تأثيـــر التضاريـــس والمنـــاخ الصحـــراوي علـــى عمـــل الوحـــدات المدرعـــة
العمليات العسكرية في الظروف والبيئات الصحراوية القاحلة desert operations يمكن أن تتسبب في أضرار وتلفيات جدية للأجهزة والمعدات العسكرية. درجات الحرارة المرتفعة والجفاف أسباب رئيسة لفشل وإخفاق الأجهزة، كما أن عمل الرياح المتصاعد يتسبب في تطاير وانتشار حبيبات الرمل الدقيقة وإثارة الغبار في الهواء وبالتالي نفاذ هذه الحبيبات إلى التجهيزات ذات الأجزاء المتحركة ومن ثم عرقلة عملها أو حتى تعطيلها. العربات، المجسات، وجميع الأسلحة ستكون متأثرة بهكذا ظروف. المكونات المطاطية rubber components مثل السدادات ومانعات التسرب تصبحان أكثر هشاشة، وتسرب الزيوت سيتكرر بشكل دوري وملفت للنظر.
في الحقيقة البيئة الصحراوية desert environment توصف عادة بتنوع خصائصها وأنماطها، فهناك في بعض الأماكن السهول الواسعة والمفتوحة، وفي مناطق أخرى نجد الممرات الضيقة بين المناطق الجبلية. الاعتقاد السائد لدى جميع مخططين هو أن البيئة الصحراوية تعرض قابلية حركة وتنقل جيدة إلى العربات المجنزرة track vehicles، في حين يمكن للعربات المدولبة wheel vehicles أن تكون مقبولة طالما هي تستطيع الذهاب إلى العديد من الأماكن التي تستطيع العربات المجنزرة بلوغها (معدل سرعتهم المنخفض في التضاريس السيئة poor terrain قد يكون غير مقبول أثناء بعض العمليات).
التضاريس الصحراوية يمكن أن تتفاوت وتتنوع في تفاصيلها. فهناك الأسطح المقساة الصخرية rocky hard-surface والتي تكون مبطنة بالتربة الرملية الناعمة. وهناك المناطق المستوية التي قد تكون بحيرات جافة أو مستنقعات مالحة وهذه عادة لا تدعم مرور العربات المجنزرة أو ذات العجلات الثقيلة لأنهم على الأرجح سيكونون مبللين أو رطبين أسفل القشرة المقساة الظاهرة. لذا يوصي المخططين بضرورة استكشاف واستطلاع التضاريس الصحراوية بعناية careful reconnaissance قبل السماح بانتقال العربات عبرها. فما يبدو أنه سطح مستوي في الصور الجوية، قد يخفي حافة صخرية شديدة الانحدار مع وادي محاط متشرب بالماء steep-walled wadis الذي سيعيق الحركة، خصوصا أثناء الليل. أيضاً في العديد من المواقع، المرور يكون محدداً ومقيداً نتيجة المضائق المحصورة على الطرق الجبلية. هذه يمكن أن تقدم مواقع كمين ممتازة لفرق صيد الدبابة.
في مناطق أخرى، الأسطح التي تبدو على أنها مستوية flat surface، قد تكون مليئة بالصخور الحجرية التي يمكن أن تلحق الضرر بجنازير الدبابات وعربات القتال الأخرى في لحظات قد تكون خطرة. دبابات المعركة وعموم العربات المجنزرة لها عادة مسافة خلوص أرضي آمن ground clearance لكنها قد تكون غير كافية في جميع الأحيان لعبور مناطق مملوءة بالصخور، مما يعرقل قابلية الحركة. لذا، سائقي العربات المدرعة يجب أن يكونوا مدربين جيداً على تقييم التضاريس والطرق التي سيسلكونها، وبالتالي اختيار أفضل الممرات التي تتيح التغلب وتجاوز التضاريس المختلفة التي قد يصادفونها.
يبقى التسخين الحراري thermal heating هو التهديد والعامل الأكثر حرجاً للعمليات الصحراوية. صفائح الدبابات والعربات المدرعة ستعمل مثل "مبتلعات الحرارة" heat sinks والظروف في داخل الهياكل ستتحول سريعاً لوضع لا يطاق وغير محتمل!! وحتى في الخارج، أسطح العربات يمكن أن تلهب الجنود وتتسبب الحرارة المفرطة في اشتعال تلقائي للمواد القابلة للإيقاد flammable materials. الأطقم غير المدربة جيداً على المناخ الصحراوي ستستغرق وقت أطول للتكيف والمواءمة مع هذه الظروف، يقابل ذلك على الأرجح خسارة كبيرة في قابلية التأثير والفاعلية القتالية حتى التعود على هذه البيئة. كلتا القوات البريطانية والألمانية واجهت مثل هذه التأثيرات خلال الحرب العالمية الثانية أثناء القتال في الصحراء الغربية لشمال أفريقيا.
خلال ساعات النهار الطويلة ودرجات الحرارة المتطرفة extreme temperatures، محركات الدبابات والعربات المدرعة سوف تواجه ضغوط تحميل عالية وبالنتيجة مستويات تآكل وإهتراء أسرع للعديد من أجزائها الميكانيكية. هي عرضة لمواجهة حالات تسرب الزيت بما في ذلك الأجزاء محكمة الغلق لمجموعة توليد الطاقة، وبالنهاية يمكن مواجهة حالة "فشل المحرك" engine failure. حتى بطاريات التشغيل سوف تواجه مشاكل من نوع ما وسوف لن تحافظ على مخزون شحنتها الكهربائية خلال الأجواء شديدة الحرارة.