآن
 
موضوع جميل.. في الحقيقة أول تحليل كامل وناجح لجينوم سكان مصر القدماء، أي شفرة "الفراعنة الوراثية" تم بنجاح حديثا، وأكد أن جذورهم من "بلاد الشام" وتركيا بالشرق الأوسط، وليسوا أفارقة الأصل من وسط القارة السمراء كسكان مصر الحاليين، وفقا لدراسة يمكن أن يجدها القارىء بأحد أعداد دورية Nature Communications الصادرة عن مجلة Nature العلمية البريطانية الشهيرة.

المجلة نشرت ملخصا عن الدراسة التي قد تكون صادمة للبعض، لما فيها من إشارات، معززة بأدلة علمية توحي أن بناة إحدى أهم حضارات التاريخ القديم، ليسوا أصلا من سكان البلاد التي أقاموها فيها، وذلك بعد تمكن العلماء من تحليل الحمض النووي لتسعين مومياء، عاش أصحابها من 1400 قبل الميلاد حتى 400 بعده، ووجدوا أن جيناتهم ليست محلية، أي أفريقية الجذور، بل موروثة من شعوب سكنت سوريا والأردن وفلسطين ولبنان، كما المنطقة المعروفة حاليا في تركيا باسم شبه جزيرة الأناضول بقسميها الآسيوي والأوروبي.
 
في بلاط الطاغية

إعداد: الدكتور أحمد مُحمَّد زين المنّاوي


رحيم أنت يا سيدي.. حليم أنت يا مولاي! تسوق الحِجج الواضحة والبيِّنات الساطعة الدّالة على عظمة كتابك، ولا تزال النفوس المريضة مكابرة عليها! وتضع الشواهد والبراهين الدّالة على بديع نظم كلامك، ولا تزال العقول المتحجّرة غافلة عنها! وتعرض الأدلة والبراهين والآيات الدالة على وحدانيتك وقدرتك، ولا تزال الفطر الملوثة معرضة عنها! وأنت الغني سبحانك عنا وعنهم وعن جميع خلقك.
ومن هذه الآيات ما أخبر به تعالى في كتابه العزيز عن بعض المكذبين به وبرسله، وكيف انتقم منهم وجعلهم آية وعبرة للعالمين من بعدهم حتى قيام الساعة، ومن أولئك المكذبين المعاندين (فرعون)، حيث يروي لنا القرآن جانبًا من قصّته مع موسى –عليه السلام-.
فلم يرسل اللَّه عزّ وجلّ نبيين اثنين من أنبيائه في مهمّة واحدة إلا موسى وهارون –عليهما السلام-! لم يرسلهما لقوم أو أمّة، بل أرسلهما لشخص واحد فقط هو فرعون! فتخيّل يا رعاك اللَّه.. اثنان من أنبياء اللَّه عزّ وجلّ معززان بالمعجزات، وبرغم ذلك ما استطاعا أن يكسرا عناد هذا الفرعون! فكانت هذه هي عاقبة كبره وعناده.. قال تعالى في سورة يونس:

{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنْتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)}

تحتوي هذه الآيات على إعجاز علمي مدهش توصل إليه الطب الشرعي بعد أن تم تشريح مومياء الفرعون التي عُثر عليها في إحدى المقابر الفرعونية في نهاية القرن التاسع عشر. وقد جاءت هذه الآيات في معرض الحديث عن موقف من مواقف فرعون تجاه نبي الله موسى –عليه السلام- ومن آمن معه من بني إسرائيل، وذلك حينما سار نبي الله موسى –عليه السلام- بالمؤمنين في هجرتهم إلى الأرض المباركة، فلحقه فرعون وجنوده ليقتلوهم عقابًا لهم على إيمانهم بالله عزّ وجلّ، وحينما ضاقت المسافة بينهم اعترض البحر طريق نبي الله موسى-عليه السلام- ومن معه من المؤمنين، وقبيل لحظات من ساعة الصفر أكرم الله نبيه موسى –عليه السلام- ومن معه من المؤمنين بأن فلق لهم البحر يبسًا يمشون من خلاله، فعبروه أمام أعين أعدائهم وهم ينظرون. فما كان من فرعون إلا أن استخفه الطغيان؛ فاندفع خلفهم هو وجنوده في طيش، متجاهلًا تلك المعجزة (انفلاق البحر)، محاولًا اللحاق بهم، فلما كان في وسطه عاد البحر كما كان، فأنجى الله موسى ومن معه من المؤمنين، وأغرق فرعون وجنوده.
ولما أحاط الموت بفرعون من كل مكان، وتقاذفته أمواج البحر الهادرة، وأيقن أنه لا محالة هالك، ولم يكن أمامه إلا الاستسلام، ولكن حتى في تلك اللَّحظة الحاسمة ما زال في قلبه الكبر، حيث لم يقل "آمنت باللَّه"، وإنما قال في جزع كما ورد في القرآن الكريم:
{ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ }.

