- إنضم
- 14 يوليو 2009
- المشاركات
- 1,143
- التفاعل
نشرت صحيفة " كوميرسانت" مقالا تحت هذا العنوان حيث تبرز ان الازمة وجهت ضربة مؤلمة أخرى الى الصناعات الحربية الروسية. وقد توقف العمل في مصنع "سوكول" الواقع بمدينة "نيجني نوفغورود" على تشكيل دفعة من مقاتلات " ميغ-31 أي" كان من المتوقع ان ترسل الى سوريا. ويرى الخبراء ان سبب توقف العمل يكمن في عدم توفر ألاموال.
لقد أثرت الازمة الاقتصادية العالمية سلبا على عمل الصناعة الحربية الروسية وإداء مهامها فيما يتعلق بتنفيذ العقود الخارجية.
توقف العمل
الجدير بالذكر ان شركة " سوكول " الروسية كانت قد أوقفت عام 2008 عملها على تنفيذ صفقة توريد المقاتلات الاعتراضية من طراز " ميغ – 31 أي" إلى سوريا. و علل مجلس ادارة الشركة توقف العمل ب " غياب العقد". وسيناقش يوم 29 مايو/آيار اجتماع المساهمين في الشركة هذه المسألة ، ويرى الخبراء ان الاجتماع سيوافق على قرار مجلس الادارة.
سبب القرار
يطرح ممثلون عن الوزارات المختلفة فرضيات متفاوتة لأسباب فسخ الصفقة. وبموجب إحدى تلك الفرضيات فان توقف العمل على تحديث الطائرة تم بضغط من إسرائيل، التي لا ترغب بتوفر أسلحة حديثة لدى جيرانها. أما الفرضية الاخرى فتفيد بان الازمة المالية هي التي تسببت في ايقاف العمل، علما ان الجانب السوري وجد نفسه غير قادر على تسديد قيمة الصفقة.
تاريخ الصفقة
لقد تم توقيع اتفاقية توريد دفعة كبيرة من المقاتلات الروسية الحديثة الى سوريا عام 2007 بين حكومة سورية وشركة "روس أوبورون أكسبورت". وكان على الجانب الروسي بموجب الاتفاقية تزويد القوات الجوية السورية ب 8 مقاتلات من الطراز المذكور أعلاه. لكن السوريين طالبوا بإجراء تحديث لمقاتلات " ميغ" وتولت شركة " سوكول" أداء هذه المهمة.
تقاليد سوفيتية
يعد الشرق الاوسط من أهم مسارات تصدير الاسلحة الروسية الى الخارج. وكان الاتحاد السوفيتي في عهد انهيار الامبراطوريات الاستعمارية والحرب الباردة مع الغرب يدعم دولا فتية في الشرق االاوسط، وبينها سوريا ومصر والاردن. وكان ضباط من جيوش تلك الدول يتلقون التعليم ويتقنون كفاءتهم الحربية في الاكاديميات العسكرية السوفيتية. كما كان الاتحاد السوفيتي حينذاك يرسل الى الدول النامية كميات هائلة من التقنيات الحديثة، بغية تجربتها في جبهات الحروب الاسرائيلية العربية. وقد تواصلت تقاليد توريد المعدات الحربية الى تلك الدول بعد تفكك الاتحاد السوفيتي. وتشتري سوريا ومصر لحد الان بعض النماذج ولو لم تكن حديثة من الاسلحة الروسية.
وقد حطمت شركة " روس أبورون أكسبورت" التي تعود اليها نسبة 90 % من الاسلحة الروسية المصدرة الى الخارج، حطمت عام 2008 رقما قياسيا في مجال المبيعات العسكرية، حيث باعت في هذا العام أسلحة بمبلغ قدره 8.5 مليار دولار. وقد شهدت قبل ذلك الصفقة الجزائرية نصيبا محزنا، عندما فسخت الجزائر الصفقة الموقعة مع روسيا في توريد المقاتلات من طراز " ميغ – 29" واعادت الطائرات المصدرة اليها الى روسيا، علما ان الاتفاقية الخاصة بغيرها من انظمة الاسلحة تم انجازها تماما. فيما مكن فشل الصفقة الجزائرية وزارة الدفاع الروسية من التعويل على الاستحواذ على الطائرات " الجزائرية". وحصلت القوات الجوية الروسية في آخر المطاف على الطائرات المحدثة من طراز" ميغ – 29". وقد تم اصلاحها وادخالها قيد الاستخدام بصفتها نماذج ممتازة للاسلحة الجوية.
واعلن الكسندر بريدنيكوف المسؤول عن مجموعة المستشارين في شركة " روس أبورون أكسبورت" في أواخر أبريل/نيسان الماضي ان الشركة لا تستبعد ظهور عقبات في تنفيذ بعض الصفقات الخارجية الخاصة بتوريد ألاسلحة الى أصحاب الطلب الاجانب. وأوضح بريدنيكوف قائلا: " بحسب تقييماتنا فان الشركات المشغلة بمستويات التكامل المتدنية والتابعة لمجمع الصناعات الحربية الروسية هي التي ستتأثر جراء الازمة أكثر من أية شركات اخرى عاملة في السوق، الامر الذي قد يسبب عدم تنفيذ تعهداتها الخارجية ، اذ انها تواجه مصاعب مالية".
