عملة تحكي قصة تاريخ، هي من القصص التي تكررت وتتكرر كثيرا، في الوقت الذي كان الصليبيون يقضمون اراضي المسلمين في الاندلس، كان المسلمون مشغولون بحروبهم الخاصة بينهم
من التاريخ :
حصار مدينة تلمسان عاصمة الدولة الزبانية من طرف الدولة المرينية بين 1299 و 1307 ميلادية ..
و يذكر المؤرخ يحيى بن خلدون أن مدة الحصار ( 8 سنوات ) و كثافة الهجمات بالمجانيق الثقيلة و المقالع الضخمة تجعل حصار تلمسان فريداً من نوعه في تاريخ البشرية، دون أن تستسلم العاصمة الزبانية تلمسان ، رغم المعاناة الكبيرة التي لحقت بالشعب ..
و يُقال أنَّ عددَ الجنود المرينيين الذين قتلوا في المعارك أكثر من 120 ألف ، ( فتأمل ) بالإضافة الى الخسائر الزيانية الكبيرة من الجنود و المدنيين ..
كانت تلمسان في ذلك الوقت عاصمة للمملكة الزيانية القوية ( و تُسمَّى أيضاً مملكة بني عبد الواد ) وهي التي كانت تتحكم في قوافل الذهب القادمة من إفريقيا عبر سجلماسة ..
و حاول السلطان المريني كسر هذه القوة الإقتصادية الكبيرة و لكن هجوم جيشه الذي نجح في إفتكاك سجلماسة( تافيلالت ) من يدي الربانيين ، كان مآله الفشل الذريع في حصار تلمسان ، و مات في مدينة المنصورة التي بناها خلال الحصار في محيط تلمسان ..
و عند إنتشار خبر وفاته ، دبت الفوضى في صفوف الجيش المريني ، فقام الملك الزياني بهجوم مضاد كبير و طاردَ المرينيين حتى مشارف عاصمتهم فاس ، ثم ذهب جنوباً لإسترجاع مدينة سجلماسة الهامة من الناحية الإقتصادية .
كان ملكُ الدولة الزيانية في ذلك الوقت عثمان بن يغموراسن ..
بينما كان ملكُ المرينيين يوسف بن يعقوب ..
و في هجومه المضاد قام الملك عثمان بن يغموراسن بإستعادة مدينة وجدة التي خربها المرينيون قبل وصولهم إلى ضواحي تلمسان ، و كانت وجدة تابعة لمملكة تلمسان ، و بعد أن أرسى الملك الزياني سلطته على وجدة و سجلماسة في الجنوب ( تافيلالت حالياً و بعد مدة بدأت مدينة سجلماسة في الإندثار بسبب الصراعات القبلية البربرية مثل زنانة و مصمودة و مكناسة، و هي التي كانت دائماً مزدهرة عندما كانت تابعة لمملكة تلمسان وقبل ذلك لدولة الموحدين و قبلهم دولة المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين من الساقية الحمراء ( الصحراء الغربية ) ..
الوفاة المفاجئة للملك المريني في 13 مايو 1307, كان من شأنها أن تؤدي إلى صراع على الخلافة في بيت المرينيين مما سيفيد خاصة عاصمة الزيانيين تلمسان "لؤلؤة المغرب" .
و لتخليد هذه الذكرى ضرب الزبانيون عملةً جديدة تحمل عبارة " وما اقرب فرج الله". ليتم بعد سنة من ذلك ( في أبريل 1308 ) تسليم جميع المدن و القلاع و الحصون للملك بوزيان بن يغمراسن بدون قتال بعد إستسلام الضباط المرينيين ..
كان مصير كل القبائل التي ساندت الغازي المريني إما الفرار إلى المناطق القاحلة أو العقوبة المفروضة على المهزوم.
كما أمر الملك بوزيان بن يغموراسن بمحو مدينة المنصورة ( التي بناها ملك المرينيين أثناء حصاره لتلمسان ) ولم يبقَ منها سوى أنقاض مئذنة المسجد والتي ما زالت حتى اليوم شاهدة على الحصار المغربي و المقاومة الباسلة لجنود و شعب تلمسان ..
وهجرت مدينة المنصورة سريعا بسرعة بنائها ، وهي المدينة التي عاشت لمدة ثماني سنوات ( 1299-1307 ) ميلادية ..
يمكن الإطلاع أكثر على هذه الفترة الملحمية في تاريخ الجزائر بالرجوع إلى ماكتبه المؤرخ يحيى بن خلدون حول حصار تلمسان و مقاومتها الباسلة..
المصدر : أبو زكريا يحيى ابن خلدون ، بغية الرواد في تاريخ بني عبد الواد ، طبعة الجزائر سنة 1903م ..
