جاسوسة روسية في قلب البرنامج النووي البريطاني

إنضم
10 فبراير 2020
المشاركات
8,716
التفاعل
20,979 108 35
الدولة
Russian Federation
Norwood11_329.jpg


فضحت جريدة “التايمز” اللندنية أمر الجاسوسة “ميليتا نوروود” والتي كانت تعمل لحساب المخابرات السوفييتية “كي جي بي” لمدة دامت حوالي 35 عاما تحت اسم حركي هو “هولا” فمن هي هذه المرأة ؟

ولدت ميليتا في إنكلترا لأب مهاجر من جمهورية لاتفيا وأم إنكليزية وكان الاثنان ينتميان إلى الحركة الاشتراكية ، ترعرعت الفتاة بين حشود المهاجرين الروس حيث تعلمت منذ ذلك الحين أبجديات العمل السياسي وبعد حصولها على شهادة التعليم العالي بدأت العمل كسكرتيرة في الجمعية البريطانية لدراسة المعادن غير الحديدية، وأصبحت عضوا في الحزب الشيوعي البريطاني في الرابعة والعشرين من عمرها.

بدأت العمل مع المخابرات السوفييتية في العام 1937 دون أي أجر منطلقة من قناعتها ومبادئها وتضامنها مع الشعب السوفييتي، وبدأ دورها التجسسي في العام 1941 حين بدأت الجمعية التي تعمل لديها دراسة خصائص اليورانيم من أجل صناعة القنبلة النووية وكانت كل النتائج تمر عن طريق ميليتا التي كانت بدورها توصلها إلى مسؤولتها في العمل التجسسي “أورسولا كوتشينسكي” عميلة الهيئة العامة للإستخبارات السوفييتية في إنكلترا.

وبفضل معلومات ميليتا كان السوفييت على علم بكامل التجارب البريطانية النووية

ودراسات المعادن التي استخدموها في تطوير الصناعة السوفييتية، كما قامت بتجنيد المزيد من العملاء لصالح السوفييت، حتى تقاعدت في العام 1972 .

وقد بدأت الشكوك البريطانية بميليتا منذ العام 1945 ولكن لم يتوفر لديهم أي دليل حتى تمت عملية الكشف عنها في العام 1992 على يد الضابط السابق في “كي جي بي ” فاسيلي ميتروخين الذي نشر في كتابه وثائق تؤكد عملها التجسسي، وتلقت ميليتا الخبر بشجاعة فائقة وقالت أنها كانت تعمل كموظفة لدى النظام السوفييتي الذي كان يمنح البسطاء الخبز والتعليم والرعاية الصحية وأنها أرادت أن تصبح روسيا دولة عظمى ولديها الحق في الدفاع عن النفس.

واعترفت القيادة السياسية في بريطانيا بأنها كانت تعلم بأسماء العملاء ولكنها لم تفضحهم لأنها لم ترد أن تعترف بتفوق المخابرات الروسية عليها ، وهكذا أعلنت النيابة العامة البريطانية أنها قررت عدم ملاحقة العجوز، أو كما كانوا يسمونها في “الكي جي بي” الجدة الكبرى

ومن الغريب أن علاقة جيران ميليتا نوروود لم تتغير معها، وكانوا دائما يصبحون عليها عندما يرونها في حديقة منزلها في ضاحية بكسلي هيث الهادئة في لندن وهي تعتني بالتفاح وتصنع المربى وبقوا يعتبرونها ساحرة إلى أن توفيت في 2 يونيو\ حزيرن عام 2005. .
 
-2-

ميليتا نوروود التي نقلت أسرار القنبلة الذرية للسوفييت.. الإخلاص للأفكار قبل الأوطان
ولدت ميليتا نوروود، عام 1912 لأب من لاتفيا وأم إنجليزية، وعملت في بداية فترة شبابها عندما كانت تبلغ 20 عامًا موظفة في المؤسسة البريطانية للبحث عن المعادن غير الحديدية في لندن، وانضمت ميليتا في ثلاثينيات القرن الماضي إلى الحزب الشيوعي الذي كان يعيش فترة من القوة، والقدرة الكبيرة على جذب الشباب وقتئذ.

