معضلة الشر السياسي والعلاج الوظيفي الديمقراطي
26/1/2006
واحدة من الإضافات الأساسية والمهمة التي قدمها الفكر السياسي الواقعي بشقيه الإسلامي والأوروبي بدءا بالماوردي وابن خلدون وابن تيمية ومرورا بمكيافيلي وهوبس وانتهاء بميل وتوكفيل وغيرهم، تتمثل في النظر إلى الشأن السياسي باعتباره مجالا للتدافع والصراع من أجل الاستئثار بأكثر ما يمكن من مقادير السلطة المادية والرمزية، أي اعتبار الشر بمعناه الواسع حالة ملازمة لعالم السياسة خاصة والعلاقات الاجتماعية عامة.
ورغم ما يطبع الفلسفة السياسية الواقعية من مناح مخيفة بعض الشيء، فإنها مع ذلك قد فتحت أفق التفكير الجاد في الشأن السياسي وتشخيص آفاته بدل الاكتفاء بالتعلق بالممكن الأخلاقي والروحي المجرد.
" ما يجمع التوجهات "الواقعية" على اختلاف مواقعها وخلفياتها الفكرية وحتى الدينية هو افتراضها عدم براءة السياسي، بل طابعه "الشرير" والمخاتل، مما يقتضي التحوط منه " |
أي أنها وفرت بشكل أو بآخر الأرضية المناسبة للتفكير في معضلة الشر السياسي المساكن للحياة السياسية والاجتماع الإنساني عامة وصرف النظر عن المطالب المثالية، سواء أكان هذا الشر ناتجا عن النزوعات الاستحواذية المنغرسة في الطبيعة الإنسانية على ما يقول الفلاسفة الطبيعيون والذرائعيون، أم كان ناتجا عن تلاقي بعض الناس مع بعضهم على نحو ما يؤكده الكثير من فقهاء الإسلام، أو هو ناتج عن غريزة الانفراد المركوزة في الإنسان و"الطبيعة" الذاتية للملك على ما يقول العلامة ابن خلدون.
باقي المقال على الرابط
معضلة الشر السياسي والعلاج الوظيفي الديمقراطي
الشأن السياسي مجال للتدافع والصراع من أجل الاستئثار بأكثر ما يمكن من مقادير السلطة المادية والرمزية. وبما أن السياسة هي موطن المنازعات ولعبة الاستحواذ على ما يذكر الفلاسفة والمفكرون فإنهم ركزوا جهودهم الفكرية على كيفية الحد من الشرور الملازمة لها والتخفيف من وطأتها.
www.aljazeera.net