فضحت جريدة “التايمز” اللندنية أمر الجاسوسة “ميليتا نوروود” والتي كانت تعمل لحساب المخابرات السوفييتية “كي جي بي” لمدة دامت حوالي 35 عاما تحت اسم حركي هو “هولا” فمن هي هذه المرأة ؟
ولدت ميليتا في إنكلترا لأب مهاجر من جمهورية لاتفيا وأم إنكليزية وكان الاثنان ينتميان إلى الحركة الاشتراكية ، ترعرعت الفتاة بين حشود المهاجرين الروس حيث تعلمت منذ ذلك الحين أبجديات العمل السياسي وبعد حصولها على شهادة التعليم العالي بدأت العمل كسكرتيرة في الجمعية البريطانية لدراسة المعادن غير الحديدية، وأصبحت عضوا في الحزب الشيوعي البريطاني في الرابعة والعشرين من عمرها.
بدأت العمل مع المخابرات السوفييتية في العام 1937 دون أي أجر منطلقة من قناعتها ومبادئها وتضامنها مع الشعب السوفييتي، وبدأ دورها التجسسي في العام 1941 حين بدأت الجمعية التي تعمل لديها دراسة خصائص اليورانيم من أجل صناعة القنبلة النووية وكانت كل النتائج تمر عن طريق ميليتا التي كانت بدورها توصلها إلى مسؤولتها في العمل التجسسي “أورسولا كوتشينسكي” عميلة الهيئة العامة للإستخبارات السوفييتية في إنكلترا.
وبفضل معلومات ميليتا كان السوفييت على علم بكامل التجارب البريطانية النووية
ودراسات المعادن التي استخدموها في تطوير الصناعة السوفييتية، كما قامت بتجنيد المزيد من العملاء لصالح السوفييت، حتى تقاعدت في العام 1972 .
وقد بدأت الشكوك البريطانية بميليتا منذ العام 1945 ولكن لم يتوفر لديهم أي دليل حتى تمت عملية الكشف عنها في العام 1992 على يد الضابط السابق في “كي جي بي ” فاسيلي ميتروخين الذي نشر في كتابه وثائق تؤكد عملها التجسسي، وتلقت ميليتا الخبر بشجاعة فائقة وقالت أنها كانت تعمل كموظفة لدى النظام السوفييتي الذي كان يمنح البسطاء الخبز والتعليم والرعاية الصحية وأنها أرادت أن تصبح روسيا دولة عظمى ولديها الحق في الدفاع عن النفس.
واعترفت القيادة السياسية في بريطانيا بأنها كانت تعلم بأسماء العملاء ولكنها لم تفضحهم لأنها لم ترد أن تعترف بتفوق المخابرات الروسية عليها ، وهكذا أعلنت النيابة العامة البريطانية أنها قررت عدم ملاحقة العجوز، أو كما كانوا يسمونها في “الكي جي بي” الجدة الكبرى
ومن الغريب أن علاقة جيران ميليتا نوروود لم تتغير معها، وكانوا دائما يصبحون عليها عندما يرونها في حديقة منزلها في ضاحية بكسلي هيث الهادئة في لندن وهي تعتني بالتفاح وتصنع المربى وبقوا يعتبرونها ساحرة إلى أن توفيت في 2 يونيو\ حزيرن عام 2005. .