في الفترة نفسها، وفي بقعة أخرى من العالم، كان الشيوعيون الروس يضعون خطةً لقلب طبيعة المجتمع الروسي رأسًا على عقب؛ فتمثلت الخطة في تحويل الاقتصاد الروسي من النظام الإقطاعي المعتمد على الزراعة بشكل رئيس في اقتصاد الدولة، إلى مجتمع صناعي حديث قادر على توليد ثورة صناعية حقيقية، وفي القلب من هذه الثورة الصناعية ستكون الثورة في القدرات القومية على إنتاج الأسلحة الثقيلة والمتطورة. كانت هناك ثغرة ذات أهمية قصوى غير متاح التغلب عليها بالأدوات المحلية، وهي الأبحاث المتعلقة بعلوم المعادن، وكانت ميليتا هي الحل الأمثل لهذه الثغرة على ما يبدو.

قام أندرو روثشتاين (Andrew Rothstein)، وهو أحد مؤسسي الحزب الشيوعي البريطاني بترشيح ميليتا لذلك الدور في عام 1935. وتحدث أندرو بشأن ميليتا إلى المسئولين في «المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية» (NKVD) التي كان يتم توصيفها على أنها مؤسسة تقوم بالأنشطة الخاصة بالشرطة والشرطة السرية الروسية قبل أن تصبح في ما بعد «لجنة أمن الدولة» الشهيرة في الاتحاد السوفيتي (KGB) ليتم تجنيدها فعليًّا، وتصبح بعد ذلك عميلة سرية في السجلات الرسمية عام 1937.

قدمت ميليتا، الشيوعية المخلصة، كل الدعم التقني للمشروع النووي للاتحاد السوفيتي، والذي ساهم في صناعة تطور جذري في خطة العلماء الروس لإنتاج القنبلة النووية للاتحاد السوفيتي. المشاكل التقنية التي تغلبت عليها ميليتا كانت هي العائق الرئيس أمام المشروع النووي السوفيتي، وذلك بحسب ما تضمنه كتاب صدر حديثًا لأحد أصدقائها، وتسببت هذه المساعدات في نجاح الاتحاد السوفيتي في صناعة أول قنبلة ذرية له قبل خمس سنوات من جدولها المتوقع.

كانت هناك أوقات أصبحت فيها ميليتا على وشك أن يتم كشف أمرها ويتم اعتقالها من قبل الاستخبارات الإنجليزية، فقد تم تداول اسمها عام 1938 بين الأسماء التي كانت مرتبطة بشبكة تجسس تعمل لصالح السوفييت في «ترسانة وولويتش» (Woolwich Arsenal)، واعتقل ثلاثة أعضاء في هذه الشبكة، لكنهم فشلوا في التعرف إلى العميل «Hola».

ظلت العميلة السرية «Hola» طي الكتمان طيلة أربعة عقود، حتى جاء التسريب الهائل الذي قام به المسؤول السابق عن الأرشيف للمخابرات الروسية عام 1992، وقد سلم الاستخبارات البريطانية كنزًا ضخمًا من الوثائق، وفي أحد الملفات الموجودة في هذا الكنز كان اسم «Hola» مكتوبًا بوضوح ليشي للجميع عن العميلة التي فشلت المخابرات البريطانية في الوصول إليها طيلة ذلك الوقت، إنها ميليتا نوروود.
 
هل قدمت الرفيقه ميليتا نوروود دراسات فنية عن البرنامج النووى البريطانى مثل التصميم و الابحاث والتطوير ... الخ لصالح الاتحاد السوفيتى غير خصائص عنصر اليورانيوم ؟!!
 
عودة
أعلى