رئيس أرامكو: ندعم أمن الطاقة الصيني عبر 3 إستراتيجيات رئيسة
ومصادر الطاقة التقليدية يجب أن تستمر لعقود قادمة
أعلن الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية، أمين الناصر، أن شركة النفط العملاقة أكدت دعمها أمنَ الطاقة والتنمية على المدى الطويل في الصين.
وقال الناصر، أمام منتدى التنمية الصيني اليوم الأحد 26 مارس/آذار (2023)، إن الشركة لديها شراكات وتقنيات لخفض الانبعاثات مع الصين لإنتاج منتجات منخفضة الكربون.
كما أشار الناصر إلى أن التحول العالمي للطاقة في حاجة ماسّة إلى "بعض الواقعية والوضوح"، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة، نقلًا عن
الموقع الرسمي لشركة أرامكو.
وشدد على أن رؤية أرامكو لمستقبل الطاقة، والطريق الأكثر واقعية للوصول إلى هناك، تتماشى بشكل وثيق مع نظرة الصين.
وقال: "نحن نتفق مع رأي الرئيس الصيني شي جينخصصة.
بينغ بأن مصادر الطاقة التقليدية وبدائلها يجب أن تعمل بالتوازي لعقود قادمة، كما نتفق على أن الصين لا تستطيع تحقيق أهداف التخفيف من آثار تغير المناخ على حساب أمن الطاقة".
3 إستراتيجيات لدعم الصين
أوضح أمين الناصر أن شركة أرامكو تعمل على 3 إستراتيجيات رئيسة لدعم أولويات الطاقة والتنمية في الصين، مع وضع هذه الحقائق في الحسبان، وفق التصريحات التي اطّلعت عليها منصة الطاقة المت
وتتمثل الإستراتيجية الأولى في توسيع طاقة الشركة الإنتاجية من النفط بمقدار مليون برميل يوميًا إلى 13 مليون برميل بحلول عام 2027، ما سيعزز أمن الطاقة الصيني على المدى الطويل.
وقال: "لذلك، سيزيد إنتاجنا من الغاز بأكثر من 50% بحلول عام 2030، وهو ما ينبغي أن يطلق مليون برميل إضافية من النفط يوميًا للتصدير".
وتتمثّل الإستراتيجية الثانية في تقليل كثافة الكربون المنخفضة بالفعل لإنتاج النفط، وكذلك كثافة الميثان؛ فضلًا عن العمل على حلول مثل التقاط الكربون وتخزينه المتقدم وتقنيات الاقتصاد الدائري للكربون.
وأضاف: "علاوة على ذلك، أطلقنا مؤخرًا صندوقًا لاستدامة رأس المال الاستثماري بقيمة مليار ونصف مليار دولار للاستثمار في التقنيات المتقدمة التي ستساعدنا جميعًا على الاقتراب من مستقبل خالٍ من الانبعاثات".
بينما تهدف الإستراتيجية الثالثة في إضافة طاقة كربونية أقلّ إلى محفظة أعمال الشركة، وخاصةً الهيدروجين الأزرق والأمونيا الزرقاء والوقود الكهربائي ومصادر الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تقييم الدخول إلى الغاز الطبيعي المسال.
مجالات استثمار أرامكو في الصين
أشار أمين الناصر إلى أن مساحة رأس المال الاستثماري في الصين توفر فرصًا استثمارية مهمة لتحفيز تطوير التكنولوجيا والابتكار المطلوب.
وفي الوقت نفسه، نظرًا لأنه من المحتمل أن تهيمن السيارات ذات المحركات التقليدية على الطرق لبعض الوقت، تطوّر شركة أرامكو السعودية محركات وأنظمة هجينة أكثر كفاءة بانبعاثات أقلّ.
وقال الناصر: "هذا هو السبب في أننا وقّعنا خطاب نوايا لأن نكون جزءًا من كيان جديد يجري إنشاؤه بواسطة شركتي جيلي ورينو".
كما تتشارك الشركة السعودية مع شركة باوشان للحديد والصلب "باوستيل" لإنتاج ألواح فولاذية في السعودية ذات بصمة كربونية أقلّ؛ نظرًا لأن تقليل الانبعاثات من القطاعات التي يصعب تخفيفها -مثل الصلب والألمنيوم والأسمنت والخرسانة- يُعدّ أمرًا ضروريًا للتنمية عالية الجودة في الصين.
على نطاق أوسع، تعمل أرامكو على تطوير مواد متطورة وأكثر استدامة، مثل تلك التي تعتمد على البوليمرات والكربون لاستكمال المواد التقليدية، مع تقليل تكلفتها المرتفعة.
وأطلقت الشركة السعودية أيضًا مركزًا جديدًا للتميز في التقنيات اللامعدنية، يسمى "نيكسيل"، في بكين.
وفي هذا الصدد، قال الناصر: "بعبارة أخرى، نريد أن نكون مصدرًا شاملًا للطاقة والمواد الكيميائية من أجل أمن الطاقة الصيني على المدى الطويل والتنمية عالية الجودة في الصين".
وشدد على أن هناك فرصة مربحة للجانبين لبناء قطاع متكامل رائد عالميًا في مجال التكرير والبتروكيماويات في الصين، مع التركيز بشكل خاص على التحويل العالي للسوائل مباشرة إلى مواد كيميائية.
علاقة السعودية بالصين "مزدهرة"
كان الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية أمين الناصر، قد أعلن -في تصريحات سابقة- أن هناك مباحثات لشراكات كبيرة في الصين ستُعلَن خلال عام أو عامين.
وأوضح الناصر أن الطاقة الإنتاجية الفائضة تظل محدودة عند مليوني برميل يوميًا، في ظل ارتفاع الطلب على وقود الطائرات، وفتح السوق الصينية بعد رفع بكين لقيود القضاء على جائحة فيروس كورونا.
وقال الرئيس التنفيذي لـ أرامكو: "هناك بوادر انتعاش للطلب العالمي على النفط، مع إعادة فتح اقتصاد الصين وازدياد حركة الطيران".
كما شدد الناصر على أن علاقة المملكة بالصين تتّسم بالازدهار خلال السنوات الأخيرة، ما سمح لكلا البلدين بالتعاون في المشروعات التي تعزز النمو الاقتصادي.
وأشار إلى أن سوق النفط ستظل متوازنة على نحو مُحكم في المدى المتوسط، معربًا عن تفاؤله الحذِر إزاء التطورات التي تطرأ في الأسواق العالمية.