كان احتلال الجولان من قبل الكيان الإسرائيلي آخر مرحلة من مراحل تغيرات الحدود السورية- الفلسطينية، بين عامي 1916 و1973. فبحسب تلك الاتفاقية رسمت سلطات الانتدابين الفرنسي والإنكليزي الحدود بخط ممتد من رأس الناقورة إلى بحيرة طبرية، ومنها يمرقريباً من سمخ فنهر اليرموك ومجراه، بحيث يدخل ثلثا البحيرة ومعظم الجليل وسهل الحولة كله في أراضي الانتداب الفرنسي في سورية ولبنان. لكن ذلك لم يرض الصهيونية العالمية ومخططاتها المستقبلية، فمارست شتى أشكال الضغط على سلطات الانتداب، خاصة بعد التزام بريطانية بوعد بلفور الذي أعلن في عام (1917م) بغية تغيير الحدود لصالح قيام كيان يهودي في فلسطين، مزود بمصادر مائية كافية. و لقد وضعت لهذه الغاية مقترحات مختلفة سنة 1919 ثم سنة 1920، حتى تم توقيع اتفاق آذار لسنة 1923، الذي أقرت بموجبه الحدود من قبل حكومتي الانتداب، و رسمت الحدود الدولية المعترف بها بين سورية ولبنان وفلسطين. والتي مازالت معترف بها رسمياً ودولياً. لكن أطماع الصهيونية لم تتوقف، فقامت إسرائيل باحتلال الجولان ثم ضمته إليها مسيطرة بذلك على جميع مصادر مياه أعالي نهر الأردن في الجولان. وعلى الرغم من تحرير أجزاء من الأراضي السورية المحتلة في سنة 1973، ما زال الجولان يرزح تحت نير الاحتلال الإسرائيلي .
التعديل الأخير: