كشف خفايا حقيقة النوايا الروسية في حربها الأوكرانية
اليوم ومع قرب انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، إلا أن تتحول لحرب نووية عالمية، أصبح لا بد من تبيان حقيقة النوايا الروسية في هذه الحرب!
فوفقاً لمجمل المعطيات والمقدمات الحسية لهذه الحرب، يتبين لنا أن روسيا لم تكن تنوي أن تدخل هذه الحرب الطويلة الاستنزافية، وأنها جُرت لها بطريقة استخباراتية وسياسية فنية غربية!
والحقيقة أني كنت أول من تفاجئ بدخول روسيا هذه الحرب التي لم تكن لتصب في المصلحة الروسية!
أو حتى تخدم الاستقرار بالاقتصاد الروسي الحربي أو حتى عموم الاقتصادات الروسية، أو تدعم برنامج التطوير والتحديث العسكري الروسي حتى!
فما هي القصة الحقيقية للحرب الروسية الأوكرانية؟
قبل أن نبدأ القصة يجب أن ننوه أن الفرق بين شبه جزيرة القرم وإقليم الدونباس أن الأولى أرض روسية من الناحية التاريخية، أما الدونباس فهي أراضي أوكرانية ذات أغلبية ناطقة باللغة الروسية.
وذريعة روسيا فيها هي منع تفشي التطهير العرقي فيها للأغلبية الروسية من قِبل المجموعات القومية النازية الأوكرانية، وكانت المساعي الروسية فيها لتحقيق ذلك سياسية، مع توفير دعم المقاومة الشعبية للقوى الروسية الانفصالية، دون تدخل مباشر أو حتى شبه مباشر من طرف الدولة الاتحادية الروسية.
وعندما حشدت روسيا قوات التدخل السريع الهجومية الخارجية وقامت بمناورات كبيرة عسكرية في الأرضي الروسية الحدودية مع أوكرانيا وفي الأراضي البيلاروسية، كانت هذه لحشود والمناورات وقائية ورادعة أي عبارة عن عملية تلويح بالعصا دون استخدامها!
وكذلك بغية المنع بلغة التهديد لأوكرانيا من الدخول ضمن حلف الناتو وتشكيل تهديد مباشر على الحدود الروسية.
وفي حالة لم تتجاوب أوكرانيا للتهديدات الروسية، تقوم رسيا بتنفيذ عملية محدودة خاصة هجينة ذات صبغة استخباراتية، والدليل أن التحركات العسكرية الروسية لم تبدأ إلا باليوم الثاني من الحرب، بعد فشل العملية الخاصة الهجينة الاستخباراتية، بالتدابير المضادة الاستخباراتية الأنجلو أمريكية، وكان ذلك التحرك العسكري على ما يبدو للأسف دون تخطيط مسبق، ولكنه تم بمباركة صينية، تتعهد بها تلك الأخيرة بتمويل التحركات العسكرية الروسية، من خلال زيادة التبادلات التجارية بين البلدين.
وكان التحرك العسكري الارتجالي الخاص الغاية منه ذات طبيعة سياسية تعارضت مع المبادئ العسكرية الصحيحة، إذ كانت أهدافه تكمن بتشتيت أذرع القوة العسكرية الأوكرانية ريثما يتثنى للوحدات العسكرية الرئيسية الوصول إلى وسط كييف حيث يوجد مركز القيادة السياسية الأوكرانية، بعد فشل حدوث ذلك بالطريقة الخاصة الاستخباراتية.
وكان الارتجال بالعملية العسكرية دون تخطيط مسبق وتجهيز عسكري مناسب لجديد العملية العسكرية الروسية الخاصة، سبب فشل القوات الروسية بتحقيق الأهداف الرئيسية لهذه العملية.
من ناحية أخرى فإن العملية العسكرية الروسية الخاصة الارتجالية، التي كانت البديل السريع للعملية الهجينة الخاصة الخاطفة الاستخباراتية، كانت بقوات النخبة المحاربة المحترفة الروسية، وبأسلحة لم تكن قديمة أو متقادمة، ولكن بأسلحة محدثة أكثرها سوفيتية، ولكن مناسبة للمعارك الحضرية، إلا أن تكون ضد قوات مدربة تدريب عالي وطويل علي يد أفضل النخبة الأنجلو أمريكية وخاصة قوات الرينجرز وكوماندوس الرينجرز ( دلتا فورس ) والمارينز الأمريكية وكوماندوس المارينز ( نيفي سيلز)، بتسليح مضاعف عنهما تمثل جهز به نحو 27 ألف أوكراني قومي نازي كانوا نواة قوات النخبة الأوكرانية، الذين بلغ عددهم نحو 194 الف محارب محترف، واستخدموا ضد الروس أسلوب الإغراق الناري المضاد بالأسلحة الدقيقة الذكية الدفاعية.
وتم تزويدهم بالمرحلة الثانية الجبهوية بأسلحة ذكية هجومية مدفعية ومدفعية صاروخية، في محاولة للحفاظ على مستوى التفوق الذي كان في المرحلة الأولى الحضرية الدفاعية.
وهو ما دفع الروس إلى التحول إلى الوضع الدفاعي الخفي النشط لتحجيم الخسائر الروسية وإفشال مخطط الناتو بإضعاف القوة العسكرية الروسية.
وهو ما دفع الغرب إلى تحويل القوات الأوكرانية إلى قوات هجومية، لكشف الكوامن الدفاعية الروسية.
واليوم روسيا طورت أساليبها القتالية من وحي الخبرة الميدانية، وأدخلت أسلحتها الحديثة والمتطورة في حربها ورفعت حشودها الاحتياطية رفعة هائلة ونوعية، وسخرت 80% من مجمل قواتها الجوية لدعم قواتها البرية، وهو ما جعلها متفوقة بوضوح على الجبهة الأوكرانية الموكلة عن جبهة الناتو الغربية.
وللعلم توريط روسيا من طرف أمريكا بالحرب الأوكرانية التي انقلب بها السحر على الساحر، هو التوريط الثاني الذي ارادت به أمريكا إضعاف روسيا وكثر هيبتها العالمية!
فالجبهة الأولى كانت الجبهة السورية!
حيث سهلت حدوث التدخل الروسي بتلك الجبهة بعد أن زودت المخابرات الأمريكية داعش بنحو 400 قاذف سيتنغر بطريقة سرية، يتم تفعيل عملها بشيفرة لاسلكية خاصة، عندما يتمكن الروس من تدمير وتحييد مدافع م/ط عيار 57 ملم الذاتية الحركة الثنائية والمقطورة الأحادية السبطانة، التي يصل مداها المجدي المعدل بالحقبة العراقية البعثية حتى 7 كم وبسرعة أكبر من الطلقات السوفيتية.