تحوي الآيات السابقة معجزتين:
تتمثل المعجزة الأولى في انفلاق البحر لموسى ومن معه ثم عودة البحر إلى حاله، حيث أنجى الله موسى ومن معه، وأغرق فرعون وجنوده. أما المعجزة الثانية فتتمثل في إخراج الله جثة فرعون من البحر حتى تكون آية لمن بعده من الطغاة.
ويأتي امتدادًا لهذه المعجزة الثانية اكتشاف العلماء لجثة فرعون وهو اكتشاف يؤكد للمكذبين حقيقة أن هذا القرآن الكريم هو كلام الله عزّ وجلّ الذي أوحى به لنبيه مُحمَّد –صلى اللَّه عليه وسلّم-. فما هي قصة هذا الاكتشاف المثير؟!
بعد غرق فرعون أثناء مطاردة بني إسرائيل، قام أفراد البلاط الملكي ممن نجا من الغرق بتحنيط الجثة ونقلها إلى المقبرة التي كان قد أعدها فرعون لنفسه في وادي الملوك. وبعد ذلك انتشرت جماعات اللصوص، وزادت جرأتها على سرقة المقابر الملكية وشجعهم على ذلك ما كانت تحويه من كنوز عظيمة من حلي وأثاث، حيث تم ضبط اللصوص وعوقبوا أكثر من مرة، ثم صارت هذه العملية مهنة الكثيرين، واستمر نهب المعابد والمقابر وتزايد.
وفي عصر الأسرة الحادية والعشرين، وكوسيلة لإنهاء العبث بجثث الفراعنة، فقد جمعوها ودفنوها في قبر الملكة "إنحابي" بالدير البحري الذي تم توسعته ليتسع لجميع جثث الفراعنة منذ عصر الأسرة الثامنة عشرة، وأغلقوا القبر، وردموا المدخل وضيعوا المعالم حوله حتى لا يستدل عليه اللصوص. ولذلك ظل هذا القبر بعيدًا عن عبث اللصوص لأكثر من 2800 عام، وطمست الرمال مدخل القبر ونُسِي الأمر تمامًا، وسمي "خبيئة الدير البحري"، ويحتوي على جميع المومياوات ومن بينها مومياء فرعون.
وفي العصر الذي نزل فيه القرآن الكريم كان كل شيء مجهولًا عن هذا الأمر، ولم تكتشف هذه الجثث إلا في نهاية القرن التاسع عشر، وبالتالي فإن جثة فرعون التي ما زالت ماثلة للعيان إلى اليوم أمام زوار دار الآثار المصرية تعد شهادة مادية في جسد محنط لشخص عرف موسى -عليه السلام- وعارض دعوته، وطارده في هروبه ومات غرقًا في أثناء تلك المطاردة، بينما أنقذ الله جثته من التلف التام طوال هذه القرون؛ ليصبح آية لمن خلفه من الطغاة، كما ذكر القرآن الكريم.
حقيقة علمية دامغة يسطرها القرآن في هذه الآية من سورة يونس مؤكدًا نجاة فرعون ببدنه..

{ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)}

وهذه المعلومة التاريخية عن مصير جثة فرعون لم تكن في حيازة أحد من البشر عند نزول القرآن ولا بعد نزوله بقرون عديدة، حيث لم تكتشف السلطات المصرية "خبيئة الدير البحري"، ومن ضمنها جثة الفرعون إلا في 6 يوليو عام 1881م، لكنها أشرقت في هذا العصر من خلال القرآن الكريم الذي أنزله الله قبل ألف وأربعمئة عام، ما يشهد بصدق هذا الكتاب وبصدق من أُنزل عليه، وأن هذه المعلومة الدقيقة لا مصدر لها سوى الوحي الإلهي.
وبعد اكتشاف مومياء فرعون تعرّضت لعدد من الدراسات، وممن تعرض لدراستها الطبيب الفرنسي موريس بوكاي، وكان ذلك في عام 1975، حيث توصّل إلى قناعة تامّة بأن ما جاء في القرآن بخصوص إغراق فرعون، ومصيره بعد ذلك مطابق تمامًا للواقع المتمثل في وجود جثته إلى يومنا هذا كآية للعالمين، فيقول في ذلك:
"إن رواية التوراة بشأن خروج اليهود مع موسى من مصر تؤيد بقوة الفرضية القائلة إن منفتاح خليفة رمسيس الثاني هو فرعون مصر في زمن موسى وإن الجثة ابتلعها البحر ولكنها لا تعطي تفصيلًا بشأن ما حدث لها لاحقًا".
أما القرآن الكريم فيذكر أن جثة الفرعون أُخرجت من الماء كما جاء في الآيات التي تصدّرت هذا المقال، لتكون عبرة لغيره من الطغاة، وقد أظهر الفحص الطبي لهذه المومياء أن الجثة لم تظل في الماء مدة طويلة، إذ لم تظهر عليها أي علامات للتلف التام الذي يسببه عادة المكوث في الماء طويلًا.
ويختتم موريس كتابه الرائع: "القرآن والتوراة والإنجيل.. دراسة في ضوء العلم الحديث"، بمقارنة روايات هذه الكتب الثلاثة عن مصير الفرعون، ويختتم تلك المقارنة بهذه الفقرة: "إنه بيان رائع لآيات القرآن ذلك الذي يخص بدن فرعون والذي تهبه قاعة المومياء الملكية بدار الآثار بالقاهرة لكل من يبحث في معطيات المكتشفات الحديثة عن أدلة على صحة الكتب المقدّسة".
والآن من عجائب التاريخ إلى عجائب الأرقام!
هذه أوّل آية يرد فيها اسم (فِرْعَوْن) في القرآن..

{ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)} [البقرة]

هذه الآية ترتيبها من بداية المصحف رقم 56
اسم (فرعون) في هذه الآية هو الكلمة رقم 728 من بداية المصحف، ويساوي 56 × 13
تأمّل الكلمة التي تأتي بعد اسم فرعون مباشرة { يَسُومُونَكُمْ }..
آخر حرف من أحرف هذه الكلمة { يَسُومُونَكُمْ } هو الحرف رقم 27 من بداية الآية..
ترتيب هذه الكلمة { يَسُومُونَكُمْ } من بداية المصحف رقم 729، ويساوي 27 × 27
جاء اسم (فرعون) للمرّة الثانية في القرآن في سورة البقرة..

{ وَإِذْ فَرَقْنَا بِكُمُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْنَاكُمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَأَنْتُمْ تَنْظُرُونَ (50)}

هذه الآية رقمها 50 وعدد حروفها 50 حرفًا..
تأمّل الآن أوّل آية يرد فيها لفظ { الْقُرْآن } في القرآن..

{ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185)} [البقرة]

هذه الآية رقمها 185 وعدد حروفها 185 حرفًا..
تكرّرت أحرف اسم (فرعون) في الآية 50 مرّة!
هذه الآية هي أوّل آية في القرآن عدد كلماتها 44 كلمة..
وهذه آخر آية في القرآن عدد كلماتها 44 كلمة..

{ مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ فِيهَا أَنْهَارٌ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ وَأَنْهَارٌ مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى وَلَهُمْ فِيهَا مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ وَمَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ كَمَنْ هُوَ خَالِدٌ فِي النَّارِ وَسُقُوا مَاءً حَمِيمًا فَقَطَّعَ أَمْعَاءَهُمْ (15)} [مُحمَّد]

تكرّرت أحرف اسم (فرعون) في الآية 50 مرّة!
العدد 50 وعلاقته بالفرعون يتأكّد عبر أكثر من طريق!
أحرف اسم (فرعون) تكرّرت في الآيتين 100 مرّة!
ومجموع رقمي الآيتين يساوي 200، أي 100 + 100
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف اسم (فرعون) = 100
وحاصل ضرب 2 × 50 يساوي 100
الآن تأمّل هاتين الآيتين من الآيات التي ورد فيها اسم فرعون..