ملاحظة: الدولة الزيانية تسمى أيضاً دولة بني عبد الواد .
من التاريخ :
حصار مدينة تلمسان عاصمة الدولة الزبانية من طرف الدولة المرينية بين 1299 و 1307 ميلادية ..
و يذكر المؤرخ يحيى بن خلدون أن مدة الحصار ( 8 سنوات ) و كثافة الهجمات بالمجانيق الثقيلة و المقالع الضخمة تجعل حصار تلمسان فريداً من نوعه في تاريخ البشرية، دون أن تستسلم العاصمة الزبانية تلمسان ، رغم المعاناة الكبيرة التي لحقت بالشعب ..
و يُقال أنَّ عددَ الجنود المرينيين الذين قتلوا في المعارك أكثر من 120 ألف ، ( فتأمل ) بالإضافة الى الخسائر الزيانية الكبيرة من الجنود و المدنيين ..
كانت تلمسان في ذلك الوقت عاصمة للمملكة الزيانية القوية ( و تُسمَّى أيضاً مملكة بني عبد الواد ) وهي التي كانت تتحكم في قوافل الذهب القادمة من إفريقيا عبر سجلماسة ..
و حاول السلطان المريني كسر هذه القوة الإقتصادية الكبيرة و لكن هجوم جيشه الذي نجح في إفتكاك سجلماسة( تافيلالت ) من يدي الربانيين ، كان مآله الفشل الذريع في حصار تلمسان ، و مات في مدينة المنصورة التي بناها خلال الحصار في محيط تلمسان ..
و عند إنتشار خبر وفاته ، دبت الفوضى في صفوف الجيش المريني ، فقام الملك الزياني بهجوم مضاد كبير و طاردَ المرينيين حتى مشارف عاصمتهم فاس ، ثم ذهب جنوباً لإسترجاع مدينة سجلماسة الهامة من الناحية الإقتصادية .
كان ملكُ الدولة الزيانية في ذلك الوقت عثمان بن يغموراسن ..
بينما كان ملكُ المرينيين يوسف بن يعقوب ..
و في هجومه المضاد قام الملك عثمان بن يغموراسن بإستعادة مدينة وجدة التي خربها المرينيون قبل وصولهم إلى ضواحي تلمسان ، و كانت وجدة تابعة لمملكة تلمسان ، و بعد أن أرسى الملك الزياني سلطته على وجدة و سجلماسة في الجنوب ( تافيلالت حالياً و بعد مدة بدأت مدينة سجلماسة في الإندثار بسبب الصراعات القبلية البربرية مثل زنانة و مصمودة و مكناسة، و هي التي كانت دائماً مزدهرة عندما كانت تابعة لمملكة تلمسان وقبل ذلك لدولة الموحدين و قبلهم دولة المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين من الساقية الحمراء ( الصحراء الغربية ) ..
الوفاة المفاجئة للملك المريني في 13 مايو 1307, كان من شأنها أن تؤدي إلى صراع على الخلافة في بيت المرينيين مما سيفيد خاصة عاصمة الزيانيين تلمسان "لؤلؤة المغرب" .
و لتخليد هذه الذكرى ضرب الزبانيون عملةً جديدة تحمل عبارة " وما اقرب فرج الله". ليتم بعد سنة من ذلك ( في أبريل 1308 ) تسليم جميع المدن و القلاع و الحصون للملك بوزيان بن يغمراسن بدون قتال بعد إستسلام الضباط المرينيين ..
كان مصير كل القبائل التي ساندت الغازي المريني إما الفرار إلى المناطق القاحلة أو العقوبة المفروضة على المهزوم.
كما أمر الملك بوزيان بن يغموراسن بمحو مدينة المنصورة ( التي بناها ملك المرينيين أثناء حصاره لتلمسان ) ولم يبقَ منها سوى أنقاض مئذنة المسجد والتي ما زالت حتى اليوم شاهدة على الحصار المغربي و المقاومة الباسلة لجنود و شعب تلمسان ..
وهجرت مدينة المنصورة سريعا بسرعة بنائها ، وهي المدينة التي عاشت لمدة ثماني سنوات ( 1299-1307 ) ميلادية ..
يمكن الإطلاع أكثر على هذه الفترة الملحمية في تاريخ الجزائر بالرجوع إلى ماكتبه المؤرخ يحيى بن خلدون حول حصار تلمسان و مقاومتها الباسلة..
المصدر : أبو زكريا يحيى ابن خلدون ، بغية الرواد في تاريخ بني عبد الواد ، طبعة الجزائر سنة 1903م ..
ملاحظة: الدولة الزيانية تسمى أيضاً دولة بني عبد الواد .