{ وَقَالَ الْمَلَأُ مِنْ قَوْمِ فِرْعَوْنَ أَتَذَرُ مُوسَى وَقَوْمَهُ لِيُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَيَذَرَكَ وَآلِهَتَكَ قَالَ سَنُقَتِّلُ أَبْنَاءَهُمْ وَنَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ وَإِنَّا فَوْقَهُمْ قَاهِرُونَ (127)] [الأعراف]
{ اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنَ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (32)} [القصص]

عدد حروف كل آية من الآيتين 100 حرف..
تكرّرت أحرف اسم (فرعون) في الآيتين 59 مرّة!
مجموع رقمي الآيتين يساوي 159 والفرق بين العددين 159 – 59 يساوي 100
روابط رقمية قرآنية مذهلة!

تأمّل هذه الآيات الخمس التي ورد اسم (فرعون) في كل منها..

{ اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (43)} [طه]
{ وَأَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَمَا هَدَى (79)} [يونس]
{ قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ (23)} [الشعراء]
{ فَأَرْسَلَ فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ (53)} [الشعراء]
{ وَلَقَدْ جَاءَ آلَ فِرْعَوْنَ النُّذُرُ (41)} [القمر]

كل آية من هذه الآيات الخمس عدد كلماتها 5 كلمات!
جميع أرقام الآيات أعداد أوّليّة ! ومجموع تراتيبها الخمسة يساوي 74
74 هو تكرار اسم (فرعون) نفسه في القرآن!
تأمّل كيف يتعامل النسيج الرقمي القرآني مع الأعداد الأوّليّة!
مجموع أرقام هذه الآيات الخمس يساوي 239
239 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 52
52 هو رقم الآية الوحيدة التي ورد فيها اسم (فرعون) وعدد حروفها 74 حرفًا وهي..

{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللَّهِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ (52)} [الأنفال]

تأمّل الآية الوسطى ..
في هذه الآية يتساءل فرعون عن رب العالمين ويقول: { وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ }؟!
نحن نعلم أن موسى –عليه السلام- أجاب فرعون عن هذا السؤال!
ونعلم أيضًا أن السحرة أجابوا فرعون عن هذا السؤال نفسه!
ولكن هل سيجيب النسيج الرقمي القرآني عن هذا السؤال العجيب!

لنرى الآن.. تكرّرت حروف { وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ } في الآيات الخمس 121 مرّة!
تذكّر أن هذا هو السؤال الذي طرحه فرعون { وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ }!
فماذا يعني أن حروف سؤال فرعون { وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ } تكرّرت في الآيات الخمس 121 مرّة؟!
121 هو رقم الآية التي أجاب فيها السحرة عن السؤال نفسه ..

{ وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ (120) قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ (122)} [الأعراف]

تأمّلوا عجائب لغة الأرقام في القرآن!

التكرار رقم 3 لاسم (فرعون) جاء في السورة رقم 3 سورة آل عمران..

{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11)}

اسم (فرعون) في هذه الآية هو الكلمة رقم 154 من بداية سورة آل عمران!
العدد 154 يساوي 11 × 14
11 هو رقم الآية نفسها و 14 هو عدد كلماتها!
الآن تأمّل قلب هذه الآية: كلمتا { كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا }..

تأتي كلمتا { كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا }بعد 6 كلمات من بداية الآية وقبل 6 كلمات من نهايتها !
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمة { كَذَّبُوا } يساوي 61
مجموع الترتيب الهجائي لأحرف كلمة { بِآيَاتِنَا } يساوي 61

تأمل هاتين الآيتين:

{ وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ (51)} [الزخرف]
{ وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ عَيْنٍ لِي وَلَكَ لَا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (9)} [القصص]

التكرار رقم 61 لاسم (فرعون) من بداية المصحف جاء في الآية الأولى
تكرّرت أحرف كلمتي { كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا } في كل آية من الآيتين 61 مرّة!
61 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 18
18 هو عدد كلمات كل آية من الآيتين
عدد حروف كل آية من الآيتين 67 حرفًا.
67 هو عدد الآيات التي ورد فيها اسم (فرعون)!

الآن تأمّل التكرار رقم 61 لاسم (فرعون) من نهاية المصحف..

{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بآيَاتِ رَبِّهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُمْ بِذُنُوبِهِمْ وَأَغْرَقْنَا آلَ فِرْعَوْنَ وَكُلٌّ كَانُوا ظَالِمِينَ (54)} [الأنفال]

الآن قارن هذه الآية مع الآية التي وردت فيها كلمتا { كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا }..

{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11)} [آل عمران]

الآيتان تحملان المعنى نفسه!

إليك المزيد.. تأمّل هذه الآية من سورة يونس..

{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75)}

اسم فرعون هو الكلمة رقم 1331 من بداية سورة يونس، وهذا العدد = 11 × 11 × 11
تأمّل جيِّدًا العدد 11 مضروبًا في نفسه 3 مرّات..
هناك 3 آيات أرقامها 11 من بين الآيات التي ورد فيها اسم (فرعون)..

{ كَدَأْبِ آلِ فِرْعَوْنَ وَالَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَاللَّهُ شَدِيدُ الْعِقَابِ (11) آل عمران
{ قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ (11)} [الشعراء]
{ وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (11)} [التحريم]

مجموع حروف هذه الآيات الثلاث يساوي 181 حرفًا.
181 عدد أوّليّ ترتيبه في قائمة الأعداد الأوّليّة رقم 42
42 هو مجموع كلمات هذه الآيات الثلاث نفسها!
مجموع النقاط على حروف هذه الآيات الثلاث 132 نقطة، ويساوي 11 × 11 + 11
مجموع الحروف المكسورة في هذه الآيات الثلاث 49 حرفًا..
ومجموع كلمات هذه الآيات الثلاث 56 كلمة!
49 هو رقم أوّل آية يرد فيها اسم (فرعون)!
56 هو ترتيب أوّل آية يرد فيها اسم (فرعون) من بداية المصحف!
الآن تأمّل أوّل آية رقمها 11 في المصحف وهي في سورة البقرة..

{ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ (11)}

عدد كلمات الآية 11 كلمة! وتكرّرت أحرف اسم (فرعون) في الآية 11 مرّة!
تأمّل هذه الروابط الرقمية العجيبة!
عدد الكلمات من بداية المصحف حتى نهاية هذه الآية 132 كلمة!
وهذا العدد 132 يساوي 11 × 11 + 11
أحرف اسم (فرعون) تكرّرت من بداية المصحف حتى نهاية هذه الآية 148 مرّة!
وهذا العدد 148 يساوي 74 × 2
74 هو تكرار اسم (فرعون) في القرآن!
2 هو ترتيب سورة البقرة حيث وردت هذه الآية!
2 هو تكرار اسم (فرعون) في سورة البقرة نفسها!
مجموع الحروف من بداية المصحف حتى نهاية هذه الآية 595 حرفًا..
والعدد 595 يساوي 85 × 7
مجموع النقاط على الحروف من بداية المصحف حتى نهاية هذه الآية 255 نقطة..
والعدد 255 يساوي 85 × 3
الآيات التي ورد فيها اسم (فرعون) تضمّنت 3 آيات عدد حروف كل منها 85 حرفًا..

{ وَإِذْ أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُقَتِّلُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (141)} [الأعراف]
{ فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83)} [يونس]
{ إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (4)} [القصص]

مجموع النقاط على حروف هذه الآيات الثلاث 121 نقطة، ويساوي 11 × 11
ومجموع أرقام هذه الآيات الثلاث 228، وهذا العدد = 114 + 114
114 هو عدد سور القرآن الكريم!
تكرّرت أحرف اسم (فرعون) في الآيات الثلاث 85 مرّة!
تكرّرت حروف شهادة الحق { مُحَمَّدٌ رَسُولُ الله } في الآيات الثلاث 199 مرّة!
وهذا العدد 199 يساوي 114 + 85
114 هو عدد سور القرآن!
سورة مُحمَّد ترتيبها رقم 47 وعدد آياتها 38، ومجموع العددين 85
أحرف اسم { الله } تكرّرت في الآيات الثلاث 83 مرّة!
والعدد 83 هو رقم الآية الوسطى!
تكرّرت أحرف { رَسُولُ الله } في الآيات الثلاث 141 مرّة!
والعدد 141 هو رقم الآية الأولى! العدد 141 نفسه يساوي 47 × 3
47 هو ترتيب سورة مُحمَّد في المصحف!

نهاية الفرعون.. ورد اسم (فرعون) للمرّة الأولى في القرآن في هذه الآية..

{ وَإِذْ نَجَّيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (49)} [البقرة]

الآن تأمّل معي ماذا قال فرعون عندما أدركه الغرق..

{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)} [يونس]

لقد قال 49 حرفًا تحديدًا ..

{ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ }!!

ولكن هل ينفعه هذا الإيمان؟! تأمّل كيف جاءه الرد حاسمًا..

{ فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً وَإِنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92)} [يونس]

آخر كلمة في هذه الآية هي الكلمة رقم 1568 من بداية سورة يونس..
والعدد 1568 يساوي 49 × 32
ورد اسم (فرعون) في سورة يونس 6 مرّات في 5 آيات..

{ ثُمَّ بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى وَهَارُونَ إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ بِآيَاتِنَا فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ (75)}
{ وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ (79)}
{ فَمَا آمَنَ لِمُوسَى إِلَّا ذُرِّيَّةٌ مِنْ قَوْمِهِ عَلَى خَوْفٍ مِنْ فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِمْ أَنْ يَفْتِنَهُمْ وَإِنَّ فِرْعَوْنَ لَعَالٍ فِي الْأَرْضِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الْمُسْرِفِينَ (83)}
{ وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زِينَةً وَأَمْوَالًا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (88)}
{ وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا حَتَّى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90)}

مجموع المراتب الست التي احتلها اسم (فرعون) من بداية الآيات الخمس يساوي 49
وهكذا يصاحب العدد 49 الفرعون من البداية حتى النهاية!
مجموع كلمات هذه الآيات الخمس 98 كلمة، ويساوي 49 + 49
تكرّرت أحرف كلمة { آمَنْتُ } في الآيات الخمس 163 مرّة!
العدد 163 يساوي 114 + 49
114 هو عدد سور القرآن، 49 هو عدد حروف قول الفرعون!
فتأمّل يا رعاك اللَّه هذا التشابك الرقمي المذهل!
هل كان مُحمَّد -صلى اللَّه عليه وسلّم- يحصي ألفاظ القرآن ويتحرّى مواقعها بهذه الدقة؟!
بالطبع لا.. من يعادون أنفسهم فقط هم من يقولون ذلك!!..
من أين إذًا أتى مُحمَّد -صلى اللَّه عليه وسلّم- بهذا القرآن؟!
فبالحجّة والدليل والبرهان.. هذا القرآن هو وحي من عند اللَّه!
هو هو.. كما نزل لم يتغيّر ولم يتبدّل منه شيء!
لذا فإن المنطق القويم والعقل السليم لا يقبل إلا هذه الحقيقة الدامغة!
---------------------------------------------------------------------------
المصادر:
أوّلًا: القرآن الكريم برواية حفص عن عاصم (وكلماته بحسب قواعد الإملاء الحديثة).

ثانيًا: المصادر الأخرى:
• البدراوي، رشدي؛ قصة اكتشاف جثة الفرعون؛ أُسترجع في تاريخ 13 يناير 2016، من موقع موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة (http://quran-m.com).
• المنّاوي، أحمد مُحمَّد زين (2015)؛ قطوف الإيمان من عجائب إحصاء القرآن؛ طريق القرآن للنشر.
• بوكاي، موريس (2009)؛ القرآن والتوراة والإنجيل.. دراسة في ضوء العلم الحديث؛ (عادل يوسف، مترجم)؛ الأردن، عمان: الأهلية للنشر والتوزيع.
• طيارة، نادية (2009)؛ موسوعة الإعجاز القرآني في العلوم والطب والفلك؛ أبوظبي: مكتبة الصفا.

بتصرف وتلخيص عن موقع طريق القرآن
 
عودة
أعلى